بعد طرح تعديل دستوري... ما السيناريوهات المحتملة لتولي ترمب ولاية رئاسية ثالثة؟

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يصافح زوجته ميلانيا خلال حفل تنصيبه بواشنطن (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يصافح زوجته ميلانيا خلال حفل تنصيبه بواشنطن (أ.ب)
TT

بعد طرح تعديل دستوري... ما السيناريوهات المحتملة لتولي ترمب ولاية رئاسية ثالثة؟

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يصافح زوجته ميلانيا خلال حفل تنصيبه بواشنطن (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يصافح زوجته ميلانيا خلال حفل تنصيبه بواشنطن (أ.ب)

قدّم عضو جمهوري في مجلس النواب الأميركي أمس (الخميس) اقتراحاً لتعديل دستور الولايات المتحدة للسماح للرئيس دونالد ترمب (وأي رئيس مستقبلي آخر) بتولي فترة ولاية ثالثة في البيت الأبيض، وفقاً لشبكة «سي إن بي سي».

قال النائب آندي أوجلز، من تينيسي، الذي اقترح تمديد الحد الأقصى الحالي (وهو فترتان انتخابيتان)، إن ترمب «أثبت أنه الشخصية الوحيدة في التاريخ الحديث القادرة على عكس تدهور أمتنا واستعادة أميركا إلى عظمتها، ويجب منحه الوقت اللازم لتحقيق هذا الهدف».

وأوضح أوجلز في بيان: «من الضروري أن نوفر للرئيس ترمب كل الموارد اللازمة لتصحيح المسار الكارثي الذي حددته إدارة بايدن».

وأفاد أوجلز، المحافظ المتشدد الذي يقضي فترة ولايته الثانية في مجلس النواب: «ترمب يكرس نفسه لاستعادة الجمهورية وإنقاذ بلدنا، ويجب علينا، كمشرعين وكدول، أن نبذل قصارى جهدنا لدعمه».

وأضاف: «أقترح تعديلاً على الدستور لمراجعة القيود المفروضة بموجب التعديل الثاني والعشرين على فترات الرئاسة».

جاءت خطوة أوجلز بعد 3 أيام من أداء ترمب اليمين الدستورية لولاية ثانية غير متتالية، ليصبح بذلك ثاني رئيس أميركي يحقق هذا الإنجاز.

يأتي ذلك بعد شهرين من تقديم النائب دان غولدمان، وهو ديمقراطي من نيويورك، لاقتراح في مجلس النواب «يؤكد أن التعديل الثاني والعشرين ينطبق على فترتين في المجموع كرئيس للولايات المتحدة»، وأن التعديل ينطبق على ترمب البالغ من العمر 78 عاماً.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوقع أمراً تنفيذياً في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض (رويترز)

وينص التعديل الثاني والعشرون للدستور جزئياً على أنه «لا يجوز انتخاب أي شخص لمنصب الرئيس أكثر من مرتين».

ويسعى أوجلز إلى مراجعة القرار ليصبح: «لا يجوز انتخاب أي شخص لمنصب الرئيس أكثر من 3 مرات».

في بيانه، يوم الخميس، قال أوجلز إن القرار الذي يقدمه «سيسمح للرئيس ترمب بالخدمة لـ3 فترات، مما يضمن قدرتنا على الحفاظ على القيادة الجريئة التي تحتاج إليها أمتنا بشدة».

تم اقتراح التعديل الثاني والعشرين في عام 1947، وتم التصديق عليه في عام 1951. وكان الغرض منه منع تكرار انتخاب الرئيس فرانكلين روزفلت غير المسبوق لـ4 فترات في المنصب.

حتى يومنا هذا، يُعدّ روزفلت الرئيس الوحيد الذي انتخب لأكثر من فترتين. توفي عام 1945، بعد أقل من 90 يوماً من تنصيبه الرابع.

يحتفظ الجمهوريون حالياً بأغلبية ضيقة للغاية؛ بـ3 مقاعد في مجلس النواب. ومن المرجح أن يصوت عدد قليل من الديمقراطيين، إن وُجِدوا، لصالح قرار أوجلز مع وجود ترمب في منصبه.

ترمب منفتح على الفكرة

على مدار حياته السياسية، لَمّح ترمب مراراً وتكراراً إلى استعداده للخدمة لأكثر من فترتين في المنصب.

قيل إن ترمب أكد للجمهوريين في مجلس النواب، خلال اجتماع خاص، في نوفمبر (تشرين الثاني)، بعد وقت قصير من فوزه الانتخابي على نائبة الرئيس الديمقراطية السابقة كامالا هاريس: «أظن أنني لن أترشح مرة أخرى، ما لم تقولوا: (الأمر جيد جداً لدرجة أننا يجب أن نتوصل إلى شيء آخر)».

وفي حديثه إلى «أعضاء الرابطة الوطنية للبنادق»، في مايو (أيار)، قال ترمب: «لا أعرف... هل سنستمر لـ3 فترات أم لفترتين إذا فزنا؟».

وانفتاح ترمب على ولاية ثالثة لا يشكل مفاجأة لبعض الأشخاص الذين يعرفونه.

توقع الصحافي السابق في قناة «فوكس نيوز»، جيرالدو ريفيرا، الذي كان صديقاً لترمب لعقود من الزمان في نيويورك، في ديسمبر (كانون الأول)، أن ترمب وحلفاءه سيحولون انتباههم قريباً إلى التعديل الثاني والعشرين.

كتب ريفيرا على موقع «إكس»: «للمزيد من المعلومات: سيبدأ الرئيس ترمب وشركاؤه قريباً في الحديث عن إلغاء أو تعديل (التعديل الثاني والعشرين)، الذي يحدّ من مدة الرئاسة بفترتين، مدة كل منهما 4 سنوات».

طرق أخرى للبقاء في السلطة؟

تعديل الدستور ليس الطريقة الوحيدة التي قد يظل بها ترمب في السلطة بعد انتهاء ولايته الحالية.

قال فيليب كلينكنر، أستاذ في كلية هاملتون: «على الرغم من أن التعديل الثاني والعشرين يحظر على ترمب انتخابه رئيساً مرة أخرى، فإنه لا يمنعه من العمل رئيساً بعد 20 يناير (كانون الثاني) 2029».

كتب كلينكنر: «السبب في ذلك أن التعديل الثاني والعشرين يحظر فقط على أي شخص أن يُنتخب أكثر من مرتين... لا يقول شيئاً عن أن يصبح شخص ما رئيساً بطريقة أخرى غير انتخابه لهذا المنصب».

وأشار إلى أن أحد السيناريوهات الافتراضية سيكون ترشح ترمب لمنصب نائب الرئيس في عام 2028، وأن يترشح نائب الرئيس جيه دي فانس على رأس القائمة، لمنصب الرئيس.

وتابع: «إذا انتُخب، يمكن لفانس أن يستقيل، مما يجعل ترمب رئيساً مرة أخرى... ولكن لن يُضطر فانس حتى إلى الاستقالة كي يتمكن نائب الرئيس ترمب من ممارسة سلطة الرئاسة».

ينص التعديل الخامس والعشرون للدستور على أنه إذا أعلن الرئيس أنه «غير قادر على أداء صلاحيات وواجبات المنصب... فإن هذه الصلاحيات والواجبات يجب أن يؤديها نائب الرئيس، بصفته رئيساً بالنيابة».

سيناريو آخر تحدث عنه كلينكنر هو أن يشجع ترمب أحد أفراد أسرته على الترشح للبيت الأبيض والفوز به. بمجرد انتخابه، لن يخدم هذا الشخص أكثر من مجرد رئيس صوري، بينما يتخذ ترمب القرارات الرئيسية.


مقالات ذات صلة

ترمب يعتزم تشديد الضغط على الأوروبيين

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونائبه جيه دي فانس في المكتب البيضاوي (إ.ب.أ) play-circle

ترمب يعتزم تشديد الضغط على الأوروبيين

بعد إبقاء نياته غامضة حيال أوروبا منذ عودته إلى البيت الأبيض، من المتوقع أن يشدد ترمب الضغط مع إرسال ثلاثة من كبار مسؤولي إدارته إلى القارة العجوز.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب والملياردير إيلون ماسك (أ.ف.ب) play-circle

ترمب: ماسك سيساعد في كشف «مئات مليارات الدولارات من الاحتيال»

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب ثقته الكاملة بإيلون ماسك الذي كلفه مهمة خفض الإنفاق الفيدرالي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ صورة مجمعة تظهر رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو والرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)

ترمب يؤكد «جديته» بشأن جعل كندا الولاية الأميركية رقم 51 

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إنه جاد في رغبته في أن تصبح كندا الولاية الأميركية رقم 51، وذلك في مقابلة تم بثها يوم الأحد قبل مباراة بطولة السوبر بول.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
رياضة عالمية ترامب وإيفانكا كانا حاضرين المباراة (أ.ف.ب)

مباراة السوبر بول تشهد أكبر عملية مراهنات رياضية «في التاريخ»

ستكون مباراة السوبر بول بين فريقي فيلادلفيا إيغلز وكانساس سيتي تشيفز على الأرجح أكبر حدث مراهنة في تاريخ المراهنات الرياضية في الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» ( نيو أورليانز)
رياضة عالمية دونالد ترمب لحظة حضوره السوبر بول (أ.ب

ترمب يتوقع هزيمة كانساس سيتي تشيفز في معركة الـ«سوبر بول»

توقع الرئيس دونالد ترمب هزيمة فريق كانساس سيتي تشيفز أمام فريق فيلادلفيا إيغلز في نيو أورلينز مساء اليوم الأحد.

The Athletic (واشنطن)

ترمب يعتزم تشديد الضغط على الأوروبيين

الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونائبه جيه دي فانس في المكتب البيضاوي (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونائبه جيه دي فانس في المكتب البيضاوي (إ.ب.أ)
TT

ترمب يعتزم تشديد الضغط على الأوروبيين

الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونائبه جيه دي فانس في المكتب البيضاوي (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونائبه جيه دي فانس في المكتب البيضاوي (إ.ب.أ)

بعد إبقاء نياته غامضة حيال أوروبا منذ عودته إلى البيت الأبيض، قبل نحو ثلاثة أسابيع، من المتوقع أن يشدد دونالد ترمب الضغط، هذا الأسبوع، مع إرسال ثلاثة من كبار مسؤولي إدارته؛ بينهم نائبه جيه دي فانس إلى القارة العجوز، على أن تكون مسألة الغزو الروسي لأوكرانيا في صلب محادثاتهم.

وستكون هذه الزيارات الأولى لمسؤولين أميركيين كبار إلى أوروبا منذ تنصيب ترمب في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي، مناسبة لتأكيد سياسة «أميركا أولاً» التي يعتمدها، بمواجهة الأوروبيين الذين أكدوا استعدادهم للرد، غير أنهم يتريّثون بانتظار معرفة قرارات الرئيس الأميركي.

وهدَّد ترمب بوضوح حلفاءه الأوروبيين، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، بفرض رسوم جمركية على صادراتهم، على غرار ما فعله مع كندا والمكسيك والصين، وحضَّهم، في الوقت نفسه، على زيادة إنفاقهم الدفاعي إلى حد نسبة 5 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي.

كما تحدَّث عن ضم غرينلاند؛ المنطقة التابعة لسيادة الدنمارك، العضو في الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي.

«الزعامة الأوروبية»

وفي أول زيارة له إلى الخارج، يتوجه نائب الرئيس الأميركي أولاً إلى باريس؛ للمشاركة في قمة حول الذكاء الاصطناعي تترأسها فرنسا والهند، وتستمر حتى 11 فبراير (شباط) الحالي، على أن يُجري محادثات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وينتقل، بعد ذلك، إلى ألمانيا؛ حيث يُعقد، بين 14 و16 فبراير، مؤتمر ميونيخ للأمن، الملتقى السنوي لنخبة الأوساط الدبلوماسية والعسكرية.

كما يتوجه وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى ميونيخ، الجمعة، قبل الانتقال إلى الشرق الأوسط، بعدما أجرى أول زيارة خارجية له إلى أميركا الوسطى.

من جانبه، يزور وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، هذا الأسبوع، قيادتين عسكريتين أميركيتين في ألمانيا، قبل أن يشارك في بلجيكا، في اجتماع مع نظرائه من الحلف الأطلسي، الأربعاء، في بروكسل، واجتماع لمجموعة الاتصال حول أوكرانيا ينعقد، لأول مرة، برئاسة المملكة المتحدة، ثم يتوجه إلى بولندا التي تولّت، في مطلع السنة، الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي.

وأفاد البنتاغون بأن هيغسيث سيشدد على «ضرورة زيادة الإنفاق الدفاعي للحلفاء»، وزيادة «القيادة الأوروبية على صعيد المساعدة في أمن أوكرانيا».

لقاء مع زيلينسكي

تعهَّد ترمب بوضع حد سريع لـ«المجزرة» في أوكرانيا، وكلَّف الجنرال السابق كيث كيلوغ بوضع خطة لذلك، لم يُكشف، حتى الآن، أيٌّ من تفاصيلها.

غير أن المحادثات تتسارع، على ما يبدو، في حين يُبقي ترمب على غموض تام حيال نياته بشأن المساعدة العسكرية الأميركية لأوكرانيا، واحتمالات إيجاد حل للنزاع.

وأكد ترمب، الجمعة، أنه سيلتقي نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، «على الأرجح»، هذا الأسبوع، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

كما ردَّد، من جهة أخرى، أنه يعتزم إجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وحذَّر كيلوغ، الذي سيحضر أيضاً مؤتمر ميونيخ للأمن، في مقابلة أُجريتْ معه مؤخراً، بأنه «سيتحتم على الطرفين تقديم تنازلات»؛ من أجل وضع حد للنزاع، الذي اندلع في فبراير 2022 مع الغزو الروسي للدولة المجاورة.

وانتقد ترمب مليارات الدولارات التي أُنفقت في عهد سَلَفه جو بايدن لمساعدة أوكرانيا، لكنه هدَّد موسكو أيضاً بتشديد العقوبات الأميركية عليها.

وفي ظل هذه الظروف، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الثلاثاء، أن على أوروبا أن تكون أكثر تيقظاً في عالمٍ ازداد قسوة، وأن تتصرف بناءً على مصالحها، بما في ذلك حيال الولايات المتحدة في عهد الرئيس الجديد.