معركة ترمب مع الجامعات تغير وجهات الطلاب الدوليين

عميد جامعة نيو هايفن: «نسعى لافتتاح حرم جامعي في الرياض»

طلاب دوليون في حرم جامعة هارفارد في 23 مايو 2025 (رويترز)
طلاب دوليون في حرم جامعة هارفارد في 23 مايو 2025 (رويترز)
TT

معركة ترمب مع الجامعات تغير وجهات الطلاب الدوليين

طلاب دوليون في حرم جامعة هارفارد في 23 مايو 2025 (رويترز)
طلاب دوليون في حرم جامعة هارفارد في 23 مايو 2025 (رويترز)

مع بداية الموسم الدراسي في الولايات المتحدة، تعيش الجامعات الأميركية أجواء مختلفة هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة؛ فمقاعدها التي اكتظت في السابق بطلاب من كل حدب وصوب تشهد فراغاً غير مسبوق بسبب المواجهة المفتوحة التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضد الجامعات. هذه المواجهة التي بدأت بسبب اتهامه لها بمعاداة السامية تطورت لتصل إلى تغييرات جذرية في نظام تأشيرات دخول الطلاب الدوليين منعت الآلاف منهم من الالتحاق بالجامعات الأميركية، وأدت، بحسب أرقام أولية، إلى تراجع وصلت نسبته إلى 40 في المائة في الالتحاق الدولي لطلاب جدد.

يستعرض تقرير واشنطن وهو ثمرة تعاون بين «الشرق الأوسط» و«الشرق»، طبيعة التغييرات التي فرضتها الإدارة على تأشيرات الطلاب الدوليين وتداعياتها السياسية والاقتصادية والثقافية، بالإضافة إلى أهداف الإدارة الأميركية من خلال هذه الإجراءات.

أسباب المواجهة

تحتدم معركة ترمب مع الجامعات الأميركية وعلى رأسها هارفارد (رويترز)

تتحدث سيسيليا استرلاين، كبيرة الباحثين في ملف الهجرة في مركز نيسكانين، عن الأسباب التي دفعت بإدارة ترمب إلى الدفع باتجاه تغييرات في الجامعات الأميركية والتحاق الطلاب الدوليين، منها 3 أسباب ذكرها الرئيس الأميركي في أكثر من مناسبة: معاداة السامية بعد مظاهرات حافلة شهدها حرم الجامعات بسبب حرب غزة، والتحاق طلاب دوليين على حساب طلاب أميركيين، بالإضافة إلى اتهامات بالتجسس الأكاديمي، لكن استرلاين تقول إن الإدارة صعبت بشكل كبير على جميع الطلاب الدوليين من دون استثناء المجيء إلى الولايات المتحدة، وعقّدت من عملية التحاقهم وإصدار التأشيرات، مضيفة: «إن التغييرات الأخيرة أثرت سلباً على كل الطلاب الدوليين، ولم تشمل حالات محددة تشكل خطراً تم التحقيق بها، إذن هناك غياب لاستراتيجية واضحة في هذا الإطار».

من ناحيته، يرى ويليام لورانس، الدبلوماسي السابق والبروفسور في الجامعة الأميركية في واشنطن، أن استراتيجية ترمب تقضي بـ«استعمال الساطور لحل المشكلة وليس المشرط الجراحي»، بحسب توصيفه، في إشارة إلى القرارات الجذرية التي شملت كل الجامعات الأميركية والطلاب الدوليين.

وأشار لورانس إلى أنه وفيما يتعلق باتهامات معاداة السامية مثلاً في جامعات كـ«هارفارد»، كان على ترمب فتح تحقيقات بالمسألة والتعامل مع المخرجات لتحسين الأمور، بدلاً من قرار قطع ملياري دولار من التمويل الفيدرالي لأبحاث علمية كالسرطان مثلاً، والتي نقضته محكمة أميركية، وأضاف: «هناك نحو ثلاثة آلاف جامعة في أميركا، وربما كان هناك احتجاجات في 300 فقط، لكن هذا لا يعني أن 3000 جامعة يجب أن ترزح تحت المعاناة، ولا يعني أن عشرات آلاف الطلاب يجب ألا يأتوا إلى الولايات المتحدة الأميركية. تريد معالجة معاداة السامية والاحتجاجات في الحرم؟ نعم، ولكن ليس بهذه الطريقة».

تدهور نسبة الالتحاق الدولي

طلاب دوليون في حرم جامعة هارفارد في 23 مايو 2025 (رويترز)

أما د. جينس فريدريكسن، عميد جامعة نيو هايفن، فيتحدث عن تأثير إجراءات الإدارة على الالتحاق الدولي في جامعته، فيقول: «هنا في جامعة نيو هايفن، رأينا هذا التراجع في الحضور الدولي للطلاب. نحن تقليدياً كنا مؤسسة تهم الطالب الأجنبي، فالولايات المتحدة الأميركية كانت باكورة الأواسط الأكاديمية حول العالم، وكنا نشهد هذا الإقبال من حول العالم للمساهمة في النمو الاقتصادي والقيادة والتطور، وأيضاً البحث العلمي، ونتحمس للعودة إلى الصفوف، ولرؤية الطلاب من حول العالم يأتون إلى جامعتنا، لكن الأعداد تراجعت بشكل دراماتيكي. وهنا في الجامعة نتحدث عن خمسين إلى ستين في المائة من التراجع».

وتحذر استرلاين من أن إجراءات متشددة من النوع الذي تفرضه إدارة ترمب على الطلاب الدوليين من شأنها أن تدفعهم إلى الذهاب إلى بلدان منافسة ككندا أو أستراليا أو بريطانيا أو حتى الصين، وتذكر على وجه التحديد تغييرات في تأشيرات دخول الطلاب تحصر فترة وجودهم في أميركا بأربعة أعوام فقط، ما قد يعرقل دراستهم في بعض المجالات؛ كالطب مثلاً، وتشير إلى أن الإجراءات الجديدة تتطلب أن يقدم الطلاب طلباً لتمديد تأشيراتهم بعد انقضاء مهلة الـ4 أعوام، الأمر الذي قد يؤدي إلى انقطاع في الدراسة، خاصة في ظل وجود تأخير كبير في خدمات الهجرة بسبب الكم الهائل من القضايا التي تتعامل معها دوائر الهجرة إثر قرارات ترمب المتعلقة بالهجرة، مضيفة: «التداعيات قد تكون كبيرة جداً، فهذا قد يؤثر أيضاً على أشخاص يدرسون الطب مثلاً، ومن يعالجون المرضى، إذن هم يقطعون عناية المرضى أيضاً وليس فقط الدراسة».

تراجع «القوة الناعمة»

مظاهرات في جامعة هارفارد في 17 أبريل 2025 (أ.ف.ب)

ويتخوف فريدريكسون من حالة عدم اليقين التي تخلقها إجراءات من هذا النوع، خاصة في ظل فترات انتظار طويلة في السفارات الأميركية للحصول على موعد للتأشيرات، ويضيف: «مع مرور الوقت أخشى أننا سنكون في سيناريو حيث الشباب لن يتطلعوا إلى القدوم إلى هنا بسبب كل هذه العقبات، وهذا ما رأيناه ينعكس على الطلاب الذين يذهبون إلى أسواق أخرى بعد أن كانت الولايات المتحدة الأميركية الوجهة الأولى للابتكار والتعليم مع النخب العالمية التي كانت تأتي إلى هنا، في وقت نحتاج إليه إلى هذه المواهب».

ويحذر البعض من تأثير القرارات على القوة الأميركية الناعمة، ويتحدث لورانس عن هذا الجانب مشيراً إلى وجود أعداد كبيرة من رؤساء الحكومات والدول الأجنبية ممن درسوا في الولايات المتحدة، مضيفاً: «هذه قوة ناعمة هائلة. وهذا سيختفي اليوم مع الإجراءات والسياسات المعتمدة. إن القوة الناعمة الأميركية كانت بالغة الأهمية، الابتكار، والتعليم، والأبحاث هي من بين الركائز التي ينظر إليها العالم أجمع».

ويؤثر تراجع الالتحاق الدولي بالجامعات مباشرة على الاقتصاد الأميركي، وتشير استرلاين إلى التوقعات التي تشير إلى تراجع عدد الطلاب الدوليين هذا العام بـ150 ألف طالب، وخسارة استثمارات بقيمة سبعة مليارات دولار. بالإضافة إلى خسارة نحو ستين ألف وظيفة أميركية، وتفسر: «هذه مساهمات ووظائف يشغلها أميركيون هنا في الولايات المتحدة، وتموَّل جزئياً من خلال مساهمات الطلاب الدوليين؛ لأن هؤلاء يدفعون الرسوم الجامعية، ولكنهم أيضاً مستهلكون مثل الأميركيين، ويدفعون إيجاراً ويشترون سلعاً.، وهذه استثمارات مهمة بالنسبة للولايات المتحدة».

ويتطرق فريدريكسون إلى تأثير الإجراءات الجديدة سلباً على برامج تبادل الطلاب، فيذكر توجهاً جديداً لجامعته نيو هايفين في هذا الإطار التي أطلقت برامج جديدة خارج الولايات المتحدة، منها افتتاح حرم جامعي في الرياض في فبراير (شباط) 2026، فقال: «نحن في لحظة تغيير بوتيرة عالية. ونحن بحاجة إلى إعادة إحياء هذه الخبرات. إذن ما نقوم به هو البحث عن فرص لهذه البرامج حول العالم»، مضيفاً: «إن جامعة نيو هايفن ستكون الأولى لفتح حرم أو فرع خارج الولايات المتحدة للابتكار الرقمي والأعمال، تماشياً مع رؤية 2030. على الجامعات الأميركية اليوم إعادة التفكير بكيفية الانكشاف إلى الساحة العالمية، ونحن سنراها تتوجه نحو برامج جديدة».


مقالات ذات صلة

السيناتور ريش لـ«الشرق الأوسط»: السعودية لاعب رئيسي في مستقبل الأمن والاقتصاد العالميين

خاص رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور جيم ريش (أرشيفية)

السيناتور ريش لـ«الشرق الأوسط»: السعودية لاعب رئيسي في مستقبل الأمن والاقتصاد العالميين

أكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، السيناتور جيم ريش، أن السعودية «شريك استراتيجي ولاعب رئيسي في مستقبل الأمن والاقتصاد والسلام العالمي».

رنا أبتر (واشنطن)
تحليل إخباري العلمان السعودي والأميركي يرفرفان في العاصمة الرياض أثناء زيارة ترمب للمملكة في مايو الماضي (بشير صالح)

تحليل إخباري مسؤولون أميركيون: الرياض وواشنطن تؤسسان لاتزان إقليمي وتدفقات اقتصادية

تكتسب زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، إلى الولايات المتحدة، أهمية قصوى بوصفها نقطة محورية لإعادة ضبط شاملة للعلاقات الثنائية.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
المشرق العربي أطفال فلسطينيون يجلسون بجوار النار في وسط قطاع غزة (رويترز) play-circle

ترمب يرحّب بقرار مجلس الأمن بشأن غزة... و«حماس» ترفضه

رفضت حركة «حماس» الفلسطينية، يوم الاثنين، إقرار مجلس الأمن الدولي مشروع قرار صاغته الولايات المتحدة، يؤيد خطة الرئيس دونالد ترمب للسلام في غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
خاص مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي (الشرق الأوسط)

خاص "جونز هوبكنز أرامكو" يعزز الاستثمارات الأميركية والرعاية الصحية السعودية

أكدت الدكتورة نفيسة الفارس، مديرة مركز طب الأورام في «مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي»، أن المركز يسهم في رفع مستوى المنافسة داخل القطاع الصحي.

آيات نور (الرياض)
تحليل إخباري مقصورة القائد في مقاتلة «إف 35» (الشرق الأوسط)

تحليل إخباري السعودية الدولة الـ21 في نادي المقاتلة الأكثر تطوراً في العالم

جعل إعلان ترمب موافقته على بيع مقاتلات «إف 35» للسعودية، المملكة، الدولة الحادية والعشرين التي تشارك في تملك المقاتلة الأكثر تطوراً في العالم.

مساعد الزياني (الرياض)

ترمب «سيتحدث» إلى الرئيس الفنزويلي ويلمح إلى «ضرب» المكسيك

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث للصحافيين قبل صعوده إلى طائرة الرئاسة في مطار بالم بيتش في طريق عودته إلى البيت الأبيض الأحد (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث للصحافيين قبل صعوده إلى طائرة الرئاسة في مطار بالم بيتش في طريق عودته إلى البيت الأبيض الأحد (أ.ب)
TT

ترمب «سيتحدث» إلى الرئيس الفنزويلي ويلمح إلى «ضرب» المكسيك

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث للصحافيين قبل صعوده إلى طائرة الرئاسة في مطار بالم بيتش في طريق عودته إلى البيت الأبيض الأحد (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث للصحافيين قبل صعوده إلى طائرة الرئاسة في مطار بالم بيتش في طريق عودته إلى البيت الأبيض الأحد (أ.ب)

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الاثنين، أنه سيتحدث إلى نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو، مع تصاعد التوتر بسبب الانتشار العسكري الأميركي قبالة فنزويلا، من دون استبعاد نشر قوات أميركية في البلد الواقع في أميركا اللاتينية.

تأتي تصريحات ترمب في خضم تصاعد التوترات بسبب الحشود العسكرية الأميركية الكبيرة قبالة سواحل فنزويلا، مع اتهام واشنطن لمادورو بقيادة كارتل مخدرات «إرهابي».

وقال ترمب للصحافيين في المكتب البيضاوي: «في وقت معين، سأتحدث معه»، مضيفاً أن مادورو «لم يكن جيداً مع الولايات المتحدة». وسئل عما إذا كان يستبعد إرسال قوات أميركية إلى فنزويلا، فأجاب: «كلا، لا أستبعد ذلك، لا أستبعد أي شيء»، وأضاف: «لقد أرسلوا مئات آلاف الأشخاص من السجون إلى بلدنا».

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو متحدثاً في كاراكاس الأحد (إ.ب.أ)

وأشار الرئيس الأميركي إلى أنه سيسمح بتنفيذ ضربة أميركية على الأراضي المكسيكية ضد كارتلات مخدرات إذا لزم الأمر. ورداً على سؤال طرحه صحافي في البيت الأبيض حول ما إذا سيوافق على عملية أميركية لمكافحة المخدرات في المكسيك، قال ترمب: «هل سأشن ضربات في المكسيك لوقف المخدرات؟ لا بأس بذلك بالنسبة إلي»، لافتاً إلى أن بلاده ستفعل «كل ما يتعين فعله» لوقف المخدرات.

بدوره، قال الرئيس الفنزويلي إنه مستعد للتحدث «وجهاً لوجه» مع ترمب.

وقال مادورو رداً على رسالة من قس أميركي خلال برنامجه الأسبوعي على التلفزيون الفنزويلي العام: «في الولايات المتحدة، كل من يريد التحدث مع فنزويلا سنتحدث معه وجهاً لوجه. دون أي مشكلة».


رئيسة وزراء ترينيداد وتوباغو «فخورة» باستضافة قوات أميركية وإجراء تدريبات معها

المدمرة الأميركية «يو إس إس غرايفلي» تقترب من ميناء إسبانيا للتدريب المشترك مع قوات الدفاع في دولة ترينيداد وتوباغو لتعزيز الأمن الإقليمي والتعاون العسكري يوم 26 أكتوبر 2025 (رويترز)
المدمرة الأميركية «يو إس إس غرايفلي» تقترب من ميناء إسبانيا للتدريب المشترك مع قوات الدفاع في دولة ترينيداد وتوباغو لتعزيز الأمن الإقليمي والتعاون العسكري يوم 26 أكتوبر 2025 (رويترز)
TT

رئيسة وزراء ترينيداد وتوباغو «فخورة» باستضافة قوات أميركية وإجراء تدريبات معها

المدمرة الأميركية «يو إس إس غرايفلي» تقترب من ميناء إسبانيا للتدريب المشترك مع قوات الدفاع في دولة ترينيداد وتوباغو لتعزيز الأمن الإقليمي والتعاون العسكري يوم 26 أكتوبر 2025 (رويترز)
المدمرة الأميركية «يو إس إس غرايفلي» تقترب من ميناء إسبانيا للتدريب المشترك مع قوات الدفاع في دولة ترينيداد وتوباغو لتعزيز الأمن الإقليمي والتعاون العسكري يوم 26 أكتوبر 2025 (رويترز)

أعربت رئيسة وزراء ترينيداد وتوباغو كاملا بيرساد بيسيسار، الاثنين، عن «فخرها» باستضافة قوات أميركية لإجراء تدريبات مشتركة وسط الأزمة بين واشنطن وكراكاس، الأمر الذي قوبل بانتقادات من رئيس الوزراء السابق كيث رولي.

وتعد هذه المناورات التي من المقرر أن تستمر حتى الجمعة، الثانية خلال أقل من شهر بين واشنطن والأرخبيل الصغير الناطق باللغة الإنجليزية والواقع على مسافة عشرات الكيلومترات من فنزويلا.

وترسل واشنطن إشارات متضاربة بشأن إمكان توجيه ضربات على الأراضي الفنزويلية. والأحد، أشار الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى «مناقشات» محتملة مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، في حين وجّه وزير خارجيته ماركو روبيو تهديدات جديدة.

ومنذ أغسطس (آب)، تحتفظ واشنطن بوجود عسكري كبير في منطقة البحر الكاريبي، ويشمل ذلك 6 سفن حربية، بهدف معلن هو مكافحة تهريب المخدرات المتجهة إلى الولايات المتحدة.

يشاهد الناس السفينة الحربية الأميركية «يو إس إس غرافلي» وهي تغادر ميناء بورت أوف سبين حيث وصلت السفينة الحربية الأميركية إلى ترينيداد وتوباغو في 26 أكتوبر (أ.ف.ب)

غير أنّ كراكاس تتهم واشنطن باستخدام تهريب المخدرات ذريعة «لفرض تغيير النظام» عليها والاستيلاء على نفطها، في وقت وصف رئيسها نيكولاس مادورو التدريبات المشتركة الجديدة بأنها «غير مسؤولة».

وكتبت كاملا بيرساد بيسيسار في منشور على منصة «إكس»: «ترحب حكومتي بكل فخر بوحدة مشاة البحرية الاستطلاعية الثانية والعشرين»، معتبرة أن «وجود الولايات المتحدة في المنطقة ساهم في خفض تهريب الأسلحة والمخدرات والبشر بشكل كبير في بلدنا».

وفي الأسابيع الأخيرة، نفذت الولايات المتحدة نحو عشرين ضربة في منطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادئ ضد سفن تتهمها بنقل مخدرات، ما أسفر عن مقتل 83 شخصاً على الأقل.

وتَعَزَّز الانتشار العسكري الأميركي في المنطقة بشكل كبير مع وصول حاملة الطائرات جيرالد فورد، التي تعدّ الأكبر في العالم.

ونددت كاملا بيرساد بيسيسار بالثمن الذي دفعه مواطنو الأرخبيل «الذين قُتلوا بلا رحمة على يد مجرمين وقحين يستغلون علاقاتهم مع عصابات المخدرات وإرهابيي المخدرات»، مضيفة: «لقد حققت شراكتنا مع الولايات المتحدة نجاحات كبيرة، وسنواصل التحرك معاً حتى ننتصر في الحرب على الجريمة».

منذ توليها السلطة في مايو (أيار)، أدلت بيرساد بيسيسار، الحليفة المخلصة لدونالد ترمب، بالعديد من التصريحات المعادية للحكومة الفنزويلية، وجعلت مكافحة الهجرة الفنزويلية واحدة من قضاياها الرئيسية، وربطتها بمعدلات الجريمة المرتفعة في الأرخبيل.

من جانبه، انتقد رئيس الوزراء السابق (2015 - 2025) كيث رولي المناورات بين البلدين.

وقال في مؤتمر صحافي: «في وقت تهدد أميركا بغزو فنزويلا وتدمير فنزويلا، يطلب الأميركيون منا القيام بأمور معيّنة، ومن حقنا أن نقول إن هذا ليس في مصلحتنا وأن نرفضه».

وكان مادورو أعلن تعليق عقود الغاز مع الأرخبيل بعد المناورات الأولى.

وتعدّ ترينيداد وتوباغو ثاني أكبر منتج للغاز في منطقة البحر الكاريبي، حيث يعيش 20 في المائة من السكان تحت خط الفقر، بينما تشهد البلاد ركوداً اقتصادياً. ويأمل بعض المشغّلين في الحصول على عائدات من الاستغلال المشترك لحقل غاز دراغون، الذي يقدر بنحو 120 مليار متر مكعب، ويقع في شمال شرقي المياه الفنزويلية، بالقرب من الحدود البحرية مع ترينيداد وتوباغو.


ترمب يوافق على بيع السعودية مقاتلات «إف 35»

مقاتلة «إف-35» الأميركية المتطورة (أرشيفية)
مقاتلة «إف-35» الأميركية المتطورة (أرشيفية)
TT

ترمب يوافق على بيع السعودية مقاتلات «إف 35»

مقاتلة «إف-35» الأميركية المتطورة (أرشيفية)
مقاتلة «إف-35» الأميركية المتطورة (أرشيفية)

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن الولايات المتحدة ستبيع مقاتلات أميركية الصنع من طراز «إف 35» إلى السعودية، وذلك عشية زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي للولايات المتحدة.

وقال الرئيس الأميركي للصحافيين في البيت الأبيض يوم الإثنين «سنقوم بذلك، سنبيع مقاتلات «إف 35»... لقد كانوا (السعوديون) حليفا عظيما».

ومن المقرر أن يلتقي ترمب والأمير محمد بن سلمان في البيت الأبيض الثلاثاء.

وحسب وكالة «رويترز» فإن من شأن إتمام الصفقة أن يمثل تحولا كبيرا في السياسة، وهو التحول الذي ربما يغير توازن القوى العسكرية في الشرق الأوسط، ويعزز معادلة الردع وتطوير القدرات الدفاعية والاستراتيجية السعودية.

وقالت «رويترز» إن الرياض طلبت شراء ما يصل إلى 48 مقاتلة من طراز «إف-35» في صفقة محتملة بمليارات الدولارات. وذكرت في وقت سابق من هذا الشهر أن الصفقة تخطت عقبة أساسية في وزارة الحرب الأميركية (البنتاغون) قبل زيارة الأمير محمد بن سلمان.

وعقب صدور تصريحات ترمب صعد سهم شركة «لوكهيد مارتن» المصنعة للمقاتلات بنسبة 1.1 في المائة.