ذكرت 3 وكالات استخبارات أميركية، أمس (الجمعة)، في بيان مشترك، أن «أطرافاً روسية مؤثّرة» قامت باختلاق فيديو ملفق كجزء من «مساعي موسكو الأوسع لإثارة أسئلة لا أساس لها عن نزاهة الانتخابات الأميركية».
وتوصلت وكالات الاستخبارات الأميركية إلى أن روسيا تقف وراء مقطعي فيديو ملفقين ظهرا على وسائل التواصل الاجتماعي هذا الأسبوع يزعمان كذباً أن الهايتيين صوّتوا بشكل غير قانوني في جورجيا، وأن نائبة الرئيس كامالا هاريس وزوجها تلقيا رشوة بقيمة 500 ألف دولار من الفنان ومغني الراب شون «ديدي» كومبس.
وأصدرت الحكومة الأميركية تحذيراً جديداً بشأن هذه الفبركات، أمس (الجمعة)، بعد أسبوع من إلقاء اللوم على روسيا في مقطع فيديو آخر يزعم كذباً أن بطاقات الاقتراع في بنسلفانيا يتم تدميرها.
ويقول المسؤولون إن القوى الأجنبية تعمل على تقويض الثقة في الانتخابات، وقالت الوكالات الحكومية المسؤولة عن حماية التصويت، يوم الثلاثاء المقبل، إن السيل الحالي من الادعاءات الكاذبة أكبر من ذي قبل. ووصفه مسؤول كبير من وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية بأنه «خرطوم حريق من المعلومات المضللة»، حسبما نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.
وأصدرت الوكالة، إلى جانب مكتب مدير الاستخبارات الوطنية ومكتب التحقيقات الفيدرالي، بياناً يوم الجمعة ينسب كلا المقطعين إلى جهود روسيا للتأثير على الناخبين في الانتخابات وإثارة الانقسامات الحزبية. وأضاف المسؤول من وكالة الأمن السيبراني أن هذه كانت أمثلة على كيفية قيام عمليات النفوذ الأجنبي «بتقويض ثقة الجمهور الأميركي في الديمقراطية الأميركية عمداً».
وقال مسؤول الانتخابات في ولاية جورجيا الحاسمة براد رافنسبرغر، أمس (الجمعة)، إن الفيديو نموذج عن «المعلومات المضللة المحددة الأهداف». وأشار إلى أن التسجيل «الزائف بشكل واضح» هو على الأرجح من إنتاج «مزارع المتصيّدين الروسية».
ونُشر كلا الفيديوهين على «إكس» بواسطة مستخدم يُدعى «ألفا فوكس»، ولديه ما يقرب من 650 ألف متابع. ويبدو أن الحساب ينتمي إلى رجل في ماساتشوستس، وفق الصحيفة.
وفقاً لإحصاء «إكس» العام، تلقت مقاطع الفيديو مئات الآلاف من المشاهدات. أما الفيديو الخاص بالتصويت في جورجيا فقد أظهر رجلاً يدعي أنه مهاجر هايتي وصل إلى الولايات المتحدة قبل 6 أشهر وحصل على الجنسية ووثائق الهوية.
ويظهر الفيديو رجلاً يقول: «نحن نصوت لكامالا هاريس. أمس صوتنا في مقاطعة جوينيت، واليوم سنصوت في مقاطعة فولتون»، ثم يعرض عدة بطاقات هوية تبدو مثل رخص القيادة في جورجيا، ويدعو «جميع الهايتيين إلى القدوم إلى أميركا». وأظهر الفحص الدقيق أن إحدى الصور الموجودة على بطاقة الهوية كانت صورة قديمة. وكان العنوان الموجود على البطاقة يؤدي إلى حديقة مكاتب في لورانسفيل بولاية جورجيا.
كما شارك مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي الفيديو في قناة جماعية على «إكس» أنشأتها لجنة العمل السياسي لإيلون ماسك لجمع مزاعم تزوير الانتخابات.
ولم يشر بيان الحكومة إلا بإيجاز إلى الفيديو الثاني، قائلاً إنه يتضمن مزاعم برشوة مرشح ديمقراطي من قبل فنان.
وقال مركز تحليل التهديدات التابع لشركة «مايكروسوفت» ودارين إل. لينفيل، أستاذ ومدير مركز الطب الشرعي للإعلام في جامعة كليمسون إن الفبركة شملت مغني الراب شون «ديدي» كومبس، وأنها ظهرت لأول مرة على وسيلة إخبارية أميركية مزيفة «باتريوت فويس»، التي ارتبطت بحملات التضليل الروسية.
من جانبها، نفت موسكو، اليوم (السبت)، أن تكون وراء فيديوهات مزيفة مرتبطة بالانتخابات الأميركية، بعدما اتّهمت الاستخبارات الأميركية روسيا ببث فيديو مزيف يظهر مهاجراً هايتياً يعلن أنه صوّت مرات عدة.
وقالت السفارة الروسية لدى الولايات المتحدة على «تلغرام»: «لاحظنا أن بيان الاستخبارات الأميركية يتهم بلادنا بنشر مقاطع فيديو ملفقة حول انتهاكات انتخابية في الولايات المتحدة. هذه الادعاءات لا أساس لها». وذكرت السفارة أن روسيا لم تحصل على «أي دليل على هذه المزاعم أثناء تواصلها مع مسؤولين أميركيين»، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
وقالت السفارة في بيان نشرته أيضاً الخارجية الروسية: «كما أكد الرئيس فلاديمير بوتين مراراً، نحترم إرادة الشعب الأميركي. كل التلميحات عن (دسائس روسية) هي افتراءات خبيثة».