المعادن الاستراتيجية والمساعدات العسكرية في صلب علاقة واشنطن وكييف

زيلينسكي أكد على أن آلية «قائمة متطلبات أوكرانيا ذات الأولوية» تسمح لدول الناتو بشراء الأسلحة الأميركية وتزويد بلاده بها

صورة تُظهر مبنى سكنياً تضرَّر بشدة بسبب ضربة عسكرية روسية في كراماتورسك بمنطقة دونيتسك بأوكرانيا 17 سبتمبر 2025 (رويترز)
صورة تُظهر مبنى سكنياً تضرَّر بشدة بسبب ضربة عسكرية روسية في كراماتورسك بمنطقة دونيتسك بأوكرانيا 17 سبتمبر 2025 (رويترز)
TT

المعادن الاستراتيجية والمساعدات العسكرية في صلب علاقة واشنطن وكييف

صورة تُظهر مبنى سكنياً تضرَّر بشدة بسبب ضربة عسكرية روسية في كراماتورسك بمنطقة دونيتسك بأوكرانيا 17 سبتمبر 2025 (رويترز)
صورة تُظهر مبنى سكنياً تضرَّر بشدة بسبب ضربة عسكرية روسية في كراماتورسك بمنطقة دونيتسك بأوكرانيا 17 سبتمبر 2025 (رويترز)

أعلنت أوكرانيا والولايات المتحدة عن إطلاق صندوق استثماري برأسمال أوّلي يبلغ 150 مليون دولار، خُصص لدعم مشاريع في مجالات الطاقة والبنية التحتية والمعادن. الصندوق جاء ثمرة اتفاق وُقّع في أبريل (نيسان) الماضي، يمنح واشنطن الأفضلية في الدخول إلى مشاريع استخراج المعادن النادرة بأوكرانيا، مثل الليثيوم والتيتانيوم والغرافيت.

الرئيسان الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين في أنكوريج بألاسكا 15 أغسطس 2025 (رويترز)

تُعد هذه الموارد ذات أهمية استراتيجية لقطاعات صناعية عدة، من صناعة البطاريات والسيارات الكهربائية إلى الصناعات الدفاعية. وترى كييف أن جذب الاستثمارات الأميركية والأوروبية في هذا المجال يمكن أن يسهم في إعادة إعمار اقتصادها الذي تضرر بشدة من الحرب.

رئيسة الوزراء الأوكرانية يوليا سفيريدينكو، أكدت أن الاتفاق «يُظهر ثقة الشركاء والتزامهم طويل الأمد»، فيما أوضحت مؤسسة تمويل التنمية الدولية الأميركية أن الهدف من الصندوق هو «تحفيز استثمارات القطاع الخاص والمساهمة في إعادة بناء البنية التحتية الحيوية».

جنود أوكرانيون في منطقة دونيتسك (أ.ف.ب)

لكنَّ مسار هذه المشاريع يواجه تحديات عديدة، أبرزها التهديدات الأمنية المباشرة المرتبطة بالحرب. ففي يوليو (تموز) الماضي، سيطرت القوات الروسية على أحد مناجم الليثيوم في منطقة دونيتسك، كما تقترب من مواقع أخرى تحتوي على رواسب التيتانيوم واليورانيوم. إلى جانب ذلك، تشير تقارير محلية إلى أن إجراءات الترخيص المعقدة ونقص المسوحات الجيولوجية المحدثة قد تعوق جذب المستثمرين.

طائرة «رافال» فرنسية تحلّق في أجواء بولندا يوم 13 سبتمبر الحالي (الجيش الفرنسي - أ.ف.ب)

آلية جديدة للتمويل العسكري

على الصعيد العسكري، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده ستتلقى نحو 3.5 مليار دولار من خلال آلية تعرف بـ«قائمة متطلبات أوكرانيا ذات الأولوية»، وهي أداة مالية تسمح لدول أعضاء حلف شمال الأطلسي (باستثناء الولايات المتحدة) بتجميع الأموال لشراء الأسلحة الأميركية وتزويد أوكرانيا بها.

موظف خلال مشاركته في تدريب يحاكي حادثة حريق في منشأة لتخزين الغاز تحت الأرض بالقرب من بولتافا بأوكرانيا (رويترز)

زيلينسكي أوضح أن بلاده حصلت بالفعل على أكثر من ملياري دولار ضمن هذا البرنامج، وأن دفعة جديدة ستصل في أكتوبر (تشرين الأول). ومن المتوقع أن تشمل المساعدات المقبلة صواريخ «باتريوت» وذخائر «هيمارس»، من دون كشف تفاصيل إضافية حول الكميات أو مواعيد التسليم.

هذا الترتيب يعكس تغيراً في آلية الدعم الأميركي، حيث انتقلت واشنطن من تقديم مساعدات مباشرة كما في عهد الإدارة السابقة إلى نظام يعتمد على التمويل الأوروبي لشراء السلاح. وبذلك، تحافظ الولايات المتحدة على دورها كمزوّد رئيسي للأسلحة مع تقليل الأعباء المباشرة على ميزانيتها.

قدرات روسيا وأوكرانية متضاربة

في موازاة ذلك، شدد زيلينسكي على أن روسيا «لا تمتلك حالياً القدرة على شن هجمات واسعة النطاق»، مشيراً إلى الخسائر البشرية الكبيرة التي تكبدتها القوات الروسية خلال السنوات الثلاث الماضية. وقال زيلينسكي عبر منصة «إكس»: «أعتقد أنه حتى الآن، لا تمتلك روسيا القوة لشن هجمات واسعة النطاق»، مضيفاً أن خسائر روسيا كانت كبيرة لدرجة تمنعها من تنفيذ مزيد من العمليات العسكرية الكبرى.

رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي والرئيس الأوكراني ورئيس المجلس الأوروبي (أ.ب)

وأوضح زيلينسكي أن روسيا كانت قد أعدت عمليات هذا العام على أربعة محاور هي: سومي ونوفوبافليفكا وبوكروفسك وزابوريجيا، لكنها لم تحقق نجاحات استراتيجية حاسمة. وأضاف: «لقد فشلت عملية سومي بالفعل، وتكبدت روسيا خسائر فادحة، خصوصاً في القوى البشرية، وأُعيد نشر قواتها إلى جبهات أخرى»، مشيراً إلى أن القوات الأوكرانية قد ألحقت خسائر إضافية بها هناك.

بدورها قالت وزارة الدفاع الروسية إن عسكرياً روسياً كبيراً أجرى جولة لتفقد مواقع القوات في أوكرانيا الأربعاء، وقال إن قوات موسكو تتقدم على جميع الجبهات، حيث تدور أعنف المعارك حول منطقة بوكروفسك. وقال الجنرال فاليري غيراسيموف، رئيس أركان القوات المسلحة الروسية لما تسميها موسكو «العملية العسكرية الخاصة»، إن القوات تحرز تقدماً في منطقة دونيتسك الشرقية، وهي النقطة المحورية في الصراع، وإلى الغرب في منطقتي زابوريجيا ودنيبروبتروفسك.

رجال إنقاذ يُجرون عملية بحث داخل وحول مبنى سكني تضرر بشدة خلال هجوم روسي واسع النطاق بطائرات مُسيّرة وصواريخ على كييف (أ.ف.ب)

ونقلت وزارة الدفاع عن غيراسيموف قوله: «تتقدم قواتنا في منطقة العملية العسكرية الخاصة في جميع الاتجاهات تقريباً». وأضاف مستخدماً اسم مدينة بوكروفسك الذي يعود إلى الحقبة السوفياتية: «يجري أعنف القتال في اتجاه كراسنوارميسك، حيث يحاول العدو، بأي وسيلة ودون أي اعتبار للخسائر، وقف تقدمنا واستعادة زمام المبادرة دون جدوى». ونُقل عنه قوله إن الجيش الأوكراني «نشر أفضل الوحدات القتالية المدربة والأكثر قدرة على القتال، وسحبها من مناطق أخرى. وهذا يسهّل تقدم قواتنا في قطاعات أخرى».

المحللون العسكريون يلاحظون أن كلا الطرفين يواجه صعوبات ميدانية. ففي حين تعاني روسيا من نقص في القوى البشرية والعتاد المتطور، تواجه أوكرانيا تحديات في تأمين الذخائر الحديثة والتجهيزات الدفاعية، وهو ما يفسِّر أهمية برامج التمويل الجديدة مع الحلفاء.

وبينما تتواصل النقاشات حول كيفية التعامل مع ضغوط الإدارة الأميركية وكيفية ضمان المساعدات لكييف، بحثت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، مع الرئيس ترمب، في اتصال هاتفي، «سبل زيادة الضغط الاقتصادي على روسيا»، وأشارت إلى أن بروكسل ستقدم قريباً مقترحات لحزمة عقوبات جديدة هي التاسعة عشرة منذ بداية الحرب. ولفتت المسؤولة الأوروبية إلى أنّ هذه العقوبات ستشمل إجراءات تستهدف العملات المشفّرة والبنوك والطاقة.

صورة مركَّبة تُظهِر المشاركين الأساسيين في اجتماع باريس الهجين لـ«تحالف الراغبين» في دعم أوكرانيا الخميس... ويبدو فيها من اليمين أمين عام «الحلف الأطلسي» ورئيسة المفوضية الأوروبية والرئيس الأوكراني ورئيس الوزراء البريطاني والمستشار الألماني والرئيس الفرنسي (أ.ف.ب)

لكن ترمب لم يبدِ ارتياحاً، بل كرر شرطين أساسيين: الوقف الكامل لواردات النفط الروسية، وفرض رسوم جمركية ضخمة على الصين. وهو ما أثار جدلاً واسعاً داخل الاتحاد الأوروبي. إذ يرى بعض الدبلوماسيين أن الخطوات المقترحة قد تكون «فخاً» يهدف إلى تحميل أوروبا أعباء اقتصادية باهظة، فيما تستفيد الولايات المتحدة من بيع الغاز المسال وتوسيع حصتها في السوق الأوروبية، مما قد يُضعف الاقتصاد الأوروبي ويزيد معدلات التضخم. ويشدد آخرون على أن تقليص الاعتماد على الطاقة الروسية يبقى شرطاً ضرورياً لإضعاف القدرات الروسية.

لقاء بين شي وبوتين في الكرملين... 9 مايو الماضي (رويترز)

وتقول إيفانا سترادنر الباحثة في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، إن الرئيس ترمب مُحقّ في أن أوروبا لا تزال تعتمد على النفط والغاز الروسيين، وقد حان الوقت لبروكسل للانفصال عن الاقتصاد الروسي والتوقف عن تمويل آلة الحرب الروسية. وقالت لـ«الشرق الأوسط» إنّ مركز ثقل بوتين هو قطاع الطاقة، واستهداف هذا القطاع عبر عقوبات صارمة ضروريٌّ لوقفه.

لكن المفارقة أن العقوبات الأوروبية، مهما كانت شديدة، لا تبدو كافية لإقناع ترمب، الذي يربط بين الملف الروسي والملف الصيني بطريقة تجعل الأوروبيين مضطرين للتعامل مع معادلة معقدة: إرضاء واشنطن من جهة، والحفاظ على مصالحهم الاقتصادية من جهة أخرى.

علاوة على ذلك، تتباين دول الاتحاد الأوروبي اختلافاً كبيراً في رأيها بشأن مدى قوة تأثير التكتل على بكين، نظراً إلى اعتمادها الاقتصادي على القوة الآسيوية. وعلى الرغم من التعهدات المتكررة بتنويع الاقتصاد بعيداً عن الصين، فإنها لا تزال تُمثل نحو 21 في المائة من واردات الاتحاد الأوروبي. ودعت برلين، التي يرتبط اقتصادها ارتباطاً وثيقاً باقتصاد بكين، إلى توخي الحذر تاريخياً، خوفاً من إلحاق أضرار جسيمة بقطاعات حيوية، مثل صناعة السيارات.

ولذلك، تسعى بروكسل إلى زيادة استخدام ضوابط التصدير المُستهدفة على الشركات الصينية، كتلك التي تبيع التكنولوجيا العسكرية لروسيا، كما فعلت في حزم العقوبات السابقة.

هجمات متبادلة

قال راضي خبيروف، رئيس منطقة باشكورتوستان الروسية، عبر قناته على «تلغرام»، الخميس، إن طائرتين مسيَّرتين أطلقتهما أوكرانيا هاجمتا مجمع «نفتخيم سالافات» لمعالجة النفط والبتروكيماويات التابع لشركة «غازبروم»، وهو أحد أكبر المجمعات من نوعه في روسيا. وكثفت أوكرانيا الهجمات بطائرات مسيّرة على البنية التحتية للنفط والغاز في روسيا منذ مطلع أغسطس (آب)، في وقت ازداد فيه إحباطها من مسار محادثات السلام التي قال الكرملين إنها توقفت عملياً حالياً. وقال خبيروف: «نقيّم حجم الأضرار. نعمل حالياً على إخماد النيران. جميع خدمات الطوارئ موجودة في الموقع».

وقال مسؤولون، الخميس، إن قوات روسية هاجمت البنية التحتية للسكك الحديدية وأصابت خمسة أشخاص في منطقة بولتافا بوسط أوكرانيا. وذكر فولوديمير كوهوت، حاكم منطقة بولتافا على تطبيق «تلغرام»، أن هجوماً استهدف منطقة ميرغورود أدى إلى إصابة شخص واحد وتسبب في نشوب حرائق. وقالت شركة السكك الحديدية الأوكرانية المملوكة للدولة «أوكرزاليزنيتسيا» إن الهجوم أدى إلى انقطاع مؤقت للكهرباء عن عدة محطات وتسبَّب في تأخير قطارات الركاب لمدة تصل إلى ثلاث ساعات.


مقالات ذات صلة

مقتل ضابط روسي كبير بانفجار سيارة

أوروبا محققون في موقع اغتيال الجنرال الروسي بموسكو أمس (رويترز)

مقتل ضابط روسي كبير بانفجار سيارة

قُتل جنرال في هيئة الأركان العامة للجيش الروسي بانفجار سيارة في جنوب موسكو، صباح أمس، في أحدث اغتيال لشخصية عسكرية بارزة، وذلك بعد ساعات فقط من إجراء مندوبين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الدمار يظهر في حي أوكراني بمنطقة دونيتسك (الجيش الأوكراني - أ.ف.ب)

أوكرانيا: القوات الروسية تلجأ إلى التنقل بالخيول في ساحة المعركة

قالت القوات الأوكرانية إنها رصدت جنوداً روساً يمتطون الخيول قرب خط المواجهة، في مؤشر على الأساليب الارتجالية التي تستخدم في ساحة المعركة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي (أرشيفية - أ.ب) play-circle

روسيا تتحدث عن «تقدم بطيء» في المفاوضات بشأن أوكرانيا

سجلت موسكو تقدماً «بطيئاً» في المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن خطة إنهاء الحرب في أوكرانيا، ونددت بمحاولات «خبيثة» لإفشالها.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا السيارة التي قتل فيها الجنرال فانيل سارفاروف (56 عاماً) وسط منطقة سكنية في موسكو الاثنين (رويترز)

مقتل ضابط روسي كبير بانفجار سيارة في موسكو

قُتل جنرال في هيئة الأركان العامة للجيش الروسي في انفجار سيارة في جنوب موسكو، وذلك بعد ساعات فقط من إجراء مندوبين روس وأوكرانيين محادثات منفصلة في ميامي.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم امرأة فلسطينية تبكي وهي تحمل طفلاً رضيعاً قُتل في غارة إسرائيلية بمدينة غزة (أ.ف.ب)

«حرب على الأمومة»... كيف أصبحت النساء الحوامل والأطفال أهدافاً في النزاعات؟

كشف تحقيق جديد عن مستوى غير مسبوق من العنف يطول النساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة، في ظل النزاعات المشتعلة حول العالم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مقتل شخص بضربة أميركية استهدفت قاربا يشتبه بتهريبه المخدرات

لقطة من شريط فيديو لاستهداف القوات الأميركية لقارب في المحيط الهادئ (أرشيفية - رويترز)
لقطة من شريط فيديو لاستهداف القوات الأميركية لقارب في المحيط الهادئ (أرشيفية - رويترز)
TT

مقتل شخص بضربة أميركية استهدفت قاربا يشتبه بتهريبه المخدرات

لقطة من شريط فيديو لاستهداف القوات الأميركية لقارب في المحيط الهادئ (أرشيفية - رويترز)
لقطة من شريط فيديو لاستهداف القوات الأميركية لقارب في المحيط الهادئ (أرشيفية - رويترز)

أعلن الجيش الأميركي الاثنين أنه قتل شخصا يشتبه في أنه تاجر مخدرات على متن قارب كان يبحر على طريق عبور معروف وفقا له بأنه يستخدم لتهريب المخدرات في شرق المحيط الهادئ.

وقالت القيادة الجنوبية الأميركية التي تشرف على العمليات العسكرية لواشنطن في أميركا اللاتينية، في منشور على إكس «نفذت ‍قوة المهام المشتركة (ساوذرن سبير) ضربة ​مميتة على سفينة... تديرها منظمات مصنفة ⁠على أنها إرهابية في المياه الدولية». وأضافت أنه لم يُصب أي من قوات الجيش الأميركي ‌بأذى. ولم تقدم القيادة الجنوبية دليلا يثبت أن القارب كان بالفعل متورطا في تهريب المخدرات.

ويظهر مقطع فيديو نشرته القيادة الجنوبية تناثر رذاذ الماء قرب أحد جانبي القارب. وبعد وابل ثان، يشتعل الجزء الخلفي من القارب، ثم يحيط به مزيد من الرذاذ وتتفاقم النيران. وفي الثانية الأخيرة من الفيديو، يظهر القارب وهو ينجرف مع بقعة كبيرة من النار إلى جانبه.

وأظهرت مقاطع فيديو سابقة لضربات أميركية استهدفت قوارب انفجارات مفاجئة للسفن، بما يوحي باستخدام ضربات صاروخية، كما بدت في بعض التسجيلات مقذوفات شبيهة بالصواريخ وهي تهوي بوضوح نحو القوارب.

وقالت إدارة الرئيس دونالد ترمب إن هذه الضربات تهدف إلى وقف تدفق المخدرات إلى الولايات المتحدة وزيادة الضغط على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.


«سي بي إس» تمنع بث تقرير عن عمليات ترحيل جماعي نفذتها إدارة ترمب

أفراد من الجيش الأميركي يرافقون أعضاءً مزعومين في عصابة ترين دي أراغوا الفنزويلية وعصابة إم إس-13 رحّلتهم الحكومة الأميركية إلى مركز احتجاز في السلفادور (رويترز)
أفراد من الجيش الأميركي يرافقون أعضاءً مزعومين في عصابة ترين دي أراغوا الفنزويلية وعصابة إم إس-13 رحّلتهم الحكومة الأميركية إلى مركز احتجاز في السلفادور (رويترز)
TT

«سي بي إس» تمنع بث تقرير عن عمليات ترحيل جماعي نفذتها إدارة ترمب

أفراد من الجيش الأميركي يرافقون أعضاءً مزعومين في عصابة ترين دي أراغوا الفنزويلية وعصابة إم إس-13 رحّلتهم الحكومة الأميركية إلى مركز احتجاز في السلفادور (رويترز)
أفراد من الجيش الأميركي يرافقون أعضاءً مزعومين في عصابة ترين دي أراغوا الفنزويلية وعصابة إم إس-13 رحّلتهم الحكومة الأميركية إلى مركز احتجاز في السلفادور (رويترز)

منعت رئيسة التحرير الجديدة لشبكة «سي بي إس» الأميركية بث تقرير نهاية هذا الأسبوع حول تبعات عمليات الترحيل الجماعي التي نفذتها إدارة دونالد ترمب.

وتأتي هذه الحلقة في سياق عمليات استحواذ كبيرة في مجموعات إعلامية أميركية، وكل ذلك في ظل ترمب، المقرب من مالكي الشركة الأم لشبكة «سي بي إس».

وكان من المقرر أن يبث البرنامج الاستقصائي «60 دقيقة» حلقة طويلة مساء الأحد تضم شهادات فنزويليين رحّلتهم السلطات الأميركية في مارس (آذار)، ليس إلى بلادهم، بل إلى السجن الضخم ذي الحراسة المشددة في السلفادور. لكن قبل ساعات فقط من الموعد المقرر لبثه، أعلنت شبكة «سي بي إس» أن التقرير «سيبث في حلقة مقبلة من البرنامج».

وقالت شارين ألفونسي، الصحافية التي أعدت التقرير، في رسالة إلكترونية داخلية نقلتها الصحافة الأميركية، إن باري فايس، وهي ناقدة قديمة لما تعتبره التوافق الفكري لوسائل الإعلام التقدمية، هي من اتخذت قرار منع بثه. وأوضحت أن الموضوع «دقيق من الناحية الواقعية. أعتقد أن سحبه الآن، بعد كل عمليات التدقيق الداخلي الصارمة، ليس قرارا تحريريا، بل قرارا سياسيا». وأضافت أنه بعدم بث تقرير سبق إعلانه «سيرى المشاهدون (...) رقابة مؤسسية».

من جهتها، قالت شبكة «سي بي إس» في بيان نقلته صحيفة نيويورك تايمز إن الموضوع «يحتاج إلى مزيد من العمل». وأكّدت تانيا سايمن منتجة برنامج «60 دقيقة»، لزملائها أنها قاومت في البداية أمر باري فايس، لكنها «اضطرت في النهاية إلى الامتثال». وقالت، وفقا لنص اجتماع إنتاجي مع فريقها نشرته صحيفة واشنطن بوست «لقد قاومنا ودافعنا عن الريبورتاج لكنها أرادت تغييرات».

وعيّنت فايس في أكتوبر (تشرين الأول) رئيسة تحرير لشبكة «سي بي إس نيوز» بعد أقل من ثلاثة أشهر من استحواذ شركة سكاي دانس التي تملكها عائلة إليسون المقربة من دونالد ترمب، على شركة باراماونت، الشركة الأم لشبكة «سي بي إس».


مقتل 5 بتحطم طائرة عسكرية مكسيكية في الولايات المتحدة

فرق الطوارئ تتعامل مع الحادث الذي وقع قرب قاعدة جسر مؤدي إلى غالفستون قبالة
ساحل تكساس (أ.ب)
فرق الطوارئ تتعامل مع الحادث الذي وقع قرب قاعدة جسر مؤدي إلى غالفستون قبالة ساحل تكساس (أ.ب)
TT

مقتل 5 بتحطم طائرة عسكرية مكسيكية في الولايات المتحدة

فرق الطوارئ تتعامل مع الحادث الذي وقع قرب قاعدة جسر مؤدي إلى غالفستون قبالة
ساحل تكساس (أ.ب)
فرق الطوارئ تتعامل مع الحادث الذي وقع قرب قاعدة جسر مؤدي إلى غالفستون قبالة ساحل تكساس (أ.ب)

تحطمت طائرة صغيرة تابعة للبحرية المكسيكية تقل مريضا صغير السن وسبعة آخرين يوم الاثنين قرب غالفستون، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل وأدى إلى بدء عمليات بحث في المياه قبالة ساحل ولاية تكساس الأميركية ، بحسب ما أفاد مسؤولون.

ووقعت الحادثة في البحر بينما كانت الطائرة التي استأجرتها مؤسسة مكسيكية لمساعدة الأطفال المصابين بحروق بالغة، تقترب من غالفستون قرب هيوستن في ولاية تكساس. وأوضحت البحرية المكسيكية في بيان، أنه من بين الأشخاص الثمانية الذين كانوا في الطائرة، عثر على أربعة أحياء واثنين ميتين.

بحسب موقع «فلايت رادار»، أقلعت الطائرة من مطار ميريدا في ولاية يوكاتان المكسيكية (جنوب شرق) الساعة 18,46 بتوقيت غرينتش. وانقطع الاتصال بها الساعة 21,01 فوق خليج غالفستون قرب مطار سكولز الدولي.