الديمقراطيون يقيّمون خسارة هاريس المدوية

ترمب فاز بنيفادا... وينتظر نتائج أريزونا

كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي جو بايدن قبل إلقائها خطاب الخسارة (د.ب.أ)
كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي جو بايدن قبل إلقائها خطاب الخسارة (د.ب.أ)
TT

الديمقراطيون يقيّمون خسارة هاريس المدوية

كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي جو بايدن قبل إلقائها خطاب الخسارة (د.ب.أ)
كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي جو بايدن قبل إلقائها خطاب الخسارة (د.ب.أ)

تُبيّن آخر النتائج التي نشرت للانتخابات الرئاسية الأميركية حصول الرئيس المنتخب دونالد ترمب على 301 صوت انتخابي، متجاوزاً بكثير العدد المطلوب للفوز، وهو 270 صوتاً، مقابل 226 صوتاً لنائبة الرئيس الديموقراطية كامالا هاريس. وكانت نيفادا آخر ولاية يتم الإعلان عن فوزه بها، الجمعة، وحصوله على 6 أصوات انتخابية. وهي ولاية أخرى متأرجحة صوتت لصالح جو بايدن في عام 2020. وفاز ترمب في أكثر من نصف الولايات الـ50، بما في ذلك جورجيا وبنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن، التي صوّتت جميعها للديمقراطيين في الانتخابات السابقة. ولم تتبقّ سوى ولاية أريزونا التي تواصل فرز الأصوات، ويبدو ترمب متقدّماً فيها على هاريس.

تقييم خسارة مؤلمة

يشرع الديمقراطيون في عملية تقييم مريرة بعد هزيمة كامالا هاريس المدوية، الثلاثاء، أمام دونالد ترمب، لتحديد ما إذا كانت الأسباب أخطاء استراتيجية أو بعدهم من مطالب الطبقات الشعبية.

ولم تفشل نائبة الرئيس في أن تصبح أول امرأة تقود الولايات المتحدة فحسب، بل تعرضت لهزيمة ساحقة وقاسية ألحقها بها الملياردير الجمهوري، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وتمكن دونالد ترمب من التقدم على الديمقراطيين في الولايات التي كانت تعد معقلاً لهم على غرار فرجينيا ونيوجيرسي وحتى في مناطق معينة من كاليفورنيا أو نيويورك. وبات في ضوء ذلك أول رئيس جمهوري يفوز بالتصويت الشعبي منذ 20 عاماً، حسب عملية فرز لا تزال جارية. وتجاوز فوز الجمهوريين هذا الحد ليشمل أيضاً الكونغرس.

فقد استعاد الجمهوريون السيطرة على مجلس الشيوخ إلى حد كبير، بشكل فاق توقعاتهم، وهم يتجهون إلى فرض سيطرتهم على مجلس النواب.

في المقابل، تتعقد الأمور بالنسبة للديمقراطيين الذين كانوا يتمتعون بصلاحيات واسعة في واشنطن قبل 4 سنوات فقط.

انتقادات لبايدن

بدأت الانتقادات تستهدف جو بايدن منذ اللحظة الأولى، خصوصاً بعد أن عرّض الرئيس الثمانيني حزبه لمثل هذا الخطر عبر الترشح لولاية ثانية متجاوزاً الشكوك الكبيرة في أهليته، ما أجبر نائبته على خوض حملة استمرت 3 أشهر فقط.

وانتقد أحد أعضاء فريق كامالا هاريس، الأربعاء، هذه «الهوّة العميقة» التي اضطرت الديمقراطيين إلى محاولة الخروج منها في مهلة قياسية.

وانتفض عمدة نيويورك السابق ذو النفوذ الواسع مايك بلومبرغ ضد أولئك الذين «أخفوا نقاط ضعف الرئيس جو بايدن حتى أصبح لا يمكن إنكارها».

وقالت المتحدثة باسم بايدن في ردها على أسئلة تعلقت بمدى اعتراف الرئيس بندمه مستقبلاً، إنها ستترك الموضوع لـ«الخبراء»، مؤكدة أن بايدن «فخور» بتاريخه. وفي أول خطاب له، الخميس، بعد هزيمة الديمقراطيين، لم يبدُ الرئيس البالغ (81 عاماً) مستعداً للتقييم.

الطبقة العاملة

لكن الأزمة التي تثير قلق الديمقراطيين أعمق من ذلك كثيراً، فالعديد من المسؤولين المنتخبين يتهمون الحزب بأنه منفصل للغاية عن الطبقات العاملة، ولم يستخلص الدروس من فشله الأول ضد دونالد ترمب في عام 2016.

وقال السيناتور بيرني ساندرز، في بيان شديد اللهجة: «لا ينبغي أن يفاجأ أحد بأن الحزب الديمقراطي الذي تخلى عن الطبقة العاملة يجد نفسه، وقد تخلت عنه الطبقة العاملة». وعلى غرار هيلاري كلينتون، فقد خسرت كامالا هاريس فعليّاً أصواتاً ثمينة بين الطبقة المتوسطة.

وبينما كانت حملة هاريس تثير مخاوف الناخبين من أخطار عودة ترمب إلى السلطة، كانت حملة ترمب تركّز على المستقبل ووعود «إصلاح ما أفسدته» إدارة بايدن.


مقالات ذات صلة

ترمب يستكمل تعيينات حكومته الجديدة

الولايات المتحدة​ د. جانيت نشيوات (أ.ف.ب)

ترمب يستكمل تعيينات حكومته الجديدة

أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب عن أسماء جديدة لشغل مناصب رفيعة ضمن حكومته المقبلة. واختار ترمب سكوت بيسنت، مؤسس شركة الاستثمار «كي سكوير غروب»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد الملياردير إيلون ماسك يظهر أمام الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

إيلون ماسك أكثر ثراءً من أي وقت مضى... كم تبلغ ثروته؟

أتت نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024 بفوائد على الملياردير إيلون ماسك بحسب تقديرات جديدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
حصاد الأسبوع روبيو play-circle 01:45

ترمب يختار روبيو وزيراً للخارجية بعدما تأكد من ولائه وتبنّيه شعارات «ماغا»

بينما يراقب العالم السياسات الخارجية للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، التي ستتحدّد على أساس شعاره «جعل أميركا عظيمة مرة أخرى» (ماغا)، بادر ترمب إلى تشكيل.

إيلي يوسف (واشنطن)
حصاد الأسبوع مواقف روبيو غير قاطعة من حرب أوكرانيا (غيتي)

نظرة إلى سجلّ سياسات روبيو الخارجية

يعد نهج وزير الخارجية الأميركي المرشح ماركو روبيو في السياسة الخارجية بأنه «تدخلي» و«متشدد». ذلك أن روبيو دعم غزو العراق عام 2003، والتدخل العسكري في ليبيا،

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ بام بوندي تتحدّث خلال فعالية انتخابية داعمة لترمب في أغسطس 2020 (إ.ب.أ)

ترمب يختار بوندي لـ«العدل» بعد انسحاب غايتز

اختار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، بام بوندي، المقربة منه والعضوَ في فريق الدفاع عنه خلال محاولة عزله الأولى عام 2020، لتولي منصب وزيرة العدل بعد انسحاب

إيلي يوسف (واشنطن)

ترمب يبحث القضايا الأمنية العالمية مع أمين عام «الناتو»

ترمب يبحث القضايا الأمنية العالمية مع أمين عام «الناتو»
TT

ترمب يبحث القضايا الأمنية العالمية مع أمين عام «الناتو»

ترمب يبحث القضايا الأمنية العالمية مع أمين عام «الناتو»

التقى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، الجمعة، الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب في بالم بيتش في ولاية فلوريدا، وفق ما أعلنت الناطقة باسم «الناتو» اليوم (السبت).

وقالت فرح دخل الله في بيان مقتضب: «ناقشا كل القضايا الأمنية العالمية التي تواجه حلف شمال الأطلسي».

وكان رئيس الوزراء الهولندي السابق أشار إلى رغبته في لقاء ترمب بعد يومين من فوز الجمهوري في الانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر (تشرين الثاني)، وأكّد وقتها أنه يريد أن يبحث معه «التهديد» الذي يمثّله تعزيز العلاقات بين روسيا وكوريا الشمالية.

وقال في 7 نوفمبر على هامش قمة للزعماء الأوروبيين في بودابست «أنا أتطلع إلى الجلوس مع الرئيس ترمب للبحث في كيفية ضمان مواجهة هذا التهديد بشكل جماعي».

ومذاك يحذّر روته بصورة متواصلة من التقارب بين الصين وكوريا الشمالية وإيران، وهي ثلاث دول متهمة بمساعدة روسيا في حربها على أوكرانيا.

واختار ترمب يوم الأربعاء مات ويتاكر، القائم بالأعمال السابق بمنصب المدعى العام، سفيرا لبلاده لدى حلف شمال الأطلسي.

وأوضح الرئيس المنتخب في بيان إن ويتاكر «محارب قوي ووطني وفي، وسيضمن الارتقاء بمصالح الولايات المتحدة والدفاع عنها، وتعزيز العلاقات مع حلفائنا في الناتو، والوقوف بثبات في مواجهة التهديدات للأمن والاستقرار».

ويعد اختيار ويتاكر ممثلا للبلاد لدى الحلف العسكري اختيارا غير اعتيادي، نظرا لخلفيته كمحام وعدم تمتعه بخبرة في السياسة الخارجية.

مبعوث خاص لأوكرانيا

كشفت أربعة مصادر مطلعة على خطط انتقال السلطة أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يدرس اختيار ريتشارد غرينيل الذي شغل منصب مدير المخابرات الوطنية خلال ولايته السابقة مبعوثاً خاصاً للصراع بين روسيا وأوكرانيا.

ومن المتوقع أن يلعب غرينيل، الذي شغل منصب سفير ترمب لدى ألمانيا وكان أيضاً قائماً بأعمال مدير المخابرات الوطنية خلال فترة ترمب من 2017 إلى 2021، دوراً رئيساً في جهود ترمب لوقف الحرب إذا تم اختياره في نهاية المطاف لهذا المنصب، حسبما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء.

ورغم أنه لا يوجد في الوقت الراهن مبعوث خاص معني بحل الصراع بين روسيا وأوكرانيا، فإن ترمب يفكر في إنشاء هذا الدور، وفقاً للمصادر الأربعة التي طلبت عدم الكشف عن هويتها.

ريتشارد غرينيل الذي شغل منصب مدير المخابرات الوطنية (أ.ب)

وقالت المصادر إن ترمب قد يقرر في نهاية المطاف عدم تعيين مبعوث خاص للصراع في أوكرانيا، رغم أنه يفكر جدياً في القيام بذلك. وإذا فعل ذلك، فقد يختار في النهاية شخصاً آخر لهذا الدور، ولا يوجد ما يضمن أن يقبل غرينيل هذا المنصب. وكان ترمب قد تعهد خلال حملته الانتخابية بإنهاء الصراع سريعاً، رغم أنه لم يوضح كيف سيفعل ذلك.

وقد تؤدي بعض مواقف غرينيل إلى إثارة حفيظة زعماء أوكرانيا. فخلال مائدة مستديرة عقدتها وكالة «بلومبرغ» في يوليو (تموز)، دعا إلى إنشاء «مناطق ذاتية الحكم» كوسيلة لتسوية الصراع، الذي بدأ بعد غزو روسيا للأراضي الأوكرانية ذات السيادة. كما أشار إلى أنه لن يؤيد انضمام أوكرانيا إلى منظمة حلف شمال الأطلسي في المستقبل القريب، وهو الموقف الذي يتقاسمه مع العديد من حلفاء ترمب.

ويشير أنصار غرينيل إلى أنه يتمتع بمسيرة دبلوماسية طويلة ولديه معرفة عميقة بالشؤون الأوروبية. فبالإضافة إلى عمله سفيراً لدى ألمانيا، كان غرينيل أيضاً مبعوثاً رئاسياً خاصاً لمفاوضات السلام في صربيا وكوسوفو.

ورفضت كارولين ليفات، المتحدثة باسم فريق ترمب الانتقالي، التعليق، وقالت إن القرارات المتعلقة بموظفي إدارة الرئيس المنتخب «سوف يستمر في الإعلان عنها بنفسه عندما يتخذها».