إصابة 100 شخص في اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية وطالبي لجوء من إريتريا

متظاهرون يحملون العصي والأعلام بالقرب من أفراد من الشرطة الإسرائيلية خلال اشتباكات عنيفة وقعت بمدينة تل أبيب وسط إسرائيل بين طالبي لجوء من إريتريا (رويترز)
متظاهرون يحملون العصي والأعلام بالقرب من أفراد من الشرطة الإسرائيلية خلال اشتباكات عنيفة وقعت بمدينة تل أبيب وسط إسرائيل بين طالبي لجوء من إريتريا (رويترز)
TT

إصابة 100 شخص في اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية وطالبي لجوء من إريتريا

متظاهرون يحملون العصي والأعلام بالقرب من أفراد من الشرطة الإسرائيلية خلال اشتباكات عنيفة وقعت بمدينة تل أبيب وسط إسرائيل بين طالبي لجوء من إريتريا (رويترز)
متظاهرون يحملون العصي والأعلام بالقرب من أفراد من الشرطة الإسرائيلية خلال اشتباكات عنيفة وقعت بمدينة تل أبيب وسط إسرائيل بين طالبي لجوء من إريتريا (رويترز)

أصيب 100 شخص، على الأقل، بينها 12 إصابة خطيرة، السبت، خلال اشتباكات عنيفة وقعت بمدينة تل أبيب وسط إسرائيل بين طالبي لجوء من إريتريا في احتجاج ضد النظام في بلدهم.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية اليوم عن قناة «آي 24 نيوز» الإسرائيلية أن المتظاهرين ألقوا الحجارة والألواح الخشبية تجاه رجال الشرطة الذين بدأوا بتفريقهم من خلال استخدام أدوات تفريق الجموع مشيرة إلى أن المحتجين قاموا بتخريب مقرات ومصالح دوريات الشرطة، إضافة إلى إحراق أحد الملاهي، كما أدت هذه الاشتباكات إلى إصابة 27 شرطياً.

رجل أمن إسرائيلي يقف بجوار نافذة محطمة خلال اشتباكات عنيفة وقعت بمدينة تل أبيب وسط إسرائيل بين طالبي لجوء من إريتريا (إ.ب.أ)

ووفق القناة، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية اثنين من المتظاهرين ويجري مفوض الشرطة يعقوب شبتاي تقييماً أمنياً للوضع في المدينة، في حين ذكرت نجمة داوود الحمراء أن رجال الشرطة أصيبوا بصورة طفيفة، ونُقل 11 مصاباً بطلقات نارية إلى المستشفى 4 منهم حالتهم خطيرة.

ولفتت إلى أنه بعد التقييم الأمني الذي أجراه مفوض الشرطة، تقرر استدعاء المئات من رجال الشرطة الإضافيين حتى يقوموا بدعم عناصر الشرطة وحرس الحدود بتفريق المظاهرات التي اندلعت في أنحاء المدينة.

وأوضحت أن مركز الاحتجاجات كان من المفترض أن يكون مهرجاناً خططت سفارة إريتريا لإقامته، إلا أنه جرى اقتحام القاعة من جانب المتظاهرين الذين قاموا بتدمير المكان وحتى أنهم أشعلوا فيه النيران، مبينة أن المحتجين المعارضين للنظام يعارضون إقامة المهرجان الذي تنظمه سفارة بلدهم.

متظاهرون يحملون العصي والأعلام بالقرب من أفراد من الشرطة الإسرائيلية خلال اشتباكات عنيفة وقعت بمدينة تل أبيب وسط إسرائيل بين طالبي لجوء من إريتريا (رويترز)

وذكرت الشرطة الإسرائيلية في بيان: «في هذا الوقت قوات كبيرة من الشرطة وحرس الحدود، تعمل لتفريق أعمال شغب عنيفة موجهة تجاه رجال الشرطة، وذلك بعد الإعلان عن مظاهرة بأنها غير قانونية والشرطة أصدرت أوامر بإخلاء شارع هامسجر، لكن مثيري الشغب لم ينصاعوا لأوامر الشرطة، وبدأوا بإلقاء الحجارة، والألواح الخشبية والصخور، وقاموا بتخريب الحوانيت في الشارع بما يشمل إحراق مبنى ملهى والتسبب بأضرار كبيرة لدوريات الشرطة».


مقالات ذات صلة

استطلاع رأي يعزز وضع نتنياهو في إنقاذ حكمه

شؤون إقليمية أظهر استطلاع رأي (الجمعة) ارتفاع شعبية بنيامين نتنياهو بمقعدين في الكنيست المقبل (رويترز)

استطلاع رأي يعزز وضع نتنياهو في إنقاذ حكمه

أظهر استطلاع رأي ارتفاع شعبية بنيامين نتنياهو بمقعدين اثنين في الكنيست المقبل، لكنه يظل بعيداً جداً عن القدرة على تشكيل حكومة.

نظير مجلي (تل ابيب)
شؤون إقليمية جنود في مقبرة بالقدس خلال تشييع رقيب قُتل في غزة يوم 20 نوفمبر (أ.ب)

صرخة جندي عائد من غزة: متى سيستيقظ الإسرائيليون؟

نشرت صحيفة «هآرتس» مقالاً بقلم «مقاتل في جيش الاحتياط»، خدم في كل من لبنان وقطاع غزة. جاء المقال بمثابة صرخة مدوية تدعو إلى وقف الحرب.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (إ.ب.أ)

هل ستدفع مذكرات الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت حكومات لتقليص اتصالاتها مع إسرائيل؟

نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن خبراء ومسؤولين أن مذكرات الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت ستدفع بعض الحكومات لتقليص اتصالاتها مع نتنياهو وغيره من المسؤولين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي لبنانيون يشاهدون من جانب الطريق الدخان يتصاعد نتيجة قصف إسرائيلي على ضاحية بيروت الجنوبية (رويترز)

تقرير: إسرائيل تطالب بإبعاد فرنسا عن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان

نشرت القناة 12 الإسرائيلية تفاصيل عما وصفته بأنه «النقاط العالقة» بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني للوصول إلى وقف لإطلاق النار.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)

هل يدوم تضامن الإسرائيليين مع نتنياهو بشأن مذكرة الاعتقال؟

قالت صحيفة «نيويورك تايمز»، إن مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو؛ بسبب الحرب في غزة، أثارت غضباً عارماً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

موسكو تلعب على التصعيد النووي في انتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
TT

موسكو تلعب على التصعيد النووي في انتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)

يشكّل تحديث العقيدة النووية لروسيا الذي أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخراً، تحذيراً للغرب، وفتحاً ﻟ«نافذة استراتيجية» قبل دخول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب البيت الأبيض، وفق تحليل لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.

«إن تحديث العقيدة النووية الروسية يستبعد احتمال تعرّض الجيش الروسي للهزيمة في ساحة المعركة»، بيان صادر عن رئيس الاستخبارات الخارجية الروسية، سيرغي ناريتشكين، لا يمكن أن يكون بياناً عادياً، حسب «لوفيغارو». فمن الواضح، حسب هذا التصريح الموجه إلى الغربيين، أنه من غير المجدي محاولة هزيمة الجيش الروسي على الأرض، لأن الخيار النووي واقعي. هذه هي الرسالة الرئيسة التي بعث بها فلاديمير بوتين، الثلاثاء، عندما وقّع مرسوم تحديث العقيدة النووية الروسية المعتمد في عام 2020.

ويدرك الاستراتيجيون الجيوسياسيون الحقيقة الآتية جيداً: الردع هو مسألة غموض (فيما يتعلّق باندلاع حريق نووي) ومسألة تواصل. «وفي موسكو، يمكننا أن نرى بوضوح الذعر العالمي الذي يحدث في كل مرة يتم فيها نطق كلمة نووي. ولا يتردد فلاديمير بوتين في ذكر ذلك بانتظام، وفي كل مرة بالنتيجة المتوقعة»، حسب الصحيفة. ومرة أخرى يوم الثلاثاء، وبعد توقيع المرسوم الرئاسي، انتشرت موجة الصدمة من قمة مجموعة العشرين في كييف إلى بكين؛ حيث حثّت الحكومة الصينية التي كانت دائماً شديدة الحساسية تجاه مبادرات جيرانها في ما يتصل بالمسائل النووية، على «الهدوء» وضبط النفس. فالتأثير الخارق الذي تسعى روسيا إلى تحقيقه لا يرتبط بالجوهر، إذ إن العقيدة النووية الروسية الجديدة ليست ثورية مقارنة بالمبدأ السابق، بقدر ارتباطها بالتوقيت الذي اختارته موسكو لهذا الإعلان.

صورة نشرتها وزارة الدفاع الروسية في الأول من مارس 2024 اختبار إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات تابع لقوات الردع النووي في البلاد (أ.ف.ب)

العقيدة النووية الروسية

في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي حين شنّت قوات كييف في أغسطس (آب) توغلاً غير مسبوق في منطقة كورسك في الأراضي الروسية، رد فلاديمير بوتين بتحديد أنه يمكن استخدام الأسلحة النووية ضد دولة غير نووية تتلقى دعماً من دولة نووية، في إشارة واضحة إلى أوكرانيا والولايات المتحدة. لكن في نسخة 2020 من الميثاق النووي الروسي، احتفظت موسكو بإمكانية استخدام الأسلحة الذرية أولاً، لا سيما في حالة «العدوان الذي تم تنفيذه ضد روسيا بأسلحة تقليدية ذات طبيعة تهدّد وجود الدولة ذاته».

وجاء التعديل الثاني في العقيدة النووية الروسية، الثلاثاء الماضي، عندما سمحت واشنطن لكييف باستخدام الصواريخ بعيدة المدى: رئيس الكرملين يضع ختمه على العقيدة النووية الجديدة التي تنص على أن روسيا ستكون الآن قادرة على استخدام الأسلحة النووية «إذا تلقت معلومات موثوقة عن بدء هجوم جوي واسع النطاق عبر الحدود، عن طريق الطيران الاستراتيجي والتكتيكي وصواريخ كروز والطائرات من دون طيار والأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت». وحسب المتخصصة في قضايا الردع في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (إيفري)، هيلواز فايت، فإن هذا يعني توسيع شروط استخدام السلاح النووي الروسي.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال اجتماع على هامش قمة مجموعة العشرين في أوساكا باليابان 28 يونيو 2019 (رويترز)

انتظار عودة ترمب

لفترة طويلة، لاحظ صقور الاستراتيجية الجيوستراتيجية الروسية أن الردع الروسي تلاشى. وبالنسبة إليهم، فقد حان الوقت لموسكو لإعادة تأكيد خطوطها الحمراء من خلال «إعادة ترسيخ الخوف» من الأسلحة النووية، على حد تعبير سيرغي كاراجانوف، الخبير الذي يحظى باهتمام فلاديمير بوتين. ةمن هذا المنظار أيضاً، يرى هؤلاء المختصون اندلاع الحرب في أوكرانيا، في 24 فبراير (شباط) 2022، متحدثين عن «عدوان» من الغرب لم تكن الترسانة النووية الروسية قادرة على ردعه. بالنسبة إلى هؤلاء المتعصبين النوويين، ينبغي عدم حظر التصعيد، بل على العكس تماماً. ومن الناحية الرسمية، فإن العقيدة الروسية ليست واضحة في هذا الصدد. لا تزال نسخة 2020 من العقيدة النووية الروسية تستحضر «تصعيداً لخفض التصعيد» غامضاً، بما في ذلك استخدام الوسائل غير النووية.

وحسب قناة «رايبار» المقربة من الجيش الروسي على «تلغرام»، فإنه كان من الضروري إجراء تحديث لهذه العقيدة؛ لأن «التحذيرات الروسية الأخيرة لم تُؤخذ على محمل الجد».

ومن خلال محاولته إعادة ترسيخ الغموض في الردع، فإن فلاديمير بوتين سيسعى بالتالي إلى تثبيط الجهود الغربية لدعم أوكرانيا. وفي ظل حملة عسكرية مكلفة للغاية على الأرض، يرغب رئيس «الكرملين» في الاستفادة من الفترة الاستراتيجية الفاصلة بين نهاية إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ووصول الرئيس المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، الذي يتوقع منه بوتين مبادرات سلام محتملة لإنهاء الحرب.

يسعى بوتين، وفق الباحثة في مؤسسة «كارنيغي»، تاتيانا ستانوفايا، لوضع الغرب أمام خيارين جذريين: «إذا كنت تريد حرباً نووية، فستحصل عليها»، أو «دعونا ننهي هذه الحرب بشروط روسيا».