ترمب يتعهد بـ«تحرير أميركا المحتلة»... وهاريس تحاول استمالة الناخبين الوسطيين

الاستطلاعات تؤكد «تساوي» حظوظ المرشحين في الولايات المتأرجحة

ترمب صعَّد لهجته ضد المهاجرين غير النظاميين ووعد بـ«تحرير أميركا» (إ.ب.أ)
ترمب صعَّد لهجته ضد المهاجرين غير النظاميين ووعد بـ«تحرير أميركا» (إ.ب.أ)
TT

ترمب يتعهد بـ«تحرير أميركا المحتلة»... وهاريس تحاول استمالة الناخبين الوسطيين

ترمب صعَّد لهجته ضد المهاجرين غير النظاميين ووعد بـ«تحرير أميركا» (إ.ب.أ)
ترمب صعَّد لهجته ضد المهاجرين غير النظاميين ووعد بـ«تحرير أميركا» (إ.ب.أ)

يواصل المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية، دونالد ترمب، هجومه على المهاجرين في محاولة لاستمالة الناخبين «المترددين» الذين يميل بعضهم للاستجابة لهذا الخطاب. ويوم الجمعة، وعد ترمب، خلال حشد انتخابي في ولاية كولورادو، بأن عودته المحتملة إلى البيت الأبيض ستكون «تحريراً» لـ«أميركا المحتلة». وقال: «أميركا اليوم معروفة في كل أنحاء العالم بأنها أميركا المحتلَّة. نحن محتلون من جانب قوة إجرامية». وأضاف، وسط هتافات، أن الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)، موعد الانتخابات الرئاسية «سيكون يوم تحرير أميركا».

ولم يكتفِ ترمب بالتحريض ضد المهاجرين، بل صعَّد من هجومه على منافسته الديمقراطية ونائبة الرئيس كامالا هاريس، واصفاً إياها بأنها «مجرمة استوردت جيشاً من الأجانب غير الشرعيين الذين هم أعضاء عصابات ومهاجرون مجرمون».

ولم تمنع الإحصاءات الرسمية التي تنفي أن تكون سياسات الهجرة لإدارة بايدن - هاريس قد تسببت بأي موجة إجرامية، محاولات ترمب إقناع الأميركيين بغير ذلك.

هاريس واستمالة «المعتدلين»

خاطبت هاريس الجمهوريين «المعتدلين» في فعالية انتخابية بأريزونا (أ.ف.ب)

في المقابل، تراهن هاريس على أن الفوز في الانتخابات سيتحقق من خلال استمالة بعض المعتدلين الجمهوريين إلى صفّها. ووعدت الجمهوريين الذين يواصلون دعم ترمب بأنها لن تسعى فقط إلى تعيين وزير جمهوري في إدارتها بحال فوزها، بل إنها ستعمل أيضاً على تشكيل مجلس استشاري في البيت الأبيض يضم ديمقراطيين وجمهوريين. وقالت، خلال فعالية في ولاية أريزونا، مخاطبةً الجمهوريين الذين يدعمون حملتها: «لا أريد أشخاصاً يوافقون على أي شيء. أريد مستشارين يقيمون الأفكار (المطروحة)».

وفي الأسابيع الأخيرة المتبقية على موعد الانتخابات، كثَّف ترمب وهاريس حملتيهما في الولايات المتأرجحة، التي بات من الواضح أنها ستحسم نتيجة السباق.

طفلة ترفع لافتة انتخابية داعمة لهاريس في أريزونا (رويترز)

وتؤكد حملة ترمب أن فوزه بات مضموناً، وأنه سيجمع ما لا يقل عن 289 صوتاً بالمجمَّع الانتخابي في نوفمبر، وهو ما يكفي لتأمين البيت الأبيض. في المقابل، قالت جين أومالي ديلون، رئيسة حملة هاريس، خلال اجتماع مع أكثر من 3 آلاف مندوب عبر «زووم» إنه «لا يوجد شيء مؤكد». وقالت إن «السباق متقارب... تخبرنا بياناتنا أننا فائزون وسنظل في المقدمة، ولكن بشق الأنفس».

وبينما أكدت هاريس مجدداً أن الفوز في الانتخابات لن يكون «سهلاً»، لكن في الواقع فإن المرشحة الديمقراطية لا تزال متقاربة مع منافسها، خصوصاً في الولايات السبع المتأرجحة، بحسب ما تظهره استطلاعات الرأي.

حظوظ هاريس ضعيفة بين الذكور

أنصار ترمب خلال تجمع انتخابي في كولورادو (إ.ب.أ)

ومن أجل تعبئة الناخبين في هذه الولايات، خصوصاً الناخبين الذكور الذين يتمتع ترمب بشعبية أكبر في أوساطهم، تلجأ نائبة الرئيس إلى الاستعانة بشخصيات ذات ثقل في حزبها. كما تستشعر حملتها الخطر، خصوصاً بين الناخبين السود الذين يبتعدون عن الديمقراطيين.

ولهذا الغرض، توجه الرئيس الديمقراطي الأسبق باراك أوباما إلى بنسلفانيا، ويتوجه قريباً إلى أريزونا ونيفادا. كما سيتوجه الرئيس الديمقراطي الأسبق بيل كلينتون إلى جورجيا. أما هاريس، فزارت السبت ولاية نورث كارولاينا، ثم تتجه إلى بنسلفانيا، الاثنين.

ورغم أن هاريس قد حسَّنت أرقامها بين الناخبين السود منذ انسحاب بايدن من السباق، فإنها لا تزال متأخرة بشكل كبير عن أرقام بايدن نفسه عام 2020. وأظهر استطلاع أجرته صحيفة «نيويورك تايمز»، بالتعاون مع كلية «سيينا» بين الناخبين السود المحتملين، أن ما يقرب من 8 من كل 10 ناخبين سود على مستوى البلاد قالوا إنهم سيصوتون لهاريس. لكن بايدن فاز بنسبة 90 في المائة من الناخبين السود، عام 2020. ومع سباق ضيق هذا العام، فإن الانخفاض في نسبة هاريس، إذا استمر، سيكون كبيراً بما يكفي لتعريض فرصها للفوز بالولايات الرئيسية المتأرجحة للخطر.

ويظهر في استطلاعات رأي أجرتها صحيفة «وول ستريت جورنال» أخيراً، أن معركة الولايات المتأرجحة متعادلة، لكن ترمب يتفوق في القضايا الرئيسية: الاقتصاد وأمن الحدود، والتعامل مع حربَي إسرائيل وأوكرانيا. ومع ذلك، قالت الصحيفة إن هاريس لا يزال أمامها طريق للفوز في المجمع الانتخابي.

تفوق ترمب في الاقتصاد والهجرة

عرض رسم توضيحي لارتفاع عدد المهاجرين غير النظاميين خلال فعالية انتخابية لترمب في نيفادا (أ.ف.ب)

ويرى الناخبون في الولايات السبع المتأرجحة أن ترمب قادر بشكل أفضل من هاريس على التعامل مع القضايا التي يهتمون بها، وفي مقدمتها الاقتصاد وأمن الحدود. ومع ذلك، فإنهم منقسمون بالتساوي تقريباً حول المرشح الذي يجب أن يقود البلاد.

ووجد استطلاع الولايات الأكثر تنافساً، أن هاريس تتقدم بفارق ضئيل في أريزونا وميشيغان وويسكونسن وجورجيا، لكن تقدمها لا يتجاوز نقطتين مئويتين. في حين يتمتع ترمب بميزة ضيقة في نيفادا ونورث كارولينا وبنسلفانيا، وميزة بالغة 5 نقاط في نيفادا، وجميعها يقع ضمن هامش الخطأ في الاستطلاع.

ويجد الاستطلاع أن السباق في كل ولاية (وبالتالي الانتخابات الرئاسية) متقارب للغاية، بحيث لا يمكن التنبؤ بنتيجته. وإذا فازت هاريس بالولايات التي تتصدرها في الاستطلاعات، فستفوز بأغلبية ضئيلة في المجمع الانتخابي.

كما انقسم الناخبون المستقلون بالتساوي تقريباً، 40 في المائة لهاريس و39 في المائة لترمب، وهو عامل آخر يجعل المنافسة سباقاً محتدماً في كل ولاية. وأظهر الاستطلاع أن الخطوط الحزبية لا تزال منقسمة بشكل حاد، ولم يتمكن أي من المرشحين استمالة أي شريحة مترددة من الحزبين. واحتفظ ترمب بنسبة 93 في المائة من الجمهوريين، في جميع الولايات السبع المتأرجحة، مقابل 93 في المائة من الديمقراطيين لهاريس.

وتشير نتائج الاستطلاع إلى أن هاريس لديها مسار محتمَل للفوز من خلال ولايات ما يُسمَّى «حزام الشمس»، أريزونا ونيفادا، بنحو 6 نقاط مئوية. كما زادت حصتها من الأصوات بمقدار 5 نقاط في جورجيا، مقارنة ببايدن، و4 نقاط في نورث كارولينا، في حين لم تتغير حصة ترمب كثيراً في الولايات السبع.

تفوق ترمب في السياسة الخارجية

وجدت استطلاعات الرأي أن حظوظ هاريس وترمب «متساوية» في الولايات المتأرجحة (رويترز)

أظهر استطلاع «وول ستريت جورنال» أن ترمب يتمتع بتفوق واضح في التعامل مع حربَي إسرائيل وأوكرانيا؛ حيث يفضل الناخبون، بفارق كبير في الولايات المتأرجحة، الرئيس السابق على هاريس.

ورغم أن الاستطلاع أكّد أن السياسة الخارجية ليست أولوية للناخبين، فإن الرئيس القادم سيرث صراعين ليس لهما نهاية واضحة في الأفق، وأدى تورُّط الولايات المتحدة فيهما إلى استقطاب الناخبين. ويتقدم ترمب على هاريس بين الناخبين في الولايات المتأرجحة، بنسبة 50 في المائة مقابل 39 في المائة، من جهة كونه المرشح الأكثر قدرة على التعامل مع حرب روسيا في أوكرانيا، ولديه ميزة بنسبة 48 في المائة مقابل 33 في المائة، في التعاطي مع حرب إسرائيل و«حماس».

وغالباً ما تحدَّث ترمب عن أن فترة ولايته في البيت الأبيض كانت فترة من السلام النسبي في جميع أنحاء العالم، وزعم - دون تقديم تفاصيل - أنه قادر على حلّ كلا الصراعين بسرعة إذا فاز في نوفمبر.

وفيما تزايدت معارضة الجمهوريين للمساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا مع اقتراب حربها مع روسيا من عامها الرابع، انقسم الديمقراطيون حول ما إذا كان ينبغي للولايات المتحدة أن تستمر في تسليح إسرائيل بمعركتها التي استمرت عاماً كاملاً مع «حماس»، في خضم الانتقادات المتزايدة للخسائر البشرية الكبيرة بين المدنيين والكارثة الإنسانية في غزة.


مقالات ذات صلة

إردوغان «قلق» من تعيينات إدارة ترمب الجديدة

شؤون إقليمية ترمب مستمعاً إلى مرشحه لوزارة الخارجية السيناتور ماركو روبيرو خلال حملته لانتخابات الرئاسة الأميركية (رويترز)

إردوغان «قلق» من تعيينات إدارة ترمب الجديدة

لم يُخفِ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قلق حكومته بشأن بعض الأسماء التي أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ضمها إلى إدارته.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد مارك روان يشارك في حلقة نقاشية في بيفرلي هيلز بكاليفورنيا (رويترز)

مارك روان مرشح جديد بارز لمنصب وزير الخزانة في إدارة ترمب

برز الملياردير مارك روان، صاحب رأس المال الخاص، كأحد أبرز المرشحين لمنصب وزير الخزانة في إدارة دونالد ترمب، وسيلتقي الرئيس المنتخب اليوم (الأربعاء).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

مدعون: يجب تعليق قضية شراء الصمت ضد ترمب

قال ممثلو ادعاء في نيويورك إن القضية التي أدين فيها دونالد ترمب باتهامات جنائية تتعلق بدفع أموال لممثلة أفلام إباحية مقابل شراء صمتها يجب أن تتوقف.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ مرشح الرئيس المنتخب لمنصب وزير الصحة روبرت كيندي يتحدث مع النائب الأميركي السابق مات غايتس الذي رشحه ترمب لمنصب وزير العدل وزوجته جينجر لوكي غايتس في حفل معهد أميركا أولاً للسياسة الذي أقيم بمارالاغو ببالم بيتش بفلوريدا (أ.ف.ب)

ترمب يضغط على مجلس الشيوخ لتمرير تعييناته... رغم الفضائح

دفع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب للمصادقة على مرشحيه للمناصب العليا في إدارته المقبلة وبينهم مرشحه لوزارة العدل مات غايتس الذي تلاحقه فضائح أخلاقية

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ القائم بأعمال مدير هيئة الهجرة والجمارك توماس هومان الذي رشحه الرئيس المنتخب دونالد ترمب ليعمل مثل «قيصر حدود» (أ.ب)

ترمب في يومه الأول ينشر الجيش لترحيل المهاجرين جماعياً

جدد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب تعهده بأنه سيبدأ اليوم الأول من عهده بعمليات الترحيل الجماعي للمهاجرين غير المسجلين بإعلان حالة الطوارئ ونشر الجيش.

علي بردى (واشنطن)

ترمب يدرس تكليف وارش بوزارة الخزانة ثم مجلس الاحتياطي

كيفن وارش (أرشيفية)
كيفن وارش (أرشيفية)
TT

ترمب يدرس تكليف وارش بوزارة الخزانة ثم مجلس الاحتياطي

كيفن وارش (أرشيفية)
كيفن وارش (أرشيفية)

ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال في تقرير لها يوم الخميس نقلا عن مصادر مطلعة أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يدرس تكليف كيفن وارش بوزارة الخزانة مع إمكانية توليه قيادة مجلس الاحتياطي الاتحادي لاحقا عقب انتهاء ولاية جيروم باول في عام 2026.

وأضاف التقرير أن ترمب ناقش هذا الترتيب مع وارش، المصرفي السابق الذي خدم في مجلس الاحتياطي الاتحادي، خلال اجتماعه به في منتجعه مارالاغو في ولاية فلوريدا يوم الأربعاء. وذكر التقرير أن ترمب يفكر أيضا في تعيين سكوت بيسنت، وهو مستثمر في صناديق التحوط منذ زمن وعمل أيضا محاضرا لسنوات في جامعة ييل، لقيادة المجلس الاقتصادي القومي في البيت الأبيض على أن يجري ترشيحه ليحل محل وارش في وزارة الخزانة.

ولم يصدر ترمب أي إعلان حتى الآن. ونبهت الصحيفة إلى أن أسماء أخرى لا تزال مطروحة لمنصب وزارة الخزانة منها مارك روان، المؤسس المشارك لشركة أبولو غلوبال مانجمنت، والسناتور بيل هاغرتي، وروبرت لايتهايزر، الذي شغل منصب الممثل التجاري الأميركي لترمب طوال فترة ولاية الرئيس السابقة.