تقرير: فريق ترمب يدرس خطة للعقوبات تسهّل إنهاء حرب أوكرانيا والضغط على إيران

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال مؤتمر صحافي في «مارالاغو» يوم 7 يناير (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال مؤتمر صحافي في «مارالاغو» يوم 7 يناير (رويترز)
TT

تقرير: فريق ترمب يدرس خطة للعقوبات تسهّل إنهاء حرب أوكرانيا والضغط على إيران

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال مؤتمر صحافي في «مارالاغو» يوم 7 يناير (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال مؤتمر صحافي في «مارالاغو» يوم 7 يناير (رويترز)

كشفت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، نقلاً عن مصادر، أن مستشاري الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يدرسون خطة بشأن العقوبات لتسهيل التوصل إلى اتفاق دبلوماسي بين روسيا وأوكرانيا في الأشهر المقبلة، وفي الوقت نفسه الضغط على إيران وفنزويلا.

وكانت إدارة جو بايدن فرضت أكثر العقوبات قوة على النفط الروسي من قبل أي قوة غربية حتى الآن، وأثارت هذه الخطوة سؤالاً مفتوحاً حول كيفية تعامل ترمب مع العقوبات، نظراً لالتزامه بإنهاء الحرب في أوكرانيا بسرعة.

وهناك نهجان رئيسان قيد الدراسة من قبل فريق ترمب. وقالت المصادر إن إدارة ترمب إذا اعتقدت أن هناك حلاً لحرب أوكرانيا في الأفق، فستعتمد النهج الأول الذي يتضمن بعض التدابير لصالح منتجي النفط الروس الخاضعين للعقوبات، والتي يمكن أن تساعد في إبرام اتفاق سلام.

وقالوا إن الخيار الثاني من شأنه أن يبني على العقوبات، مما يزيد الضغوط بشكل أكبر لزيادة النفوذ.

دونالد ترمب يصافح فلاديمير بوتين خلال لقاء على هامش «قمة العشرين» باليابان في يناير 2019 (أرشيفية - د.ب.أ)

وسيكون للنهج الذي يختاره ترمب في النهاية دور محوري في سوق النفط العالمية، فقد ارتفعت العقود الآجلة لخام «برنت» بنحو 5 دولارات للبرميل منذ الإعلان عن عقوبات بايدن.

ويتوقع بعض المحللين المزيد من المكاسب، وهو ما من شأنه أن يدفع تكاليف الوقود إلى الارتفاع في جميع أنحاء العالم.

وقالت المصادر إن خطط فريق ترمب في المراحل المبكرة، وتعتمد في النهاية على الرئيس المنتخب نفسه.

وفي الأسبوع الماضي، قال ترمب إن اجتماعاً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قيد الإعداد، مما أثار احتمال إجراء مفاوضات محتملة في الأمد القريب لإنهاء الحرب.

وذكرت المصادر أن مناقشات حول الخطة تشمل بعض مرشحي ترمب للإدارة، بالإضافة إلى مسؤولي العقوبات السابقين في إدارته الأولى، كما يتم استطلاع آراء العديد من مراكز الأبحاث ذات الميول المحافظة.

وقالت الوكالة إن مستشاري ترمب يحاولون الإجابة عن السؤال الذي واجهته إدارة بايدن، وهو كيف نتجنب الاضطرابات الكبرى في العرض والأسعار في سوق النفط في وقت تفرض فيه واشنطن عقوبات واسعة النطاق على ثلاثة من أكبر المنتجين في العالم؟

وكذلك هناك تحدٍّ آخر: كيف سيتم التوازن الصحيح بين الاستفادة من أدوات الحرب الاقتصادية والرغبة في الحفاظ على مكانة الدولار كعملة احتياطية عالمية؟

ووفقاً للوكالة، سيأتي مقياس مبكر لكيفية تعامل فريق ترمب مع العقوبات المفروضة على روسيا في منتصف مارس (آذار) عندما تنتهي صلاحية الترخيص العام الذي يسمح بتقليص مشتريات المنتجات الروسية للطاقة، وإذا سمحت وزارة الخزانة بانقضاء الإعفاء على بعض المعاملات، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة الضغوط على الكرملين.

في يوم الأربعاء، قدم المسؤولون الأميركيون تدابير تجعل من الصعب على ترمب رفع بعض العقوبات المفروضة على روسيا من جانب واحد؛ إذ سيتطلب الأمر من ترمب إخطار الكونغرس إذا كان يخطط لرفع العقوبات المفروضة على شركات روسية، مما قد يؤدي إلى تصويت بالرفض إذا اعترض نواب الكونغرس.

وبالنسبة لفريق ترمب، فإن النهج الأكثر قوة قد يستلزم فرض عقوبات أكبر على تجارة النفط، ومعاقبة شركات الشحن الأوروبية وكذلك المشترين الآسيويين، بما في ذلك الكيانات الرئيسة في الصين والهند.

أما النهج الآخر، فسيعتمد على تدخلات أكثر حزماً على الناقلات التي تنقل النفط الروسي عبر الدنمارك وتركيا، وكذلك قد يتضمن إصدار تراخيص عامة ورفع سقف السعر إلى ما يزيد على 60 دولاراً للبرميل - وهي خطوات من شأنها تشجيع النفط الروسي على الاستمرار في التدفق إلى السوق.

ووفقاً للمصادر، هناك إجماع عام بين مستشاري ترمب الرئيسين على العودة إلى استراتيجية الضغط القصوى الكاملة التي تستهدف طهران، بدءاً بحزمة عقوبات كبيرة تضرب اللاعبين الرئيسين في صناعة النفط، والتي قد تطبق في وقت مبكر من فبراير (شباط).

ناقلة النفط الخام «سورغوت» المملوكة لمجموعة ناقلات النفط الروسية «سوفكومفورت» تمر عبر مضيق البوسفور في إسطنبول (أرشيفية - رويترز)

وخلال فترة ولاية ترمب الأولى، أدى نهج مماثل إلى تقليص صادرات النفط الإيرانية بشكل كبير، على الرغم من أنها ارتفعت منذ تولى بايدن منصبه. ولكن الوضع أكثر تعقيداً في فنزويلا، حيث أدى رئيسها نيكولاس مادورو اليمين الدستورية لولاية أخرى وسط أدلة على تزوير الانتخابات، لكن شركات النفط الأميركية مثل شركة «شيفرون» لها أيضاً وجود في البلاد.

ونجا مادورو من استراتيجية الضغط القصوى لإدارة ترمب، حتى مع كبحها لصادرات النفط في البلاد، كما صمدت فنزويلا أمام جهود مسؤولي بايدن لتسهيل إجراء انتخابات حرة ونزيهة.

وسوف يعود ماوريسيو كلافير كاروني، المستشار المؤثر خلال فترة ولاية ترمب الأولى، إلى دور بارز في شؤون أميركا اللاتينية، وهناك رغبة في استعادة الموقف الأكثر عدوانية الذي ساعد في توجيهه في عام 2019، عندما توقفت الولايات المتحدة عن الاعتراف بمادورو رئيساً شرعياً لفنزويلا.


مقالات ذات صلة

ترمب عقب إطلاق موسكو سراح أميركي: سيفرج عن معتقل آخر اليوم

الولايات المتحدة​  الأميركي دونالد ترمب لدى استقباله في البيت الأبيض مارك فوغيل الذي كان محتجزا في روسيا (رويترز)

ترمب عقب إطلاق موسكو سراح أميركي: سيفرج عن معتقل آخر اليوم

شدّد الرئيس الجمهوري على أنّ المدرّس الأميركي فوغيل تمكّن من العودة إلى الولايات المتّحدة بفضل عملية تبادل «عادلة للغاية ومعقولة للغاية» أجرتها إدارته مع موسكو.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ مصهر للحديد (أرشيفية - رويترز)

مسؤول أميركي: الرسوم الجمركية على الصلب ستضاف للرسوم الأخرى على كندا

قال مسؤول في البيت الأبيض إن الرسوم الجمركية التي يعتزم الرئيس الأميركي دونالد ترمب فرضها بنسبة 25 بالمئة على جميع واردات الصلب والألمنيوم ستضاف إلى رسوم أخرى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ كيفن بروسو الذي عينته الحكومة الكندية لقيادة جهود البلاد في مكافحة مخدّر الفنتانيل (رويترز)

كندا تعيّن مسؤولا عن مكافحة مخدّر الفنتانيل تنفيذا لوعد قطعته لترمب

بروسو الذي كان ضابطا كبيرا في الشرطة عُيّن مؤخرا مستشارا لترودو لشؤون الأمن القومي والاستخبارات.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)
الولايات المتحدة​ خليج المكسيك الذي أمر الرئيس دونالد ترمب بإعادة تسميته ليصبح خليج أميركا (أرشيفية)

البيت الأبيض يمنع مراسل «أسوشيتد برس» من حضور فعالية بسبب «خليج المكسيك»

منع البيت الأبيض مراسل وكالة أسوشيتد برس من حضور فعالية في المكتب البيضاوي، بعد أن طالب الوكالة بتغيير أسلوبها التحريري في ما يتعلق بتسمية خليج المكسيك.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الملياردير الأميركي إيلون ماسك (رويترز)

ماسك يؤكد أن الولايات المتحدة «ستفلس» من دون اقتطاعات في الموازنة... ووزير الدفاع يتوقع نموا

شدّد الملياردير إيلون ماسك الذي كلّفه الرئيس الأميركي دونالد ترمب قيادة جهود خفض الإنفاق الفيدرالي على أن الولايات المتحدة «ستفلس» من دون اقتطاعات في الموازنة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ترمب عقب إطلاق موسكو سراح أميركي: سيفرج عن معتقل آخر اليوم

 الأميركي دونالد ترمب لدى استقباله في البيت الأبيض مارك فوغيل الذي كان محتجزا في روسيا (رويترز)
الأميركي دونالد ترمب لدى استقباله في البيت الأبيض مارك فوغيل الذي كان محتجزا في روسيا (رويترز)
TT

ترمب عقب إطلاق موسكو سراح أميركي: سيفرج عن معتقل آخر اليوم

 الأميركي دونالد ترمب لدى استقباله في البيت الأبيض مارك فوغيل الذي كان محتجزا في روسيا (رويترز)
الأميركي دونالد ترمب لدى استقباله في البيت الأبيض مارك فوغيل الذي كان محتجزا في روسيا (رويترز)

أكّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب لدى استقباله في البيت الأبيض مارك فوغيل، الأميركي الذي كان محتجزا في روسيا منذ 2021 وأطلق سراحه الثلاثاء، أنّ معتقلا آخر سيتمّ الإفراج عنه الأربعاء.

وإذ شدّد الرئيس الجمهوري على أنّ المدرّس الأميركي فوغيل تمكّن من العودة إلى الولايات المتّحدة بفضل عملية تبادل «عادلة للغاية ومعقولة للغاية» أجرتها إدارته مع موسكو، قال إنّ «شخصا آخر سيتمّ إطلاق سراحه غدا» الأربعاء، من دون مزيد من التفاصيل.

وكان البيت الأبيض أعلن أنّ الأميركي مارك فوغيل الذي كان معتقلا في روسيا وأفُرج عنه الثلاثاء عاد إلى الولايات المتحدة حيث سيلتقيه قريبا الرئيس دونالد ترمب. ونشر البيت الأبيض على موقع التواصل الاجتماعي «إكس» صورة لفوغيل وهو يترجل من الطائرة، مرفقا إياها بعبارة «وعدنا ووفينا».