كشفت الشرطة الأميركية أن فتاة تبلغ من العمر 15 عاماً أطلقت النار في فصل دراسي، بمدرسة في ولاية ويسكونسن، يوم الاثنين، ما أسفر عن مقتل طالب ومعلم، وإصابة 6 أشخاص آخرين، قبل أن تقتل نفسها باستخدام السلاح نفسه، حسب وكالة «رويترز».
وقع إطلاق النار في قاعة دراسية مختلطة قبل الساعة 11 صباحاً بقليل (17:00 بتوقيت غرينتش) في مدرسة «Abundant Life Christian School» التي تضم 420 طالباً، من مرحلة ما قبل الروضة وحتى الصف الثاني عشر.
وكانت مطلقة النار طالبة في المدرسة، حددتها الشرطة باسم ناتالي روبناو، وكانت تُعرف أيضاً باسم سامانثا.
وقال رئيس شرطة ماديسون، شون بارنز، في مؤتمر صحافي، إن طالبة في الصف الثاني، والتي تكون عادةً في السابعة أو الثامنة من عمرها، اتصلت برقم الطوارئ للإبلاغ عن إطلاق النار في المدرسة.
وأشار بارنز إلى أن القتيلين هما طالب مراهق وأستاذ، دون تحديد هوية الضحايا.
كان «طالبان» مصابان في حالة حرجة بعد إصابتهما بجروح تهدد حياتهما، بينما أصيب مدرس آخر وثلاثة طلاب آخرين بجروح غير مميتة على ما يبدو.
وتعد حوادث إطلاق النار في المدارس شائعة في الولايات المتحدة؛ حيث وقع 322 منها هذا العام، وهو ثاني أعلى إجمالي في أي عام منذ 1966، ويتفوق عليه فقط إجمالي العام الماضي البالغ 349 حادث إطلاق نار.
كان هجوم يوم الاثنين نادراً؛ لأنه تم تنفيذه بواسطة فتاة. تظهر الدراسات أن نحو 3 في المائة فقط من جميع حوادث إطلاق النار الجماعي في الولايات المتحدة ارتكبتها إناث. لم يكن هناك حتى الآن دافع معروف للعنف.
وقال بارنز إن والدَي مطلقة النار يتعاونان مع التحقيق، دون الكشف عن تفاصيل ما تمت مناقشته.
وأضاف عن الوالدين: «ليس لدينا سبب للاعتقاد بأنهما ارتكبا جريمة في هذا الوقت».
وأشار إلى أن المحققين كانوا يتحدثون مع والد الفتاة في منشأة الشرطة؛ لكنهم لم يضغطوا عليه بشدة لأنه فقد للتو ابنته.
وعندما سُئل كيف حصلت المراهقة على المسدس، قال بارنز: «سؤال جيد. كيف تحصل أي فتاة تبلغ من العمر 15 عاماً على مسدس؟».
وفي مؤتمر صحافي سابق، أعرب بارنز عن أسفه على تأثير المأساة على ماديسون، عاصمة ولاية ويسكونسن التي يبلغ عدد سكانها نحو 270 ألف نسمة. وقال: «كل طفل، وكل شخص في هذا المبنى، هو ضحية، وسيظل ضحية إلى الأبد. هذه الأنواع من الصدمات لا تختفي فجأة».
«الإغلاق»
وأفاد المسؤولون بأن مُطلقة النار وصلت إلى المدرسة في الوقت المحدد، وأخرجت المسدس بعد نحو 3 ساعات من بدء اليوم الدراسي.
وقالت باربرا ويرز، مديرة العلاقات الابتدائية والمدرسية في مؤسسة «أبوندانت لايف»، إنه بمجرد بدء إطلاق النار، تم حبس الطلاب في فصولهم الدراسية و«تصرفوا بشكل رائع».
وأضافت ويرز في المؤتمر الصحافي، أن الطلاب يتدربون على ما يجب عليهم فعله في حالة إطلاق النار، وعادة ما يقال لهم «هذا مجرد تمرين».
وتابعت: «لقد كانوا خائفين بوضوح... عندما سمعوا كلمة (إغلاق). ولم يعرفوا أي شيء آخر، فقد كان ذلك حقيقياً».
وقال المسؤولون إن الطلاب نُقلوا لاحقاً من الحرم الجامعي إلى موقع؛ حيث اجتمع جميع الناجين مع آبائهم.
وقد أصبحت السيطرة على الأسلحة وسلامة المدارس من القضايا السياسية والاجتماعية الرئيسية في الولايات المتحدة؛ حيث ارتفع عدد حوادث إطلاق النار في السنوات الأخيرة.
وأثَّر وباء العنف المسلح على المدارس العامة والخاصة على حد سواء، في المجتمعات الحضرية والضواحي والريفية. ودعا الرئيس الأميركي جو بايدن الكونغرس إلى سن تشريعات للسيطرة على الأسلحة لمنع مزيد من المذابح.
وقال بايدن في بيان: «من غير المقبول أن نكون غير قادرين على حماية أطفالنا من آفة العنف المسلح هذه. لا يمكننا الاستمرار في قبولها كأمر طبيعي».