ما مدى أمان تطبيق «سيغنال» الذي استخدمه مساعدو ترمب لمناقشة خطط حرب؟

يظهر شعار تطبيق المراسلة «سيغنال» على هاتف ذكي أمام شعار للتطبيق في هذه الصورة التوضيحية الملتقطة في 13 يناير 2021 (رويترز)
يظهر شعار تطبيق المراسلة «سيغنال» على هاتف ذكي أمام شعار للتطبيق في هذه الصورة التوضيحية الملتقطة في 13 يناير 2021 (رويترز)
TT

ما مدى أمان تطبيق «سيغنال» الذي استخدمه مساعدو ترمب لمناقشة خطط حرب؟

يظهر شعار تطبيق المراسلة «سيغنال» على هاتف ذكي أمام شعار للتطبيق في هذه الصورة التوضيحية الملتقطة في 13 يناير 2021 (رويترز)
يظهر شعار تطبيق المراسلة «سيغنال» على هاتف ذكي أمام شعار للتطبيق في هذه الصورة التوضيحية الملتقطة في 13 يناير 2021 (رويترز)

استخدم كبار المسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تطبيق «سيغنال» للرسائل لمشاركة خطط حرب وأدرجوا عن طريق الخطأ صحافيا في الدردشة المشفرة، ما أثار دعوات من قبل مشرعين ديمقراطيين لإجراء تحقيق في الكونغرس في الاختراق الأمني.

وبموجب القانون الأميركي، قد يشكل سوء التعامل مع المعلومات السرية أو استغلالها أو إساءة استخدامها جريمة، رغم أنه من غير الواضح ما إذا كان قد تم انتهاك تلك البنود في هذه الحالة.

وفيما يلي بعض الحقائق الرئيسية حول تطبيق «سيغنال»، وفق تقرير لوكالة «رويترز» للأنباء:

ما مدى أمانه؟

تطبيق «سيغنال» هو خدمة مراسلة مفتوحة المصدر ومشفرة كلياً تعمل على خوادم مركزية تتم صيانتها بواسطة «سيغنال ماسنجر».

البيانات الوحيدة الخاصة بالمستخدم التي يتم تخزينها على خوادم التطبيق هي أرقام الهواتف، وتاريخ بدء استخدام التطبيق ومعلومات تسجيل الدخول الأخيرة.

ويتم بدلا من ذلك تخزين جهات اتصال المستخدمين ومحادثاتهم وغيرها من الاتصالات على هاتف المستخدم، مع إمكانية إعداد خيار حذف المحادثات تلقائيا بعد فترة زمنية معينة.

لا تستخدم الشركة أي إعلانات أو مسوقين تابعين، ولا تتبع بيانات المستخدمين، كما هو مذكور على موقعها الإلكتروني.

وتضيف الشركة أنها تمنح المستخدمين أيضا إمكانية إخفاء أرقام هواتفهم عن الآخرين واستخدام رقم أمان إضافي للتحقق من أمان رسائلهم.

لا يستخدم تطبيق «سيغنال» تشفير الحكومة الأميركية أو أي حكومات أخرى ولا تتم استضافته على خوادم حكومية.

وقال روكي كول، الذي تساعد شركته للأمن السيبراني «آي فيريفاي» في حماية مستخدمي الهواتف الذكية من المتسللين، إن تطبيق «سيغنال»: «يتمتع بسمعة ممتازة ويُستخدم على نطاق واسع ويحظى بالثقة في مجتمع الأمن».

وأضاف: «خطر مناقشة معلومات الأمن القومي شديدة الحساسية على (سيغنال) لا يتمثل في أن (سيغنال) نفسه غير آمن».

وقال إن الجهات التي تُشكل تهديدا للدول «أثبتت أن لديها قدرة على اختراق الهاتف الجوال بأكمله عن بُعد. إذا لم يكن الهاتف نفسه آمنا، يمكن قراءة جميع رسائل (سيغنال) على ذلك الجهاز».

كيف يعمل تطبيق «سيغنال»؟

«سيغنال» هو خدمة مراسلة آمنة تستخدم تشفيرا من البداية إلى النهاية، ما يعني أن مزود الخدمة لا يستطيع الوصول إلى المحادثات والمكالمات الخاصة للمستخدمين على تطبيقه وقراءتها، وبالتالي ضمان خصوصية مستخدميه.

برنامج «سيغنال» متاح على جميع المنصات، سواء على الهواتف الذكية أو أجهزة الكمبيوتر، ويتيح المراسلة والمكالمات الصوتية والمرئية. ويتطلب التسجيل وإنشاء حساب وجود رقم هاتف.

وعلى عكس تطبيقات المراسلة الأخرى، لا يتتبع تطبيق «سيغنال» بيانات المستخدم أو يخزنها، كما أن الكود الخاص به متاح للعامة، حتى يتمكن خبراء الأمن من التحقق من كيفية عمله وضمان بقائه آمنا.

ودافعت مريديث ويتاكر رئيسة شركة «سيغنال»، اليوم (الثلاثاء)، عن أمن التطبيق قائلة: «(سيغنال) هو المعيار الذهبي في الاتصالات الخاصة».

من مؤسس التطبيق؟

وفقا لموقع الشركة على الإنترنت، تأسست شركة «سيغنال» في عام 2012 على يد رجل الأعمال موكسي مارلين سبايك ويتاكر.

وفي فبراير (شباط) 2018، أسس مارلين سبايك، بالتعاون مع برايان أكتون، المؤسس المشارك لـ«واتساب»، مؤسسة «سيغنال» غير الربحية، التي تشرف حاليا على التطبيق. وقدم أكتون تمويلا أوليا قدره 50 مليون دولار. غادر أكتون «واتساب» في عام 2017 بسبب خلافات حول استخدام بيانات العملاء والإعلانات الموجهة.

وتقول شركة «سيغنال» على موقعها الإلكتروني إنها ليست مرتبطة بأي شركات تقنية كبرى ولن تستحوذ أي منها عليها.

من يستخدم «سيغنال»؟

يستخدم تطبيق «سيغنال» على نطاق واسع من قبل دعاة الخصوصية والناشطين السياسيين، وتحول من تطبيق مراسلة غير مألوف يستخدمه المعارضون إلى شبكة سرية للصحافيين ووسائل الإعلام، ثم إلى أداة مراسلة للوكالات والمنظمات الحكومية.

وشهدت الشركة نموا «غير مسبوق» في عام 2021 بعد تغيير مثير للجدل في شروط الخصوصية الخاصة بشركة «واتساب» المنافسة، إذ انسحب دعاة الخصوصية من «واتساب» بسبب مخاوف من أن يضطر المستخدمون إلى مشاركة بياناتهم مع كل من «فيسبوك» و«إنستغرام».

وتصنف وكالة «رويترز» تطبيق «سيغنال» إحدى الأدوات التي يمكن للمرشدين استخدامها لمشاركة إرشادات إخبارية سرية مع صحافييها، مع الإشارة إلى أنه «لا يوجد نظام آمن بنسبة 100 في المائة».

ويدرج منتدى مجتمع «سيغنال»، وهو مجموعة غير رسمية تنص على أن إدارتها تتكون من موظفي الشركة، المفوضية الأوروبية أيضا كمستخدم للتطبيق.

وقال بن وود، كبير المحللين في شركة «سي سي إس إنسايت» إنه «على الرغم من أن (سيغنال) يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه يوفر اتصالات آمنة للغاية للمستهلكين بسبب تشفيره الشامل ولأنه يجمع القليل جدا من بيانات المستخدم، فإن من الصعب تصديق أنه مناسب لتبادل الرسائل المتعلقة بالأمن القومي»، في إشارة إلى الاختراق الذي شمل كبار مساعدي الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذين يناقشون خططا لشن ضربات عسكرية على الحوثيين في اليمن.


مقالات ذات صلة

كايا كالاس: واشنطن لم تستنفد «أدواتها» للضغط على روسيا

أوروبا الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس خلال مؤتمر صحافي في لوكسمبورغ، 14 أبريل 2025 (إ.ب.أ)

كايا كالاس: واشنطن لم تستنفد «أدواتها» للضغط على روسيا

أكدت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أن الولايات المتحدة لم تستنفد «أدواتها» للضغط على روسيا.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الخليج الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

ترمب يزور السعودية وقطر والإمارات منتصف مايو

أعلن البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترمب سيزور السعودية خلال الفترة من 13 وحتى 16 مايو المقبل، إلى جانب قطر والإمارات.

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ مقر المحكمة العليا في واشنطن (أ.ب)

العليا الأميركية تسمح بتمديد موعد نهائي للمهاجرين الراغبين في مغادرة البلاد

قضت المحكمة العليا الأميركية المنقسمة اليوم الثلاثاء بالسماح للمهاجرين الذين يوافقون على مغادرة البلاد بقدر من المرونة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض كارولاين ليفيت خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض (أ.ب)

البيت الأبيض: الأمور تسير جيداً لصفقة تجارية محتملة مع الصين

قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت، اليوم الثلاثاء، إن مناقشات الولايات المتحدة مع الصين بشأن اتفاق تجاري محتمل تمضي بشكل جيد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث (أ.ب)

تقرير: وزير الدفاع الأميركي يسحب معلومات عن عمليات قصف من قنوات «سيغنال»

سحب وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث المعلومات المتعلقة بعمليات القصف التي نشرها في قنوات دردشة عبر تطبيق «سيغنال» مع زوجته وشقيقه وعشرات آخرين

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

انتكاسة قضائية ثانية لترمب في مسعاه لإغلاق «صوت أميركا»

مبنى إذاعة «صوت أميركا» في واشنطن (أرشيفية - رويترز)
مبنى إذاعة «صوت أميركا» في واشنطن (أرشيفية - رويترز)
TT

انتكاسة قضائية ثانية لترمب في مسعاه لإغلاق «صوت أميركا»

مبنى إذاعة «صوت أميركا» في واشنطن (أرشيفية - رويترز)
مبنى إذاعة «صوت أميركا» في واشنطن (أرشيفية - رويترز)

أمر قاض فدرالي في واشنطن الثلاثاء إدارة الرئيس دونالد ترمب بالتراجع عن سعيها لإغلاق وسائل إعلام حكومية موجّهة للجمهور في الخارج، وفي مقدمّها إذاعة «صوت أميركا»، في ثاني انتكاسة قضائية في هذا الملف للرئيس الجمهوري.

ومني ترمب بانتكاسة أولى في هذا الملف في نهاية مارس (آذار) حين علّق قاض فدرالي آخر قرار الإدارة الجمهورية وقف أنشطة هذه المؤسّسات الإعلامية العامّة. ويومها أصدر ذلك القرار القاضي الفدرالي في نيويورك بول أويتكين. والثلاثاء، أصدر القاضي الفدرالي في العاصمة الاتحادية رويس لامبيرث، بناء على مراجعة قُدّمت إليه بصورة عاجلة، قرارا أمر بموجبه الحكومة الأميركية بالعودة عن مسعاها لإغلاق هذه المؤسسات.

وفي قراره أمر القاضي لامبيرث الحكومة بأن تعيد موظفي «الوكالة الأميركية للإعلام الدولي»، الهيئة المولجة الإشراف على عمل هذه المؤسّسات الإعلامية، إلى وظائفهم وأن تستأنف دفع الإعانات المالية المخصّصة لهذه المؤسسات من قبل الكونغرس والمعلّقة منذ مارس (آذار). كما أمر القاضي بإعادة برامج صوت أميركا، وهي مؤسّسة عامة تنتج مواد تلفزيونية وإذاعية ونصية موجّهة للجمهور غير الأميركي.

وتأسّست إذاعة صوت أميركا في 1942 كأداة للدعاية المضادّة تستهدف على وجه الخصوص الشعوب الخاضعة للأنظمة الاستبدادية، وبخاصة في الكتلة السوفياتية في أوروبا الشرقية خلال الحرب الباردة. وفي قراره، وجد القاضي لامبيرث أنّ الحكومة لم تقدّم أدلّة تثبت أنّ هذه المؤسّسات الإعلامية لم تكن تؤدي المهمّة الموكلة إليها من قبل الكونغرس.

كما اعتبر القاضي أنّ إدارة ترمب لا تمتلك أيّ سلطة على الأموال الفدرالية التي يقرّها الكونغرس وأنّ «الوكالة الأميركية للإعلام الدولي» ليست سوى قناة لتحويل هذه الأموال إلى وسائل الإعلام المعنية. وتشمل هذه المؤسّسات، بالإضافة إلى إذاعة صوت أميركا، كلا من إذاعة آسيا الحرة وشبكات البث في الشرق الأوسط (MBN)، وهي منصة إخبارية لمنطقة الشرق الأوسط.