مشهد غير مسبوق في نيويورك بالنسبة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حيث زار مساء الاثنين أحد مستشفيات المدينة لتفقد جنود أوكرانيين يعالجون من جروح بالغة وشد من أزرهم.
وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، تأتي هذه الزيارة الاستثنائية، قبل التوجه اليوم (الثلاثاء) إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة وأحيطت بالسرية، وأمضى زيلينسكي بضع دقائق في مستشفى ستاتن آيلاند الجامعي وسط إجراءات أمنية مشددة مع بعض جنوده الذين بترت أرجلهم أو أذرعهم أو أصيبوا بإعاقات.
في قاعة كبرى لإعادة التأهيل مجهزة بالمعدات الطبية والرياضية، نظر الرئيس الأوكراني بتعاطف إلى بعض جنوده الذين كانوا يرتدون البزة العسكرية ويتدربون على المشي مجددا أو الوقوف أو تكرار حركات بسيطة أو رفع أثقال باستخدام الأطراف الاصطناعية للساق أو الذراع.
امتنان وفخر
يتلقى العلاج حاليا تسعة أوكرانيين وتم علاج 35 منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بحسب مسؤولين في المستشفى والمنظمة غير الحكومية الأوكرانية-الأميركية «Kind Deeds» أي «أعمال طيبة» التي وضعت هذا البرنامج لتزويد الأطراف الاصطناعية للجنود مبتوري الأطراف.
وفي كلمة مقتضبة بالإنجليزية شكر زيلينسكي الأطباء الأميركيين وعبر عن امتنان بلده بأكملها.
بعد ذلك، منح كل جندي، وقد بدا أحدهم ضعيفا جدا على كرسي نقال، وساما قبل أن يلتقط الصور معهم ومع معالجيهم.
العودة إلى أوكرانيا
أكد الرئيس الأوكراني في حديثه إلى الجنود والطاقم الطبي الأميركي وبعض الصحافيين أنه «لم ير أبدا أشخاصا ينشدون العودة إلى الوطن مثلهم»، وقال: «نحن في انتظار عودتكم جميعا إلى البلاد، نحن بحاجة ماسة لكل فرد منكم ولكل مقاتل أوكراني قوي لإنزال الهزيمة بعدونا»، معبرا عن قناعته بأن الانتصار على القوات الروسية «سيتحقق بالتأكيد».
وأضاف زيلينسكي متوجها لبعض الجنود: «أتمنى لكم النصر والعودة إلى البلاد، المجد لأوكرانيا»، ورد عليه الجنود بصوت واحد: «المجد للأبطال!».
اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن
سيتحدث رئيس أوكرانيا للمرة الأولى اليوم الثلاثاء على منصة الأمم المتحدة.
العام الماضي، سُمح له استثنائيا بالتحدث عبر الفيديو، فيما يحضر هذه المرة شخصيا الجلسة رفيعة المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة واجتماعا خاصا لمجلس الأمن الأربعاء، قبل أن يغادر إلى واشنطن حيث سيتم استقباله في البيت الأبيض الخميس.
ردا على سؤال صحافي حول معنى حضوره إلى الأمم المتحدة، قال زيلينسكي: «بالنسبة لنا، من المهم جدا أن يسمع شركاؤنا كلماتنا وجميع رسائلنا».
لكن «إذا كان لا يزال هناك مكان لإرهابيين روس في الأمم المتحدة، وهذا أمر مؤسف، فلا ينبغي أن يوجه السؤال لي، أعتقد أنه يجب طرحه على كل أعضاء الأمم المتحدة» حيث تشغل روسيا مقعدا دائما في مجلس الأمن الدولي.