هاريس تسعى لاستقطاب الجمهوريين المتردّدين وتَعِد بـ«صفحة جديدة»

ترمب يكثّف جهود حشد أصوات النساء ويتعهد بـ«حمايتهن»

نائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس متحدّثة في بنسلفانيا... 16 أكتوبر (أ.ب)
نائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس متحدّثة في بنسلفانيا... 16 أكتوبر (أ.ب)
TT

هاريس تسعى لاستقطاب الجمهوريين المتردّدين وتَعِد بـ«صفحة جديدة»

نائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس متحدّثة في بنسلفانيا... 16 أكتوبر (أ.ب)
نائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس متحدّثة في بنسلفانيا... 16 أكتوبر (أ.ب)

شدّدت نائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، على أن رئاستها «لن تكون استمراراً» لرئاسة الرئيس جو بايدن. وقالت في مقابلة هي الأولى مع شبكة «فوكس نيوز» التي تميل للجمهوريين: «على غرار أيّ زعيم جديد يتولّى منصبه، سأحمل خبرتي وتجاربي المهنية وأفكاري الجديدة» إلى البيت الأبيض، مرحّبة بأي اقتراحات جمهورية.

وتجد هاريس، التي حلّت محلّ بايدن في منتصف يوليو (تمّوز) مرشحة للانتخابات الرئاسية، نفسها في موقف صعب. فهي من جهة تريد التمايز عن ولاية بايدن، ومن جهة ثانية لا تريد التنكّر لحصيلة ولاية الرئيس الثمانيني. وقال نائبة الرئيس، التي ستحتفل يوم الأحد المقبل بعيد ميلادها الستين: «أنا أُمثّل جيلاً جديداً من القادة».

موقف دفاعي

وظهرت هاريس في موقف دفاعي خلال المقابلة التي استمرّت 30 دقيقة على هواء «فوكس نيوز»، وأجراها الصحافي بريت باير المتمرّس في الشبكة الإخبارية التلفزيونية المفضّلة لدى المحافظين؛ لا سيّما فيما يتعلق بقضية الهجرة أو عندما سئلت عمّا إذا كانت قد لاحظت أيّ تراجع في قدرات الرئيس بايدن الذهنية.

لكنّ هاريس انتهزت الفرصة لشنّ هجوم على منافسها الجمهوري دونالد ترمب، متّهمة إياه بـ«التقليل من شأن» الأميركيين. وقالت إنه «يجب أن يكون رئيس الولايات المتحدة قادراً على مواجهة الانتقادات، دون أن يُهدّد أصحابها بإيداعهم السجن».

وحمّلت هاريس الرئيس السابق مسؤولية عرقلة قانون مكافحة الهجرة غير النظامية ونظام اللجوء، الذي دعمه البيت الأبيض وأسقطه الجمهوريون في الكونغرس. وقالت: «لقد طلب دونالد ترمب وأد مشروع القانون، لأنه يفضل الترشح بدلاً من حلّ المشكلة. وفي هذه الانتخابات، هذا هو النقاش الذي يريده الشعب الأميركي. يريدون الحلول، ورئيساً للولايات المتحدة لا يلعب ألعاباً سياسية».

وشملت المقابلة، التي أجرتها هاريس في محاولة لاستقطاب الناخبين الجمهوريين، لقطات لامرأة قُتلت ابنتها على يد مهاجر غير شرعي. وحاول المذيع دفع هاريس للإقرار بـ«دورها» في ارتفاع عدد المهاجرين غير النظاميين و«المجرمين»، والإخفاق خلال ثلاث سنوات ونصف من توليها منصب نائب الرئيس في وضع حلول لمشكلة الهجرة. وكررت هاريس أنها ستتَّبع القانون.

قلب الصفحة

نائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس تنفي أن تكون امتداداً لولاية جو بايدن (أ.ب)

وردّاً على سؤال حول سبب ثقة الأميركيين في ترمب في ملف الاقتصاد، قالت المرشّحة الديمقراطية: «أعتقد أن الشعب الأميركي مُستعدّ لقلب صفحة الانقسام وخطاب دونالد ترمب. الناس مستعدون للمضي في طريق جديد، ويريدون رئيساً له خطة للمستقبل، خطة سليمة». وتابعت: «خطتي للاقتصاد تفعل ذلك بالضبط»، وأضافت: «لدي خطة لزيادة المعروض من المساكن، وخفض تكلفة الإسكان، ومساعدة الشركات الصغيرة».

وكثّفت هاريس هجومها على الرئيس السابق، وقالت: «من الواضح لي وللجمهوريين مثل رئيس الأركان السابق (مارك ميلي) ووزراء الدفاع السابقين (...) ونائب الرئيس (مايك بنس)، أن ترمب غير لائق لشغل منصب الرئيس، وغير مستقر». وتابعت: «إذا استمعت لدونالد ترمب، وشاهدت تجمعاته، فهو شخص يميل إلى إهانة الشعب الأميركي، والتقليل من شأنه، ويتحدث عن عدو داخلي»، مضيفة: «هذه دولة ديمقراطية. وفي الديمقراطية، يجب أن يكون رئيس الولايات المتحدة على استعداد للتعامل مع الانتقادات، دون أن يهدّد بسجن الناس لقيامهم بذلك».

وعن سياساتها الخارجية، كرّرت هاريس تصريحها في برنامج «60 دقيقة»، وقال إن إيران هي «التهديد الأول للولايات المتحدة، لأنها تُشكّل تهديداً لإسرائيل. وأيّدت دعم إسرائيل للدفاع عن نفسها من إيران ووكلائها الإرهابيين في المنطقة، وألقت بالمسؤولية على إدارة دونالد ترمب بانسحابه من صفقة كانت ستضع إيران تحت المراقبة والسيطرة».

استقطاب أصوات النساء

الرئيس السابق والمرشح الجمهوري خلال جلسة حوارية نسائية أدارتها مذيعة «فوكس نيوز» هاريس فوكنر في جورجيا... 15 أكتوبر (أ.ف.ب)

على الجانب الآخر، يُكثّف الرئيس السابق دونالد ترمب، الجهود لجذب أصوات النساء، متعهّداً بـ«حمايتهن». وعقد حلقة حوارية، استضافتها قناة «فوكس نيوز» في ولاية جورجيا، للرد على أسئلة الناخبات. ودافع ترمب خلال هذه الجلسة عن «التلقيح الصناعي في المختبر»، مشدّداً على أن الجمهوريين أكثر فاعلية من خصومهم في حماية حقوق النساء.

أما الجمهور، فضمّ أكثر من 100 امرأة من مختلف الأعمار. وواجه الرئيس السابق أسئلة كثيرة حول رعاية الأطفال، والهجرة، والاقتصاد، والتضخم، وارتفاع تكلفة المعيشة. ووعد بالتوسع في الإعفاءات الضريبية لتربية الأطفال، وتشجيع مشاريع الوقود الأحفوري في الولايات المتحدة لتحفيز الاقتصاد، وخفض تكلفة الطاقة.

واجه الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترمب أسئلة حادّة من ناخبات حول الاقتصاد والإجهاض والتلقيح الصناعي (أ.ف.ب)

لكن حينما سُئل عن حقوق الإنجاب، التي تحوّلت إلى قضية محورية بعد إلغاء الحماية الفيدرالية لحقّ الإجهاض، تعثّر ترمب في إجابته وقال إنه يؤيد التلقيح الصناعي. وذكر أنه طلب من عضوة جمهورية بمجلس الشيوخ أن تشرح له عملية التلقيح الصناعي، وقال: «في غضون دقيقتين، فهمت ما هو التلقيح الصناعي، وأصدرت بياناً في غضون ساعة، وهو بيان قوي حقاً، وفق بعض الخبراء». وأضاف: «نحن حزب التلقيح الصناعي».

واعترف المرشّح الجمهوري بأن بعض الولايات كانت «قاسية للغاية» فيما يتعلق بالقيود المفروضة على الإجهاض، منذ إلغاء حكم المحكمة العليا الأميركية الصادر عام 1973 في قضية «رو ضد وايد»، والذي منح الأميركيات حق الإجهاض. وقال إن ذلك «يجب أن يتغير».

ترمب خلال جلسة حوارية مع ناخبات في ولاية جورجيا... 15 أكتوبر (أ.ب)

وتتراجع حظوظ ترمب بشكل كبير بين الناخبات في استطلاعات الرأي، وتتابع الناخبات تصريحاته المتضاربة حول حق الإجهاض وحماية الصحة الإنجابية للمرأة. وأشار استطلاع لصحيفة «نيويورك تايمز» بالتعاون مع كلية «سيينا» في أواخر سبتمبر (أيلول) وأوائل أكتوبر (تشرين الأول) إلى أن 56 في المائة من الناخبات يؤيّدن هاريس مقابل 40 في المائة لترمب، وترتفع نسبة التأييد للمرشّحة الديمقراطية بصورة كبيرة بين الناخبات من أصول أفريقية حيث يؤيدها 83 في المائة، مقابل 12 في المائة لترمب.


مقالات ذات صلة

شؤون إقليمية نتنياهو خلال زيارة لقيادة سلاح الجو برفقة وزير الدفاع يسرائيل كاتس في ديسمبر الماضي (د.ب.أ)

أميركا حلها الوحيد... إسرائيل تواجه معضلة استراتيجية في إيران

أدى قرار الرئيس الأميركي، ترمب، تأجيل اتخاذ القرار بشأن الهجوم على إيران إلى وضع إسرائيل في مأزق استراتيجي، حيث يحتاج الجيش الإسرائيلي إلى مساعدة أميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
رياضة عالمية إلغاء معسكر منتخب سيدات السنغال لكرة السلة بأميركا (وسائل إعلام عالمية)

«سلة السنغال» يلغي معسكراً في الولايات المتحدة بسبب رفض التأشيرات

أعلن رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو (الخميس) إلغاء معسكر تدريبي كان مقرراً لمنتخب بلاده لكرة السلة للسيدات في الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (دكار)
شؤون إقليمية رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترمب والمرشد الإيراني علي خامنئي (أ.ف.ب)

تقرير: النقاش الأميركي حول قصف إيران يُعيد إلى الأذهان معاناة حرب العراق

يتصاعد النقاش داخل الولايات المتحدة وخارجها بشأن احتمالية مشاركة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في توجيه ضربات مع إسرائيل ضد إيران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية علَما الاتحاد الأوروبي وإيران في هذه الصورة الملتقطة في 18 يونيو 2025 (رويترز) play-circle

دول أوروبية تحث إيران على العودة للدبلوماسية مع احتمال دخول أميركا المواجهة

من المقرر أن يلتقي وزراء خارجية أوروبيون بنظيرهم الإيراني، اليوم (الجمعة)، بهدف إيجاد مسار للعودة إلى الدبلوماسية بشأن برنامج طهران النووي.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

تحليق مفاجئ لـ«طائرة يوم القيامة» الأميركية نحو واشنطن... وسط تصاعد التوتر مع إيران

تحليق مفاجئ لـ«طائرة يوم القيامة» الأميركية نحو واشنطن... وسط تصاعد التوتر مع إيران
TT

تحليق مفاجئ لـ«طائرة يوم القيامة» الأميركية نحو واشنطن... وسط تصاعد التوتر مع إيران

تحليق مفاجئ لـ«طائرة يوم القيامة» الأميركية نحو واشنطن... وسط تصاعد التوتر مع إيران

في تحركٍ أثار كثيراً من التساؤلات والتكهنات، حلّقت إحدى طائرات القيادة الجوية الاستراتيجية، التابعة للجيش الأميركي، والمعروفة بـ«طائرة يوم القيامة» (E-4B Nightwatch)، مساء الثلاثاء، متجهةً إلى قاعدة جوينت بيس أندروز، القريبة من العاصمة واشنطن، تزامناً مع تصاعد الحديث عن احتمالات توجيه ضربة عسكرية أميركية ضد المنشآت النووية الإيرانية. وفقاً لصحيفة «نيويورك بوست».

وأظهرت بيانات تتبع الرحلات الجوية أن الطائرة، المصممة لضمان استمرارية القيادة والسيطرة في حالات الطوارئ القصوى؛ بما فيها الحرب النووية، سلكت مساراً طويلاً ومتعرجاً نحو وجهتها، ما أثار موجة من الجدل، خاصة في ظل استخدامها لنداء «ORDER01»، بدلاً من النداء الاعتيادي «ORDER6» الذي يرافق تحركاتها الدورية.

مركز قيادة في السماء

تُعرف طائرة E-4B بأنها أحد أعمدة الجاهزية العسكرية الأميركية في أوقات الأزمات، حيث تعمل بصفتها مركز قيادة جوياً يمكن للرئيس ووزير الدفاع ورؤساء الأركان الاعتماد عليه لمواصلة إدارة العمليات العسكرية، والتواصل مع مختلف الوحدات، حتى في حال وقوع هجوم نووي أو كارثة كبرى.

وتتسع الطائرة لنحو 112 شخصاً، وتملك قدرات استثنائية تتيح لها التحليق لمسافة تفوق 11 ألف كيلومتر دون توقف، كما يمكن تزويدها بالوقود جواً، ما يتيح لها البقاء في الأجواء لأيام متواصلة. ويُشار إلى أن أطول رحلة قامت بها الطائرة استمرت لأكثر من 35 ساعة.

ويُطلق على الطائرة أيضاً لقب «البنتاغون الطائر»؛ لكونها مزودة بثلاثة طوابق تضم غرف عمليات واجتماعات، وأماكن للراحة، ومرافق مخصصة للتعامل مع الأزمات على مدار الساعة.

قدرات ردعية متقدمة

وبالإضافة إلى كونها مؤمَّنة ضد الانفجارات النووية والتشويش الكهرومغناطيسي، فإن الطائرة مزودة بـ67 هوائياً وطبقاً للاتصال، ما يمكّنها من التواصل مع أي وحدة أو جهة في أي مكان بالعالم، حتى في أسوأ السيناريوهات الأمنية.

وتُعد E-4B جزءاً من أسطول خاص يتكون من أربع طائرات تجري رحلات منتظمة على مدار العام؛ لضمان الجاهزية القصوى في حالات الطوارئ.

رسائل ردعية وسط تصعيد إقليمي

تأتي هذه التحركات الجوية في ظل أجواء سياسية وأمنية مشحونة، حيث كشفت مصادر مطلعة أن ترمب يدرس خيارات عسكرية ضد إيران، في وقتٍ بلغ فيه التصعيد بين طهران وتل أبيب مستويات غير مسبوقة.

تحديث الأسطول الاستراتيجي

في سياق متصل، أعلن سلاح الجو الأميركي، في وقت سابق، عزمه استبدال عقد تطوير جديداً تبلغ قيمته 13 مليار دولار أُبرم مع شركة Sierra Nevada Corporation، بأسطول طائرات E-4B، لتصميم نموذج بديل يستوفي متطلبات القيادة الجوية المستقبلية.

وتعكس هذه التحركات إصرار واشنطن على الحفاظ على تفوقها الاستراتيجي، في ظل بيئة دولية تزداد توتراً، وتلعب فيها الجاهزية العسكرية دوراً محورياً في رسم توازنات القوى.