فولكر تورك لـ«الشرق الأوسط»: الكلمات تعجز عن وصف حجم المعاناة في غزة

المفوض الأممي لحقوق الإنسان: 70 % من قتلى غزة نساء وأطفال... ونصف مليون معرّضون للمجاعة

TT

فولكر تورك لـ«الشرق الأوسط»: الكلمات تعجز عن وصف حجم المعاناة في غزة

تورك لدى إلقائه خطاباً في الذكرى السنوية الـ75 لاعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بجنيف في 11 ديسمبر (رويترز)
تورك لدى إلقائه خطاباً في الذكرى السنوية الـ75 لاعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بجنيف في 11 ديسمبر (رويترز)

عجز المفوّض الأممي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، عن إيجاد كلمات تصف حجم معاناة أهل غزة، داعياً إلى وقف إطلاق نار عاجل على أسس إنسانية. ومع تواصل القصف الإسرائيلي على القطاع، جدّد تورك تحذيره من أن «لا مكان آمناً» في غزة، لافتاً إلى أن 70 في المائة من القتلى هم من الأطفال والنساء.

ومع دخول حرب غزة يومها الـ84، دقّ المفوّض الأممي ناقوس الخطر إزاء انعدام الأمن الغذائي في القطاع، لافتاً في حوار مع «الشرق الأوسط» إلى أن نصف مليون شخص أصبحوا معرّضين لخطر المجاعة.

أما في الضفة الغربية التي تشهد تصاعداً في عنف المستوطنين، شدد فولكر على أهمية المساءلة، ودعا إلى التحقيق في الحوادث «المروعة» بحق الفلسطينيين.

تطرّق تورك كذلك إلى الحرب في السودان، مديناً استمرار الصراع «العبثي» بين الجنرالين، وداعياً إلى ضرورة وقف القتال وإعطاء المدنيين كلمة في مستقبل البلاد.

وبينما يعيش ربع الإنسانية حول العالم في مناطق غائصة في الصراعات والعنف المسلح، دعا تورك إلى ضرورة احترام قواعد الحروب لمنع استمرار «الانتهاكات البشعة». بيد أنه رفض فكرة إصلاح أو مراجعة الإطار الدولي لحقوق الإنسان، عادَّاً أن التحدي يكمن في التنفيذ، لا في المعايير المعتمدة.

في ما يلي أبرز ما ورد في الحوار...

لا مكان آمناً في غزة

جدّد المفوض السامي لحقوق الإنسان دعوته العاجلة إلى وقف إطلاق النار على أسس إنسانية في غزة، مؤكداً سقوط 20 ألف قتيل في القطاع منذ بداية الحرب، 70 في المائة منهم من الأطفال والنساء.

وبعد مرور 12 أسبوعاً على الهجوم الذي شنّه مقاتلو حركة «حماس» على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، والذي تسبب في مقتل 1200 وأخذ 240 رهينة، وفق تل أبيب، شنّت القوات الإسرائيلية حرباً دمّرت جزءاً كبيراً من قطاع غزة، وتسببت في مقتل أكثر من 20 ألف شخص، ونزوح غالبية سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة أكثر من مرة.

وبينما يتواصل القصف الإسرائيلي العنيف على القطاع، حذّر تورك من انعدام الأمن الغذائي، حيث «تأثر جميع سكان القطاع بذلك»، في حين أصبح «نصف مليون بينهم معرّضون لخطر المجاعة». كما أشار إلى تفاقم معاناة النازحين الفلسطينيين مع انخفاض درجات الحرارة. وقال: «لكِ أن تتخيلي ما يعنيه حلول فصل الشتاء (في هذه الظروف)، حيث نرى انخفاض درجات الحرارة، والناس غير قادرين على النوم بشكل مناسب، كما أنهم غير قادرين على الحصول على المساعدة الإنسانية».

وعن استمرار القصف، قال تورك: إن «لا مكان آمناً في القطاع»، لافتاً إلى أن بعض أوامر الإخلاء الصادرة عن الجيش الإسرائيلي «تصدر خلال فترة زمنية قصيرة جداً. ولا يستطيع الناس اتّباعها بشكل مناسب». وتابع: «ينبغي القول كذلك إنه لا يوجد مكان آمن في غزة نفسها في الوقت الحالي. لا يمكننا التحدث عن السلامة في أي مكان. وبالتالي، إلى أين سيذهب الناس؟».

وقال المفوض الأممي: إن الوضع في غزة «كارثي»؛ إذ يتواجد اليوم «ما يزيد على مليون فلسطيني في جنوب رفح. (...) الناس ينامون في الشوارع، في العراء. وبعضهم لم يتمكن حتى من اتباع أوامر الإخلاء. نحن نواجه وضعاً كارثياً للغاية».

وتساءل تورك عن «ما ينبغي أن يحدث لتقديم حجة قوية لمدى كارثية الوضع»، مجدداً أن «ما نحتاج إليه اليوم بشكل عاجل هو وقف لإطلاق النار لأسباب إنسانية حتى تنتهي هذه المأساة».

إحباط داخل الأمم المتحدة؟

توحي تصريحات المسؤولين الأمميين المتتالية حول حرب غزة بشعور بالإحباط من فشل المجتمع الدولي في الدعوة إلى وقف إطلاق نار فوري ودائم في القطاع.

إلا أن تورك رأى في قرار مجلس الأمن الدولي، الذي دعا الأسبوع الماضي إلى «اتخاذ خطوات عاجلة للسماح فوراً بإيصال المساعدات الإنسانية بشكل موسَّع وآمن ودون عوائق ولتهيئة الظروف اللازمة لوقف مستدام للأعمال القتالية»، إشارة واضحة.

جانب من جلسة مجلس الأمن الدولي التي عُقدت لمناقشة الأوضاع في غزة في 22 ديسمبر (أ.ب)

وقال: «أعلن مجلس الأمن بوضوح تام في الأسبوع الماضي أنه يجب أن تكون هناك طريق نحو وقف الأعمال العدائية. لذا؛ فإني أعتقد أن مجلس الأمن قد تحرك في اتجاه إعطاء إشارة واضحة للغاية».

وتابع: «آمل فقط أن يستخدم كل من له تأثير على إسرائيل و(حماس) نفوذه؛ حتى يعودوا إلى رشدهم، ويروا أن السبيل الوحيد للخروج هو وقف القتال. لا يمكننا أن نستمر في هذا العنف؛ لأن الناس سيعانون بشكل لا أستطيع حتى وصفه». وأضاف: «لا أجد الكلمات المناسبة لوصف هذا الوضع، وآمل فقط أن يتبين أن السبيل الوحيد للخروج منه هو وقف العنف».

التحقيق في «جرائم الحرب»

عند سؤاله عن ما إذا كان مكتبه سيشارك في التحقيق في جرائم حرب إسرائيلية محتملة في قطاع غزة، قال تورك: إن «المساءلة ومحاسبة انتهاكات حقوق الإنسان التي حدثت من طرف الجانبين (في إشارة إلى حركة «حماس» وإسرائيل) يجب أن تؤخذ على محمل الجد، ويجب التحقيق فيها وتقديمها إلى العدالة»، مضيفاً أن «الإفلات من العقاب لن يخدم أي غرض».

وأوضح المفوض، أنه «بمجرد توقف القتال، يجب أن تكون حقوق الإنسان محورية في ما نأمل أن يكون تعايشاً سلمياً بين الإسرائيليين والفلسطينيين». وشدد في الوقت ذاته على أهمية المساءلة، وقال: «فما رأيناه في الكثير من الصراعات حول العالم هو أن المساءلة لا تؤخذ على محمل الجد. وإذا لم تؤخذ على محمل الجد، فإننا سنرى تكرار أعمال العنف والصراع».

بصيص أمل «اليوم التالي»

ورغم حجم المعاناة الإنسانية التي يشهدها المدنيون في غزة، يتمسّك تورك ببصيص أمل في «اليوم التالي».

وقال: «من الواضح أنني أشعر باليأس على المستوى الشخصي، وأشعر بقلق عميق وتعاطف عميق وتضامن مع جميع الأشخاص الذين يعانون. ولكن من الصحيح أيضاً أن هناك يوماً تالياً. لأننا رأينا ذلك مع كل الصراعات. سيكون هناك يوم تالٍ، وعلينا الاستعداد له».

ويرى المسؤول الأممي الرفيع، أن السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة هو الإيمان بقدرة الإسرائيليين والفلسطينيين على العيش جنباً إلى جنب في سلام.

ويبرّر تورك تمسّكه بالأمل بما حملته زياراته إلى منطقة الشرق الأوسط من لقاءات. ويقول: «عندما ذهبت إلى مصر والأردن، وعندما أتيحت لي فرصة التعامل مع نشطاء حقوق الإنسان الإسرائيليين، رأيت أملاً في نوع النقاشات التي أجريتها في المنطقة، خاصة بين الشباب الذين لم يفقدوا الأمل والإيمان بالسلام وحقوق الإنسان». وتابع: «هذا يمنحني أملاً في أنه سيكون هناك يوم تالٍ يمكن أن يخرجنا من هذا الوضع الرهيب».

تدهور الأوضاع في الضفة

تزامن حديث تورك لـ«الشرق الأوسط» مع صدور تقرير للأمم المتحدة يفصّل تدهور حقوق الإنسان بشكل متسارع في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، بعد 7 أكتوبر 2023، ويدعو إسرائيل إلى وضع حد لعمليات القتل غير المشروع وعنف المستوطنين ضد السكان الفلسطينيين.

وعبّر تورك عن قلقه الشديد مما يحدث في الضفة الغربية، وقال: «حتى قبل السابع من أكتوبر، شهدنا تدهوراً سريعاً في أوضاع حقوق الإنسان في الضفة، حيث قُتل نحو 200 فلسطيني. ومنذ 7 أكتوبر وحتى 27 ديسمبر (كانون الأول)، شهدنا مقتل 300 شخص آخرين، من بينهم أكثر من 70 طفلاً».

حقائق

300

عدد الفلسطينيين الذين قُتلوا على يد مستوطنين والقوات الإسرائيلية في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر وبينهم 70 طفلاً

وتابع: «إنه أمر لا يصدق. لقد شهدنا المزيد من اقتحامات المستوطنين. كما تعطلت عملية قطف الزيتون بشكل كبير (الذي يعدّ) بمثابة شريان حياة للكثير من العائلات الفلسطينية»، مضيفاُ: «نرى صوراً مروعة للعنف غير المقبول. ومن المهم جداً تحقيق المساءلة، والتحقيق في الحوادث، وتوقف العنف».

ودعا التقرير الأممي إلى وضع حد فوري لاستخدام الأسلحة العسكرية وأساليب وتكتيكات الوسائل العسكرية خلال عمليات إنفاذ القانون، وإلى وضع حد للاحتجاز التعسفي الجماعي وإساءة معاملة الفلسطينيين، وطالب برفع القيود التمييزية المفروضة على حرية التنقل.

وأكّد التقرير، أن من بين 300 فلسطيني الذين قُتلوا منذ 7 أكتوبر في الضفة الغربية والقدس الشرقية، قتلت القوات الإسرائيلية ما لا يقل عن 291 فلسطينياً، وقتل المستوطنون ثمانية، بينما قُتِل فلسطيني واحد إما على يد القوات الإسرائيلية أو المستوطنين.

صراع عبثي في السودان

عبّر المفوض الأممي لحقوق الإنسان عن استيائه من استمرار «الصراع العبثي» في السودان، مجدداً دعوته للجنرالين المتحاربين؛ قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو، بـ«العودة إلى رشدهما» ووقف القتال.

واستذكر تورك زيارته إلى السودان قبل أكثر من عام، حيث عقد لقاءات «مشجعة للغاية» مع «المدافعين عن حقوق الإنسان، والشباب والنساء الذين كانوا جزءاً من الثورة للإطاحة بثلاثين عاماً من الدكتاتورية العسكرية». وقال: «عندما بدأ القتال مرة أخرى في أبريل (نيسان) من العام الماضي بين هذين الجيشين، بين هذين الرجلين وجيوشهما، انفطر قلبي لمعاناة جميع السودانيين».

وأشار تورك إلى التدهور السريع الذي شهدته الخرطوم، «حيث اضطررنا إلى إجلاء موظفينا. ويمكنكِ أن تتخيلي ما يعنيه ذلك بالنسبة للناس؛ إذ إن المستشفيات لم تعد تعمل، كما لم تعد المساعدات الإنسانية تصل بالطريقة المناسبة». أما في دارفور، فندد فولكر بـ«استئناف القتال المروع مرة أخرى، بما في ذلك على أساس عرقي، وهو أمر اعتقدنا أنه تم تجاوزه».

واستنكر المسؤول الأممي «استمرار تصعيد لا معنى له»، مستبعداً أن «يتمكن أي طرف من تحقيق أي شيء من خلال الصراعات العسكرية». وقال: «سيتعيّن العودة إلى بناء بلد يكون للمدنيين فيه كلمتهم؛ لأن هذا هو ما يريدون، وحيث تلعب حقوق الإنسان دوراً رئيسياً ومركزياً. هذا ما أراده شعب السودان منذ عقود. ولا يسعنا إلا أن ندعمهم في هذا، وآمل أن يعود كلا الزعيمين إلى رشدهما وينهيا هذه الحرب العبثية».

وكان المفوّض قد حثّ مراراً كلاً من الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» على احترام القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان. وعلى الطرفَيْن حماية المدنيين والأعيان المدنية. كما شدد على حماية طرفي الصراع العاملين في الإغاثة والمدافعين عن حقوق الإنسان، الذين تشتد أهمية عملهم في مثل هذه الظروف الصعبة، وأن يضمنا حصول المدنيين على المساعدات الإنسانية التي هم بأمسّ الحاجة إليها.

قواعد الحروب

وعن صعوبة تقديم المساعدات الإنسانية الأساسية في حربَي السودان وغزة، ذكّر تورك بمبادئ العمل الإنساني، والتي تشمل الوصول الحر وغير المحدود للمساعدات الإنسانية، وحماية العاملين في المجال الإنساني، وتصنيف المنع التعسفي للمساعدات الإنسانية «جريمة حرب».

وقال: إن «هذه مجالات تحتاج حقاً إلى إعادة تأكيد، ويجب التفكير فيها كمبادئ إنسانية أساسية يجب احترامها». وتابع: «أعتقد أن العالم في حاجة إلى أن ينتبه لذلك، وأن يطالب به جميع الأطراف المتحاربة حول العالم».

تُخاض الحروب وفق قواعد يجب احترامها

فولكر تورك

ولفت تورك إلى أن «هناك أكثر من 50 صراعاً وحالة عنف حول العالم، ونرى أن نوعية الانتهاكات أصبحت بشعة ومروعة لدرجة أنك تتساءل ما إذا كان أولئك الذين يشنّون هذه الحروب، والذين يقفون خلفها، يعرفون حقاً ما هو جوهر الإنسانية»؟.

وشدد على أن «الحروب، عندما تخاض للأسف، فإنها تُخاض وفق قواعد يجب احترامها».

إصلاح الإطار الدولي لحقوق الإنسان

سألت «الشرق الأوسط» تورك عن ما إذا كان الإطار الدولي لحقوق الإنسان في حاجة إلى مراجعة أو إصلاح. فجاء ردّه حاسماً: المشكلة تكمن في آليات التنفيذ، لا في المعايير المتفق عليها دولياً.

وقال: «أعتقد أنه من المهم جداً أن ندرك أن لدينا معايير وإطاراً معيارياً معتمداً. المشكلة تتعلق بالتنفيذ». وتابع: «لدينا هذه المعايير، وقد تم تجربتها واختبارها على مدى عقود. لقد تم تطويرها في كثير من الأحيان بجهد مُضنٍ من قِبل المجتمع الدولي، والدول الأعضاء (في الأمم المتحدة)، والمجتمع المدني على مدى عقود عديدة. لذا؛ فإن الأمر لا يتعلق بالقواعد أو المعايير، بل يتعلق بتنفيذها».

ورأى تورك، أن هناك دعوة واضحة للعمل بحقوق الإنسان، وبالحريات الأساسية في إطار الصراعات وخارجها أيضاً، ولضمان الحريات الأساسية. «وأعتقد أنه يجب أن يكون هناك المزيد من التثقيف حول قيمة حقوق الإنسان، بحيث تؤثر أيضاً على القرارات السياسية».

ومع إقبال العالم على انتخابات في نحو 70 دولة، وانخراط نحو 4 مليارات شخص في اختيار حكومات وزعماء وبرلمانات جديدة، شدد تورك على أهمية «نظر الناخبين بعناية شديدة إلى البرامج السياسية التي يتم طرحها، وما إذا كانت هذه البرامج السياسية متوافقة مع حقوق الإنسان الحقوق. وإذا لم تكن كذلك، فقد لا يرغبون في التصويت لصالح هؤلاء المرشحين».

أزمة الهجرة ومستقبل أوروبا

مع إقبال عدد من الدول الأوروبية على موسم انتخابي جديد في عام 2024، حذّر تورك من أن تتحول قضية الهجرة وحماية اللاجئين إلى «ورقة مزايدات سياسية»، محذراً من تجريد المهاجرين من إنسانيتهم.

وقال: «يجب أن تُعالج قضايا الهجرة واللاجئين على أساس الحقائق والأدلة (...) بطريقة غير مسيسة. لأن ما أراه بدلاً من ذلك في كثير من الأحيان، هو (تسييس القضية) على أساس الهوية. كما أن العنصرية تظهر أحياناً (في هذه النقاشات) بصراحة»، وتابع: «من المهم حقاً أن نتغلب على ذلك، وأن ننظر إلى الهجرة كقوة من أجل الخير، وكشيء تحتاج إليه المجتمعات».

ورأى تورك أن مستقبل أوروبا يعتمد على الهجرة، آسفاً لتقديم «وسائل الإعلام الجانب السلبي منها فقط».

 

 

أما عن قضية اللجوء، وتشدد السياسات الأوروبية تجاهها، دعا تورك إلى العودة «إلى بدايات حركة حقوق الإنسان، التي ضمنت للفارين من الحرب والاضطهاد وانتهاكات حقوق الإنسان حق طلب اللجوء». وقال: «هذا هو القانون، ويجب احترامه».

وعن السياسات التي تتبّعها المملكة المتحدة في مواجهة الهجرة، قال تورك: إن «ما يقلقني هو تجريد المهاجرين واللاجئين من إنسانيتهم في النقاشات العامة. هذا ليس أمراً جيداً، بل هو مُضِر لأي مجتمع». وتابع أنه يلمس هذا التوجه على نطاق أوسع، «حيث يتم تجريد المهاجرين واللاجئين من إنسانيتهم. ولا يُنظر إليهم كأشخاص لديهم احتياجات ويتمتعون بحقوق».


مقالات ذات صلة

وزير إسرائيلي ينتقد من مدريد رئيس الوزراء الإسباني

شؤون إقليمية وزير الشتات الإسرائيلي عميحاي شيكلي في مؤتمر «أوروبا فيفا 24» الذي نظمه حزب «فوكس» اليميني المتطرّف الإسباني (رويترز)

وزير إسرائيلي ينتقد من مدريد رئيس الوزراء الإسباني

وجّه وزير إسرائيلي خلال زيارة إلى مدريد اليوم الأحد انتقاداً شديد اللهجة إلى رئيس الوزراء الإسباني بسبب عزمه على الاعتراف قريباً بدولة فلسطينية.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الولايات المتحدة​ طالب من خريجي كلية مورهاوس في أتلانتا هذا العام يحمل العلم الفلسطيني مديراً ظهره للرئيس الأميركي جو بايدن أثناء إلقائه خطاب التخرج الأحد (أ.ف.ب)

بايدن: ما يحدث في غزة «مفجع» وأزمة إنسانية لا بد من وقفها

دعا الرئيس الأميركي جو بايدن إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، مشيراً إلى أن ما يحدث في غزة أمر مفجع وأزمة إنسانية لا بد من وقفها.

هبة القدسي (واشنطن)
شمال افريقيا موقع على الحدود مع القطاع... ويظهر في الصورة العلم الإسرائيلي في شمال غزة (أ.ف.ب)

ترقب وحذر في مصر بشأن ميناء غزة العائم

أثار «الميناء العائم» الذي تديره الولايات المتحدة في غزة تساؤلات بشأن الموقف المصري من الميناء.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية أم فلسطينية وأقاربها يوم الأحد في دير البلح يحملون جثمان طفلة قتلتها غارة إسرائيلية (رويترز)

إسرائيل تكثف قصف غزة على وقع زيارة سوليفان

كثّف الجيش الإسرائيلي الأحد قصف غزة بينما التقى مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية غانتس يتحدث الاثنين الماضي في مقر وزارة الدفاع بتل أبيب بمناسبة ذكرى ضحايا الحروب الإسرائيلية (مكتب غانتس)

شرارة المعركة الانتخابية المبكرة في إسرائيل تنطلق... ونتنياهو يستنفر

توضح القراءة المتأنية لخطاب عضو مجلس قيادة الحرب، بيني غانتس، أنه الشرارة الأولى في المعركة الانتخابية المبكرة التي يتهرب منها ويحاول الجنرالات فرضها عليه.

نظير مجلي (تل أبيب)

إسبانيا تستدعي سفيرتها من الأرجنتين إلى أجل غير مسمّى

العلم الإسباني في مدريد (رويترز)
العلم الإسباني في مدريد (رويترز)
TT

إسبانيا تستدعي سفيرتها من الأرجنتين إلى أجل غير مسمّى

العلم الإسباني في مدريد (رويترز)
العلم الإسباني في مدريد (رويترز)

أعلنت الحكومة الإسبانية، اليوم (الأحد)، أنها استدعت سفيرتها من بوينس آيرس إلى أجل غير مسمّى بعد أن قام الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي بـ«إهانة إسبانيا» ورئيس وزرائها بيدرو سانشيز.

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، طلب وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس من ميلي تقديم «اعتذار علني» في أعقاب تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها الرئيس الأرجنتيني قبل ساعات من ذلك تتعلق بقرينة سانشيز.


حرب النجوم الجديدة... «البنتاغون» يستعد لمواجهة في الفضاء

إطلاق الصاروخ الثقيل «دلتا 4» للمدار حول كوكب الأرض من قاعدة «كيب كانافيرال» (صفحة القوة الفضائية للجيش الأميركي عبر «فيسبوك»)
إطلاق الصاروخ الثقيل «دلتا 4» للمدار حول كوكب الأرض من قاعدة «كيب كانافيرال» (صفحة القوة الفضائية للجيش الأميركي عبر «فيسبوك»)
TT

حرب النجوم الجديدة... «البنتاغون» يستعد لمواجهة في الفضاء

إطلاق الصاروخ الثقيل «دلتا 4» للمدار حول كوكب الأرض من قاعدة «كيب كانافيرال» (صفحة القوة الفضائية للجيش الأميركي عبر «فيسبوك»)
إطلاق الصاروخ الثقيل «دلتا 4» للمدار حول كوكب الأرض من قاعدة «كيب كانافيرال» (صفحة القوة الفضائية للجيش الأميركي عبر «فيسبوك»)

يسارع «البنتاغون» لتوسيع قدراته على شن حرب في الفضاء، بعدما أصبح مقتنعاً بأن تقدم الصين وروسيا في عمليات الفضاء يشكل خطراً متنامياً على القوات والقواعد الأميركية على الأرض، وكذلك على الأقمار الاصطناعية.

ورغم أن تفاصيل خطوات «البنتاغون» في هذا الاتجاه تبقى سرية للغاية، فإن مسؤولين في وزارة الدفاع أقروا بأن المبادرات الأميركية تمثل تحولاً في العمليات العسكرية بعدما أصبح الفضاء ساحة معركة.

الولايات المتحدة، وفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز»، لن تبقى معتمدة على الأقمار الاصطناعية العسكرية في الاتصالات والملاحة ومتابعة وتحديد التهديدات، بعدما كانت لعقود من الزمن نقطة تفوق لـ«البنتاغون» في أي صراع.

إطلاق الصاروخ «فالكون 9» الذي يحمل قمراً اصطناعياً عسكرياً للمدار حول كوكب الأرض (صفحة القوة الفضائية للجيش الأميركي عبر «فيسبوك»)

وقال مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية، خلال لقاءات صحافية وخطابات، إن الولايات المتحدة تسعى لامتلاك أدوات جديدة على الأرض وفي الفضاء لحماية شبكة الأقمار الاصطناعية من أي هجوم، وفي حالات الضرورة، امتلاك أدوات لتعطيل مركبة للعدو في الفضاء.

تختلف الاستراتيجية الجديدة كلياً عن البرامج العسكرية السابقة بخصوص الفضاء كونها تركز على توسيع القدرات الهجومية، وهي بعيدة كل البعد عن برنامج حرب النجوم الدفاعي في الثمانينات الذي لم يتم تنفيذه وكان يركز على استخدام الأقمار الاصطناعية لحماية الولايات المتحدة من هجوم بصواريخ نووية.

إطلاق الصاروخ الثقيل «دلتا 4» للمدار حول كوكب الأرض من قاعدة «كيب كانافيرال» (صفحة القوة الفضائية للجيش الأميركي عبر «فيسبوك»)

وقال الجنرال شانس سالتزمان مدير العمليات الفضائية بالقوات الفضائية، في مارس (آذار): «يجب علينا حماية قدراتنا في الفضاء، وكذلك امتلاك القدرات اللازمة لحرمان العدو من استخدام إمكاناته. لو لم يكن لدينا (فضاء) سنخسر».

والقوات الفضائية هي وكالة أنشئت عام 2019 كفرع جديد للقوات الجوية الأميركية.

وأعلن مسؤولون بـ«البنتاغون» مؤخراً عن تقييم من مدير الاستخبارات الوطنية يقول إن روسيا والصين اختبرتا مؤخراً أنظمة ليزر أرضية عالية الطاقة، وصواريخ مضادة للأقمار الاصطناعية، وأقماراً اصطناعية ذات قدرة على المناورة ويمكنها تعطيل القدرات الأميركية في الفضاء.

وتصاعد القلق بعد تقارير عن احتمال تطوير روسيا لسلاح نووي فضائي، ما قد يدمر الأقمار الاصطناعية المدنية والعسكرية في المدار حول الأرض، إلى جانب استخدام روسيا تقنيات إعاقة وتشويش إلكترونية في حرب أوكرانيا أثرت في عدد من المرات على الأسلحة الأميركية.

من جانبه، أشار فرنك كيندال وزير القوات الجوية الأميركية إلى أن «الصين تمتلك عدداً من الإمكانات الفضائية مصممة لاستهداف قواتنا، ولن يكون في مقدورنا العمل بمنطقة غرب المحيط الهادي دون هزيمة هذه الإمكانات».

ويضيف الجنرال ستيفن ويتنيغ المشرف على القيادة الفضائية الأميركية أن «الصين ضاعفت 3 مرات شبكة جمع المراقبة وجمع الاستخبارات منذ عام 2018، وأصبحت تشبه (شبكة قتل) فوق المحيط الهادي لبحث وتتبع واستهداف القدرات العسكرية لأميركا وحلفائها».

ونفت روسيا والصين هذه الادعاءات، وقالتا إن الولايات المتحدة هي التي تدفع إلى عسكرة الفضاء. وحثت الدولتان، الشهر الماضي، مجلس الأمن الدولي على منع وضع أي أسلحة في الفضاء الخارجي.

شعار القوة الفضائية للجيش الأميركي (صفحة القوة الفضائية للجيش الأميركي عبر «فيسبوك»)

وتعمل الولايات المتحدة على تحديث أنظمتها الأرضية التي تسمح لها بإعاقة موجات الراديو لتعطيل اتصال العدو بأقماره الاصطناعية.

ووفقاً للاتجاه الجديد، يسعى «البنتاغون» إلى هدف طموح؛ وهو التعامل مع تهديدات العدو في الفضاء، كما تفعل البحرية في المحيطات والقوات الجوية بالسماء.

ويعدّ أحد أهم الأهداف لهذا الاتجاه «حماية القوات»، أي القضاء على أي تهديد قد تمثله الأقمار الاصطناعية للعدو والقضاء عليها، قبل وصول القوات على الأرض إلى جبهة القتال.

وهناك بعض التلميحات الذي يشير إلى ما يسعى «البنتاغون» لامتلاكه، رغم إبقائه الأمور طي الكتمان، فتقرير حديث كتبه العميد السابق في القوات الفضائية شارلز جالبيرث يشير إلى 3 أمثلة قد تعطل شبكة الأقمار الاصطناعية للعدو؛ وهي: الهجمات السيبرانية، واستخدام أسلحة ليزر قوية سواء من الأرض أو الفضاء، وأسلحة تعمل بموجات الميكروويف.


قتيل سادس في كاليدونيا الجديدة والقوات الفرنسية تحاول إعادة الهدوء

تشهد كاليدونيا الجديدة أعمال شغب عنيفة منذ أيام (أ.ف.ب)
تشهد كاليدونيا الجديدة أعمال شغب عنيفة منذ أيام (أ.ف.ب)
TT

قتيل سادس في كاليدونيا الجديدة والقوات الفرنسية تحاول إعادة الهدوء

تشهد كاليدونيا الجديدة أعمال شغب عنيفة منذ أيام (أ.ف.ب)
تشهد كاليدونيا الجديدة أعمال شغب عنيفة منذ أيام (أ.ف.ب)

ارتفعت إلى 6 حصيلة قتلى التوتر في أرخبيل كاليدونيا الجديدة بالمحيط الهادي، السبت، بحسب السلطات، في اليوم السادس من أعمال شغب واضطرابات اندلعت على خلفية إصلاح انتخابي مثير للجدل، في حين رأت رئيسة بلدية نوميا أن الوضع «بعيد عن العودة إلى الهدوء»، متحدثةً عن «مدينة محاصرة».

وقتل أحد السكان المحليين وهو من أصل أوروبي ظهر السبت، وأصيب شخصان آخران في منطقة كالا-غومين في شمال الإقليم الفرنسي بإطلاق نار عند حاجز أقامه منفذو أعمال شغب.

وتعد أعمال الشغب هذه الأخطر في كاليدونيا الجديدة منذ ثمانينات القرن الماضي، وتأتي على خلفية إصلاح انتخابي أثار غضب الانفصاليين.

والقتيل السادس هو أول شخص يسقط خارج نوميا «عاصمة» كاليدونيا الجديدة. ومن بين القتلى اثنان من عناصر الدرك، قتل أحدهما بإطلاق نار عرضي من زميل له أثناء مهمة أمنية.

ووصل ألف عنصر إضافي من قوات الشرطة والدرك الفرنسية إلى الأرخبيل ليل الجمعة، للانضمام إلى 1700 من زملائهم المنتشرين أساساً.

وقالت رئيسة بلدية نوميا، سونيا لاغارد، من حزب «النهضة» بزعامة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السبت، لقناة «بي إف إم تي في»: «يمكننا القول إن الليلتين الأخيرتين كانتا أكثر هدوءاً»، لكن «الأيام متشابهة» مع «كثير من الحرائق».

وتابعت: «بينما أتحدث إليكم، نُصبت حواجز في المنطقة الشرقية من مدينة نوميا، يسيطر عليها (...) الانفصاليون»، مؤكدة أن «الوضع لا يتحسن، بل على العكس تماماً، رغم كل الدعوات إلى التهدئة».

وقالت لاغارد: «عندما أرى كل هذا الضرر، وسواء كانت الملكية التي تحترق خاصة أو عامة، إنه أمر مؤسف». وأضافت: «هل يمكننا أن نقول إننا في مدينة محاصرة؟ نعم، أعتقد أننا نستطيع أن نقول ذلك».

وعندما سُئلت عن حجم الأضرار، قالت إنه «من المستحيل» تحديدها. وأضافت: «هناك كثير من المباني البلدية التي احترقت، ومكتبات، ومدارس».

وبحسب تقديرات محلية، بلغ حجم الأضرار الخميس 200 مليون يورو.

وأصبحت الحياة اليومية لسكان كاليدونيا الجديدة أكثر صعوبة. وتؤدي الأضرار إلى تعقيد عملية توفير الإمدادات للشركات، وعمل الخدمات العامة، خصوصاً الصحية منها.


لافروف: روسيا منفتحة على الحوار مع الغرب بشأن الاستقرار الاستراتيجي

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (منتصف) والرئيس الروس فيلاديمير بوتين (يسار) خلال اجتماع مع الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل (يمين) في موسكو (رويترز)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (منتصف) والرئيس الروس فيلاديمير بوتين (يسار) خلال اجتماع مع الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل (يمين) في موسكو (رويترز)
TT

لافروف: روسيا منفتحة على الحوار مع الغرب بشأن الاستقرار الاستراتيجي

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (منتصف) والرئيس الروس فيلاديمير بوتين (يسار) خلال اجتماع مع الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل (يمين) في موسكو (رويترز)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (منتصف) والرئيس الروس فيلاديمير بوتين (يسار) خلال اجتماع مع الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل (يمين) في موسكو (رويترز)

أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف أن موسكو تظل منفتحة على الحوار مع الغرب بشأن الاستقرار الاستراتيجي، ولكن ليس من موقع قوة، بل على قدم المساواة، لمناقشة جميع المشكلات معاً.

وأوضح لافروف، خلال اجتماع مجلس السياسة الخارجية والدفاع: «نحن منفتحون على الحوار مع الغرب، بما في ذلك القضايا المتعلقة بالأمن والاستقرار الاستراتيجي. ولكن أولاً، ليس من موقع القوة، ولكن على قدم المساواة ومع احترام بعضنا بعضاً»، وفقاً لوكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية.

وتابع، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية»: «النقطة الثانية المهمة بالنسبة لروسيا هي أن الحوار يجب أن يدور حول النطاق الكامل للمشكلات الموجودة في عالم اليوم بمجال الاستقرار الاستراتيجي والمشهد العسكري السياسي».

وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد أكد في وقت سابق أن الحوار بين روسيا والدول الغربية حول قضايا الأمن والاستقرار الاستراتيجي أمر ممكن، ولكن ليس من موقع قوة، بل فقط على قدم المساواة.

وأطلقت روسيا والولايات المتحدة حواراً منتظماً بشأن الاستقرار الاستراتيجي، بعد اجتماع رئيسي البلدين فلاديمير بوتين، وجو بايدن، في جنيف صيف 2021؛ ومتابعة لهذا الاجتماع، عقدت في جنيف عدة جولات من المشاورات بين الإدارات المعنية في البلدين بشأن الاستقرار الاستراتيجي.

وبعد المشاورات، التي أُجريت في نهاية سبتمبر (أيلول) 2021، تم إحراز تقدم في عدد من القضايا، بما في ذلك إنشاء فريقي عمل «حول مبادئ وأهداف الحد من الأسلحة في المستقبل»، و«بشأن القدرات والإجراءات، التي يمكن أن يكون لها تأثير استراتيجي».

ومع ذلك، بعد بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، في فبراير (شباط) 2022، تم تقليص جميع أشكال الحوار.

والعام الماضي، صرح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، أن روسيا تلقت مقترحات من الولايات المتحدة، في شكل مذكرة غير رسمية لاستئناف الحوار بشأن الاستقرار الاستراتيجي وتحديد الأسلحة.

وفي نهاية العام الماضي، أرسلت روسيا رداً إلى الولايات المتحدة؛ موضحة أنها لا ترى الحديث عن الاستقرار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة ممكناً، في ظل الوضع الذي أعلنت فيه واشنطن، موسكو عدواً استراتيجياً، وتوجد حاجة إلى إلحاق هزيمة استراتيجية بها.


منتدى «كايسيد» يشدد على أهمية تعميق الحوار العالمي

المنتدى يهدف إلى بناء جسور الفهم والتعايش بين الثقافات والأديان (كايسيد)
المنتدى يهدف إلى بناء جسور الفهم والتعايش بين الثقافات والأديان (كايسيد)
TT

منتدى «كايسيد» يشدد على أهمية تعميق الحوار العالمي

المنتدى يهدف إلى بناء جسور الفهم والتعايش بين الثقافات والأديان (كايسيد)
المنتدى يهدف إلى بناء جسور الفهم والتعايش بين الثقافات والأديان (كايسيد)

شدد البيان الختامي لمنتدى «كايسيد» العالمي للحوار، الذي أقيم في العاصمة البرتغالية لشبونة، على أهمية بناء التحالفات لتعزيز الحوار وتعميقه في جميع أنحاء العالم، مؤكداً ضرورة المُضي قدماً في عمليات بناء السلام واستدامتها.

وأوضح البيان، الصادر عن مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار «كايسيد»، أن المنتدى هدف إلى الجمع بين مختلف الشركاء وأصحاب المصلحة الذين كانوا جزءاً من رحلته المستمرة منذ اثني عشر عاماً، واستغلال هذه الفرصة لعرض إنجازاته للجمهور، والتعلم من المساعي المشتركة والتطلع إلى المستقبل، متابعاً: «في الوقت نفسه، كان من الضروري أيضاً الانفتاح على الجهات الفاعلة الجديدة فيما يتعلق ببناء تحالفات من أجل الحوار في سياق متحول».

وأضاف أن المنتدى أتاح فرصة لاستطلاع آراء الشركاء الوطنيين والإقليميين والعالميين، وكان مناسبة فريدة لتحسين فهم الاتجاهات والأولويات الناشئة التي ستقدم المعلومات والإلهام لعمل المركز وشراكاته.

شهدت النسخة الأولى من المنتدى مشاركة 150 شخصاً من بينهم قيادات دينية وسياسية (كايسيد)

وأشار المنتدى إلى الإسهام الحاسم الذي يمكن للتقاليد أن تقدمه في معالجة العوامل المترابطة التي تحرك الأزمات العالمية اليوم، مؤكداً الحاجة إلى تجديد جهود الحوار وإنشاء منصات مستدامة وشاملة للجميع وآمنة وحيوية من أجل الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وكذلك بين القيادات الدينية وصانعي السياسات والقرارات.

ونوّه بأهمية بناء قدرات طائفة واسعة من الشركاء في اللجوء إلى أساليب الحوار، ونُهُجه لتسخير الإمكانات التحويلية لهذه الأداة بقصد إحداث تحولات طويلة الأمد في العلاقات والسياقات المؤسسية، لافتاً إلى الحاجة لبناء الثقة ودور الجهات الفاعلة في معالجة قضية التجريد من الإنسانية.

واستعرض المنتدى تفاصيل حول العلاقة بين الكرامة الإنسانية والحوار في سياق متحول، وأمثلة ملموسة عن كيفية جعل المدن أكثر شمولاً وتنوعاً، والمُضي قدماً في عمليات بناء السلام واستدامتها، والتصدي للتحديات المناخية، عبر الحوار الهادف والتحويلي الذي يقود إلى عمل جماعي يشارك فيه الجميع.

استعرض المنتدى تفاصيل حول العلاقة بين الكرامة الإنسانية والحوار في سياق متحول (كايسيد)

وأبان أن حتمية الحوار هي التزام أخلاقي واسع القاعدة ودعوة إلى العمل موجَّهة لجميع الشركاء وأصحاب المصلحة الحاضرين، معرباً عن أمله بأن يسهم المنتدى في النهوض بالمعرفة، وإلهام العمل المستقبلي فيما بيننا جميعاً.

وأبدى المركز التزامه بنقل مخرجات المنتدى ورسائله إلى محافلَ أخرى، ومن ضمنها الشراكة العالمية بشأن الدين والتنمية المستدامة والمجلس الاستشاري المتعدد الأديان التابع لفرق عمل الأمم المتحدة المشتركة بين الوكالات المعنية.

يأتي هذا المنتدى في سياق تصاعد التوترات العالمية والتحديات الكبيرة التي تواجه العالم في مجالات السلام والتعايش السلمي. ويهدف إلى إيجاد حلول وتعزيز التعاون بين الدول والمؤسسات الدولية والمجتمع المدني لبناء جسور الفهم والتعايش بين الثقافات والأديان. وشهدت النسخة الأولى منه مشاركة 150 شخصاً، من بينهم قيادات دينية ورؤساء دول حاليُّون وسابقون وقادة الأمم المتحدة وممثلو المجتمع المدني ووفود شبابية.

المنتدى جاء في سياق تصاعد التوترات والتحديات التي تواجه العالم في مجالات السلام والتعايش السلمي (كايسيد)


رينزي: رؤية محمد بن سلمان تعزز السلام بالمنطقة والعالم

رئيس الوزراء الإيطالي السابق ماتيو رينزي لدى مشاركته بمنتدى الحوار العالمي في لشبونة (كايسيد)
رئيس الوزراء الإيطالي السابق ماتيو رينزي لدى مشاركته بمنتدى الحوار العالمي في لشبونة (كايسيد)
TT

رينزي: رؤية محمد بن سلمان تعزز السلام بالمنطقة والعالم

رئيس الوزراء الإيطالي السابق ماتيو رينزي لدى مشاركته بمنتدى الحوار العالمي في لشبونة (كايسيد)
رئيس الوزراء الإيطالي السابق ماتيو رينزي لدى مشاركته بمنتدى الحوار العالمي في لشبونة (كايسيد)

وصف رئيس الوزراء الإيطالي السابق ماتيو رينزي، جهود ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في تعزيز السلام العالمي بـ«المهمة»، وأكد أن «رؤيته تعزز الحوار في منطقة الشرق الأوسط والعالم».

وأعرب رينزي عن تقديره للجهود الكبيرة التي تبذلها السعودية من أجل تعزيز السلام بالمنطقة والعالم، وذلك في تصريح خلال «منتدى الحوار العالمي» بلشبونة، حيث شارك ضمن جلساته الرئيسية، إلى جانب الرئيس الفرنسي الأسبق فرنسوا هولاند، والرئيس السابق للنمسا هاينس فيشر، وعديد من الشخصيات السياسية والدينية البارزة.

وعدّ المنتدى منصة مهمة لتعزيز التواصل والتفاهم بين القيادات الدينية والسياسية، مضيفاً أن مشاركة رجال الدين وصناع القرار في هذه الحوارات تسهم بشكل كبير في تحقيق الاستقرار والسلام بمختلف أنحاء العالم.

رئيس الوزراء الإيطالي السابق ماتيو رينزي لدى مشاركته بمنتدى الحوار العالمي في لشبونة (كايسيد)

وشدّد رئيس الوزراء الإيطالي السابق على أهمية مثل هذه اللقاءات في بناء جسور التعاون والثقة بين مختلف أتباع الأديان والثقافات، موضحاً أن تجربته في المنتدى كانت غنية ومثمرة.

وثمّن دور مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات «كايسيد» في جمع مختلف الأطراف من رجال الدين وصناع القرار على طاولة واحدة، متطلعاً لرؤية مزيد من المبادرات والجهود التي تسهم في تعزيز السلام والحوار على المستوى العالمي.

يشار إلى أن المنتدى سعى لمعالجة التحديات العالمية الملحة بالاستفادة من المعرفة الفريدة والرؤى العميقة والحلول الشاملة للمسائل الكثيرة التي تواجه مجتمعاتنا، مما يساعد على بناء تحالفات من أجل السلام المستدام الطويل الأمد.


كندا تفرض عقوبات على مستوطنين إسرائيليين «متطرفين» بسبب العنف بالضفة الغربية

العقوبات تستهدف المتهمين بالضلوع بشكل مباشر أو غير مباشر في أعمال عنف ضد المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم (د.ب.أ)
العقوبات تستهدف المتهمين بالضلوع بشكل مباشر أو غير مباشر في أعمال عنف ضد المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم (د.ب.أ)
TT

كندا تفرض عقوبات على مستوطنين إسرائيليين «متطرفين» بسبب العنف بالضفة الغربية

العقوبات تستهدف المتهمين بالضلوع بشكل مباشر أو غير مباشر في أعمال عنف ضد المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم (د.ب.أ)
العقوبات تستهدف المتهمين بالضلوع بشكل مباشر أو غير مباشر في أعمال عنف ضد المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم (د.ب.أ)

فرضت كندا اليوم (الخميس) عقوبات على أربعة إسرائيليين متهمين بارتكاب أعمال عنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، لتنضم بذلك إلى حلفاء من بينهم الولايات المتحدة وبريطانيا في محاولة وقف عنف المستوطنين المتزايد.

وبحسب «رويترز»، تستهدف العقوبات، وهي الأولى التي تفرضها كندا على من وصفتهم وزارة الخارجية بأنهم «مستوطنون إسرائيليون متطرفون»، أفراداً متهمين بالضلوع بشكل مباشر أو غير مباشر في أعمال العنف ضد المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم.


ما قضية الإبادة الجماعية المرفوعة ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية؟

العلم الفلسطيني يرفرف أمام محكمة العدل الدولية أثناء جلسات استماع هذا الأسبوع (رويترز)
العلم الفلسطيني يرفرف أمام محكمة العدل الدولية أثناء جلسات استماع هذا الأسبوع (رويترز)
TT

ما قضية الإبادة الجماعية المرفوعة ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية؟

العلم الفلسطيني يرفرف أمام محكمة العدل الدولية أثناء جلسات استماع هذا الأسبوع (رويترز)
العلم الفلسطيني يرفرف أمام محكمة العدل الدولية أثناء جلسات استماع هذا الأسبوع (رويترز)

تعقد محكمة العدل الدولية جلسات استماع هذا الأسبوع في دعوى رفعتها جنوب أفريقيا تتهم فيها إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية خلال حربها في قطاع غزة، وتطالب بإجراء طارئ لوقف الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح. التقرير التالي أعدته «رويترز»:

ما محكمة العدل الدولية؟

محكمة العدل الدولية التي يطلق عليها أيضاً اسم المحكمة العالمية هي أعلى هيئة قانونية تابعة للأمم المتحدة، وتأسست عام 1945 للبت في النزاعات بين الدول.

ولا ينبغي الخلط بينها وبين المحكمة الجنائية الدولية التي تتخذ أيضاً من لاهاي مقراً، وتنظر في اتهامات جرائم الحرب الموجهة ضد الأفراد.

وتتعامل هيئة محكمة العدل الدولية المؤلفة من 15 قاضياً، والتي سيُضاف إليها في هذا النزاع قاض تختاره إسرائيل؛ نظراً لوجود قاض من جنوب أفريقيا بالفعل، مع النزاعات الحدودية والقضايا التي ترفعها الدول لاتهام أخرى بانتهاك التزامات معاهدة الأمم المتحدة.

ووقعت كل من جنوب أفريقيا وإسرائيل على اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية المبرمة عام 1948، مما يمنح محكمة العدل الاختصاص القضائي للفصل في النزاعات التي تشملها المعاهدة.

وبينما تتمحور القضية حول الأراضي الفلسطينية المحتلة، ليس للفلسطينيين أي دور رسمي في الإجراءات.

وتلزم اتفاقية منع الإبادة الجماعية جميع الدول الموقعة ليس فقط بعدم ارتكاب الإبادة الجماعية، بل وبمنعها والمعاقبة عليها. وتعرّف المعاهدة الإبادة الجماعية بأنها «الأفعال المرتكبة بقصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية».

ركّزت جنوب أفريقيا على تقاعس إسرائيل عن توفير المساعدات الإنسانية الأساسية لغزة خلال الحرب (رويترز)

ما قضية جنوب أفريقيا؟

جاء في الملف الأولي الذي قدمته جنوب أفريقيا بعد مرور ثلاثة أشهر على اندلاع الحرب، ويتكون من 84 صفحة، أن قتل إسرائيل للفلسطينيين في غزة، وإلحاق أذى نفسي وجسدي جسيم بهم، وخلق ظروف معيشية تهدف إلى «تدميرهم جسدياً» يُعد إبادة جماعية.

وركزت جنوب أفريقيا في جلسات استماع عُقدت في يناير (كانون الثاني) على تقاعس إسرائيل عن توفير الغذاء الأساسي والمياه والأدوية والوقود والمأوى، وغيرها من المساعدات الإنسانية لغزة خلال الحرب الدائرة مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية «حماس».

وأشار التقرير أيضاً إلى حملة القصف المستمرة التي أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 35 ألف شخص وفقاً لمسؤولي قطاع الصحة في غزة.

تقول إسرائيل إن حق الدفاع عن النفس يجب أن يكون مكفولاً لها بعد هجوم «حماس» (رويترز)

ما رد إسرائيل؟

رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتهامات الإبادة الجماعية، ووصفها بأنها شائنة. وتقول إسرائيل إنها تفعل ما في وسعها لحماية المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، وتتهم «حركة حماس» باستخدام الفلسطينيين دروعاً بشرية، وهو ما تنفيه الحركة.

وتقول إسرائيل إن حق الدفاع عن النفس يجب أن يكون مكفولاً لها بعد هجوم «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الذي أسفر عن مقتل 1200، واحتجاز 253 رهينة؛ وفقاً للإحصاءات الإسرائيلية.

أمر القضاة إسرائيل بالكف عن أي أعمال يمكن أن تندرج تحت اتفاقية منع الإبادة الجماعية (رويترز)

ما قرارات محكمة العدل في القضية حتى الآن؟

بعد الجولة الأولى من جلسات الاستماع المتعلقة بالتدابير الطارئة في يناير، ارتأت المحكمة أنه من المعقول أن إسرائيل انتهكت بعض الحقوق المكفولة للفلسطينيين في قطاع غزة بموجب اتفاقية منع الإبادة الجماعية.

وأمر القضاة إسرائيل بالكف عن أي أعمال يمكن أن تندرج تحت اتفاقية منع الإبادة الجماعية، وضمان عدم ارتكاب قواتها أعمال إبادة جماعية بحق الفلسطينيين.

وتشمل تلك الأعمال بموجب اتفاقية منع الإبادة الجماعية قتل أعضاء جماعة ما، وإلحاق أذى جسدي أو نفسي خطير بهم، وتعمد الإضرار بالأحوال المعيشية بقصد تدمير الجماعة كلياً أو جزئياً.

وأمر القضاة إسرائيل أيضاً باتخاذ إجراءات لتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة.

وأعلنت المحكمة في مارس (آذار) مزيداً من التدابير الطارئة حينما أمرت إسرائيل باتخاذ جميع الإجراءات الضرورية والفعالة لضمان وصول الإمدادات الغذائية الأساسية للفلسطينيين في قطاع غزة.

أحكام محكمة العدل الدولية نهائية وغير قابلة للطعن عليها ولكنها لا تملك أي سلطة لتنفيذها (رويترز)

لماذا تعقد المحكمة جلسات استماع جديدة؟

أعلنت المحكمة في العاشر من مايو (أيار) أن جنوب أفريقيا طلبت إجراءات طارئة إضافية تتعلق بالهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح بجنوب قطاع غزة، حيث نزح أكثر من مليون فلسطيني.

وتسعى جنوب أفريقيا إلى أن تصدر المحكمة أمراً بوقف العملية العسكرية في رفح، وأن تأمر إسرائيل بتمكين مسؤولي الأمم المتحدة والمنظمات التي تقدم المساعدات الإنسانية والصحافيين والمحققين من الوصول إلى غزة دون عوائق.

وستمنح المحكمة كلاً من جنوب أفريقيا وإسرائيل في جلسات الاستماع المقررة (الخميس) و(الجمعة) ساعتين لعرض قضيتهما فيما يتعلق بالطلب الجديد لإصدار تدابير طارئة.

ولن تتضمن الجلسات شهادات أو استجوابات، ومن المتوقع أن تقتصر فقط على حجج قانونية يقدمها مسؤولون ومحامون.

وطلبُ جنوب أفريقيا من المحكمة إصدار أوامر بإجراءات طارئة من أجل حماية الفلسطينيين في غزة خطوة أولى في قضية الإبادة الجماعية الأوسع التي سيستغرق استكمالها عدة سنوات.

ويُقصد بالإجراءات الطارئة، المعروفة رسمياً بالتدابير المؤقتة، أي نوع من الأوامر التقييدية لمنع تفاقم الصراع في أثناء نظر المحكمة للقضية بأكملها.

ومن المتوقع اتخاذ قرار بشأن الإجراءات الإضافية خلال الأسابيع المقبلة.

ومع أن أحكام محكمة العدل الدولية نهائية وغير قابلة للطعن عليها، فإنها لا تملك أي سلطة لتنفيذها.

ومن الممكن أن يضر الحكم ضد إسرائيل بسمعتها الدولية، ويشكّل سابقة قانونية.


جنوب أفريقيا أمام «العدل الدولية»: عملية رفح هي المرحلة الأخيرة من تدمير غزة

سفير جنوب أفريقيا لدى هولندا فوسيموزي مادونسيلا (رويترز)
سفير جنوب أفريقيا لدى هولندا فوسيموزي مادونسيلا (رويترز)
TT

جنوب أفريقيا أمام «العدل الدولية»: عملية رفح هي المرحلة الأخيرة من تدمير غزة

سفير جنوب أفريقيا لدى هولندا فوسيموزي مادونسيلا (رويترز)
سفير جنوب أفريقيا لدى هولندا فوسيموزي مادونسيلا (رويترز)

افتتحت محكمة العدل الدولية جلسة استماع على مدار يومين، الخميس، بطلب من جنوب أفريقيا للضغط على إسرائيل لوقف عمليتها العسكرية في رفح جنوب قطاع غزة.

وهذه هي المرة الرابعة التي تطلب فيها جنوب أفريقيا إجراءات طارئة لوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس».

واتهمت جنوب أفريقيا، الخميس، إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي بتصعيد «الإبادة» التي ترتكبها في غزة، داعية المحكمة إلى إصدار أمر بوقف الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح.

وقال سفير جنوب أفريقيا لدى هولندا، فوسيموزي مادونسيلا: «كانت جنوب أفريقيا تأمل، عندما مثلنا آخر مرة أمام هذه المحكمة، في وقف عملية الإبادة هذه حفاظاً على فلسطين وشعبها»، مضيفاً: «لكن بدلاً من ذلك، استمرت الإبادة الإسرائيلية على نحو متسارع ووصلت للتو إلى مرحلة جديدة ومروعة».

وتابع ممثل جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية: «الحق في الدفاع عن النفس لا يمنح إسرائيل الحق في استخدام عنف لا محدود أو يبرر المجاعة»، وفقاً لوكالة «رويترز».

وتابع: «أفعال إسرائيل في رفح جزء من المرحلة الأخيرة التي تدمر فيها غزة تدميراً كاملاً».

وقال الممثل القانوني لجنوب أفريقيا، البروفسور فوجان لوي، أمام المحكمة في لاهاي، إنه يتعين على القضاة أن يوقفوا الإبادة الجماعية المستمرة ضد السكان الفلسطينيين، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

وأضاف: «عمليات إسرائيل في رفح هي جزء من المرحلة النهائية التي يتم فيها تدمير غزة تماماً بوصفها منطقة صالحة لسكن البشر». واصفاً العمليات العسكرية الإسرائيلية بأنها «الخطوة الأخيرة في تدمير غزة وشعبها الفلسطيني».

وذكر لوي أن وضع السكان قد تدهور بشكل بالغ. وأضاف أن رفح هي «الملاذ الأخير لنحو 1.5 مليون نسمة».

وتطالب جنوب أفريقيا بانسحاب إسرائيل الفوري من جنوب قطاع غزة والسماح بمرور المساعدات الإنسانية دون عوائق، وأنه يجب أيضاً السماح للمحققين والصحافيين المستقلين بدخول القطاع.

ومن المقرر أن ترد إسرائيل غداً الجمعة، علماً أنها سبق أن رفضت من قبل بحزم كل الاتهامات، وبرغم تحذيرات من جانب الولايات المتحدة وحلفاء آخرين، فإنها تواصل هجماتها على رفح، بدعوى أنها معقل لحركة «حماس».


بعد تعرضه لمحاولة اغتيال... فيكو يستعيد وعيه

رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو (رويترز)
رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو (رويترز)
TT

بعد تعرضه لمحاولة اغتيال... فيكو يستعيد وعيه

رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو (رويترز)
رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو (رويترز)

أفادت وسائل إعلام سلوفاكية بأن رئيس الوزراء روبرت فيكو، الذي أصيب بجروح خطيرة في محاولة اغتيال أمس (الأربعاء)، استعاد وعيه بعد عملية استغرقت ساعات عدة، حسبما نشرت «وكالة الصحافة الألمانية».

ومع ذلك، لم تقدم محطة التلفزيون «تي إيه 3» ولا صحيفة «دينيك» أي معلومات إضافية عن حالة فيكو الصحية في وقت متأخر من ليل الأربعاء.

وفي وقت سابق ووفقاً لمعلومات رسمية، كانت حياة فيكو (59 عاماً) في خطر. ولم يصدر أي بيان أو توضيح جديد من الحكومة منذ ذلك الحين.

وتعرض فيكو لإطلاق النار من قبل رجل في بلدة هاندلوفا. وأفاد شهود عيان بأن الرجل أطلق النار على رئيس الوزراء مرات عدة بعد اجتماع لمجلس الوزراء أثناء تحيته لأنصاره.

ووفقاً للحكومة، كان لإطلاق النار دوافع سياسية. وأفادت وسائل إعلام بأن الشرطة استجوبت زوجة المشتبه به أيضاً.