بايدن يتقدم خطوة نادرة إلى الأمام دعماً لهاريس والديمقراطيين

توجه إلى بنسلفانيا وويسكونسن... ومرشحون يفضلون الابتعاد عنه انتخابياً

بايدن ونائبته المرشحة للرئاسة كامالا هاريس (أرشيفية - أ.ب)
بايدن ونائبته المرشحة للرئاسة كامالا هاريس (أرشيفية - أ.ب)
TT

بايدن يتقدم خطوة نادرة إلى الأمام دعماً لهاريس والديمقراطيين

بايدن ونائبته المرشحة للرئاسة كامالا هاريس (أرشيفية - أ.ب)
بايدن ونائبته المرشحة للرئاسة كامالا هاريس (أرشيفية - أ.ب)

تقدم الرئيس الأميركي، جو بايدن، خطوة سياسية نادرة إلى الأمام، بعد تراجعه خطوة كبيرة إلى الوراء قبل 80 يوماً، حين أنهى سعيه إلى البقاء في البيت الأبيض أربع سنوات إضافية.

وتوجه إلى ولايتي بنسلفانيا وويسكونسن المتأرجحتين للحديث عن إنجازات عهده، فيما بدا أيضاً أنه محاولة، غير مرغوبة أحياناً، لتعزيز فرص نائبة الرئيس كامالا هاريس والمرشحين الديمقراطيين الآخرين لمقاعد في مجلسي النواب والشيوخ خلال الانتخابات المقبلة.

وابتعد بايدن بشكل ملحوظ عن مسار الحملة الانتخابية للديمقراطيين منذ إنهاء جهود إعادة انتخابه في 21 يوليو (تموز) الماضي، ما يجعل توقفه في بنسلفانيا وويسكونسن المتنازع عليهما بشدة بين هاريس وغريمها الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب، أكثر بروزاً.

ومع قيامه بهذه الجولة، حظي بايدن باحتضان كامل من السيناتور الديمقراطي بوب كايسي، خلال مشاركته في حملة خاصة لجمع التبرعات في ضواحي مدينة فيلادلفيا لمصلحة السيناتور عن بنسلفانيا.

بايدن توجه إلى ولايتي بنسلفانيا وويسكونسن المتأرجحتين للحديث عن إنجازات عهده (د.ب.أ)

ولكن في ميلووكي، حيث يسلط بايدن الضوء على جهود إدارته لاستبدال أنابيب الرصاص السامة في البلاد، ستغيب السيناتورة الديمقراطية الحالية تامي بالدوين، التي لم تقدم تفسيراً لذلك. غير أن وكالة «أسوشييتد برس» نقلت عن مدير معهد مولينبيرغ كولدج للرأي العام في بنسلفانيا، كريستوفر بوريك، أن «الديمقراطيين يحسبون في السباقات الضيقة، في الغالب، أن خطر احتضان بايدن يتجاوز بكثير أي مكافأة يمكن أن تجلبها جهوده لحملاتهم». ورأى أنه «لا توجد أماكن كثيرة حيث يمكنه أن يكون مفيداً للديمقراطيين في السباقات التنافسية».

ويحاول الديمقراطيون ضمان فوز كل من كايسي وبالدوين من أجل إحكام سيطرتهم على مجلس الشيوخ.

وكان بايدن تعهد بعد انسحابه من السباق الانتخابي، القيام بحملة قوية لصالح هاريس والديمقراطيين. ولكن مع انتهاء موسم الحملة، ظل على الهامش إلى حد كبير؛ لأنه ظل بديلاً معيباً لهاريس والديمقراطيين في صناديق الاقتراع.

ويرتبط كايسي، الذي يترشح ضد الجمهوري ديفيد ماكورميك في سعيه إلى الحصول على ولاية رابعة في الكونغرس، علاقة طويلة الأمد مع بايدن، وترعرع في نفس الشارع الذي نشأ فيه بايدن في سكرانتون، بنسلفانيا. تعرفت عائلاتهما إلى بعضهما البعض لعقود من الزمان، وخاض حملة مع بايدن مرات لا حصر لها، بما في ذلك في وقت سابق من هذا العام. ومع أن بايدن يقيم في ديلاوير، فهو من مواليد بنسلفانيا.

شكوك كبيرة

ومع ذلك، يواجه بايدن شكوكاً كبيرة، وتراجعت شعبيته وسط تشاؤم من ارتفاع تكاليف المعيشة، والشكوك حول ما إذا كان لا يزال قادراً على أداء وظيفته بعدما بلغ من العمر 81 عاماً.

ووفقاً لاستطلاع أجرته جامعة مونماوث ونُشر في أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي، كان لدى نحو 4 من كل 10 ناخبين وجهة نظر إيجابية عن بايدن، ونحو 6 من كل 10 لديهم وجهة نظر غير مواتية.

وأمضت بالدوين، الثلاثاء، على الجانب الآخر من ويسكونسن بعيداً من المنطقة التي يزورها بايدن، لحضور فعاليات الحملة والحصول على جائزة، وفقاً لحملتها ومكتبها في مجلس الشيوخ.

بايدن متوسطاً زوجته جيل والحاخام آرون ألكسندر خلال إضاءة شمعة في ذكرى هجمات 7 أكتوبر بغزة في البيت الأبيض الاثنين (رويترز)

ورداً على سؤال حول سبب تخطيها لزيارة الرئيس بايدن، قال مدير الاتصالات في حملتها إيلي روزن إن «لدى السيناتورة بالدوين حدث مقرر مسبقاً في مزرعة عائلية في أو كلير لتلقي جائزة» من اتحاد المزارعين الأميركيين؛ «تقديراً لقيادتها في النضال من أجل المزارعين والمنتجين المجتهدين في أميركا».

كانت شعبية بايدن في ويسكونسن تدور حول 40 في المائة خلال العام الماضي، ولم تزد بعد انسحابه من السباق الرئاسي هذا الصيف، وفقاً لاستطلاع حديث أجرته كلية الحقوق بجامعة ماركيت.

ابتعاد عن بايدن

تواجه بالدوين، التي تسعى لولايتها الثالثة في الكونغرس، الرئيس التنفيذي لشركة تطوير عقارات في ويسكونسن الجمهوري إريك هوفدي.

وتخطت أربعة من نشاطات بايدن الخمسة في الولاية هذا العام، بما في ذلك اثنان في مسقط رأسها ماديسون، قبل أن ينسحب من السباق. ومع ذلك، ظهرت بالدوين مع هاريس، بما في ذلك التحدث إلى حشد من أكثر من عشرة آلاف شخص، الشهر الماضي، في ماديسون.

وقال رئيس الحزب الجمهوري في ويسكونسن، براين شيميني: «يمكن أن تتمكن بالدوين من تخطي حدث بايدن، لكنها لا تستطيع تجنب حكم الأسر العاملة في ويسكونسن عندما يتوجهون إلى صناديق الاقتراع».

تأتي زيارة بايدن إلى ويسكونسن، التي يوجد فيها نحو 340 ألف أنبوب رصاصي، في الوقت الذي أصدرت فيه وكالة حماية البيئة، الثلاثاء قاعدة نهائية تتطلب من أنظمة مياه الشرب في كل أنحاء البلاد تحديد واستبدال أنابيب الرصاص في غضون عشر سنين. يوفر قانون البنية التحتية الذي أقر في عهد بايدن عام 2021 زهاء 15 مليار دولار لاستبدال الأنابيب السامة، وهو إرث يقول البيت الأبيض إنه سيكون له تأثير على الأجيال القادمة.

وقال النائب الديمقراطي مارك بوكان إن سياسات بايدن تحظى بشعبية في ولاية ساحة المعركة حتى لو أظهرت استطلاعات الرأي أنه ليس كذلك. ولكنه دافع أيضاً عن عدم ظهور بالدوين مع بايدن.


مقالات ذات صلة

حكومة ترمب الجديدة تحمل بصمات نجله

الولايات المتحدة​ ترمب ونجله دونالد جونيور (أ.ف.ب)

حكومة ترمب الجديدة تحمل بصمات نجله

اختتم الرئيس المنتخب دونالد ترمب ترشيحات حكومته الجديدة، بإعلان رئيسة مركز «أميركا فيرست بوليسي إنستيتيوت»، بروك رولينز، وزيرةً للزراعة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ تصفق بحرارة في الجلسة الختامية لمؤتمر «كوب 29» (د.ب.أ)

«كوب 29»: مضاعفة التمويل المناخي إلى 300 مليار دولار

بعد أسبوعين من النقاشات الحامية، انتهى مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية (كوب 29)، باتفاق على مضاعفة التمويل المتاح لمساعدة الاقتصادات النامية.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد رئيس «كوب 29» مختار باباييف يصفق خلال الجلسة العامة الختامية لقمة الأمم المتحدة للمناخ (أ.ب)

«كوب 29» يسدل ستاره بالاتفاق على تمويل مناخي بـ300 مليار دولار

اتفقت دول العالم، بعد أسبوعين من المفاوضات الشاقة، على هدف تمويل سنوي بقيمة 300 مليار دولار لمساعدة الدول الأكثر فقراً على مواجهة آثار تغير المناخ.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الولايات المتحدة​ بروك رولينز مرشحة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لمنصب وزير الزراعة (أ.ب)

ترمب يرشح المعاونة السابقة بالبيت الأبيض بروك رولينز لمنصب وزير الزراعة

قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إنه سيرشح المعاونة السابقة بالبيت الأبيض بروك رولينز لشغل منصب وزير الزراعة في إدارته المقبلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم أسلحة (أ.ب)

السجن 4 سنوات لأميركي باع أجزاء من أسلحة بشكل غير قانوني لأشخاص في إسرائيل

قالت شبكة «فوكس 32» شيكاغو إن رجلاً من مدينة بالوس هيلز الأميركية حُكم عليه بالسجن لمدة أربع سنوات تقريباً بتهمة شحن أجزاء من أسلحة بشكل غير قانوني

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ترمب يبحث القضايا الأمنية العالمية مع أمين عام «الناتو»

ترمب يبحث القضايا الأمنية العالمية مع أمين عام «الناتو»
TT

ترمب يبحث القضايا الأمنية العالمية مع أمين عام «الناتو»

ترمب يبحث القضايا الأمنية العالمية مع أمين عام «الناتو»

التقى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، الجمعة، الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب في بالم بيتش في ولاية فلوريدا، وفق ما أعلنت الناطقة باسم «الناتو» اليوم (السبت).

وقالت فرح دخل الله في بيان مقتضب: «ناقشا كل القضايا الأمنية العالمية التي تواجه حلف شمال الأطلسي».

وكان رئيس الوزراء الهولندي السابق أشار إلى رغبته في لقاء ترمب بعد يومين من فوز الجمهوري في الانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر (تشرين الثاني)، وأكّد وقتها أنه يريد أن يبحث معه «التهديد» الذي يمثّله تعزيز العلاقات بين روسيا وكوريا الشمالية.

وقال في 7 نوفمبر على هامش قمة للزعماء الأوروبيين في بودابست «أنا أتطلع إلى الجلوس مع الرئيس ترمب للبحث في كيفية ضمان مواجهة هذا التهديد بشكل جماعي».

ومذاك يحذّر روته بصورة متواصلة من التقارب بين الصين وكوريا الشمالية وإيران، وهي ثلاث دول متهمة بمساعدة روسيا في حربها على أوكرانيا.

واختار ترمب يوم الأربعاء مات ويتاكر، القائم بالأعمال السابق بمنصب المدعى العام، سفيرا لبلاده لدى حلف شمال الأطلسي.

وأوضح الرئيس المنتخب في بيان إن ويتاكر «محارب قوي ووطني وفي، وسيضمن الارتقاء بمصالح الولايات المتحدة والدفاع عنها، وتعزيز العلاقات مع حلفائنا في الناتو، والوقوف بثبات في مواجهة التهديدات للأمن والاستقرار».

ويعد اختيار ويتاكر ممثلا للبلاد لدى الحلف العسكري اختيارا غير اعتيادي، نظرا لخلفيته كمحام وعدم تمتعه بخبرة في السياسة الخارجية.

مبعوث خاص لأوكرانيا

كشفت أربعة مصادر مطلعة على خطط انتقال السلطة أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يدرس اختيار ريتشارد غرينيل الذي شغل منصب مدير المخابرات الوطنية خلال ولايته السابقة مبعوثاً خاصاً للصراع بين روسيا وأوكرانيا.

ومن المتوقع أن يلعب غرينيل، الذي شغل منصب سفير ترمب لدى ألمانيا وكان أيضاً قائماً بأعمال مدير المخابرات الوطنية خلال فترة ترمب من 2017 إلى 2021، دوراً رئيساً في جهود ترمب لوقف الحرب إذا تم اختياره في نهاية المطاف لهذا المنصب، حسبما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء.

ورغم أنه لا يوجد في الوقت الراهن مبعوث خاص معني بحل الصراع بين روسيا وأوكرانيا، فإن ترمب يفكر في إنشاء هذا الدور، وفقاً للمصادر الأربعة التي طلبت عدم الكشف عن هويتها.

ريتشارد غرينيل الذي شغل منصب مدير المخابرات الوطنية (أ.ب)

وقالت المصادر إن ترمب قد يقرر في نهاية المطاف عدم تعيين مبعوث خاص للصراع في أوكرانيا، رغم أنه يفكر جدياً في القيام بذلك. وإذا فعل ذلك، فقد يختار في النهاية شخصاً آخر لهذا الدور، ولا يوجد ما يضمن أن يقبل غرينيل هذا المنصب. وكان ترمب قد تعهد خلال حملته الانتخابية بإنهاء الصراع سريعاً، رغم أنه لم يوضح كيف سيفعل ذلك.

وقد تؤدي بعض مواقف غرينيل إلى إثارة حفيظة زعماء أوكرانيا. فخلال مائدة مستديرة عقدتها وكالة «بلومبرغ» في يوليو (تموز)، دعا إلى إنشاء «مناطق ذاتية الحكم» كوسيلة لتسوية الصراع، الذي بدأ بعد غزو روسيا للأراضي الأوكرانية ذات السيادة. كما أشار إلى أنه لن يؤيد انضمام أوكرانيا إلى منظمة حلف شمال الأطلسي في المستقبل القريب، وهو الموقف الذي يتقاسمه مع العديد من حلفاء ترمب.

ويشير أنصار غرينيل إلى أنه يتمتع بمسيرة دبلوماسية طويلة ولديه معرفة عميقة بالشؤون الأوروبية. فبالإضافة إلى عمله سفيراً لدى ألمانيا، كان غرينيل أيضاً مبعوثاً رئاسياً خاصاً لمفاوضات السلام في صربيا وكوسوفو.

ورفضت كارولين ليفات، المتحدثة باسم فريق ترمب الانتقالي، التعليق، وقالت إن القرارات المتعلقة بموظفي إدارة الرئيس المنتخب «سوف يستمر في الإعلان عنها بنفسه عندما يتخذها».