خبراء يحددون 5 طُرق للاستفادة من «تشات جي بي تي»

من بينها استخدامه مولداً للأفكار

الذكاء الصناعي لن يكون بديلاً للبشر (غيتي)
الذكاء الصناعي لن يكون بديلاً للبشر (غيتي)
TT

خبراء يحددون 5 طُرق للاستفادة من «تشات جي بي تي»

الذكاء الصناعي لن يكون بديلاً للبشر (غيتي)
الذكاء الصناعي لن يكون بديلاً للبشر (غيتي)

يتحرك تطبيق «تشات جي بي تي» بسرعة مذهلة، ويخشى كثيرون تأثيره على الوظائف، وتقليله من الحاجة إلى الأشخاص الحقيقيين للقيام بعمل ما، لكن في مقابل هذه المخاوف، فإن هناك فرصاً للاستفادة من هذا التطبيق، شريطة معرفة كيفية الاستفادة منه.
يعتقد ثلثا الأشخاص أن الذكاء الصناعي سيحل محل عدد كبير من الوظائف في السنوات الخمس المقبلة، وفقاً لاستطلاع نُشر في 27 مارس (آذار) الماضي، أجرته شركة «كود إنترفيو»، المعنية بتأهيل المرشحين للوظائف لإجراء المقابلات. كما يعتقد الناس أن وظائف التسويق والكتابة والبرمجة، هي الأكثر عرضة للخطر، ويبدو أن الرؤساء التنفيذيين يوافقون على ذلك؛ حيث قال 43 في المائة منهم في استطلاع آخر، أجرته شركة «فيستيج»، ونشر أيضاً في مارس الماضي، إنهم يعتقدون أن الذكاء الصناعي يمثل فرصة لأعمالهم.
وتقلل عالمة الاجتماع الأميركية ومؤلفة كتاب «أسرار السعادة في العمل» تريسي بروير من هذه المخاوف، فرغم ما تقدمه التكنولوجيا الجديدة من مزايا، فإنها ترى أن البشر بارعون بشكل فريد في الإبداع والفضول والتواصل، لذلك فإن هناك أسباباً وجيهة تراها كفيلة للثقة بالقدرات البشرية، وأن الآلة لن تستطيع أن تكون بديلاً عنها.
تقول في مقال نشرته الاثنين بموقع مجلة «فوربس»، إن «أفضل استراتيجية، وفقاً لهذه الثقة بالقدرات البشرية، هي قبول التكنولوجيا الجديدة، ومعرفة كيفية استخدامها لصالح البشر».
وتعكس أرقام بعض الاستطلاعات، أن تطبيقات الذكاء الصناعي دخلت في اهتمامات الناس، فوفقاً لاستطلاع شركة «ورد فيندر»، المنشور في أبريل (نيسان) الماضي، فإن ما بين 19 و20 في المائة من الأشخاص يستخدمون «تشات جي بي تي» مرة واحدة في الأسبوع أو مرات عدة في الأسبوع، و10 في المائة يستخدمونه مرة واحدة شهرياً، وقال ما يقرب من نصف الأشخاص (46 في المائة) إنهم استخدموه مرة واحدة أو مرتين إجمالاً.
وتتوقع تريسي بروير، مزيداً من الاستخدام لتطبيق الذكاء الصناعي «تشات جي بي تي»، لذلك فهي تحذر من «الثقة المفرطة» بقدراته، التي تحوله من أداة مفيدة إلى ضارة، مشيرة إلى أنه «من المهم تذكر حدود التطبيق وأنت تتعامل معه».
لذلك فإن بروير تنصح بـ5 طرق للاستفادة من التطبيق، يجمعها خيط واحد، وهو أنه «أداة مساعدة، وليس بديلاً»، وأول هذه الطرق أنه يمكن أن يكون فعالاً باعتباره «نقطة بداية» في أي عمل، فمثلاً، إذا كنت تعمل في قسم العقود، فاحصل على المسودة الأولى للغة العقد بناء على مفاوضاتك حول مسؤوليات كل طرف، لكن لا بد أن تقوم بالمراجعة.
ووفقاً لاستطلاع شركة «ورد فيندر»، استخدم 20 في المائة التطبيق لإنشاء محتوى، بالإضافة إلى ذلك، استخدمه 14 في المائة للرد على رسائل البريد الإلكتروني، واستخدمه 11 في المائة لكتابة التعليمات البرمجية، واستخدمه 10 في المائة لكتابة السير الذاتية أو خطابات الغلاف، واستخدمه 9 في المائة لإنشاء عروض تقديمية. تقول بروير: «من الخطورة اعتماد نتيجة التطبيق دون إخضاعه للمراجعة، فهو نقطة انطلاق، وليس كل شيء».
من الطرق الأخرى للاستفادة من التطبيق، هي استخدامه «مولداً للأفكار»، وتوضح بروير أنه «على سبيل المثال، إذا كان عليك إجراء مقابلة، فيمكنك معرفة أسئلة المقابلة التي يجب أن تطرحها، وبالمثل، إذا كنت الشخص الذي تجري المقابلة معه، فيمكنك الحصول على أفكار حول ما قد يطلبه منك القائم بإجراء المقابلة، وإذا كنت تحاول إنشاء عرض، فيمكنك البحث عن أفكار للنقاط التي ستكون أكثر إثارة للاهتمام، ما يمنحك نقطة انطلاق لتطوير المحتوى الخاص بك».
والتطبيق مفيد أيضاً في «التحليل والتوليف»، لذلك فإن الطريقة الثالثة للاستخدام الصحيح له، هي أنه يمكنك إدخال تقريرك ومطالبته بتزويدك بتعليقات، أو يمكنك اختبار فكرة عملك الجديدة أو ابتكار جديد، ويمكنك مقارنة الأشياء وتحديد أوجه التشابه والاختلاف.
أما الطريقة الرابعة للاستخدام الأمثل، فهي أن يكون «أداة للبحث» عن تفاصيل حول الحلول المحتملة للمشكلات أو حتى التحديات الطبية أو تقييم الأعراض، كما يمكن أن يكون مفيداً في إدخال تقرير ما يتعين عليك قراءته، ليعطيك التطبيق ملخصاً قصيراً عنه.
وأخيرا، يمكنك استخدام التطبيق للحصول على بعض «المرح والإبداع»، فمثلاً إذا طلبت من التطبيق طريقة لتقديم المعلومات التقنية الجافة إلى جمهور غير تقني، فيمكن أن تحصل على نتائج تجعل عرضك أكثر تشويقاً.
وتؤكد بعض الممارسات المهنية في استخدام التطبيق، ما جاء في الطرق التي حددتها بروير، كما يوضح خالد عاطف، الباحث في مجال الذكاء الصناعي بجامعة كفر الشيخ (شمال القاهرة). إحدى هذه الممارسات، التي أشار إليها عاطف، وتم نشرها مؤخراً، تجربة عملية قام بها موقع «ملاعب» الرياضي، عندما طلب من التطبيق ترشيح التشكيلة المثالية للمنتخب السعودي لكرة القدم طوال تاريخه، فكانت جميع اختياراته منطقية، بحسب الموقع، عدا وضع المطرب ماجد المهندس بين هذه الاختيارات.
يقول عاطف لـ«الشرق الأوسط»: «هذا يعني أن التطبيق لن يغني عن البشر، لكنه قد يكون مساعداً لهم»، مضيفاً أنه «مهما تم تطوير التطبيق، فستكون مثل هذه الأخطاء واردة، لأن (تشات جي بي تي) مدعوم بأداة إحصائية تتنبأ باللغة دون فهمها، نتيجة لذلك، يمكن للنظام إنشاء إجابات غير صحيحة، كما أن الذكاء الصناعي يعتمد في برمجته على البشر الذين هم عرضة للخطأ والانحياز».


مقالات ذات صلة

بدء تطبيق المرحلة الإلزامية الأولى لتوحيد منافذ الشحن في السعودية

الاقتصاد مقر هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية في الرياض (الموقع الإلكتروني)

بدء تطبيق المرحلة الإلزامية الأولى لتوحيد منافذ الشحن في السعودية

بدأ تطبيق المرحلة الإلزامية الأولى لتوحيد منافذ الشحن للهواتف المتنقلة والأجهزة الإلكترونية في السوق، لتكون من نوع «USB Type - C».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من اجتماع خلال منتدى حوكمة الإنترنت الذي عقد مؤخراً بالعاصمة الرياض (الشرق الأوسط)

تقرير دولي: منظومات ذكية ومجتمعات ممكّنة تشكل مستقبل الاقتصاد الرقمي

كشف تقرير دولي عن عدد من التحديات التي قد تواجه الاقتصاد الرقمي في العام المقبل 2025، والتي تتضمن الابتكار الأخلاقي، والوصول العادل إلى التكنولوجيا، والفجوة…

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تكنولوجيا تتميز سمكة «موبولا راي» بهيكلها العظمي الغضروفي وأجنحتها الضخمة ما يسمح لها بالانزلاق بسهولة في الماء (أدوبي)

سمكة تلهم باحثين لتطوير نموذج مرشّح مياه صناعي!

طريقة تغذية سمكة «موبولا راي» تدفع باحثي معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا لتطوير أنظمة ترشيح فعالة.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا تعمل استراتيجيات مثل الأمن متعدد الطبقات واستخبارات التهديدات المتقدمة على تعزيز دفاعات الشركات السعودية (شاترستوك)

السعودية تسجل 44 % انخفاضاً في الهجمات الإلكترونية حتى نوفمبر مقارنة بـ2023

تواجه السعودية التحديات السيبرانية باستراتيجيات متقدمة مع معالجة حماية البيانات وأمن السحابة وفجوات مواهب الأمن السيبراني.

نسيم رمضان (لندن)
خاص تتضمن الاتجاهات الرئيسة لعام 2025 الاستعداد الكمومي وممارسات الأمن السيبراني الخضراء والامتثال (شاترستوك)

خاص كيف يعيد الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية تشكيل الأمن السيبراني في 2025؟

«بالو ألتو نتوركس» تشرح لـ«الشرق الأوسط» تأثير المنصات الموحدة والذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية على مستقبل الأمن السيبراني.

نسيم رمضان (لندن)

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.