لم يعد لإدارة الكفاءة الحكومية الأميركية التي أسسها الرئيس دونالد ترمب أي وجود على الرغم من بقاء ثمانية أشهر على انتهاء فترة تفويضها، مما ينهي مبادرة أُطلقت بضجة كبيرة بوصفها رمزاً لتعهد ترمب بتقليص حجم الحكومة، لكنّ المنتقدين يقولون إنها لم توفر نفقات تُذكر.
وقال مدير مكتب شؤون الموظفين سكوت كوبور لـ«رويترز» هذا الشهر، رداً على سؤال عن وضع هذه الإدارة، إنها «لم تعد موجودة».
وأضاف كوبور أن الإدارة لم تعد «كياناً محورياً»، وذلك في أول تعليقات علنية من مسؤول في إدارة ترمب بشأن انتهاء عمل إدارة الكفاءة الحكومية.
ونفذت الإدارة، التي تأسست في يناير (كانون الثاني)، حملات على مستوى واشنطن في الأشهر الأولى من ولاية ترمب الثانية لتقليص أعداد الموظفين في الهيئات الاتحادية سريعاً، وخفض ميزانياتها أو إعادة توجيه أعمالها حسب أولويات ترمب.
ويتناقض إنهاء عمل إدارة الكفاءة الحكومية بشكل صارخ مع الجهود التي بذلتها الحكومة على نطاق واسع على مدى شهور للفت الانتباه إليها وسط ترويج من ترمب ومستشاريه ووزراء في الحكومة، في منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، لدور هذه الإدارة التي كان الملياردير إيلون ماسك مسؤولاً عنها.
وذكرت إدارة الكفاءة الحكومية أنها خفضت عشرات المليارات من الدولارات من النفقات، لكن كان من المستحيل على أي خبراء ماليين من خارج الحكومة التحقق من ذلك لأن الإدارة لم تكشف عن الحسابات المفصلة لأعمالها.
وقالت ليز هيوستن، وهي متحدثة باسم البيت الأبيض، في رسالة بالبريد الإلكتروني لـ«رويترز»: «مُنح الرئيس ترمب تفويضاً واضحاً للحد من الهدر والاحتيال وإساءة استغلال الموارد على مستوى الحكومة الاتحادية، وهو يواصل بهمة ونشاط الوفاء بهذا الالتزام».
ولم يصرح مسؤولو إدارة ترمب علنا بأن إدارة الكفاءة الحكومية لم يعد لها وجود، حتى بعد خلاف ماسك مع ترمب في مايو (أيار). وغادر ماسك واشنطن منذ ذلك الحين.
ومع ذلك، فقد لمّح ترمب وفريقه إلى انتهاء عمل الإدارة منذ صيف هذا العام، على الرغم من أن الرئيس الأميركي وقع أمراً تنفيذياً في وقت سابق يقضي باستمرار تفويض الإدارة حتى يوليو (تموز) 2026. وفي أوقات كثيرة تحدث ترمب خلال تصريحات صحافية عن الإدارة بصيغة الماضي.
ومنع ترمب منذ اليوم الأول في فترته الرئاسية الثانية الوكالات الاتحادية من تعيين موظفين جدد، مع استثناءات لوظائف عدّها فريقه ضرورية لتطبيق قوانين الهجرة وحماية السلامة العامة.
وقال ماسك بعد فترة وجيزة من انتخاب ترمب إن لديه تفويضاً «لإلغاء» كثير من اللوائح الحكومية، وجعل من هذا الإلغاء وإعادة هيكلة الحكومة استناداً إلى أدوات الذكاء الاصطناعي مبدأين أساسيين لإدارة الكفاءة الحكومية، إلى جانب شطب وظائف بالحكومة الاتحادية.
وعاد ماسك للظهور في واشنطن في الآونة الأخيرة، وحضر الأسبوع الماضي مأدبة عشاء في البيت الأبيض خلال زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

