تعتزم كامالا هاريس حث الأميركيين، اليوم (الثلاثاء)، على طي صفحة دونالد ترمب، عندما تدلي بخطابها أمام أنصارها خلال تجمع انتخابي في المكان الذي حشد فيه منافسها مؤيديه قبل اقتحامهم مقر الكونغرس الأميركي (الكابيتول) في 6 يناير (كانون الثاني) 2021.
مع تعادل نتائجهما في استطلاعات الرأي قبل أسبوع تماماً من يوم الانتخابات، قالت حملة نائبة الرئيس الديمقراطية إنها اختارت الموقع الرمزي لتعزيز حجتها بأن الرئيس الجمهوري السابق يشكل تهديداً للديموقراطية الأميركية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».
لكن مسؤولاً كبيراً في الحملة قال إن هاريس ستوجه أيضاً رسالة «متفائلة ومليئة بالأمل»، وسط تململ في الحزب من أنها تركز كثيراً على ترمب وليس بما يكفي على سياساتها.
وقالت رئيسة حملتها، جين أومالي ديلون، الثلاثاء: «نركّز بشكل كبير على التأكد من أننا نقوم بكل ما في وسعنا للوصول إلى الناخبين الذين ما زالوا يحاولون اتّخاذ قرارهم وضمان وصول صوت نائبة الرئيس مباشرة إليهم». وأضافت: «هذا الخطاب مصمم في الحقيقة للوصول إلى هؤلاء الناخبين الذين لم يحسموا قرارهم بعد».
وأفادت شرطة العاصمة الأميركية بأنها تتوقع حضور أكثر من 50 ألف شخص إلى حديقة «ذي إيلبس» خارج البيت الأبيض، حيث ألقى ترمب خطابه الذي أصرّ خلاله على أنه فاز في انتخابات 2020.
بعدها، توجه أنصاره إلى الكابيتول واقتحموه لتعطيل إجراءات التصديق على فوز جو بايدن. أسفر الهجوم عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل وإصابة 140 شرطياً.
قالت حملة هاريس في بيان إن المدعية العامة السابقة ستقدم «مرافعة ختامية... وتؤكد أن الوقت حان لطي صفحة ترمب ورسم طريق جديد للمضي قدماً».
من جانبه، سعى ترمب الذي يبلغ من العمر 78 عاماً، وهو أكبر مرشح رئاسي يخوض الاستحقاق حتى النهاية في تاريخ الولايات المتحدة، للتقليل من أهمية تجمع هاريس عبر تنظيم تجمّع انتخابي من جانبه أمام مجموعة من أنصاره في منتجع مارالاغو في فلوريدا.
وجاءت تصريحاته بينما يحاول التخفيف من حدة جدل أثاره تجمعه الانتخابي الذي أقيم في قاعة «ماديسون سكوير غاردن» في نيويورك، حيث وصف فكاهي مؤيد له بورتوريكو بأنها «جزيرة عائمة من القمامة».
وحاولت حملته النأي بنفسها عن التصريحات في وقت يدافع ترمب عن نفسه على خلفية اتهامات صادرة عن كبير موظفي البيت الأبيض في عهده جون كيلي، الذي قال إنه سيحكم البلاد بوصفه دكتاتوراً «فاشياً».
وأشار ترمب إلى أن التجمّع كان «مهرجاناً للحب»، وهي العبارة ذاتها التي استخدمها في وصف أعمال الشغب ضد الكابيتول.
وقال: «يقوم السياسيون بذلك منذ وقت بعيد، 30 و40 عاماً. لم يكن هناك حدث بهذه الروعة». وأضاف: «كان مهرجاناً للحب... كان لي الشرف بأن أكون جزءاً منه».
ومن المقرر أن يقيم الجمهوري تجمعاً في وقت لاحق في مدينة ألينتاون الصناعية في بنسلفانيا التي يرجّح أن تكون الأكثر أهمية من بين الولايات السبع الحاسمة، التي يتوقع أن تحدد نتيجة الانتخابات، علماً بأن المدينة تضم جالية كبيرة لأشخاص يتحدرون من بورتوريكو.
مخاوف من الفوضى
السباق الحالي إلى البيت الأبيض هو أحد أكثر السباقات إثارة للانقسام في العصر الحديث بعد أن أظهرت الاستطلاعات تعادلاً في نوايا التصويت بين هاريس وترمب اللذين يعرضان رؤيتين متناقضتين تماماً على الناخبين المستقطبين.
في الأثناء، أفادت باربرا بوش (42 عاماً)، إحدى بنات الرئيس الجمهوري السابق جورج بوش الابن، بأنها تدعم كامالا هاريس، وفق ما كشفت مجلة «بيبل» الثلاثاء.
وتخيم مخاوف من تكرار الفوضى التي شهدتها البلاد قبل أربع سنوات على انتخابات هذا العام، مع إشارة ترمب إلى أنه قد يرفض مجدداً قبول النتيجة إذا هُزم.
كما تسلط نجاة ترمب من محاولتي اغتيال الضوء على التيارات العنيفة في المجتمع والسياسة في الولايات المتحدة، حسب «وكالة الصحافة الفرنسية».
تعهدت هاريس بأن أميركا «لن تعود إلى الوراء» بعد أن حلت محل المرشح بايدن في يوليو (تموز)، لكنها ركزت بشكل متزايد على تهجم ترمب على المهاجرين وتحقيرهم وسياساته بشأن الإجهاض.
في خطابها، الثلاثاء، من المتوقع أن تكرر هاريس قولها إن ترمب سيركز في حال فوزه على «قائمة الأعداء» بينما ستكون لديها هي «قائمة مهام» لخفض تكاليف معيشة الأميركيين.
ستعوّل أول نائبة رئيس أميركية سوداء وآسيوية في تاريخ الولايات المتحدة بشكل كبير على قربها من البيت الأبيض الذي وصفته حملتها بأنه رمز للقوة والوحدة التي تمثلها الرئاسة.
لكنها ستسعى أيضاً إلى تذكير الأميركيين بالفترة المظلمة لأعمال الشغب في السادس من يناير 2021.
وسيواصل كلا المرشحين برنامجاً حافلاً في الأيام الأخيرة حتى الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)، سيزوران خلاله أحياناً ثلاث ولايات أو أكثر في يوم واحد.