بايدن: منفّذ هجوم نيو أورليانز كان يحمل جهاز تفجير عن بُعد

«إف بي آي»: المشتبه به تصرف منفرداً ويدين بالولاء لـ«داعش»

الرئيس الأميركي بايدن في البيت الأبيض يتحدث عن هجوم نيو أورليانز الإرهابي الخميس (د.ب.أ)
الرئيس الأميركي بايدن في البيت الأبيض يتحدث عن هجوم نيو أورليانز الإرهابي الخميس (د.ب.أ)
TT

بايدن: منفّذ هجوم نيو أورليانز كان يحمل جهاز تفجير عن بُعد

الرئيس الأميركي بايدن في البيت الأبيض يتحدث عن هجوم نيو أورليانز الإرهابي الخميس (د.ب.أ)
الرئيس الأميركي بايدن في البيت الأبيض يتحدث عن هجوم نيو أورليانز الإرهابي الخميس (د.ب.أ)

قال الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس إن المهاجم في حادثة دهس السيارات في نيو أورليانز كان يحمل جهاز تفجير عن بعد في سيارته.

وأضاف بايدن أن مكتب التحقيقات الاتحادي (إف بي آي) أبلغه بأن المهاجم تصرف بمفرده، وأنه هو من وضع المتفجرات في برادات في مواقع أخرى في الحي الفرنسي قبل ساعات من الحادث الإرهابي.

شارع بوربون بالحي الفرنسي بعد الهجوم الإرهابي في نيو أورليانز (غيتي)

على صعيد متصل، يعتقد مكتب التحقيقات الاتحادي أنه لا توجد صلة بين الهجوم في نيو أورليانز والانفجار في لاس فيجاس.

الحي الفرنسي في نيو أورليانز تم إغلاقه بعد حادث الدهس الإرهابي الذي تعرض له (أ.ف.ب)

من جانبه، حذَّر وزير الأمن الداخلي الأميركي، أليخاندرو مايوركاس، من ربط الهجوم في نيو أورليانز مع انفجار سيارة كهربائية في لاس فيغاس بسبب بعض أوجه التشابه بين الحادثين.

وأشار إلى أن الرجلين اللذين كانا وراء الهجومين في نيو أورليانز ولاس فيغاس كانا قد خدما في الجيش، وأنهما استأجرا المركبات التي استخدماها في الهجوم من المنصة نفسها.

تحمل ستيفاني دريك من نيو أورليانز نبات المريمية المشتعل بشارع بوربون «لتبديد الطاقة السلبية» بعد إعادة فتح الشارع في 2 يناير 2025 بنيو أورليانز - لويزيانا (غيتي)

خدم في الجيش الأميركي

وذكر مايوركاس أن المهاجم في نيو أورليانز كان قد خدم في الجيش الأميركي وتم نقله إلى قوات الاحتياط لسنوات، بينما كان المشتبه به في انفجار لاس فيغاس، الذي توفي في الانفجار، جندياً عاملاً.

يقوم الرقيب باركر من إدارة شرطة العاصمة واشنطن بدورية بمحطة مترو سنتر في 2 يناير 2025 بواشنطن العاصمة. وقد عززت إدارة شرطة العاصمة الإجراءات الأمنية في جميع أنحاء النظام رداً على هجوم المحارب القديم بالجيش شمس الدين جبار الذي صدم بشاحنته حشوداً وقتل 15شخصاً على الأقل (غيتي)

وقال مايوركاس في مقابلة مع قناة «سي إن إن» رداً على سؤال بشأن أوجه التشابه: «هذا لا يثبت بالضرورة وجود علاقة بين الحادثين. أعتقد أننا لا نعرف ما يكفي بعد».

يعبر رجل الشارع بينما تظهر مركبة تابعة لشرطة مترو ترانزيت بمقاطعة كولومبيا متوقفة خارج محطة مترو سنتر في 2 يناير 2025 بواشنطن العاصمة (غيتي)

وكان محققو مكتب التحقيقات الاتحادي قد صرحوا في وقت سابق بأنهم لا يرون حالياً أي علاقة بين هجوم نيو أورليانز وانفجار شاحنة «تسلا سايبرترك». كما أكد بايدن ذلك، لكنه أشار إلى أن التحقيقات ستستمر لتحديد ما إذا كان هناك أي صلة بين الحادثين.

من جهة أخرى، قال مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي (إف بي آي)، الخميس، إن الجندي السابق في الجيش الذي دهس بشاحنة حشداً من المحتفلين برأس السنة الجديدة كان قد بايع تنظيم «داعش»، لكنه تصرف بمفرده في الهجوم الذي قتل فيه 14 شخصاً على الأقل.

وقال المكتب إن المشتبه به الذي يدعى شمس الدين جبار قُتل بالرصاص في مكان الحادث بعد إطلاق النار على الشرطة. وجبار رجل من تكساس يبلغ من العمر 42 عاماً خدم في أفغانستان.

تقدم فرقة «ون واي براس باند» عروضها بالمبنى رقم 100 من شارع بوربون بعد إعادة فتح الشارع في 2 يناير 2025 بنيو أورليانز - لويزيانا (أ.ف.ب)

وقاد جبار سيارته من هيوستن إلى نيو أورليانز في 31 ديسمبر (كانون الأول) ونشر خمسة مقاطع مصورة على «فيسبوك» بين الساعة 1:29 و3:02 بالتوقيت المحلي من صباح يوم الهجوم، قال فيها إنه يدعم تنظيم «داعش» الذي لديه مقاتلون في العراق وسوريا.

وقال كريستوفر رايا، نائب مساعد مدير مكتب التحقيقات الاتحادي، في مؤتمر صحافي إن جبار قال في المقطع الأول إنه خطط في السابق لإيذاء عائلته وأصدقائه، لكنه عبر عن قلقه من ألا تركز التغطية الإعلامية على «الحرب بين المؤمنين والكفار».

وأضاف رايا أن جبار قال في المقاطع أيضاً إنه انضم إلى تنظيم «داعش» قبل حلول الصيف الماضي وقدم شهادته ووصيته الأخيرة.

وقال رايا: «كان هذا عملاً إرهابياً... كان عن تفكير مسبق وعملاً شريراً». وأضاف رايا أن «إف بي آي» ما زال يحقق في «طريق جبار نحو التطرف»، لكن الأدلة التي خضعت للمراجعة حتى الآن تظهر أنه كان يستلهم بوضوح نهج تنظيم «داعش».

من جهته، قال ديفيد سكوت، مساعد مدير قسم مكافحة الإرهاب في مكتب التحقيقات لأعضاء مجلس النواب، إن جبار لم يكن على أي قائمة مراقبة حكومية، ولم يجد المكتب أي دليل على أنه تلقى توجيهات من أي فرد أو جماعة أجنبية.

ومضى رايا يقول إن لقطات لكاميرات المراقبة أظهرت جبار وهو يضع عبوتين ناسفتين بدائيتين في مبردات قبل ساعات قليلة من الهجوم عند تقاطعات حول شارع بوربون، المقصد السياحي الشهير في نيو أورليانز، حيث وقع الهجوم. وتم إبطال مفعول العبوتين في مكان الحادث.

وظهر أشخاص آخرون في مقطع مصور وهم ينظرون إلى المبردات، ويعتقد المحققون الآن أنهم كانوا مجرد مارة فضوليين، وليسوا متواطئين.

وقال مسؤولون في نيو أورليانز إن مباراة دوري كرة القدم الأميركية للجامعات (شوجر بول) التي كان من المقرر أن تقام الأربعاء، وهي أحد التقاليد المعروفة في رأس السنة الجديدة بالمدينة. وستستضيف المدينة أيضاً دوري كرة القدم الأميركية (سوبر بول) الشهر المقبل.

وقال مكتب التحقيقات الاتحادي إنه ليس هناك صلة فيما يبدو بين الهجوم في نيو أورليانز والحادث الذي وقع في لاس فيجاس في اليوم نفسه، حيث انفجرت شاحنة «تسلا سايبرترك» محملة بعبوات من البنزين وألعاب نارية وتحولت كرةً من اللهب أمام فندق ترمب الدولي في لاس فيجاس، وذلك قبل أسابيع من عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت شرطة لاس فيجاس إن سائق الشاحنة «سايبرترك»، وهو جندي في الخدمة بالجيش الأميركي، أطلق النار على نفسه قبل لحظات من الانفجار.

وكان ضابطا شرطة أصيبا بنيران المشتبه به من بين ضحايا هجوم نيو أورليانز الذي وقع بعد ثلاث ساعات فقط من بداية العام الجديد في الحي الفرنسي التاريخي. وقال مكتب التحقيقات إن 14 شخصاً على الأقل والمشتبه به لقوا حتفهم.

وكان من بين الضحايا والدة طفل يبلغ من العمر أربع سنوات كانت قد انتقلت للتو إلى شقة جديدة بعد حصولها على ترقية في العمل، وموظف مالي في نيويورك وطالب جامعي رياضي ناجح كان يزور منزله لقضاء العطلة، وممرضة طموح تبلغ من العمر 18 عاماً من ولاية ميسيسيبي. وقال شهود إن المشهد كان مروعاً.

وقالت كيمبرلي ستريكلاند، من مدينة موبايل بولاية ألاباما، في مقابلة: «كان الناس في كل مكان. لم نسمع سوى الصرير وهدير المحرك والاصطدام القوي ثم صراخ الناس والحطام، معدن، أصوات المعدن ودهس الأجساد».

وقالت السلطات في مدن أميركية أخرى إنها عزَّزت الإجراءات الأمنية في أماكن تتضمن برج ترمب وتايمز سكوير في مدينة نيويورك، وأضافت أنه لا توجد تهديدات فورية.

وأوضحت الشرطة في واشنطن أيضاً أنها عززت وجودها. وتستضيف العاصمة الأميركية ثلاثة أحداث رئيسية هذا الشهر وهي تصديق الكونجرس في السادس من يناير على فوز الرئيس المنتخب دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية، ومراسم تشييع جثمان الرئيس السابق جيمي كارتر في التاسع من يناير، وحفل تنصيب ترمب في 20 من يناير.

عَلم «داعش»

قال مكتب التحقيقات الاتحادي إن راية تنظيم «داعش» كانت مثبتة في عقدة السحب بمؤخرة الشاحنة المستأجرة المستخدمة في هجوم نيو أورليانز؛ ما دفع إلى التحقيق في روابط محتملة بمنظمات إرهابية.

وندد الرئيس الأميركي جو بايدن بما أسماه عملاً «خسيساً».

وقال بايدن: «سنواصل بلا هوادة ملاحقة (داعش) والمنظمات الإرهابية الأخرى أينما كانت، ولن يجدوا ملاذاً آمناً هنا».

وتحقق السلطات الاتحادية أيضاً في حريق اندلع في وقت مبكر من الأربعاء في منزل مستأجر من خلال شركة «إير بي إن بي» في حي سانت روش في نيو أورليانز.

ويفحص المحققون أيضاً ثلاثة هواتف محمولة مرتبطة بجبار. وقال جاكسون إن الحريق بدأ بعد مقتل جبار فيما يبدو.

وأضاف: «هناك طرق مختلفة كثيرة قد يحدث بها هذا... يمكن استخدام أجهزة موقوتة مختلفة... ويمكن أيضاً استخدام أواني الطهي التي تعمل بالضغط توضع فوق الموقد مملوءة بالبنزين وبعد ذلك تنفجر».

وأظهرت بيانات من سجلات عامة أن جبار كان يعمل في مجال العقارات في هيوستن. وفي مقطع ترويجي مصور نُشر قبل أربع سنوات، وصف جبار نفسه بأنه ولد ونشأ في مدينة بومونت التي تبعد 130 كيلومتراً شرق هيوستن.

وأفاد متحدث باسم الجيش بأن جبار انضم إلى الجيش في الفترة من مارس (آذار) 2007 وحتى يناير 2015 ثم انضم لقوات الاحتياط من يناير 2015 وحتى يوليو (تموز) 2020. وأرسل جبار إلى أفغانستان من فبراير (شباط) 2009 إلى يناير 2010 ليخرج في نهاية الخدمة حاملاً رتبة سيرجنت.


مقالات ذات صلة

الشرطة الباكستانية: اختطاف 17 موظفاً على يد عناصر إرهابية شمال غربي البلاد

آسيا يقف مسؤولون أمنيون باكستانيون حراساً عند نقطة تفتيش في كويتا عاصمة إقليم بلوشستان بباكستان يوم 6 يناير 2025 حيث تشهد باكستان موجة من عنف المتمردين خصوصاً في المقاطعات الغربية في إقليم خيبر بختونخوا (إ.ب.أ)

الشرطة الباكستانية: اختطاف 17 موظفاً على يد عناصر إرهابية شمال غربي البلاد

أعلنت الشرطة الباكستانية أن مسلحين من العناصر الإرهابية اختطفوا 17 موظفاً مدنياً في منطقة قبول خيل، الواقعة على الحدود بين إقليم البنجاب وإقليم خيبر بختونخوا.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
المشرق العربي عناصر من الفصائل الموالية لتركية تشارك في الاشتباكات مع «قسد» بشرق حلب (أ.ف.ب)

تركيا متمسكة بالتحرك ضد «قسد»... ومحاولات أميركية لمنعها

اتهمت تركيا «قسد» باستخدام المدنيين دروعاً بشرية في «قسد» وأكدت تمسكها بعملية عسكرية في شمال سوريا وسط مساعٍ أميركية لمنعها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية إردوغان ملوحاً بالتحية لمواطنين في أثناء استقبال بهشلي له أمام منزله في أنقرة الخميس (الرئاسة التركية)

تركيا: لقاء بين إردوغان وبهشلي وسط جدل حول الحوار مع أوجلان

تشهد تركيا حراكاً مكثفاً حول عملية لحل المشكلة الكردية عبر الحوار مع زعيم حزب «العمال الكردستاني» السجين عبد الله أوجلان، وانقساماً حول مسألة العفو عنه.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا محمد ديبي ورث حكم تشاد من والده وتمت ترقيته مؤخراً إلى رتبة ماريشال (صحافة محلية)

تحت تأثير الكحول والمخدرات... 24 شخصاً هاجموا القصر الرئاسي في تشاد

استبعدت تشاد أن يكون الهجوم على القصر الرئاسي ليل الأربعاء/الخميس، له أي طابع «إرهابي»، مشيرة إلى أن من نفذوه كانوا مجموعة من الأشخاص في حالة سكر ومسلحين.

الشيخ محمد (نواكشوط )
أوروبا جنود بريطانيون عائدون من أفغانستان خلال احتفال في اسكوتلندا عام 2013 (غيتي)

تحقيقات: القوات الخاصة البريطانية سُمح لها بـ«التملص من القتل» في أفغانستان

الأدلة التي نشرتها لجنة تحقيق رسمية في جرائم الحرب المزعومة ترسم صورة مزعجة لقوة قتالية نخبوية اعتادت ثقافة الإفلات من العقاب في أفغانستان.

«الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن ) «الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن )

ترمب: بوتين يريد عقد اجتماع ويجرى الترتيب لذلك

TT

ترمب: بوتين يريد عقد اجتماع ويجرى الترتيب لذلك

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقاء جمعهما في اليابان عام 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقاء جمعهما في اليابان عام 2019 (رويترز)

قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، أمس الخميس، إنه يجري الترتيب لعقد اجتماع بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكنه لم يحدد جدولا زمنيا للمحادثات.

وأحيت عودة ترمب المرتقبة إلى البيت الأبيض يوم 20 يناير (كانون الثاني) الأمل في التوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء غزو موسكو لأوكرانيا الذي بدأ في فبراير (شباط) 2022، إلا أنها تثير في الوقت نفسه مخاوف في كييف من أن التوصل إلى اتفاق سلام سريع قد يجعل أوكرانيا تدفع ثمنا باهظا. وطرح مستشارو ترمب مقترحات لإنهاء الحرب تعني فعليا التنازل عن أجزاء واسعة من أوكرانيا لصالح روسيا في المستقبل القريب.

وقال ترمب في تصريحات قبل اجتماع مع حكام الولايات الجمهوريين في مار الاجو في بالم بيتش بولاية فلوريدا «إنه (بوتين) يريد عقد اجتماع، ونحن نرتب لذلك». وعلق على الحرب بين روسيا وأوكرانيا قائلا «الرئيس بوتين يريد أن نلتقي. لقد قال ذلك علنا حتى ​​وعلينا أن ننهي تلك الحرب. إنها فوضى دموية».

ومنذ بدء الغزو الروسي، تعهدت الولايات المتحدة بقيادة الرئيس الديمقراطي جو بايدن بتقديم أكثر من 175 مليار دولار من المساعدات لأوكرانيا، أكثر من 60 مليارا منها في صورة مساعدات أمنية. إلا أنه من غير المؤكد ما إذا كانت المساعدات ستستمر بالوتيرة نفسها في عهد ترمب الذي يقول إنه يريد إنهاء الحرب بسرعة.

وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في وقت سابق أمس الخميس إن بوتين سيرحب برغبة ترمب في إجراء اتصالات لكن حتى الآن لم تقدَم طلبات رسمية، وأضاف أنه سيكون من الأنسب انتظار تولي ترمب منصبه أولا. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن ترمب يمكن أن يضطلع بدور حاسم في تحديد نتيجة الحرب المستمرة منذ 34 شهرا مع روسيا وأن يساعد في وقف بوتين.