مدير «ناسا» يدعو للتحقيق حول «محادثات منتظمة» بين إيلون ماسك وبوتين

الملياردير إيلون ماسك (رويترز)
الملياردير إيلون ماسك (رويترز)
TT

مدير «ناسا» يدعو للتحقيق حول «محادثات منتظمة» بين إيلون ماسك وبوتين

الملياردير إيلون ماسك (رويترز)
الملياردير إيلون ماسك (رويترز)

دعا مدير وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) بيل نيلسون، يوم الجمعة، إلى إجراء تحقيق في تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» يفيد بأن إيلون ماسك - مؤسس «سبايس إكس» وحليف الرئيس السابق دونالد ترمب - والرئيس الروسي فلاديمير بوتين كانا على «اتصال منتظم» منذ أواخر عام 2022.

ووفقاً لشبكة «سي إن إن» الأميركية، يثير التقرير، الذي قال إن مؤسس «سبايس إكس» ناقش «موضوعات شخصية وتوترات تجارية وجيوسياسية» مع الرئيس الروسي، مخاوف تتعلق بالأمن القومي؛ حيث ربما منحت علاقات «سبايس إكس» مع وكالة «ناسا» والجيش الأميركي ماسك إمكانية الوصول إلى معلومات سرية أميركية.

وقال نيلسون لموقع «سيمافور»: «لا أعرف ما إذا كانت هذه القصة صحيحة، أعتقد بأنه يجب التحقيق فيها، وإذا كانت القصة صحيحة بأن هناك محادثات متعددة بين إيلون ماسك ورئيس روسيا، فأعتقد بأن هذا سيكون مثيراً للقلق، خصوصاً بالنسبة لوكالة (ناسا)، ووزارة الدفاع، وبعض وكالات الاستخبارات».

وأثار بعض المسؤولين الأميركيين مخاوف تتعلق بمكافحة التجسس في العام الماضي بشأن اتصالات ماسك مع خصوم الولايات المتحدة مثل روسيا، لكن مجتمع الاستخبارات الأميركي حذَّر من النظر في تلك الاتصالات لأن ماسك مواطن أميركي، بحسب ما قاله مسؤول لشبكة «سي إن إن».

وقال عدد من مسؤولي البيت الأبيض للصحيفة، إنهم لم يكونوا على علم بالاتصال بين ماسك وبوتين. وقالت الصحيفة إن معرفة الاتصالات «تبدو سراً محفوظاً في الحكومة».

وأكد عدد من المسؤولين الأميركيين والأوروبيين والروس الحاليين والسابقين صحة الاتصالات للصحيفة.

وفي إحدى الحالات، استشهدت الصحيفة بطلب بوتين من ماسك عدم تنشيط خدمة الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية «ستارلينك» عبر تايوان «خدمةً للزعيم الصيني شي جينبينغ».

ولم يستجب ماسك لطلبات الصحيفة للتعليق.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي (الجمعة)، إنه رأى التقرير لكن البيت الأبيض «ليس في وضع يسمح له بتأكيده»، وأحال الأسئلة إلى ماسك.

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) للصحيفة إن وزارة الدفاع لا تعلق على «الموافقة الأمنية لأي فرد أو المراجعة أو الوضع، أو على مسائل سياسة أمن الأفراد في سياق التقارير حول تصرفات أي فرد».

وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، للصحيفة إن ماسك وبوتين أجريا مكالمة هاتفية واحدة فقط ناقشا فيها «شؤون الفضاء، وكذلك التقنيات الحالية والمستقبلية».

ولعب ماسك دوراً رئيسياً في الصراع في أوكرانيا، فمنذ غزو روسيا لأوكرانيا في أوائل عام 2022، تضاءل دعم ماسك لأوكرانيا، الذي تجسد في توفير «سبايس إكس» لخدمات «ستارلينك»، حيث أصبحت تصريحاته حول الصراع أكثر توافقاً مع تصريحات ترمب، الذي قال إنه سيتفاوض على إنهاء الحرب بسرعة.

وكانت محطات الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية التي توفرها شركة ماسك مصدراً حيوياً للاتصالات للجيش الأوكراني، مما يسمح له بالقتال والبقاء على اتصال حتى مع تدمير شبكات الهاتف الخلوي والإنترنت.

وأشار ديمتري ألبيروفيتش، الخبير في شؤون روسيا والأمن السيبراني، لشبكة «سي إن إن» إلى أن «(ستارلينك) ضرورية لأوكرانيا على وجه الخصوص؛ لأنها لا تستطيع متابعة هذه الحرب دونها».

بعد أن أعلن ماسك دعمه المبكر لأوكرانيا، طلبت «سبايس إكس» فجأة من «البنتاغون» دفع عشرات الملايين من الدولارات شهرياً لتمويل «ستارلينك» في أوكرانيا وتخفيف العبء عن «سبايس إكس»، ورداً على هذا التقرير، أعلن ماسك فجأة أنه سحب طلب التمويل.

وفي الوقت نفسه تقريباً، استخدم ماسك استطلاعاً على منصة «إكس» لاقتراح خطة «سلام بين أوكرانيا وروسيا» تضمَّنت إعادة الانتخابات «تحت إشراف الأمم المتحدة» في مناطق البلاد التي ضمَّتها روسيا مؤخراً بشكل غير قانوني.

وبعد أن شكَّك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في تفضيل ماسك أحد طرفي الحرب، ردَّ رجل الأعمال بأنه «لا يزال يدعم أوكرانيا بشدة لكنه يخشى التصعيد الهائل».

وكانت «سبايس إكس» قد حدت في السابق من إشارة «ستارلينك» الخاصة بها إلى المناطق التي تسيطر عليها القوات الأوكرانية، مما أعاق التقدم المحتمل الذي كان سيعتمد على اتصالات «ستارلينك».

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)

ثم قامت «سبايس إكس» بتوسيعها إلى بقية البلاد، وفي وقت سابق من هذا العام، ادعت استخبارات الدفاع الأوكرانية أنها أكدت استخدام اتصالات أقمار «ستارلينك» من قبل القوات الروسية في المناطق المحتلة.

ويبدو أن روسيا تشتري المحطات من أطراف ثالثة. وقالت «سبايس إكس» إنها لم تقم بأي نوع من الأعمال مع الحكومة الروسية أو جيشها، وإن خدمتها لن تعمل في روسيا، ولم يتطرق البيان إلى ما إذا كانت ستعمل في مناطق أوكرانيا المحتلة.

وجاء ادعاء أوكرانيا في أعقاب الكشف في سيرة ماسك، التي كتبها والتر إيزاكسون، عن استخدام نظام الأقمار الاصطناعية في الحرب.

ووفقاً لمقتطف من الكتاب، لم يمنح ماسك طلباً أوكرانياً لتشغيل شبكة اتصالات أقمار «ستارلينك»، التابعة لشركته، بالقرب من ساحل القرم العام الماضي لتعطيل هجوم أوكراني.

وكان قرار ماسك، الذي دفع المسؤولين الأوكرانيين إلى التوسل إليه لإعادة تشغيل الأقمار الاصطناعية، مدفوعاً بخوف حاد من أن ترد روسيا على هجوم أوكراني على شبه جزيرة القرم بأسلحة نووية، وهو الخوف الذي عززته محادثات ماسك مع كبار المسؤولين الروس، وفقاً لإيزاكسون.

وفي 2022، نفى ماسك ادعاء عالم السياسة الأميركي إيان بريمر بأنه تحدَّث مع بوتين بشأن الحرب و«خطة السلام» المقترحة لإنهاء الصراع.

وبرز ماسك، الذي يشغل أيضاً منصب الرئيس التنفيذي لشركة «تسلا» ومالك «إكس»، بصفته شخصيةً ماليةً رئيسيةً في الانتخابات الرئاسية لهذا العام، حيث ضخ نحو 44 مليون دولار في أكتوبر (تشرين الأول) في لجنة عمل سياسي تعمل على إعادة انتخاب ترمب؛ ما رفع إجمالي تبرعات الملياردير للمجموعة إلى نحو 119 مليون دولار، وظهر مع ترمب في حملة انتخابية في وقت سابق من هذا الشهر في بتلر بولاية بنسلفانيا.

كما عقد ماسك اجتماعاته الخاصة في بنسلفانيا الأسبوع الماضي، حيث حثَّ الناخبين على دعم ترمب، وروَّج لكثير من نظريات المؤامرة، التي تم فضحها، حول انتخابات 2020، وقد ناقش الاثنان علناً دوراً حكومياً محتملاً لماسك.

في الأيام الأخيرة، عرض ماسك أيضاً سحب قرعة يومية بقيمة مليون دولار للناخبين في الولايات المتأرجحة، وهو ما أثار التدقيق من وزارة العدل.

وعلى الرغم من تحذير وزارة العدل من أن الأموال قد تكون غير قانونية، فإن لجنة العمل السياسي التابعة لماسك قد منحت جائزتين بقيمة مليون دولار للناخبين المسجلين في ميشيغان وويسكونسن يوم الخميس.


مقالات ذات صلة

لاس فيغاس... أول مدينة أميركية تستعين شرطتها بسيارات «تسلا سايبرتراك»

الولايات المتحدة​ سيارات «تسلا سايبرتراك» في لاس فيغاس (حساب قائد الشرطة كيفن ماكماهيل)

لاس فيغاس... أول مدينة أميركية تستعين شرطتها بسيارات «تسلا سايبرتراك»

أصبحت لاس فيغاس أول مدينة أميركية تستعين شرطتها بسيارات «تسلا سايبرتراك»، حيث أطلقت الشهر الماضي أسطولاً جديداً من هذه السيارات الفولاذية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
العالم سلسلة من أقمار «ستارلينك» التابعة لشركة «سبيس إكس» أثناء مرورها فوق ولاية كنساس الأميركية (أ.ب)

«الناتو» يرجّح تطوير روسيا سلاحاً جديداً لاستهداف أقمار «ستارلينك»

تعمل روسيا على تطوير سلاح جديد مضادّ للأقمار الاصطناعية، صُمّم خصيصاً لاستهداف منظومة «ستارلينك» التابعة لرجل الأعمال إيلون ماسك.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وإيلون ماسك خلال اللقاء في أبوظبي بحضور الشيخ حمدان بن محمد بن راشد (وام)

ماسك يلتقي قادة الإمارات لبحث فرص الذكاء الاصطناعي

بحث الملياردير الأميركي إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركات تعمل في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، مع قيادة دولة الإمارات آفاق التعاون في الذكاء الاصطناعي.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
الولايات المتحدة​ إيلون ماسك (رويترز)

ماسك أول شخص تبلغ ثروته 700 مليار دولار بعد حكم قضائي بشأن حزمة راتبه

أظهر مؤشر فوربس للمليارديرات، السبت، أن الرئيس التنفيذي ​لشركة «تسلا» إيلون ماسك صار أول شخص في العالم ترتفع ثروته الإجمالية إلى 749 مليار دولار.

«الشرق الأوسط»
الاقتصاد إيلون ماسك (رويترز)

إعادة حزمة أجور لماسك من شركة «تيسلا» بقيمة 56 مليار دولار

قضت محكمة أميركية الجمعة بإعادة حزمة أجور بقيمة 56 مليار دولار للرئيس التنفيذي لشركة «تسلا» إيلون ماسك.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

لاس فيغاس... أول مدينة أميركية تستعين شرطتها بسيارات «تسلا سايبرتراك»

سيارات «تسلا سايبرتراك» في لاس فيغاس (حساب قائد الشرطة كيفن ماكماهيل)
سيارات «تسلا سايبرتراك» في لاس فيغاس (حساب قائد الشرطة كيفن ماكماهيل)
TT

لاس فيغاس... أول مدينة أميركية تستعين شرطتها بسيارات «تسلا سايبرتراك»

سيارات «تسلا سايبرتراك» في لاس فيغاس (حساب قائد الشرطة كيفن ماكماهيل)
سيارات «تسلا سايبرتراك» في لاس فيغاس (حساب قائد الشرطة كيفن ماكماهيل)

أصبحت لاس فيغاس أول مدينة أميركية تستعين شرطتها بسيارات «تسلا سايبرتراك»، حيث أطلقت الشهر الماضي أسطولاً جديداً من هذه السيارات الفولاذية، التي تبدو أضخم من سيارات الشرطة التقليدية.

ووفقاً لصحيفة «الغارديان» البريطانية، تبرع متبرعون مجهولون بعشر سيارات من هذا الطراز للشرطة في وقت سابق من هذا العام.

وذكرت الصحيفة أن سيارات «تسلا سايبرتراك» أصبحت رمزاً لإيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة «تسلا» وأغنى رجل في العالم، والذي روّج لهيكل «سايبرتراك» المصنوع من الفولاذ المقاوم للصدأ، واصفاً إياه بأنه «مضاد للكوارث» وقادر على تحمل الرصاص.

ولفتت الصحيفة إلى أن «سايبرتراك» ممنوعة من السوق الأوروبية بسبب مخاوف تتعلق بسلامة المشاة، وفي الربع الثالث من هذا العام، باعت «تسلا» 5385 سيارة «سايبرتراك» فقط، بانخفاض قدره 63 في المائة عن الفترة نفسها من العام الماضي.

ويعود جزء من ضعف المبيعات إلى معارضة إيلون ماسك خلال فترة عمله في الحكومة، كما شهدت شاحنات «سايبرتراك» عدداً هائلاً من عمليات الاستدعاء خلال العامين الماضيين.

ومن بين عمليات الاستدعاء، شملت المشاكل ألواحاً جانبية معرضة للانفصال أثناء القيادة، ومصابيح أمامية ساطعة جداً، ودواسة بنزين تتسارع بشكل غير منضبط.

وقال قائد الشرطة كيفن ماكماهيل في مؤتمر صحافي عُقد مؤخراً لعرض هذه السيارات: «إنها تمثل شيئاً أكبر بكثير من مجرد سيارة شرطة. إنها تمثل الابتكار».

سيارات «تسلا سايبرتراك» في لاس فيغاس (حساب قائد الشرطة كيفن ماكماهيل)

وانتشر خبر امتلاك لاس فيغاس لعشر سيارات «سايبرتراك» كهربائية لأول مرة في فبراير (شباط)، عندما نشر ماكماهيل صوراً لها على منصة «إكس»، معلقاً: «إنها رائعة»، ومعلناً أن قواته ستستخدمها قريباً، وذكر منشور آخر لقسم الشرطة على «إنستغرام» أن الأسطول «تبرع به بالكامل متبرع مجهول».

وتداولت الشائعات حول هوية المتبرع، وجاء ذلك في وقت تراجعت فيه مبيعات «تسلا» بشكل حاد، وكان ماسك يُجري تخفيضات هائلة في رواتب موظفي الحكومة الفيدرالية بصفته رئيساً لما يُسمى «إدارة كفاءة الحكومة».

ووفقاً لرسائل بريد إلكتروني من قسم الشرطة حصلت عليها «الغارديان» عبر طلب معلومات عامة، فقد كان التبرع قيد الإعداد منذ الشهر الذي تلا فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالانتخابات.

وذكر مايك جينارو، المسؤول في شرطة لاس فيغاس، في رسالة بريد إلكتروني إلى المتبرع بتاريخ 1 ديسمبر (كانون الأول) 2024: «كما ناقشنا سابقاً، سيمثل استخدام هذه السيارات نهجاً ثورياً في العمل الشرطي الحديث».

واتضح أن المتبرع الغامض هو بن هورويتز، المؤسس المشارك لشركة رأس المال الاستثماري «أندريسن هورويتز» في وادي السيليكون، وزوجته فيليسيا هورويتز، وأعلنا عن تبرعهما بعد أيام قليلة من نشر ماكماهيل التصاميم على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتستثمر شركة هورويتز، إحدى أشهر الشركات في وادي السيليكون، في مجموعة متنوعة من شركات التكنولوجيا، وقد أنفقت 400 مليون دولار لمساعدة ماسك على الاستحواذ على «تويتر» عام 2022.

ورداً على الخبر، علّق ماسك على منشور حول الموضوع على منصة «إكس» برمز تعبيري يرتدي نظارة شمسية.

وقال أثار حسيب الله، المدير التنفيذي لاتحاد الحريات المدنية الأميركي في نيفادا، إن استخدام الشرطة لسيارات «سايبرتراك» هذه يبدو وكأنه تأييد لماسك.

وأضاف حسيب الله: «أُدرك أن شرطة لاس فيغاس ترى قيمة في وجود سيارات ذات مظهر جذاب، وهذا يُضفي عليها طابعاً عصرياً وراقياً. لكن الحقيقة هي أن المجتمعات لا تطلب ذلك. إنهم يطلبون الشعور بمزيد من الأمان. لا أعتقد أن سيارة (تسلا سايبرتراك) تُشعر أي شخص بمزيد من الأمان».

واجهت مدن أخرى في أنحاء الولايات المتحدة ردود فعل سلبية إزاء احتمال استعمال سيارات «تسلا» إلى السيارات الحكومية. فقد تعهدت مدينة بالتيمور بإنفاق 5 ملايين دولار لشراء سيارات «تسلا» لموظفي البلدية في 2024، لكنها تراجعت.

وفي مقاطعة كينغ بولاية واشنطن، واجه المسؤولون ردود فعل غاضبة من السكان لشرائهم 120 سيارة «تسلا».

وفي عدد قليل من البلدات الصغيرة في كاليفورنيا، حيث يختبر الضباط سيارات «تسلا» لأغراض إنفاذ القانون، يقول رؤساء الأقسام إن هذه السيارات غير مناسبة للعمل الشرطي الحديث.

مع ذلك، فإن إدارة شرطة لاس فيغاس متفائلة، فقد قال ماكماهيل إنه لم يتم إنفاق أي أموال من دافعي الضرائب على سيارات «سايبرتراك» لأنها كانت تبرعاً.

المتبرعون الغامضون

تعيش عائلة هورويتز في لاس فيغاس، وهم من الداعمين القدامى لإدارة شرطة المدينة.

ووفقاً لرسائل البريد الإلكتروني التي حصلت عليها صحيفة «الغارديان»، شمل تبرعهم بسيارات «سايبرتراك» وتم تحويل التبرع، الذي يُقدّر بنحو 2.7 مليون دولار أميركي، والذي اكتملت إجراءاته في أواخر يناير (كانون الثاني) 2025، عبر مؤسسة خيرية تُعنى بإنفاذ القانون تُدعى «خلف الكواليس».

وكتب جينارو إلى هورويتز، أثناء وضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل التبرع: «سترتفع معنويات رجال الشرطة إلى عنان السماء عندما تصل هذه السيارات إلى مراكزهم الفرعية. وسنستخدمها كأداة للحفاظ على معنوياتهم عالية وإنتاجيتهم».

وانتظرت إدارة الشرطة شاحنات «سايبرتراك» لمدة عشرة أشهر تقريباً، حيث خضعت لعمليات تحديث لتناسب العمل الشرطي. وحسب إدارة الشرطة، فإن سيارات الدوريات مزودة بدروع واقية، وسلالم، وأجهزة لاسلكية، ومعدات أخرى.

وفقاً لرسائل بريد إلكتروني داخلية، ستُستخدم مركبة القوات الخاصة في حالات تشمل «المشتبه بهم المتحصنين وحوادث احتجاز الرهائن».

وقدّم هورويتز العديد من التبرعات لشرطة لاس فيغاس خلال العامين الماضيين، بإجمالي يقارب 8 ملايين دولار تشمل هذه أجهزة قراءة لوحات السيارات، وطائرات دون طيار، وأداة ذكاء اصطناعي تُساعد في التعامل مع مكالمات الطوارئ 911.


ترمب يُعيّن صاحبة صالون تجميل لتحدد مَن سيُمنع من دخول الولايات المتحدة

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
TT

ترمب يُعيّن صاحبة صالون تجميل لتحدد مَن سيُمنع من دخول الولايات المتحدة

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)

عيّن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، المسؤولة في وزارة الخارجية مورا نامدار لتُحدد الأجانب المسموح لهم بدخول الولايات المتحدة.

وكانت وزارة الخارجية قد أعلنت ترقية مورا نامدار من منصبها مساعدَ وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لتُصبح مساعدته لشؤون القنصلية؛ حيث ستشرف على جميع الإجراءات بدءاً من إصدار جوازات السفر وصولاً إلى الموافقة على التأشيرات وإلغائها.

وقال موقع «ديلي بيست» إن مورا نامدار، ابنة مهاجرين إيرانيين، شغلت هذا المنصب مؤقتاً خلال ولاية ترمب الأولى عام 2020.

وأضاف أن مورا نامدار، البالغة من العمر 46 عاماً، تمتلك سلسلة صالونات تجميل صغيرة تُدعى «بام» في ولاية تكساس، مسقط رأسها. وأوضحت، في حديث لمجلة «فوج دالاس»، أن الصالون الأصلي كان يهدف إلى أن يكون «رائعاً وأنيقاً، ويجسّد أحلام جنة باريسية في دالاس»، مع جدار من الزهور بطول 20 قدماً، وقد افتتحته بناءً على طلب صديقاتها لتجهيزهن وتجميلهن في حفلات زفافهن.

وقالت: «أدركتُ حينها وجود حاجة لمكان رائع يُعامل تصفيف شعر النساء بوصفه فنّاً بحد ذاته»، وفي مقابلة مع مجلة «دي ماغازين» عام 2017، وصفته بأنه مكان «مرح وجريء».

مورا نامدار (وزارة الخارجية)

ووفق الموقع، تبدأ أسعار تصفيف الشعر من 45 دولاراً، والمكياج من 55 دولاراً، وتوسّعت سلسلة الصالونات لتشمل الزيارات المنزلية، فيما جمعت مورا نامدار بين إدارة الصالون ومكتب محاماة خاص بها.

ولفت إلى أن مورا نامدار كانت أيضاً من بين المساهمين في مشروع 2025 سيئ السمعة، الذي يحمل أفكاراً يمينية متشددة، والذي أثّر بشكل كبير على ولاية ترمب الثانية، حيث كتبت قسماً عن «وكالة الولايات المتحدة» للإعلام العالمي، وفقاً لمجلة «كولومبيا» للصحافة.

وفي ذلك القسم، اتهمت مورا نامدار الوكالة -وهي الهيئة الفيدرالية التي تضمّ هيئات البثّ الممولة من الولايات المتحدة، بما في ذلك «صوت أميركا» و«راديو أوروبا الحرة»- بـ«سوء الإدارة الجسيم، وتشكيل مخاطر أمنية متعلقة بالتجسس، واستخدام خطابات معادية للولايات المتحدة لترديد دعاية خصومها»، داعيةً إلى إصلاحها أو إغلاقها نهائياً.

وبمجرد مصادقة مجلس الشيوخ على تعيين مورا نامدار في وقت سابق من هذا الشهر، أصبحت ذات نفوذ ومسؤولة عن مكتب يملك صلاحية تحديد من يُسمح له بدخول الولايات المتحدة، ومن يُمنع من الدخول.

وفي شهادتها المُعدّة لجلسة استماعها في مجلس الشيوخ في أكتوبر (تشرين الأول)، وصفت مورا نامدار قرارات منح التأشيرات بأنها بالغة الأهمية للأمن القومي، مؤكدةً موافقتها على تقييم روبيو بأنه إذا قام أي شخص «بتقويض سياستنا الخارجية، فإن للموظفين القنصليين سلطة إلغاء تأشيراتهم».

وستقود الآن تحركات الإدارة لحظر دخول أشخاص إلى الولايات المتحدة، بما في ذلك اتخاذ إجراءات ضد مواطنين من دول أوروبية مختلفة، أعلن الرئيس ووزير الخارجية ماركو روبيو يوم الأربعاء منعهم من دخول الولايات المتحدة لما وصفاه بـ«الرقابة الصارخة» على «وجهات النظر الأميركية» على منصات التواصل الاجتماعي، مع التوعد بمزيد من الإجراءات اللاحقة.

وسعى ترمب مراراً وتكراراً إلى النأي بنفسه عن مشروع 2025 خلال حملته الانتخابية، لكن مع نهاية العام، أفادت شبكة «بي بي إس» بأن إدارة ترمب قد نفّذت نحو نصف أهداف أجندة المشروع، مع التركيز على أن تعيين كوادر مثل مورا نامدار، ورئيس لجنة الاتصالات الفيدرالية بريندان كار، باعتباره آلية رئيسية لتطبيق أفكار المشروع.

ولجنة الاتصالات الفيدرالية هي الجهة التنظيمية المستقلة التي تُشرف على تراخيص البث والاتصالات.

وكان كار، البالغ من العمر 46 عاماً، هو مؤلف فصل لجنة الاتصالات الفيدرالية في مشروع 2025، الذي دعا الوكالة إلى اتخاذ موقف أكثر حزماً تجاه شركات التكنولوجيا الكبرى، وما يسميه «احتكار الرقابة»، مع ربط أجندة الحرب الثقافية هذه بدفع صريح لإلغاء أجزاء كبيرة من لوائح الاتصالات الحالية.

ومنذ توليه منصبه، اتخذ كار خطوات يرى النقاد أنها تتماشى مع هذه الأولويات، وهي خطوات أثارت ردود فعل غاضبة في مجلس الشيوخ وتحذيرات من قادة سابقين في لجنة الاتصالات الفيدرالية بخصوص سياسات «الترهيب بشأن حرية التعبير».


مسؤول إسرائيلي: نتنياهو سيلتقي ترمب في الولايات المتحدة الاثنين

ترمب يستقبل نتنياهو وزوجته سارة عند المدخل الجنوبي للبيت الأبيض 7 يوليو 2025 (د.ب.أ)
ترمب يستقبل نتنياهو وزوجته سارة عند المدخل الجنوبي للبيت الأبيض 7 يوليو 2025 (د.ب.أ)
TT

مسؤول إسرائيلي: نتنياهو سيلتقي ترمب في الولايات المتحدة الاثنين

ترمب يستقبل نتنياهو وزوجته سارة عند المدخل الجنوبي للبيت الأبيض 7 يوليو 2025 (د.ب.أ)
ترمب يستقبل نتنياهو وزوجته سارة عند المدخل الجنوبي للبيت الأبيض 7 يوليو 2025 (د.ب.أ)

يتوجّه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة، غداً الأحد، ويلتقي الرئيس دونالد ترمب في فلوريدا خلال اليوم التالي، وفق ما أفاد مسؤول إسرائيلي لوكالة الصحافة الفرنسية.

وستكون هذه الزيارة الخامسة لنتنياهو إلى الولايات المتحدة للقاء ترمب هذا العام. وتأتي الزيارة فيما تسعى إدارة ترمب والوسطاء الإقليميون للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة.

وأشار ترمب، في تصريحات لصحافيين في منتصف ديسمبر (كانون الأول)، إلى احتمال أن يزوره نتنياهو في فلوريدا خلال عطلة عيد الميلاد.

وصرح حينذاك أثناء توجهه إلى منتجعه في مارالاغو: «نعم، سيزورني على الأرجح في فلوريدا. إنه يرغب في لقائي. لم نرتب الأمر رسمياً بعد، لكنه يرغب في لقائي».

من جهتها، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، الأربعاء، أنه من المتوقع أن يبحث الزعيمان في مجموعة واسعة من القضايا الإقليمية، منها إيران، والمحادثات حول اتفاق أمني بين إسرائيل وسوريا، ووقف إطلاق النار مع «حزب الله» في لبنان، والمراحل التالية من اتفاق غزة.

والتقدم بطيء حتى الآن في الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي تم التوصل إليه في أكتوبر (تشرين الأول) بوساطة من واشنطن وحلفائها الإقليميين.

كما أن وقف إطلاق النار لا يزال هشاً، مع تبادل طرفي النزاع الاتهامات بانتهاكه، في حين يخشى الوسطاء من أن إسرائيل و«حماس» على حد سواء يماطلان.

وتنص المرحلة الثانية من الاتفاق على انسحاب القوات الإسرائيلية من مواقعها الحالية في غزة، وتسلّم سلطة موقتة إدارة القطاع الفلسطيني بدلاً من «حماس»، ونشر قوة استقرار دولية. كما ينص الاتفاق على تخلي حركة «حماس» عن سلاحها، وهو ما يمثل نقطة خلاف رئيسية.

والجمعة، أفاد موقع «أكسيوس» الأميركي بأن الاجتماع بين ترمب ونتنياهو سيكون حاسماً للمضي في المرحلة الثانية من الاتفاق.

ونقل «أكسيوس» عن مسؤولين في البيت الأبيض قولهم إن إدارة ترمب تريد إعلان إدارة تكنوقراطية فلسطينية موقتة في غزة، وقوة الاستقرار الدولية في أسرع وقت ممكن.

وأضاف أن مسؤولين رفيعي المستوى في إدارة ترمب يشعرون بـ«إحباط متزايد نتيجة اتخاذ نتنياهو خطوات لتقويض وقف إطلاق النار الهش وعرقلة عملية السلام».

ورجّحت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن يتصدر احتمال قيام إيران بإعادة بناء برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية البالستية جدول أعمال زيارة نتنياهو.