قاضية أميركية قد تفرض عقوبات على محامين استخدموا «تشات جي بي تي»

القاضية قالت إن هناك تحذيرات واسعة النطاق على المستوى الوطني من المحاكم بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي (رويترز)
القاضية قالت إن هناك تحذيرات واسعة النطاق على المستوى الوطني من المحاكم بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي (رويترز)
TT

قاضية أميركية قد تفرض عقوبات على محامين استخدموا «تشات جي بي تي»

القاضية قالت إن هناك تحذيرات واسعة النطاق على المستوى الوطني من المحاكم بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي (رويترز)
القاضية قالت إن هناك تحذيرات واسعة النطاق على المستوى الوطني من المحاكم بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي (رويترز)

قالت قاضية اتحادية أميركية، أمس (الأربعاء)، إنها تفكر في فرض عقوبات على محامين من شركة محاماة باهظة التكاليف تم التعاقد معها للدفاع عن نظام السجون في ولاية ألاباما، بعد أن استخدم أحد المحامين برنامج «تشات جي بي تي» لإعداد مذكرتين قانونيتين تضمنتا إشارات إلى اقتباسات غير موجودة.

وعقدت القاضية الاتحادية آنا ماناسكو جلسة استماع في برمنغهام لاستجواب محامين من شركة «باتلر سنو» بشأن تلك المذكرات القانونية. وقالت إن هناك تحذيرات واسعة النطاق على المستوى الوطني من المحاكم بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي في إعداد المذكرات القانونية، بسبب احتمالية احتوائها على معلومات غير دقيقة.

وأوضحت ماناسكو أنها تدرس مجموعة من العقوبات المحتملة، بما في ذلك فرض غرامات، ومنحت الشركة مهلة 10 أيام لتقديم مذكرة قانونية إلى المحكمة.

وقدم محامو شركة «باتلر سنو» اعتذارات متكررة خلال الجلسة. وقالوا إن أحد شركاء الشركة، مات ريفز، استخدم برنامج «تشات جي بي تي» للبحث عن سوابق قانونية تدعم موقفهم، لكنه لم يتحقق من دقة تلك المعلومات قبل إضافتها إلى المذكرات المقدمة للمحكمة. وتبين لاحقاً أن تلك الإشارات كانت «هلوسات»، أي اقتباسات خاطئة، صادرة عن نظام الذكاء الاصطناعي. ووقّع أربعة محامين، من بينهم ريفز، على الوثائق التي تضمنت هذه المعلومات.

وكتب محامو الشركة في ردهم على القاضية: «شركة باتلر سنو تشعر بالحرج مما حدث، وهو تصرف مخالف للحكمة السليمة ولسياسة الشركة. لا عذر لاستخدام (تشات جي بي تي) كمصدر للسوابق القانونية دون التحقق من صحة المصادر التي يوفرها، حتى لو كان ذلك لدعم مبادئ قانونية راسخة».

وقال ريفز للقاضية: «أنا وحدي أتحمل المسؤولية عن الاستشهادات القانونية الخاطئة، وآمل ألا تعاقبي زملائي على ذلك».


مقالات ذات صلة

الفجوة العالمية في الذكاء الاصطناعي: دليل شامل

علوم  مراكز بيانات متخصصة في الذكاء الاصطناعي لدى 32 دولة فقط

الفجوة العالمية في الذكاء الاصطناعي: دليل شامل

الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي أكبر مناطق المستفيدة من ثورة الذكاء الاصطناعي، إذ إنها تستضيف أكثر من نصف أقوى مراكز البيانات في العالم.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
علوم الذكاء الاصطناعي في عيادات الأسنان: «نعم… ولكن»

الذكاء الاصطناعي في عيادات الأسنان: «نعم… ولكن»

أهمية الشفافية أمام المرضى والحفاظ على خصوصية بياناتهم

تكنولوجيا مع انتشار السيارات ذاتية القيادة تبرز الحاجة إلى أنظمة قادرة على اتخاذ قرارات أخلاقية في مواقف مصيرية على الطريق (غيتي)

في القيادة الذاتية... من يتحمّل القرار الأخلاقي عند اللحظة الحاسمة؟

مع اقتراب انتشار السيارات الذاتية القيادة، تبرز تساؤلات أخلاقية حول قدرتها على اتخاذ قرارات مصيرية، ومن يتحمّل المسؤولية عند وقوع الحوادث.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا يتيح النظام للمستخدمين إنشاء مقاطع مدتها حتى 21 ثانية بخيارات حركة تلقائية أو مخصصة وبتكلفة منخفضة نسبياً (شاترستوك)

«ميدجورني» تدخل عالم الفيديو... صور متحركة يولّدها الذكاء الاصطناعي

أطلقت «ميدجورني» نموذجها الأول للفيديو «V1» الذي يتيح تحريك الصور باستخدام الذكاء الاصطناعي بسهولة وتكلفة منخفضة وسط إشادة المستخدمين ومخاوف قانونية.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا «غارتنر»: نجاح تطبيق الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرار يعتمد على وجود حوكمة قوية وبُنية بيانات متماسكة (غيتي)

«غارتنر»: الذكاء الاصطناعي سيتخذ نصف قرارات الأعمال بحلول 2027

بحلول 2027، سيتولى الذكاء الاصطناعي نصف قرارات الأعمال، ما يعني أن نجاح المؤسسات سيتوقف على الحوكمة وجودة البيانات ووعي القادة بقدرات التقنية وحدودها.

نسيم رمضان (لندن)

ماذا بعد إعلان ترمب وقف إطلاق نار بين إسرائيل وإيران؟

جانب من الدمار جراء القصف الإيراني على جنوب إسرائيل الثلاثاء (أ.ف.ب)
جانب من الدمار جراء القصف الإيراني على جنوب إسرائيل الثلاثاء (أ.ف.ب)
TT

ماذا بعد إعلان ترمب وقف إطلاق نار بين إسرائيل وإيران؟

جانب من الدمار جراء القصف الإيراني على جنوب إسرائيل الثلاثاء (أ.ف.ب)
جانب من الدمار جراء القصف الإيراني على جنوب إسرائيل الثلاثاء (أ.ف.ب)

عندما أرسل الرئيس الأميركي دونالد ترمب قاذفات قنابل لضرب مواقع نووية إيرانية مطلع الأسبوع، كان يراهن على أنه يستطيع مساعدة إسرائيل حليفة بلاده في شل برنامج طهران النووي مع عدم الإخلال بتعهده منذ فترة طويلة بتجنّب التورّط في حرب طويلة الأمد.

وبعد أيام قليلة فحسب، يوحي إعلان ترمب المفاجئ، أمس الاثنين، بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران بأنه ربما يكون قد أعاد حكام طهران إلى طاولة المفاوضات.

لكن لا تزال هناك قائمة طويلة من التساؤلات الكبيرة التي لم تتم الإجابة عنها، منها ما إذا كان أي وقف لإطلاق النار يمكن أن يسري بالفعل ويصمد بين خصمَيْن لدودَيْن تحول صراع «الظل» بينهما الذي استمر لسنوات إلى حرب جوية تبادلا فيها خلال الـ12 يوماً الماضية الغارات الجوية.

ولا يزال من غير المعروف أيضاً الشروط التي اتفق عليها الطرفان وغير مذكورة في منشور ترمب الحماسي على وسائل التواصل الاجتماعي الذي أعلن فيه: «وقف إطلاق النار الكامل والشامل» الوشيك، وما إذا كانت الولايات المتحدة وإيران ستُعيدان إحياء المحادثات النووية الفاشلة، ومصير مخزون إيران من اليورانيوم المخصب الذي يعتقد عدد من الخبراء أنه ربما نجا من حملة القصف التي شنتها الولايات المتحدة وإسرائيل.

وقال نائب مسؤول المخابرات الوطنية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط سابقاً، جوناثان بانيكوف: «حقق الإسرائيليون الكثير من أهدافهم... وإيران تبحث عن مخرج... تأمل الولايات المتحدة أن تكون هذه بداية النهاية. يكمن التحدي في وجود استراتيجية لما سيأتي لاحقاً».

ولا تزال هناك تساؤلات أيضاً بشأن ما تم الاتفاق عليه بالفعل، حتى في الوقت الذي عزّز فيه إعلان ترمب الآمال في نهاية الصراع الذي أثار مخاوف من اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقاً.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه رصد صواريخ أطلقت من إيران باتجاه إسرائيل في الساعات الأولى من صباح اليوم. وأفادت هيئة الإسعاف الإسرائيلية بسقوط قتلى في قصف صاروخي على مبنى في بئر السبع.

وبعد ذلك بوقت قصير، قال ترمب إن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران «دخل حيز التنفيذ الآن»، وحث البلدَيْن على عدم انتهاكه.

وبينما أكد مسؤول إيراني، في وقت سابق، أن طهران قبلت وقف إطلاق النار، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إنه لن يكون هناك وقف للأعمال القتالية ما لم توقف إسرائيل هجماتها.

لكن ذلك لم يمنع ترمب والموالين له من الاحتفاء بما يعدّونه إنجازاً كبيراً لنهج السياسة الخارجية الذي يسمونه «السلام من خلال القوة».

وكان ترمب قد أيّد ما خلصت إليه إسرائيل بشأن اقتراب إيران من تطوير سلاح نووي، وهو ما تنفيه طهران منذ فترة طويلة. وقالت أجهزة المخابرات الأميركية، في وقت سابق من العام الحالي، إن تقييمها هو أن إيران لا تصنع سلاحاً نووياً، وقال مصدر مطلع على تقارير مخابراتية أميركية لوكالة «رويترز» الأسبوع الماضي، إن هذا الرأي لم يتغير.

رد إيران المحسوب

جاء إعلان ترمب بعد ساعات فقط من إطلاق إيران صواريخ على قاعدة جوية أميركية في قطر لم تسفر عن وقوع إصابات، وذلك رداً على إسقاط الولايات المتحدة قنابل خارقة للتحصينات زنة 30 ألف رطل على منشآت نووية إيرانية تحت الأرض مطلع الأسبوع.

وقالت مصادر مطلعة إن مسؤولي إدارة ترمب عدّوا أن رد إيران، أمس، كان محسوباً لتجنّب زيادة التصعيد مع الولايات المتحدة.

ودعا ترمب إلى إجراء محادثات مع إسرائيل وإيران. وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض إن إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار ما دامت إيران لن تشن هجمات جديدة. وذكر المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن إيران أشارت إلى أنها لن تشن ضربات أخرى.

وأضاف المسؤول أن ترمب تحدّث مباشرة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكان نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، على اتصال مباشر وغير مباشر مع إيران. وتوسطت قطر وساعدت في التواصل مع الإيرانيين.

وقال المسؤول في البيت الأبيض إن إيران أبدت أيضاً تقبلها لوقف إطلاق النار؛ لأنها في «حالة ضعف شديد». وعاش الإيرانيون أياماً شهدوا فيها قصفاً إسرائيلياً لمواقع نووية وعسكرية، بالإضافة إلى استهداف كبار العلماء النوويين والقادة الأمنيين بعمليات قتل.

وتحدّث ترمب علناً أيضاً في الأيام القليلة الماضية عن احتمالات «تغيير النظام» في إيران.

وذكر ثلاثة مسؤولين إسرائيليين، في وقت سابق من أمس، أن الحكومة الإسرائيلية تتطلع إلى إنهاء حملتها على إيران قريباً، ونقلوا هذه الرسالة إلى الولايات المتحدة، لكن الكثير سيعتمد على طهران.

وقالت الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط بكلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة في واشنطن، لورا بلومنفيلد: «أما وقد أعلن ترمب السلام العالمي فسيكون من الصعب على نتنياهو معارضته علناً».

مقامرة ترمب الكبرى

ويمثّل قرار ترمب غير المسبوق قصف مواقع نووية إيرانية خطوة طالما تعهّد بتجنبها، وهي التدخل عسكرياً في حرب خارجية كبرى.

ولم يراهن ترمب، في أكبر وربما أخطر تحرك في سياسته الخارجية منذ بدء ولايته الرئاسية، على قدرته على إخراج الموقع النووي الإيراني الرئيسي في فوردو من الخدمة فحسب، بل أيضاً ألا يجتذب سوى رد محسوب ضد الولايات المتحدة.

وكانت هناك مخاوف من أن ترد طهران بإغلاق مضيق هرمز، أهم شريان نفطي في العالم، ومهاجمة قواعد عسكرية أميركية متعددة في الشرق الأوسط وتفعيل نشاط وكلاء لها ضد المصالح الأميركية والإسرائيلية في مناطق مختلفة حول العالم.

وإذا استطاع ترمب نزع فتيل الصراع الإسرائيلي - الإيراني، فقد يتمكن من تهدئة عاصفة انتقادات الديمقراطيين في الكونغرس، وتهدئة الجناح المناهض للتدخل في قاعدته الجمهورية التي ترفع شعار «لنجعل أميركا عظيمة مجدداً» بشأن القصف الذي خالف تعهداته الانتخابية.

كما سيسمح له ذلك بإعادة التركيز على أولويات السياسة مثل ترحيل المهاجرين غير المسجلين، وشن حرب رسوم جمركية ضد الشركاء التجاريين.

لكن ترمب ومساعديه لن يتمكنوا من تجاهل الشأن الإيراني والتساؤلات العالقة التي يطرحها.

وتساءل دنيس روس، وهو مفاوض سابق لشؤون الشرق الأوسط في إدارات جمهورية وديمقراطية: «هل يصمد وقف إطلاق النار؟... نعم، يحتاج إليه الإيرانيون، والإسرائيليون هاجموا بشكل كبير قائمة الأهداف» التي وضعها الجيش الإسرائيلي.

لكن لا تزال العقبات قائمة، إذ يقول روس: «ضعفت إيران بشكل كبير، لكن ما مستقبل برامجها النووية والصاروخية الباليستية؟ ماذا سيحدث لمخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب؟ ستكون هناك حاجة إلى المفاوضات، ولن يكون حل هذه المسائل سهلاً».