ترمب: فكرة نفق تحت المياه يربط روسيا بألاسكا «مثيرة للاهتمام»

زيلينكسي أكد أنه «ليس سعيداً» بمقترح مبعوث الكرملين

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يستعد لمصافحة نظيره الروسي لدى استقباله في ألاسكا قبل قمتهما في أغسطس الماضي (د.ب.أ)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يستعد لمصافحة نظيره الروسي لدى استقباله في ألاسكا قبل قمتهما في أغسطس الماضي (د.ب.أ)
TT

ترمب: فكرة نفق تحت المياه يربط روسيا بألاسكا «مثيرة للاهتمام»

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يستعد لمصافحة نظيره الروسي لدى استقباله في ألاسكا قبل قمتهما في أغسطس الماضي (د.ب.أ)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يستعد لمصافحة نظيره الروسي لدى استقباله في ألاسكا قبل قمتهما في أغسطس الماضي (د.ب.أ)

اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجمعة أن فكرة نفق تحت المياه يربط روسيا بألاسكا «مثيرة للاهتمام» بعدما اقترح مسؤول روسي كبير ذلك على الملياردير إيلون ماسك في اليوم السابق، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال ترمب رداً على سؤال من مراسلين في البيت الأبيض حول الفكرة خلال اجتماعه مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: «نفق من روسيا إلى ألاسكا... هذا مثير للاهتمام» ثم توجّه إلى الرئيس الأوكراني وقال له: «ما رأيك في ذلك، يا سيد الرئيس؟... هل تعجبك هذه الفكرة؟».

لكن زيلينسكي الذي تواجه بلاده غزواً روسياً شاملاً منذ أكثر من ثلاث سنوات، بدا أقل حماسة، وأجاب: «لست سعيداً بذلك» ما أثار ضحك ترمب.

دونالد ترمب يستقبل فولوديمير زيلينسكي لدى وصوله إلى الجناح الغربي للبيت الأبيض في واشنطن العاصمة (إ.ب.أ)

والخميس، أثار كيريل دميترييف، المبعوث الاقتصادي الدولي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين على منصة «إكس» مشروع «جسر سلام» بين ألاسكا، وهي ولاية تقع في شمال غربي الولايات المتحدة، وروسيا، يعود إلى حقبة الحرب الباردة.

وأضاف: «بفضل التكنولوجيا الحديثة لشركة «بورينغ»، يمكن أن يصبح ذلك نفق «بوتين-ترمب» تحت مضيق بيرينغ.

و«بورينغ» هي شركة يملكها إيلون ماسك، الذي يملك أيضاً منصة «إكس»، ويهدف من خلالها إلى إحداث ثورة في النقل الحضري باستخدام الأنفاق.

ودعا دميترييف ماسك إلى بناء هذه البنية التحتية باعتبارها «رمزاً للوحدة»، مع رسوم بيانية داعمة، مقدّراً تكلفة هذا النفق الذي يمتد على مائة كيلومتر بنحو 8 مليارات دولار.

غراف يوضح مشروع النفق بين روسيا والولايات المتحدة الذي اقترحه مبعوث الكرملين أمس (رويترز)

وكان ماسك أحد أكبر المتبرعين لحملة ترمب الانتخابية لعام 2024. وبعد عودة الأخير إلى البيت الأبيض، انضم ماسك إلى إدارة «الحزب الجمهوري» حيث كلفه الرئيس إجراء خفض كبير في الميزانية الفدرالية، بما في ذلك تسريح آلاف الموظفين الحكوميين.

وكان ترمب وماسك مقرّبين حتى مغادرة الأخير الإدارة في مايو (أيار). ثم اختلفا علناً في يونيو (حزيران)، حين شنّ ماسك هجمات شرسة على سياسات ترمب الاقتصادية.

ومع ذلك، ظهر الاثنان جنباً إلى جنب في 21 سبتمبر (أيلول) خلال تكريم المؤثر المحافظ تشارلي كيرك الذي كان قد اغتيل قبل نحو عشرة أيام.


مقالات ذات صلة

روبيو يتعرض لانتقادات بسبب سياسة ترحيل المهاجرين

الولايات المتحدة​ كبيرة الديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية لدى مجلس الشيوخ الأميركي السيناتورة جين شاهين يوم 10 نوفمبر (رويترز)

روبيو يتعرض لانتقادات بسبب سياسة ترحيل المهاجرين

واجه وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو انتقادات من الكونغرس بسبب دفع مبلغ 7.5 مليون دولار لحكومة غينيا الاستوائية للموافقة على استقبال مهاجرين مرحلين من أميركا

علي بردى (واشنطن)
شؤون إقليمية فيدان خلال تصريحات لوسائل إعلام تركية في واشنطن في 11 نوفمبر (إعلام تركي)

تركيا تحذر من مشاكل تهدد وحدة سوريا وتشدد على إلغاء «قانون قيصر»

حذرت تركيا مجدداً من أن عدم إدارة المشاكل في سوريا بعناية سيؤدي إلى مشاكل توثر على وحدة أراضيها وسلامتها الإقليمية وتنذر بالمزيد من التفكك.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتوسط الرئيس الأميركي دونالد ترمب والإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في مطار بن غوريون الدولي الإسرائيلي الشهر الماضي (أ.ب) play-circle

الرئيس الإسرائيلي يرفض «بأدب» طلب ترمب بالعفو عن نتنياهو

رفض الرئيس الإسرائيلي، بأدب، طلباً رسمياً قدمه الرئيس الأميركي لإصدار العفو عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، موضحاً استجابته لذلك تجعله «يخرق القانون».

نظير مجلي (تل أبيب) هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز) play-circle

ديمقراطيون ينشرون رسائل منسوبة لإبستين يقول فيها إن ترمب كان على علم بسلوكه

نشر نواب ديمقراطيون، الأربعاء، رسائل إلكترونية منسوبة لجيفري إبستين، ألمح فيها إلى أن دونالد ترمب كان على علم بانتهاكاته الجنسية أكبر مما أقرّ به علناً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي كبار المحررين في صحيفة «واشنطن بوست» في جلسة مع الرئيس الشرع (سانا)

الرئيس السوري لـ«واشنطن بوست»: نسعى لعلاقات شراكة قوية مع واشنطن

أكد الشرع أن زيارته إلى الولايات المتحدة (ولقاءه الرئيس دونالد ترمب وأعضاء في الكونغرس) تهدف إلى بناء علاقات شراكة قوية بين دمشق وواشنطن.

«الشرق الأوسط» (لندن)

روبيو يتعرض لانتقادات بسبب سياسة ترحيل المهاجرين

كبيرة الديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية لدى مجلس الشيوخ الأميركي السيناتورة جين شاهين يوم 10 نوفمبر (رويترز)
كبيرة الديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية لدى مجلس الشيوخ الأميركي السيناتورة جين شاهين يوم 10 نوفمبر (رويترز)
TT

روبيو يتعرض لانتقادات بسبب سياسة ترحيل المهاجرين

كبيرة الديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية لدى مجلس الشيوخ الأميركي السيناتورة جين شاهين يوم 10 نوفمبر (رويترز)
كبيرة الديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية لدى مجلس الشيوخ الأميركي السيناتورة جين شاهين يوم 10 نوفمبر (رويترز)

انتقدت كبيرة الديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية لدى مجلس الشيوخ الأميركي، السيناتورة جين شاهين، قرار وزير الخارجية ماركو روبيو دفع مبلغ 7.5 مليون دولار لحكومة غينيا الاستوائية، من أجل الموافقة على استقبال مهاجرين مُرحّلين من الولايات المتحدة ليسوا من مواطنيها.

وهذا أكبر مبلغ معروف دفعته إدارة الرئيس دونالد ترمب لحكومة أخرى من استقبال مرحلين ليسوا من مواطنيها.

ووجهت شاهين رسالة إلى روبيو، الاثنين، قائلة إن «هذا المبلغ غير المعتاد - لواحدة من أكثر الحكومات فساداً في العالم - يثير مخاوف جدية في شأن الاستخدام المسؤول والشفاف لأموال دافعي الضرائب الأميركيين». وإذ أشارت إلى أن «منظمة الشفافية الدولية» للأبحاث صنفت غينيا الاستوائية في المرتبة 173 من 180 دولة من حيث الفساد، ذكّرت بأن وزارة الخارجية نفسها أفادت عام 2023 بأن «رئيس البلاد وأعضاء دائرته المقربة واصلوا جمع ثروات شخصية من الإيرادات المرتبطة بالاحتكارات في جميع المشاريع التجارية المحلية». ونسبت عام 2025 إلى «مصادر موثوقة» معلومات عن تورط مسؤولين حكوميين في عمليات الاتجار بالبشر.

وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في المكتب البيضاوي يوم 10 نوفمبر (إ.ب.أ)

وكتبت شاهين: «لديّ مخاوف جدية في شأن إمكانية استخدام دفعة مباشرة لحكومة غينيا الاستوائية لتسهيل الاتجار بالبشر، في غياب آليات الرقابة المناسبة والحواجز الأمنية»، معبرة أيضاً عن «القلق في شأن الحماية المتاحة لضمان عدم تعرض مواطني الدول الثالثة المرحلين إلى غينيا الاستوائية أنفسهم للاتجار بالبشر أو التهريب أو انتهاكات حقوق الإنسان».

ورفضت وزارة الخارجية التعليق على اتفاقها مع غينيا الاستوائية، قائلة في بيان إن «تطبيق سياسات إدارة ترمب المتعلقة بالهجرة يمثل أولوية قصوى لوزارة الخارجية». وأضافت: «كما قال الوزير روبيو، فإننا لا نزال ثابتين على التزامنا بإنهاء الهجرة غير الشرعية والجماعية وتعزيز أمن الحدود الأميركية».

في واحدة من أكثر سياساتها إثارة للجدل، سعت إدارة ترمب إلى ترحيل مجموعة كبيرة من المهاجرين من الولايات المتحدة. وأمر روبيو الدبلوماسيين بمحاولة توقيع اتفاقات مع دول أخرى لاستقبال المرحلين من غير مواطنيها.

وخلص تحقيق أجرته صحيفة «نيويورك تايمز»، استند في معظمه إلى مراجعات للبرقيات الدبلوماسية الأميركية ووثائق فيدرالية أخرى، إلى أنه حتى يونيو (حزيران) الماضي، تواصل مسؤولون أميركيون مع 58 حكومة على الأقل في شأن هذا المسعى. لدى العديد من الدول التي طلب منها استقبال المرحلين سجلات في انتهاكات مستمرة لحقوق الإنسان والتعذيب، وكانت غينيا الاستوائية إحداها.

ووافقت وزارة الخارجية على دفع مبالغ كبيرة في بعض الحالات. وهي دفعت لرواندا مائة ألف دولار لاستقبال رجلٍ عراقي. ووافقت على دفع 4.76 مليون دولار للسلفادور لاستقبال ما يصل إلى 300 شخص جرى ترحيلهم بعد اتهامهم بأنهم ينتمون لعصابة «ترين دي أراغوا» الفنزويلية.

وفي رسالتها، أشارت شاهين إلى أن مبلغ 7.5 مليون دولار المدفوع لغينيا الاستوائية يبدو كبيراً مقارنة بالمساعدات الخارجية السابقة التي تقدم لهذا البلد. فعلى مدار الإدارتين الماضيتين، بلغ أكبر مبلغ مساعدات قدمته الولايات المتحدة لغينيا الاستوائية مليوني دولار في عامٍ واحد. وكان أكبر مبلغ منح في عام واحد خلال إدارة ترمب الأولى 780 ألف دولار.

وفي السنوات السابقة، لم تقدم الولايات المتحدة المساعدات مباشرة للحكومة، باستثناء الإمدادات الطبية المحدودة. بل أرسلتها إلى شركاء معتمدين، من بينهم منظمات غير حكومية والأمم المتحدة.


ديمقراطيون ينشرون رسائل منسوبة لإبستين يقول فيها إن ترمب كان على علم بسلوكه

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
TT

ديمقراطيون ينشرون رسائل منسوبة لإبستين يقول فيها إن ترمب كان على علم بسلوكه

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

نشر نواب ديمقراطيون، الأربعاء، رسائل إلكترونية منسوبة لجيفري إبستين، ألمح فيها إلى أن دونالد ترمب كان على علم بانتهاكاته الجنسية أكبر مما أقرّ به علناً، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي أمضى «ساعات في منزله» مع إحدى ضحاياه.

ووفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية»، ينفي ترمب أي تورط أو علم بنشاطات الاتجار الجنسي التي ارتكبها صديقه السابق إبستين، الذي انتحر داخل سجنه الفيدرالي عام 2019 أثناء انتظاره المحاكمة.

وقال ديمقراطيون في لجنة الرقابة بالكونغرس إن تلك الرسائل «تثير تساؤلات خطيرة بشأن دونالد ترمب ومعرفته بجرائم إبستين المروّعة».

وقبل نحو أسبوع، طلب أعضاء ديمقراطيون في الكونغرس الأميركي من الأمير السابق أندرو، الذي تم تجريده من جميع ألقابه، الإدلاء بشهادته أمامهم بشأن علاقاته مع إبستين.

ووجّه 16 عضواً ديمقراطياً في لجنة الرقابة بمجلس النواب هذه الرسالة إلى أندرو ماونتباتن وندسور.

وجاء في الرسالة: «لقد تم الإبلاغ علناً أن صداقتك مع إبستين بدأت عام 1999 وأنك بقيت قريباً منه أثناء إدانته عام 2008 بتهمة استغلال قاصرات وبعدها».

ويذكر النص أيضاً اتهامات الاعتداء الجنسي التي قدّمتها فرجينيا جيوفري ضد شقيق الملك تشارلز الثالث.

وتعتقد اللجنة أن أندرو يمكن أن «يمتلك معلومات قيمة عن الجرائم التي ارتكبها إبستين وشركاؤه»، وتطلب منه «أن يكون متاحاً لإجراء مقابلة».

ولم يستجب متحدث باسم الأمير السابق على الفور لطلب تعليق من «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتم تجريد أندرو، الابن الثاني للملكة إليزابيث الثانية، من جميع ألقابه وأُمِر بالانتقال من مقر إقامته الفاخر في نزل رويال لودج في وندسور. وجاء تجريده من ألقابه بقرار من الملك تشارلز الثالث.

وقال ترمب إنه يشعر بالأسف الشديد إزاء العائلة المالكة البريطانية بعد أن جرّد تشارلز شقيقه آندرو من لقب أمير.

وأضاف: «ما حدث للعائلة (البريطانية المالكة) أمر فظيع. كان وضعاً مأساوياً ومؤسفاً للغاية. أعني، أشعر بالأسف الشديد للعائلة».

ويواجه ترمب مشاكله الخاصة المتعلقة بسقوط الممول المدان، مع مطالبة الديمقراطيين وبعض الجمهوريين إدارته بالإفصاح عن الملفات الحكومية المتعلقة بقضية إبستين.

ورغم إقراره بمعرفته بإبستين منذ سنوات، قال ترمب إنه اختلف مع الممول المدان قبل وقت طويل من وفاة إبستين.

وفي سبتمبر (أيلول)، نشر الديمقراطيون في مجلس النواب الأميركي رسالة عيد ميلاد يُقال إن ترمب كتبها لإبستين قبل أكثر من 20 عاماً.

وتتضمن الرسالة، التي ينفي البيت الأبيض صحتها، عبارة: «عيد ميلاد سعيد، وأتمنى أن يكون كل يوم سراً رائعاً آخر».


الجمهوريون يعلنون الفوز في معركة الإغلاق

ترمب يتحدث خلال إحياء يوم المحاربين القدامى في ولاية فيرجينيا - 11 نوفمبر 2025 (إ.ب.أ)
ترمب يتحدث خلال إحياء يوم المحاربين القدامى في ولاية فيرجينيا - 11 نوفمبر 2025 (إ.ب.أ)
TT

الجمهوريون يعلنون الفوز في معركة الإغلاق

ترمب يتحدث خلال إحياء يوم المحاربين القدامى في ولاية فيرجينيا - 11 نوفمبر 2025 (إ.ب.أ)
ترمب يتحدث خلال إحياء يوم المحاربين القدامى في ولاية فيرجينيا - 11 نوفمبر 2025 (إ.ب.أ)

بعد أكثر من 50 يوماً من الغياب، يعود مجلس النواب للانعقاد لإنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة. فبعد إقرار مجلس الشيوخ لمشروع قانون يمول المرافق الفيدرالية حتى نهاية شهر يناير (كانون الثاني)، تنفس مئات الآلاف من الأميركيين الصعداء، وسارع الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الإعلان عن «إعادة فتح البلاد التي ما كان يجب أن تُغلق أبداً»، على حد قوله.

خسارة ديمقراطية

من الواضح في عملية شدّ الحبال الطويلة بين الحزبين خلال هذه الأزمة، أن الحزب الجمهوري خرج منها بأقل تنازلات ممكنة، مقابل تنازلات كبيرة للديمقراطيين الذين بدأوا هذه المواجهة للضغط على الجمهوريين بهدف تمديد إعفاءات الرعاية الصحية (أوباما كير)، وفشلوا في تحقيق هذا الهدف.

مجموعة الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الذين صوتوا لصالح فتح الحكومة (أ.ب)

جُلّ ما حصل عليه ديمقراطيو مجلس الشيوخ هو تعهّد من قبل زعيم الجمهوريين في المجلس، جون ثون، بطرح المسألة للتصويت الشهر المقبل، من دون أي وعد بإقرارها، فيما لم يلتزم رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون بعقد أي تصويت مماثل في مجلس النواب.

لهذه الأسباب، يلعب الجمهوريون ورقة الفوز في هذه المواجهة. فهنّأ ترمب جونسون وثون على «هذا الفوز الكبير جداً»، فيما اعتبر جونسون أن ما جرى أثبت أن الإغلاق «كان من دون سبب»، مشيراً إلى أن ما يصوت عليه الكونغرس اليوم هو «بالضبط» ما عرضه الجمهوريون على الديمقراطيين منذ أسابيع.

زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب حكيم جيفريز في مؤتمر صحافي بالكونغرس في 11 نوفمبر 2025 (رويترز)

لكن الديمقراطيين رفضوا الاعتراف بالهزيمة، وتعهّد زعيمهم في مجلس النواب حكيم جيفريز بالاستمرار في المواجهة، معتبراً أن حزبه «نجح في تسليط الضوء على قضية الرعاية الصحية، وأصبح الشعب الأميركي الآن يطالب باتخاذ قرار».

زاوية مثيرة للاهتمام، لكنها تدل فعلياً على انشقاق كبير في صفوف الحزب، خاصة فيما يتعلق برسم استراتيجيات للتصدي للأغلبية الجمهورية. فمن جهة، خسر زعيم الديمقراطيين تشاك شومر معركة رص الصف في مجلس الشيوخ بعد انشقاق 8 ديمقراطيين وتصويتهم لصالح إنهاء إغلاق الحكومة، ومن جهة أخرى شنّ التقدميون هجوماً لاذعاً على حزبهم واتهموا بعض أعضائه بالاستسلام. لكن الخيارات أمام حزب الأقلية محدودة، وقد أثبت الجمهوريون خلال الأزمة أن صفوفهم مُتراصّة رغم الغضب الشعبي الذي أظهر أن غالبية الأميركيين يلومون حزب الأغلبية على الإغلاق. ولم يعُد أمام الديمقراطيين سوى الانتظار إلى الانتخابات النصفية العام المقبل، أملاً منهم في أن يترجم غضب الناخب في صناديق الاقتراع.

إيميلات إبستين

وتزامنت عودة مجلس النواب للانعقاد في جلسته الأولى، منذ 19 سبتمبر (أيلول)، مع عودة قضية جيفري إبستين إلى الواجهة.

صورة لرجل الأعمال الأميركي جيفري إبستين في مارس 2017 (رويترز)

ونشر نواب ديمقراطيون، الأربعاء، رسالة إلكترونية تعود إلى عام 2019 منسوبة لجيفري إبستين، أكد فيها رجل الأعمال الأميركي الذي وُجد ميتاً في زنزانته بذلك الوقت أن دونالد ترمب كان يعرف أكثر عن جرائمه الجنسية مما أقرّ به علناً. وكتب إبستين في رسالته: «قال ترمب إنه يريدني أن أتخلى عن بطاقة عضويتي في (منتجعه) مارالاغو»، في فلوريدا.

وإذ أوضح إبستين أنه لم يكن يوماً عضواً في المنتجع، أضاف: «بالطبع، كان يعرف بشأن الفتيات، لأنه طلب من غيلاين (ماكسويل) التوقف». وتقضي البريطانية ماكسويل، التي كانت شريكة حياة إبستين ومعاونته، عقوبة بالسجن 20 عاماً، بعد إدانتها بالاستغلال الجنسي، لدورها في استدراج فتيات قاصرات لحساب إبستين.

ودأب ترمب على نفي أي علم له بنشاطات الاستغلال الجنسي التي ارتكبها إبستين، علماً بأنه كان صديقاً له لسنوات قبل أن تتوتّر علاقتهما، مطلع الألفية. وأكّد ترمب أن خلافهما حصل قبل سنوات من افتضاح أمر جرائم إبستين. وفي رسالة إلكترونية أخرى نشرها على منصة «إكس» أعضاء ديمقراطيون في لجنة بارزة في مجلس النواب، أكّد إبستين أن إحدى ضحاياه بقيت «لساعات» في منزله مع ترمب.

في المقابل، اتّهم البيت الأبيض، الأربعاء، الديمقراطيين بترويج «رواية زائفة». وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، في بيان إن «الديمقراطيين سرّبوا رسائل إلكترونية بشكل انتقائي إلى وسائل الإعلام الليبرالية لاختلاق رواية زائفة وتشويه صورة الرئيس ترمب».

وقال ديمقراطيون في لجنة الرقابة بالكونغرس، إن تلك الرسائل التي أمكن الاستحصال عليها من ورثة إبستين، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية»، تثير «تساؤلات خطيرة بشأن دونالد ترمب، ومعرفته بجرائم إبستين المروّعة».

مؤتمر صحافي أمام الكونغرس للدعوة للإفراج عن وثائق إبستين في 3 سبتمبر 2025 (رويترز)

إلى جانب هذه الرسائل، من المنتظر أن يضغط النواب الديمقراطيون على رئيس المجلس لنشر «وثائق إبستين»، التي قد تشمل أسماء «شخصيات متورطة» في جرائمه.

ومن المتوقع أن تُدلي النائبة الديمقراطية المنتخبة عن ولاية أريزونا، أديليتا غريالفا، قسم اليمين أمام رئيس مجلس النواب مايك جونسون، لتتسلم منصبها رسمياً منذ انتخابها في 23 سبتمبر. وقد أرجأ جونسون القسم بحجة الإغلاق الحكومي، لكن الديمقراطيين اتهموه بتأخير قسم اليمين «خوفاً» من الإفراج عن وثائق إبستين التي يسعى بعض المشرعين من الحزبين للتصويت لصالح نشرها.

فتسلم غريفالا لمنصبها يعطي هؤلاء الأصوات الـ218 اللازمة لضمان التصويت على كشف الوثائق من دون مباركة جونسون. وهذا ما تعهدت به النائبة الديمقراطية قائلة قبل قسم اليمين: «لا يمكن لجونسون أن يستمر في حرمان دائرة كاملة من حقها في التمثيل، وقمع صوتها لحماية هذه الإدارة من المساءلة، ومنع تحقيق العدالة لضحايا إبستين».

وتثير قضية إبستين ضجة كبيرة في الولايات المتحدة، منذ إعلان إدارة ترمب، في مطلع يوليو (تموز)، أنها لم تكتشف أي عناصر جديدة تُبرّر نشر مستندات إضافية تتعلق بهذا الملف. وبعدما تعهد ترمب خلال حملته للانتخابات الرئاسية بالكشف عن تطوّرات مدوّية في قضية إبستين، يحاول اليوم وضع حد للجدل، متهماً مراراً المعارضة المتمثلة بالحزب الديمقراطي بالوقوف وراء هذه الضجة «المفتعلة».