باكستان تناشد بايدن الإفراج عن سجينة محكومة 86 عاماً

«سيدة القاعدة» عملت رسولاً لخالد شيخ محمد

عافية صديقي قضت 16 عاماً في السجن بالفعل (أ.ب)
عافية صديقي قضت 16 عاماً في السجن بالفعل (أ.ب)
TT

باكستان تناشد بايدن الإفراج عن سجينة محكومة 86 عاماً

عافية صديقي قضت 16 عاماً في السجن بالفعل (أ.ب)
عافية صديقي قضت 16 عاماً في السجن بالفعل (أ.ب)

ناشد رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، الرئيس الأميركي جو بايدن، في خطاب، الإفراج عن امرأة باكستانية تقضي عقوبة بالسجن لمدة 86 عاماً في الولايات المتحدة على خلفية اتهامات بالإرهاب، حسبما قال محام حكومي لمحكمة الجمعة. وتم تسليم خطاب شهباز شريف إلى محكمة في إسلام أباد أثناء الاستماع لمناشدة من شقيقة الباكستانية عافية صديقي، المتخصصة في علم الأعصاب والتي تلقت تدريباً في الولايات المتحدة، وأدينت في 2010 بتهم من بينها محاولة قتل مواطنين أميركيين.

واحدة من أنصار عافية صديقي بجوار ملصق لها أثناء احتفال بمناسبة عيد ميلادها في كراتشي 2 مارس 2014 (رويترز)

وأصبحت صديقي مشتبهاً بها في تهم تتعلق بالإرهاب عندما غادرت الولايات المتحدة وتزوجت ابن شقيق خالد شيخ محمد، الذي أعلن أنه العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر (أيلول). وأصيبت في مواجهة مع السلطات الأميركية في أفغانستان في عام 2008. وذكر شهود أنها أطلقت النار على أميركيين.

وبحسب نسخة من خطاب شريف، الذي يحمل تاريخ 13 أكتوبر (تشرين الأول)، اطلعت عليها وكالة «أسوشييتد برس»، قال رئيس الوزراء لبايدن إن صديقي قضت 16 عاماً في السجن بالفعل. وأضاف شريف أن الأمر يستدعي «النظر إليه برأفة»، مشيراً إلى أن الكثير من المسؤولين الباكستانيين قاموا بزيارات لها على مدار سنوات وأبدوا مخاوفهم إزاء المعاملة التي تتلقاها.

يلقب باكستانيون عافية بـ«بنت الأمة» (غيتي)

وتُعرَف صديقي البالغة من العمر 52 عاماً في دوائر مكافحة الإرهاب بـ«سيدة القاعدة»، وتقول السلطات إنها عملت رسولاً لخالد شيخ محمد المعروف بأنه مهندس هجمات الحادي عشر من سبتمبر.

وجاءت صديقي إلى الولايات المتحدة أول مرة في عام 1990 للدراسة في جامعة هيوستن. ثم انتقلت لاحقاً إلى معهد ماسشوستس للتكنولوجيا، حيث تخرجت ببكالوريوس في علم الأحياء وأكملت دراستها حتى حصلت على الدكتوراه في علم الأعصاب السلوكي من جامعة برانديس. وعادت إلى باكستان بعد الحادي عشر من سبتمبر، وطُلّقت من زوجها الأول الذي أنجبت منه ثلاثة أطفال. ثم تزوجت صديقي من عمار البلوشي ابن أخت شيخ محمد في زواج مدبر. وذكرت الدعوى القضائية أن صديقي كانت تتعرض للأذى من جانب زوجها. وفي عام 2004، أُدرِجت على قائمة مكتب التحقيقات الفيدرالي لأكثر المطلوبين من عناصر «القاعدة» الهاربين - وكانت المرأة الوحيدة على القائمة.

وبدأت قصة صديقي، التي تعد من الأغرب في حقبة «الحرب على الإرهاب»، في مارس (آذار) 2003 عندما جرى اعتقال خالد شيخ محمد الذي يعد الرجل الثالث في تنظيم القاعدة ومهندس هجمات 11 سبتمبر (أيلول)، في مدينة كراتشي. وجرى تسليم خالد شيخ محمد إلى السلطات الأميركية التي نقلته إلى معتقل غوانتانامو حيث تعرض للتعذيب في إطار التحقيق معه، بحسب تقرير أصدرته لجنة في مجلس الشيوخ الأميركي حول أساليب التعذيب التي مارستها وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه).

وعقب اعتقاله اختفت صديقي التي تعتقد الولايات المتحدة أن لها علاقة بتنظيم القاعدة، كما اختفى أطفالها الـ3 من كراتشي. وتقارير الإعلام الأميركي القليلة حول الحادث وصفت صديقي بأنها أول امرأة يشتبه بعلاقتها بتنظيم القاعدة وأطلقت عليها لقب «سيدة القاعدة». وبعد 5 سنوات ظهرت في أفغانستان، حيث اعتقلتها السلطات المحلية في ولاية غزني المضطربة (جنوب شرقي أفغانستان). وطبقاً لوثائق محكمة أميركية فقد كانت وقتها تحمل كيلوغرامين من سيانيد الصوديوم مخبأة في زجاجات كريم مرطب، كما كانت تحمل خططاً لحرب كيميائية وخططاً هندسية لجسر بروكلين ومبنى إمباير ستيت في نيويورك.


مقالات ذات صلة

مقتل 10 أشخاص في هجوم على مزار صوفي بأفغانستان

آسيا صورة أرشيفية لهجوم سابق في كابول (رويترز)

مقتل 10 أشخاص في هجوم على مزار صوفي بأفغانستان

قتل 10 مصلين عندما فتح رجل النار على مزار صوفي في ولاية بغلان في شمال شرقي أفغانستان، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية أكراد يرفعون صور أوجلان في مظاهرة للمطالبة بكسر عزلته (رويترز)

تركيا: أوجلان إلى العزلة مجدداً بعد جدل حول إدماجه في حل المشكلة الكردية

فرضت السلطات التركية عزلة جديدة على زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان بعد دعوة رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي للسماح له بالحديث بالبرلمان

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الخليج يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)

«اعتدال» يرصد أسباب مهاجمة «الفكر المتطرف» الدول المستقرّة

أوضح «المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرّف (اعتدال)» أن استقرار الدول «يفيد التفرغ والتركيز على التنمية؛ خدمة لمصالح الناس الواقعية».

غازي الحارثي (الرياض)
أفريقيا جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)

​نيجيريا... مقتل 5 جنود وأكثر من 50 إرهابياً

سبق أن أعلن عدد من كبار قادة الجيش بنيجيريا انتصارات كاسحة في مواجهة خطر «بوكو حرام»

الشيخ محمد (نواكشوط)
أوروبا القاتل النرويجي أندرس بيرينغ بريفيك (إ.ب.أ)

«سفاح النرويج» يطلب الإفراج المشروط للمرة الثانية

مَثُل القاتل النرويجي، أندرس بيرينغ بريفيك، الذي قتل 77 شخصاً في حادث تفجير وإطلاق نار عشوائي عام 2011، أمام المحكمة، الثلاثاء، لحضور جلسة استماع بشأن إطلاق

«الشرق الأوسط» (أوسلو)

الولايات المتحدة تؤكد أنها «لا تسعى إلى حرب» مع روسيا

لقطة من فيديو تظهر القصف الذي طال مدينة دنيبرو الأوكرانية بصاروخ بالستي جديد متوسط المدى روسي (أ.ب)
لقطة من فيديو تظهر القصف الذي طال مدينة دنيبرو الأوكرانية بصاروخ بالستي جديد متوسط المدى روسي (أ.ب)
TT

الولايات المتحدة تؤكد أنها «لا تسعى إلى حرب» مع روسيا

لقطة من فيديو تظهر القصف الذي طال مدينة دنيبرو الأوكرانية بصاروخ بالستي جديد متوسط المدى روسي (أ.ب)
لقطة من فيديو تظهر القصف الذي طال مدينة دنيبرو الأوكرانية بصاروخ بالستي جديد متوسط المدى روسي (أ.ب)

أعلنت الولايات المتحدة الخميس أنها "لا تسعى إلى حرب مع روسيا"، متهمة موسكو بـ"إثارة التصعيد" في أوكرانيا بعد أن قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الصراع في هذا البلد اكتسب "عناصر ذات طابع عالمي".

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار إن "روسيا هي من يتسبب بالتصعيد" في أوكرانيا، بينما تتهم موسكو واشنطن بتصعيد النزاع عبر السماح للجيش الأوكراني بقصف عمق الأراضي الروسية. وأضافت جان-بيار "التصعيد الأساسي يتمثل في أن روسيا تستعين ببلد آخر"، في إشارة إلى مشاركة جنود كوريين شماليين في قتال كييف.

من جهتها، أكدت نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية سابرينا سينغ أن الولايات المتحدة "لا تسعى إلى صراع إقليمي أوسع" في أوروبا. وقالت "نحن لا نسعى إلى الحرب مع روسيا" ، لكنها شددت في الوقت نفسه على أن إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن ستواصل "تسليح أوكرانيا ودعمها".

وغداة تنفيذ أوكرانيا أولى ضرباتها على الأراضي الروسية مستخدمة صواريخ أميركية وبريطانية، قال بوتين الخميس إنّ "النزاع في أوكرانيا اكتسب عناصر ذات طابع عالمي". وحذّر من أن موسكو لا تستبعد ضرب الدول التي تستخدم أوكرانيا أسلحتها ضد الأراضي الروسية. وأعلن بوتين أنّ قواته قصفت أوكرانيا بصاروخ بالستي جديد متوسط المدى فرط صوتي، في إشارة منه إلى القصف الذي طال مدينة دنيبرو، ردا على إطلاقها صواريخ غربية على روسيا.

وكانت روسيا قد حذّرت الولايات المتحدة قبل 30 دقيقة من إطلاق الصاروخ، وفق ما نقلت وكالات أنباء روسية عن المتحدث باسم الكرملين. وأكدت سينغ أن واشنطن "أُبلِغت قبل فترة وجيزة من إطلاق" روسيا للصاروخ، وذلك عبر "قنوات الحد من المخاطر النووية". وعندما سئلت عن تصريحات بوتين، أجابت سينغ "سنكون دائما قلقين حيال الخطاب الخطير" لموسكو وإزاء "إجراءات التصعيد".