ترمب يكثّف هجماته على هاريس عبر «تروث سوشال» مع اقتراب الانتخابات

وصفها بـ«المختلة» و«الغبية» وأعاد نشر صور مفبركة

ترمب متحدّثاً خلال فعالية انتخابية في ريدينغ، بنسلفانيا، 9 أكتوبر (رويترز)
ترمب متحدّثاً خلال فعالية انتخابية في ريدينغ، بنسلفانيا، 9 أكتوبر (رويترز)
TT

ترمب يكثّف هجماته على هاريس عبر «تروث سوشال» مع اقتراب الانتخابات

ترمب متحدّثاً خلال فعالية انتخابية في ريدينغ، بنسلفانيا، 9 أكتوبر (رويترز)
ترمب متحدّثاً خلال فعالية انتخابية في ريدينغ، بنسلفانيا، 9 أكتوبر (رويترز)

«كامالا الكاذبة والمختلة عقلياً» و«الغبية»، هي بعض العبارات التي تتكرّر في منشورات الرئيس السابق الأميركي السابق والمرشّح الجمهوري للانتخابات الرئاسية، دونالد ترمب، على منصّة «تروث سوشال» التي يملكها. وكثّف ترمب، الشهر الماضي، من حدّة هجومه على منافسته الديمقراطية في الانتخابات الرئاسية، في مسعى لحشد دعم قاعدته قبل أيام من موعد الاقتراع.

وعدد متابعي ترمب على «تروث سوشال»، الذي يبلغ 7.85 مليون شخص، يبقى أقل من متابعيه على حسابه في «إكس» (91.5 مليون شخص)، والذي تم منعه من استخدامه مؤقتاً بعد هجوم أنصار له على مبنى الكابيتول في 6 يناير (كانون الثاني) 2021 لمنع إقرار نتائج الانتخابات التي فاز بها الديمقراطي جو بايدن.

وتيرة منظمة

لكن وتيرة نشر ترمب للتدوينات لا تزال منتظمة، بأكثر من 30 مرة يومياً كمعدل خلال شهر سبتمبر (أيلول)، وغالباً ما تنشر في وقت متأخر من الليل، وفق تحليل أجرته «وكالة الصحافة الفرنسية». ويمكن قراءة تدوينات تصف كامالا هاريس بأنها «مذنبة بارتكاب جرائم» و«يجب طردها أو محاكمتها»، مع الحفاظ على منسوب الهجوم السياسي المرتفع الذي يظهره في خطاباته واجتماعاته.

ولا يتردد دونالد ترمب في وصف منافسته بأنها «مجنونة» أو «متخلفة عقليّاً»، أو أنها تدفع مقابلاً لمؤيديها. كما يعد أنصاره في حال فوزه بأن «يعاقب» بشدة من «غشّوا» في انتخابات 2020، التي لم يعترف بنتائجها قطّ، كما يواصل تشكيكه في إجراءات تنظيم انتخابات 2024. ويرى خبراء أن هذا الموقف، الذي يُكرّره في جميع تجمّعاته الانتخابية، يقدّم مؤشرات لرفض محتمل لنتائج انتخابات الشهر المقبل، من خلال مواصلة إطلاق التحذيرات من احتمال حدوث تزوير.

منشورات مضلّلة

ويعج حساب ترمب على «تروث سوشال» باستطلاعات رأي تمنحه تقدّماً، وبروابط لمواقع وسائل إعلام محافظة، وكذلك بمعلومات كاذبة حول ملفات مثل الإجهاض والهجرة. كما يحمّل في منشوراته كامالا هاريس المسؤولية عن الهجرة غير النظامية عبر الحدود مع المكسيك، ويستخدم في كثير من الأحيان إحصاءات قديمة أو مضلّلة حول الجريمة بين صفوف المهاجرين.

وبينما تتجاهل المرشّحة الديمقراطية معظم هذه الإهانات والهجمات، وتفضل استفزاز خصمها من خلال وصفه بـ«غريب الأطوار» والتشكيك في عدد المؤيدين الحاضرين في اجتماعاته الانتخابية، لكن حملتها لا تتردد في الإشارة إلى كل «معلومة كاذبة» ينشرها دونالد ترمب، وإن كان ذلك لا يوقف انتشارها.

وبعد تعرّضه لانتقادات بسبب إعادة نشره تدوينة لمّحت إلى أن كامالا هاريس حصلت على امتيازات سياسية مقابل «خدمات» جنسية، أكد دونالد ترمب مؤخراً في برنامج بودكاست أن «إعادة مشاركة (المنشورات) يخلق الأعداء». لكن ذلك لم يمنعه من مشاركة، ونشر نظريات مؤامرة أو نظريات عنصرية فجّة.

وإثر اعتقال مغني الراب «باف ديدي» بتهم الاتجار بالجنس، شارك دونالد ترمب صورة مفبركة تظهر كامالا هاريس بجانب هذا المغني الشهير. وشارك دونالد ترمب أيضاً على نطاق واسع في نشر الاتهامات الكاذبة لمهاجرين هايتيين في ولاية أوهايو بسرقة حيوانات أليفة لأكلها، ما أثار جدلاً ألقى بظلاله على الحملة الانتخابية لفترة طويلة. ونتيجة للاتهامات، أصبح المهاجرون الهايتيون عرضة للتهديدات في هذه الولاية الواقعة شمال شرقي البلاد.


مقالات ذات صلة

حملة ترمب تطلب طائرات حربية وآليات عسكرية لتأمينه وسط تهديدات إيرانية

الولايات المتحدة​ أحد عناصر جهاز الخدمة السرية وخلفه المرشح الجمهوري دونالد ترمب خلال تجمع انتخابي (أ.ف.ب)

حملة ترمب تطلب طائرات حربية وآليات عسكرية لتأمينه وسط تهديدات إيرانية

طلبت حملة المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترمب توفير طائرات عسكرية لنقل ترمب خلال الأسابيع الأخيرة من الحملة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما يتحدث في تجمع جماهيري لدعم حملة نائبة الرئيس كامالا هاريس في بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا (د.ب.أ)

أوباما يحض الناخبين السود على عدم التردد في التصويت لهاريس

شنّ الرئيس الأميركي السابق هجوماً حادّاً على المرشّح الجمهوري دونالد ترمب.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أرشيفية - رويترز)

كيف يمكن أن يؤثر الشرق الأوسط والانتخابات الأميركية أحدهما على الآخر؟

تناولت صحيفة «الغارديان» البريطانية العلاقة بين أزمة الشرق الأوسط والانتخابات الرئاسية الأميركية وطرحت سؤالاً بشأن تأثير أحدهما على الآخر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ هاريس لدى مغادرتها مطار لاغوارديا في نيويورك، الأربعاء (أ.ب)

هاريس تخشى فوز ترمب… رغم تقدّمها في التصويت الشعبي

رغم تقدمها في الاستطلاعات وطنياً، لم تتمكن مرشحة الديمقراطيين كامالا هاريس، بعد من تجاوز أرجحية منافسها الجمهوري دونالد ترمب، في المجمع الانتخابي.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ المرشح الرئاسي الجمهوري السابق دونالد ترمب يتحدث في تجمع انتخابي في سانتاندير أرينا في ريدينغ بنسلفانيا الأربعاء 9 أكتوبر 2024 (أ.ب)

حملة ترمب تعاني تراجع تمويلها من المتبرعين الصغار

انخفضت مساهمات المتبرعين الصغار لحملة الرئيس السابق دونالد ترمب الرئاسية، في حملته الأخيرة للبيت الأبيض، مما وضع الرئيس السابق أمام تحدٍّ مالي للحاق بحملة هاريس

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

بايدن: قيمة خسائر الإعصار «ميلتون» تقدر بـ50 مليار دولار

صورة جوية تُظهر منزلاً شاطئياً مدمراً بعد أن وصل الإعصار «ميلتون» إلى فلوريدا (رويترز)
صورة جوية تُظهر منزلاً شاطئياً مدمراً بعد أن وصل الإعصار «ميلتون» إلى فلوريدا (رويترز)
TT

بايدن: قيمة خسائر الإعصار «ميلتون» تقدر بـ50 مليار دولار

صورة جوية تُظهر منزلاً شاطئياً مدمراً بعد أن وصل الإعصار «ميلتون» إلى فلوريدا (رويترز)
صورة جوية تُظهر منزلاً شاطئياً مدمراً بعد أن وصل الإعصار «ميلتون» إلى فلوريدا (رويترز)

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة، أن الإعصار «ميلتون» خلف خسائر تقدر قيمتها بـ50 مليار دولار بعدما ضرب ولاية فلوريدا، حيث قضى 16 شخصاً على الأقل.

وقال بايدن للصحافيين في البيت الأبيض: «يقدر الخبراء (...) أنه تسبب بأضرار تناهز 50 مليار دولار»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وارتفعت حصيلة القتلى جراء الإعصار «ميلتون» إلى 16 قتيلاً على الأقل، الجمعة، وفق ما أفاد مسؤولون في ولاية فلوريدا، في الوقت الذي بدأ فيه السكان بالعودة إلى منازلهم والعمل لاستعادة إيقاع حياتهم المألوف.

وظل نحو 2.5 مليون منزل ومقر شركة محروماً من الكهرباء، بينما بعض المناطق الواقعة على مسار العاصفة بالغة العنف من خليج المكسيك إلى المحيط الأطلسي، لا يزال مغموراً بالمياه.

مشهد قاسٍ

ضرب «ميلتون» سواحل ولاية فلوريدا في وقت متأخر، الأربعاء، كعاصفة من الفئة الثالثة، ما تسبب بتدمير مناطق كانت - وما زالت - تعاني آثار الإعصار «هيلين» الذي سبقه بأسبوعين، وأسفر عن مقتل 237 شخصاً في جنوب شرقي الولايات المتحدة.

وفي سييستا كي، وهي جزيرة تقع بالقرب من ساراسوتا، حيث ضربت العاصفة اليابسة، ترك «ميلتون» خلفه مشهداً قاسياً.

بعض الشوارع كان - ولا يزال - مغموراً بالمياه، الجمعة، وعلى جوانب الطرقات تناثرت جذوع الأشجار المتساقطة والحطام وقطع الأثاث بشكل عشوائي.

وقال مارك هورنر، الذي انتقل للعيش هناك قبل 6 سنوات، إن منزله نجا إلى حد ما، لكن الجزيرة «تضررت بشدة»، والناس يعيدون تقييم المستقبل.

وأبدى الرجل البالغ 67 عاماً تفاؤلاً، وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «جنتنا ستعود. فقط الأمر صادم بعض الشيء كي نستوعبه».

وكانت الزوابع - وليس مياه الفيضانات - وراء كثير من الوفيات الناجمة عن العاصفة.

منظر جوي يُظهر شارعاً غمرته المياه في أعقاب الإعصار «ميلتون» بولاية فلوريدا (أ.ف.ب)

لم يحدث السيناريو الأسوأ

وفي فورت بيرس على ساحل فلوريدا، قضى 4 أشخاص بسبب الإعصار «ميلتون». وقالت سوزان ستيب البالغة 70 عاماً: «عثروا على بعض الأشخاص ميتين على شجرة في الخارج. أتمنى لو أنهم قاموا بإجلائهم».

وقال مسؤولون إن 6 أشخاص على الأقل لقوا حتفهم في مقاطعة سانت لوسي، و4 في مقاطعة فولوسيا، واثنين في مقاطعة بينيلاس، وشخصاً واحداً في كل من مقاطعات هيلزبورو وبولك وأورانج وسيتروس.

وتسببت العاصفة بسقوط أعمدة الكهرباء واقتلاع سقف ملعب بيسبول في تامبا، وغمرت المنازل بالمياه، لكن فلوريدا تجنبت الدمار الكارثي الذي كان المسؤولون يخشونه.

وقال حاكم الولاية رون دي سانتيس للصحافيين: «كانت العاصفة كبيرة، لكن لحسن الحظ لم يكن ما حدث هو السيناريو الأسوأ».

وأصدرت الأرصاد الجوية الوطنية 126 تحذيراً من الأعاصير في جميع أنحاء الولاية، الأربعاء، وهو رقم قياسي، وفقاً لما ذكر خبير الأعاصير مايكل لوري.

وقال ليديير رودريغيز الذي غمرت المياه شقته في تامبا باي: «ليس من السهل أن تعتقد أنك تمتلك كل شيء، وفجأة لا تملك شيئاً».

«اهتم بشؤونك»

والجمعة، كانت عمليات البحث والإنقاذ مستمرة، وأفاد خفر السواحل عن عملية إنقاذ مذهلة لقبطان قارب نجا من العاصفة، وظل متشبثاً بصندوق تبريد عائم في مياه خليج المكسيك.

وقالت دانا غريدي من جهاز خفر السواحل بسانت بيترسبرغ في بيان: «نجا هذا الرجل في سيناريو أشبه بالكابوس».

وحض الرئيس جو بايدن، الخميس، الناس على البقاء في منازلهم، حتى تتم إزالة خطوط الكهرباء والحطام المتناثر.

وتحوّل الإعصاران «هيلين» و«ميلتون» المتتاليان في فلوريدا إلى مادة انتخابية، إذ نشر المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترمب، نظريات مؤامرة تزعم أن بايدن والمرشحة الرئاسية الديمقراطية كامالا هاريس، تخليا عن الضحايا.

ورد بايدن، الخميس، عليه بالقول: «اذهب واهتم بشؤونك».

صورة جوية تُظهر الحطام المتراكم أمام المنازل بعد وصول الإعصار «ميلتون» إلى فلوريدا (رويترز)

«سنبيع على الأرجح»

عدّ خبراء، الجمعة، أن التغير المناخي الناجم عن الإنسان جعل الإعصار «ميلتون» أكثر رطوبة وأشد رياحاً.

وقال تقرير لمجموعة «وورلد ويذر اتريبيوشن» التي تضم علماء مناخ، إن «هطول أمطار غزيرة في يوم واحد مثل تلك الأحداث المرتبطة بميلتون، أصبح أكثر كثافة بنسبة من 20 إلى 30 في المائة، وأكثر ترجيحاً بنحو الضعف في مناخ اليوم».

وأضاف التقرير أن هذا أدى إلى زيادة قوة رياح الإعصار «ميلتون» بنحو 10 في المائة، ما يحول عاصفة من الفئة الثانية إلى واحدة أكثر تدميراً من الفئة الثالثة.

وترك «ميلتون» بعض سكان فلوريدا منهكاً وفي حالة يأس، والبعض الآخر يستعد لعملية طويلة لبناء ما تهدم.

وفي أورلاندو، على الساحل الشرقي، كان جو ماير البالغ 58 عاماً، يضع أمتعته للعودة إلى منزله في ماديرا بيتش، جنوب تامبا، بعد 5 أيام قضاها في فندق.

وقال إن الإعصار «هيلين» ضرب منزله «مثل قنبلة تنفجر»، واضطر للسباحة إلى منزل أحد جيرانه. أما «ميلتون» فقد ترك كمية أقل من المياه، مع مزيد من الأضرار بسبب الرياح.

وأضاف: «من المحتمل أن نبيع» المنزل للانتقال إلى مكان أقل عرضة للفيضانات، مشيراً إلى أنه وصل إلى سن أصبح فيها هذا الأمر «أكثر مما نستطيع تحمله».