ترمب يحتفل في لاس فيغاس بأسبوعه الأول داخل البيت الأبيض

زار ولايتَي نورث كارولاينا وكاليفورنيا... وأعرب عن فخره بإطلاق «رهائن 6 يناير»

ترمب مخاطباً أنصاره في لاس فيغاس يوم 25 يناير الحالي (أ.ف.ب)
ترمب مخاطباً أنصاره في لاس فيغاس يوم 25 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

ترمب يحتفل في لاس فيغاس بأسبوعه الأول داخل البيت الأبيض

ترمب مخاطباً أنصاره في لاس فيغاس يوم 25 يناير الحالي (أ.ف.ب)
ترمب مخاطباً أنصاره في لاس فيغاس يوم 25 يناير الحالي (أ.ف.ب)

احتفل الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، السبت، في لاس فيغاس بالإنجازات الأولى التي حقّقها خلال أسبوع أول حافل من رئاسته، بدأ معه وضع بصمته على السياسة والمجتمع بالولايات المتحدة. وحقّق الرئيس الجديد انتصاراً حاسماً بفارق ضئيل، عبر تثبيت مجلس الشيوخ وزيره للدفاع، بيت هيغسيث، مساء الجمعة. وهو اختيار كان محل خلاف حتى داخل معسكر ترمب، فقد صوّت 3 أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ ضد هيغسيث؛ مما اضطر نائب الرئيس جاي دي فانس إلى التدخل للإدلاء بصوته الحاسم لمصلحة هيغسيث.

ترمب متحدّثاً للصحافيين على متن «إير فورس وان» وهو في طريقه إلى ميامي يوم 25 يناير 2025 (أ.ف.ب)

وخلال تأدية وزير الدفاع الجديد اليمين الدستورية، قال فانس: «عندما تظفرون بالبطولة، فلا تبالوا بالنتيجة النهائية المحقّقة». وأعرب الرئيس الأميركي عن «الفخر» بتسمية هيغسيث.

جولة ترمب

وترمب غائب عن واشنطن منذ الجمعة؛ إذ بدأ عطلة نهاية الأسبوع بزيارة ولاية نورث كارولاينا المنكوبة التي ضربها إعصار شديد في نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، ثم ولاية كاليفورنيا التي تشهد حرائق مستمرة ومُدمّرة.

حاكم كاليفورنيا مستقبلاً ترمب وزوجته ميلانيا بمطار لوس أنجليس يوم 24 يناير 2025 (أ.ف.ب)

أما محطّة ترمب في لاس فيغاس بولاية نيفادا (غرب) فشكلت احتفالاً في حد ذاتها، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية». وأعرب الرئيس عن ارتياحه لـ«العودة إلى هذه المدينة الجميلة للاحتفال بالأسبوع الأول التاريخي في البيت الأبيض». وقال: «أنا هنا لأقول لكم شكراً»، مُذكّراً بأنه أول مرشح جمهوري للرئاسة يفوز بولاية نيفادا منذ 20 عاماً. وجدّد ترمب تعهده بإعفاء الإكراميات من الضرائب الفيدرالية، وهي مسألة تحظى بأهمية خاصة في مدينة تتمحور حول قطاع الفنادق. وأكد وسط تصفيق الحاضرين، قائلاً: «ستكون إكرامياتكم 100 في المائة لكم».

جانب من زيارة ترمب وميلانيا إلى نورث كارولاينا يوم 24 يناير 2025 (أ.ف.ب)

وكان بين الحضور في لاس فيغاس، ستيوارت رودس؛ مؤسّس جماعة «أوث كيبرز»، الذي خفّف ترمب عنه عقوبة السجن 18 عاماً التي كانت حُكم عليه بها إثر الهجوم على مبنى «الكابيتول» في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، إلى محكومية سجن قُضيت بالفعل. وقال الرئيس الجمهوري إنه «فخور جداً» بـ«العفو عن مئات السجناء السياسيين المضطهدين» في اليوم الأول من ولايته الجديدة الاثنين الماضي، واصفاً إياهم مجدداً بأنهم كانوا «رهائن»، في إشارة إلى نحو 1600 شخص حوكموا إثر الهجوم غير المسبوق على رمز من رموز الديمقراطية في الولايات المتحدة، عفا الرئيس عنهم؛ من بينهم نحو 1250 محكوماً عليه حصل على عفو كامل.

«تصفية» فيدرالية

وعزّز دونالد ترمب سيطرته على ركائز السلطة التنفيذية، مع إقالته مساء الجمعة نحو 10 مفتّشين في أجهزة الرقابة الحكومية، دون إشعار مسبق، في خطوة وصفها نواب ديمقراطيون بـ«تصفية».

ترمب مع أحد أنصاره داخل كازينو في لاس فيغاس يوم 25 يناير 2025 (رويترز)

وقال الرئيس ردّاً على أسئلة من صحافيين بهذا الخصوص، على متن الطائرة الرئاسية: «لا أعرفهم... لكن أشخاصاً قالوا إن البعض منهم كان ظالماً، والبعض لم يكن يؤدي عمله. ومن العادي فعل ذلك». وندّد زعيم الكتلة الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، من جانبه بعملية «تطهير مروعة». وقال: «هي لمحة عن النهج غير المشروع الذي ينتهجه ترمب وإدارته في أحيان كثيرة». وأشار السيناتور الجمهوري تشاك غراسلي، من جهته، إلى أن «الإخطار المسبق قبل 30 يوماً المنصوص عليه قانوناً لم يُسلّم إلى الكونغرس».

جدّد ترمب وعده بوقف فرض ضرائب على الإكراميات في لاس فيغاس يوم 25 يناير الحالي (أ.ف.ب)

وهؤلاء المفتّشون العامون مسؤولون مستقلّون تقضي مهمّتهم برصد ومنع عمليات الاحتيال والتبذير والاستغلال من قبل الموظّفين الحكوميين. وهم يُدقّقون في العقود والبيانات المالية ومستويات أداء الموظفين. وفي نورث كارولاينا وكاليفورنيا على السواء، انتقد الرئيس الأميركي انتقاداً لاذعاً عمل «الوكالة الحكومية المعنية بمكافحة الكوارث الطبيعية (فيما)»، داعياً إلى إصلاحها «إصلاحاً جذرياً» أو حتّى حلّها بكلّ بساطة. وصادق مجلس الشيوخ، السبت، على تسمية مرشّحة ترمب لوزارة الأمن الداخلي، كريستي نوم، التي ستكلَّف خصوصاً تنفيذ برنامج الطرد الواسع للمهاجرين غير النظاميين، والتي تتبع «وكالة مكافحة الكوارث الطبيعية» وزارتها.


مقالات ذات صلة

في عيده الـ19... ماذا قال ترمب عن أصغر أبنائه بارون؟

يوميات الشرق بارون ترمب (رويترز)

في عيده الـ19... ماذا قال ترمب عن أصغر أبنائه بارون؟

في الليلة التي سبقت احتفال نجله بعيد ميلاده التاسع عشر، أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بابنه الأصغر بارون، ووصفه بأنه «شاب ذكي» ومتمكن من التكنولوجيا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ والدة غارسيا تقول إنها تعرفت عليه في الصورة (بي بي سي)

«إنه هو»... أم ترصد ابنها المُرحَّل من أميركا خلال تقرير إخباري من سجن سيئ السمعة

في حي فقير بمدينة ماراكاي الفنزويلية، كانت والدة فرنسيسكو خوسيه غارسيا كاسيكي، البالغ من العمر 24 عاماً، تنتظره يوم السبت.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ مسافرون يصلون إلى مطار لوغان في بوسطن بالولايات المتحدة (رويترز)

بسبب رسائل هاتفية تنتقد ترمب... منع عالم فرنسي من دخول أميركا

صرّح وزير البحث العلمي الفرنسي بأن عالماً فرنسياً مُنع من دخول الولايات المتحدة هذا الشهر بعد أن فتش موظفو الهجرة في أحد المطارات هاتفه.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (أ.ف.ب)

إيران: سندرس التهديدات والفرص في رسالة ترمب

إيران ستدرس التهديدات والفرص الواردة في رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترمب التي حث فيها طهران على التوصل إلى اتفاق نووي جديد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)

ما السر وراء إشارة ترمب بإصبعه دائماً إلى الناس؟

اشتهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالإشارة بإصبع السبابة باستمرار إلى الناس، سواء كانوا من مؤيديه أو معارضيه، في إيماءة حيرت الكثيرين بشأن دلالتها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«إنه هو»... أم ترصد ابنها المُرحَّل من أميركا خلال تقرير إخباري من سجن سيئ السمعة

والدة غارسيا تقول إنها تعرفت عليه في الصورة (بي بي سي)
والدة غارسيا تقول إنها تعرفت عليه في الصورة (بي بي سي)
TT

«إنه هو»... أم ترصد ابنها المُرحَّل من أميركا خلال تقرير إخباري من سجن سيئ السمعة

والدة غارسيا تقول إنها تعرفت عليه في الصورة (بي بي سي)
والدة غارسيا تقول إنها تعرفت عليه في الصورة (بي بي سي)

في حي فقير بمدينة ماراكاي الفنزويلية، كانت والدة فرنسيسكو خوسيه غارسيا كاسيكي، البالغ من العمر 24 عاماً، تنتظره يوم السبت، حسب شبكة «بي بي سي».

وكان قد مرّ 18 شهراً منذ هجرته إلى الولايات المتحدة لبدء حياة جديدة، لكنه أخبرها أنه سيُرحّل الآن إلى كاراكاس، عاصمة فنزويلا، لوجوده في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني. تحدثا ذلك الصباح، قبيل موعد مغادرته.

وتتذكر ميريليس كاسيكي لوبيز قائلةً: «اعتقدتُ أنها علامة جيدة على ترحيله (إلى كاراكاس)». كانت ترغب في عودته إلى الوطن.

لكنه لم يصل أبداً. وفي أثناء مشاهدتها تقريراً إخبارياً تلفزيونياً يوم الأحد، صُدمت السيدة كاسيكي لرؤية ابنها، ليس في الولايات المتحدة أو فنزويلا، بل على بُعد 2300 كيلومتر في السلفادور.

أظهرت اللقطات 238 فنزويلياً أرسلتهم السلطات الأميركية إلى مركز احتجاز الإرهابيين، أو «سيكوت»، وهو سجن ضخم سيئ السمعة. ورأت رجالاً حليقي الرؤوس ومقيدي الأيدي والأقدام، ترافقهم قوات أمن مدججة بالسلاح.

وتقول إدارة ترمب إن جميع المرحَّلين أعضاء في عصابة «ترين دي أراغوا»، التي وجدت نفسها في مرمى نيران البيت الأبيض. وقد اتُّهمت هذه الجماعة الإجرامية متعددة الجنسيات، التي صنفها ترمب مؤخراً منظمة إرهابية أجنبية، بالاتجار بالجنس وتهريب المخدرات وجرائم القتل في الداخل وفي المدن الأميركية الكبرى.

صرحت كاسيك لـ«بي بي سي» بأنها متأكدة من أن ابنها كان من بين المعتقلين، حتى مع عدم نشر قائمة رسمية بالأسماء.

وقالت، مشيرةً إلى صورة لرجل جالس، رأسه منحنٍ، على أرضية سجن إلى جانب صف من الآخرين، ووشم واضح على ذراعه: «إنه هو. إنه هو. أتعرف على ملامحه». كما تُصرّ على براءته.

وصرح مسؤولو الهجرة الأميركيون بأن المعتقلين خضعوا «لفحص دقيق» والتحقق من كونهم أعضاءً في عصابة قبل نقلهم جواً إلى السلفادور. وأضافوا أنهم استخدموا أدلة جُمعت في أثناء المراقبة، أو لقاءات الشرطة، أو شهادات الضحايا للتحقق منهم.

وقال نائب رئيس موظفي البيت الأبيض، ستيفن ميلر، يوم الأربعاء: «مهمتنا هي طرد الإرهابيين قبل أن يتعرض أي شخص آخر للاغتصاب أو القتل».

ومع ذلك، أقرّ مسؤول في إدارة الهجرة والجمارك الأميركية (ICE) في وثائق المحكمة بأن كثيراً من المرحّلين ليست لهم سجلات جنائية أميركية. وقد رُحّلوا بموجب قانون عُمل به آخر مرة خلال زمن الحرب، ولا يُلزمهم بتوجيه اتهامات جنائية إليهم.

وفقاً لإدارة ترمب، فإن من بين من لديهم سجلات جنائية مهاجرون اعتُقلوا بتهم تتراوح بين القتل، والاتجار بالفنتانيل، والاختطاف، واقتحام المنازل، وإدارة بيت دعارة تديره عصابة.

وفي قضية السيد غارسيا، تُنكر والدته تورط ابنها في أنشطة إجرامية. غادر فنزويلا عام 2019، متجهاً أولاً إلى بيرو، باحثاً عن فرص جديدة في ظل الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية المتداخلة التي اجتاحت البلاد، على حد قولها. ودخل الولايات المتحدة بشكل غير قانوني في سبتمبر (أيلول) 2023. ولم تره والدته شخصياً منذ 6 سنوات.

وقالت السيدة كاسيك: «إنه لا ينتمي إلى أي عصابة إجرامية، لا في الولايات المتحدة ولا في فنزويلا... إنه ليس مجرماً. هو حلّاق».

وأضافت: «للأسف، لديه وشم»، مقتنعةً بأن الورود وأسماء أفراد عائلته التي تُزيّن جسده أدت إلى اعتقاله وترحيله. وهكذا تعرفت عليه هي وأفراد آخرون من عائلته من صور المرحلين في السلفادور التي نُشرت.

وقالت عدة عائلات أخرى إنها تعتقد أن المرحلين قد تم تحديدهم خطأً على أنهم أعضاء في عصابة «ترين دي أراغوا» بسبب وشومهم.

وقالت السيدة كاسيك وهي تبكي في ماراكاي: «إنه هو»، في إشارة إلى الصورة المأخوذة من السجن. وأضافت: «أتمنى لو لم يكن هو... لم يكن يستحق أن يُنقل إلى هناك».

كما تعرّفتْ والدة ميرفين يامارتي، البالغ من العمر 29 عاماً، على ابنها في الفيديو.

وقالت لـ«بي بي سي» في حي لوس بيسكادوريس بمدينة ماراكايبو في فنزويلا: «سقطتُ على الأرض، وقلتُ إن ابني لا يستحق ذلك».

ومثل السيدة كاسيك، تنفي يامارتي تورط ابنها مع العصابة الوحشية. فقد غادر مسقط رأسه وسافر إلى الولايات المتحدة عبر ممر دارين، وعبر الحدود بشكل غير قانوني في عام 2023 مع ثلاثة من أصدقائه: إدوارد هيريرا، 23 عاماً؛ وآندي خافيير بيروزو، 30 عاماً؛ ورينغو رينكون، 39 عاماً.

وتحدثت «بي بي سي» مع عائلاتهم وأصدقائهم، الذين قالوا إنهم شاهدوا الرجال الأربعة في اللقطات من سجن السلفادور.

وقالت والدة يامارتي إن ابنها كان يعمل في مصنع تورتيلا، وكان يعمل أحياناً في نوبات عمل لمدة 12 ساعة. كان يلعب كرة القدم أيام الأحد مع أصدقائه، الذين كانوا جميعاً يتشاركون منزلاً في دالاس، بتكساس.

وأضافت: «إنه شاب طيب ونبيل. هناك خطأ ما».

«نحن مرعوبون»

استند ترمب إلى قانونٍ قديم، هو قانون أعداء الأجانب لعام 1798، لترحيل الرجال من دون اتِّباع الإجراءات القانونية الواجبة في الولايات المتحدة، مدَّعياً أنهم أعضاء في عصابة «ترين دي أراغوا».

ورغم تأكيدات الحكومة الأميركية أن المرحَّلين خضعوا لتدقيق صارم، فإن هذه الخطوة كان لها أثرٌ مُخيف على كثير من الفنزويليين والأميركيين من أصل فنزويلي في الولايات المتحدة، الذين يخشون أن يؤدي استخدام ترمب لهذا القانون إلى توجيه اتهاماتٍ إلى مزيد من الفنزويليين وترحيلهم بسرعة دون أي تهم أو إدانات.

وقالت أديليس فيرو، المديرة التنفيذية للتجمع الفنزويلي الأميركي، وهي جماعة مناصرة: «بالطبع نحن خائفون. نحن مرعوبون. نريد أن يدفع كل عضو في (ترين دي أراغوا) ثمن جرائمه. لكننا لا نعرف ما المعايير».

وأضافت: «إنهم (الفنزويليون) يعيشون في أوقاتٍ مضطربة. لا يعرفون ما القرارات التي يجب اتخاذها -حتى من يحملون وثائق ويقيمون هنا منذ سنوات».

وأعرب برايان دي لا فيغا، وهو محامٍ بارز في مجال الهجرة وُلد في فنزويلا، ومحارب قديم في الجيش، عن مخاوف السيدة فيرو. ويقيم كثير من موكليه في منطقة ميامي، بما في ذلك دورال، وهي ضاحية تُعرف أحياناً باسم «دورالزويلا» نظراً لكثرة سكانها الفنزويليين.