كشف مسؤولون أميركيون عن أن الرئيس جو بايدن أصدر تعليمات لمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض من أجل تحذير إيران من أن أي محاولة لاغتيال المرشح الرئاسي الجمهوري للانتخابات الرئيس السابق، دونالد ترمب، ستكون بمثابة عمل حربي ضد الولايات المتحدة.
ويأتي هذا التحذير الحازم من إدارة الرئيس بايدن لإيران قبل ثلاثة أسابيع فحسب من موعد الانتخابات الأميركية في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وفي وقت جرى فيه اطلاع فريق الحملة الجمهورية على محاولات محددة لاغتيال ترمب. وطلب فريق ترمب بشكل غير عادي الحصول على طائرات عسكرية قادرة على إسقاط صواريخ في الأسابيع التي سبقت الانتخابات.
وبذلت السلطات الأميركية جهوداً لا سابق لها لحماية الرئيس السابق من انتقام إيراني محتمل بعد مقتل قائد «فيلق القدس» لدى «الحرس الثوري» الفريق قاسم سليماني بقرار اتخذه ترمب خلال عهده في البيت الأبيض عام 2020. وأورد موقع «بوليتيكو» على الإنترنت أن الولايات المتحدة أنفقت نحو 150 مليون دولار سنوياً لحماية مسؤولين أميركيين، مثل وزير الخارجية السابق، مايك بومبيو، ورئيس القيادة الوسطى الأميركية السابق، الجنرال كينيث ماكنزي.
وكان البيت الأبيض رفض الإجابة عن أسئلة من شبكة «فوكس نيوز» حيال ما إذا كان الرئيس بايدن يعتقد أن قتل ترمب سيكون عملاً حربياً، لكنه وعد بإبقاء فريق ترمب على اطلاع على تقييم التهديد من إيران. ولكن الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي شون سافيت رأى أن «هذه مسألة تتعلق بالأمن الوطني والداخلي وذات أولوية قصوى»، مندداً بـ«إيران بشدة لهذه التهديدات الوقحة». وأكد أن إيران سعت منذ فترة طويلة للانتقام من ترمب لقتله سليماني. وقال: «تأكدنا من أن الوكالات المختصة تقدم باستمرار وسرعة معلومات التهديد المتطورة لتفاصيل أمن الرئيس السابق»، كاشفاً عن أن «الرئيس بايدن كرر توجيهاته بأن جهاز الخدمة السرية للولايات المتحدة يجب أن يتلقى كل الموارد والقدرات والتدابير الوقائية اللازمة لمعالجة تلك التهديدات المتطورة للرئيس السابق».
نفي إيراني
وتنفي إيران التدخل في الشأن الأميركي. كما تقول إن واشنطن تتدخل في شؤونها منذ عقود. ويقول ترمب إنه أمر في يناير (كانون الثاني) 2020 بشن ضربة جوية أدت إلى مقتل سليماني، بعد تلقي معلومات استخبارية تفيد بأن سليماني كان يخطط لهجمات وشيكة على دبلوماسيين وقوات أميركية في العراق ولبنان وسوريا ومناطق أخرى في الشرق الأوسط.
وواجه كل من ترمب وكبار مسؤوليه الذين أمروا بالضربة في عام 2020 تهديدات بالقتل من إيران، التي اخترقت أخيراً حملة ترمب وحاولت بيع المعلومات للديمقراطيين ووسائل الإعلام. وطلب ترمب من بايدن إبلاغ إيران بأنها «ستُنسف إلى أشلاء» إذا تعرض أي سياسي أميركي للأذى. وقال: «لو كنت الرئيس لأبلغت الدولة المهددة، في هذه الحالة إيران، أنه إذا فعلت أي شيء لإيذاء هذا الشخص، فسوف نفجر أكبر مدنك والبلد نفسه إلى أشلاء».
ونجا ترمب من محاولة اغتيال في تجمع انتخابي في يوليو (تموز) الماضي، وأحبط جهاز الخدمة السرية محاولة أخرى في ملعب الغولف الخاص به في فلوريدا في سبتمبر (أيلول) الماضي. وافترض ترمب أن هاتين المحاولتين يمكن أن تكونا مرتبطتين بإيران، وهي ادعاءات لم يجر التحقق منها من السلطات الأميركية.
طائرات للحماية
بالإضافة إلى طائرة عسكرية، طلبت حملة ترمب مركبات مدرعة مخصصة عادة للرؤساء الحاليين، والمزيد من القيود على الرحلات الجوية فوق تجمعاته ومقر إقامته، وتعويضات عن الطائرات الوهمية، والمزيد من الأموال لجهاز الخدمة السرية ووكالات إنفاذ القانون المحلية لحمايته.
وقال بايدن للصحافيين إنه سيكون سعيداً بتقديم طائرات عسكرية لترمب في المراحل الأخيرة من حملته، «ما دام أنه لا يطلب طائرات إف 15». وأضاف: «انظروا، ما قلته للوزارة هو أن تعطيه كل شيء يحتاج إليه، كما لو كان رئيساً في منصبه. أعطوه كل ما يحتاج إليه. إذا كان ذلك يندرج ضمن هذه الفئة، فهذا جيد».
ولم تخف إيران نيتها الانتقام لقتل سليماني. وعام 2022، وزع في إيران مقطع فيديو لطائرة مسيرة تطلق النار على ترمب في ملعب الغولف الخاص به.
في يونيو (حزيران) الماضي، التقى عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي» المتخفون برجل باكستاني كان يتطلع إلى توظيف قتلة محترفين لاغتيال سياسي أميركي، وفقاً لوثائق نشرت في أغسطس (آب) الماضي. ألقوا القبض على آصف ميرشانت (46 عاماً) في 12 يوليو، أي اليوم الذي سبق تجمع ترمب في باتلر، بنسلفانيا.
وعام 2022، وجهت وزارة العدل الأميركية اتهامات إلى أحد أعضاء «الحرس الثوري» بمحاولة قتل مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون.