مناظرة هاريس - ترمب... هل غيرت آراء الناخبين المترددين؟

جانب من مناظرة رئاسية بين دونالد ترمب وكامالا هاريس (أ.ب)
جانب من مناظرة رئاسية بين دونالد ترمب وكامالا هاريس (أ.ب)
TT

مناظرة هاريس - ترمب... هل غيرت آراء الناخبين المترددين؟

جانب من مناظرة رئاسية بين دونالد ترمب وكامالا هاريس (أ.ب)
جانب من مناظرة رئاسية بين دونالد ترمب وكامالا هاريس (أ.ب)

بعد المناظرة بين المرشحة الديمقراطية للانتخابات الأميركية كامالا هاريس، ومنافسها الجمهوري دونالد ترمب، لم يحسم العديد من الناخبين المترددين موقفهم.

ووفق تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز»، لأسابيع، كان الناخبون غير الحاسمين يطالبون بمزيد من الجوهر، لذلك ربما لم تكن مصادفة أن تكون الكلمات الأولى لهاريس خلال المناظرة الرئاسية أنها «الشخص الوحيد على هذه المنصة الذي لديه خطة».

وبحسب الصحيفة، فإن بعض الأميركيين قد يحتاجون إلى المزيد من الإقناع.

والمترددون هم فئة من الأميركيين غير متأكدين بعد من اختيارهم بين المرشحين الأساسين، وقد ينتخبون أحياناً مرشحاً ثالثاً، خارج الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وهم قادرون على حسم الانتخابات لصالح أحد مرشحي الانتخابات.

وكان بوب وشيرون ريد، وكلاهما معلمان متقاعدان يبلغان من العمر 77 عاماً ويعيشان في مزرعة في وسط ولاية بنسلفانيا، يعلقان آمالاً كبيرة على المناظرة بين هاريس وترمب، وفق ما قالا للصحيفة.

واعتقدا أنهما سيخرجان بمرشح لدعمه في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني)، إلا أن السيدة ريد قالت: «كان الأمر مخيباً للآمال».

وتساءل الزوجان بعد انتهاء المناظرة كيف يمكن للبرامج المكلفة التي يدعمها كل مرشح - التعريفات الجمركية التي فرضها ترمب ومساعدات هاريس للأسر الشابة والشركات الصغيرة - أن تساعد زوجين مثلهما، يعيشان على دخل ثابت لم يواكب التضخم.

وقالا إنهما لم يسمعا إجابات مفصلة بشأن الهجرة أو السياسة الخارجية أيضاً.

ومساء الثلاثاء، تناظر المتنافسان في معركة الرئاسة بشراسة بشأن الوضع الاقتصادي، وأمن الحدود والحقوق الإنجابية، وموقف واشنطن من الحرب بين إسرائيل و«حماس»، ومستقبل الدعم الأميركي لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي.

وكانت المناظرة هي المرة الأولى التي يرى فيها أي ناخب ترمب وهاريس معاً، إذ لم يلتق المرشحان شخصياً من قبل، مما خلق خوفاً كبيراً بين مؤيدي كلتا الحملتين حول كيفية أدائهما.

كان رد الفعل الفوري من المحللين السياسيين لصالح هاريس، التي بدت هجماتها وكأنها تهز ترمب، وفق الصحيفة التي أشارت إلى أن أداءها لم يحمّس كل الناخبين، خصوصاً المترددين الذين يمكنهم التأثير على الانتخابات.

في المقابلات التي أجرتها الصحيفة أقر المترددون بأن هاريس بدت أكثر قدرة على اعتلاء الرئاسة من ترمب، وقالوا إنها وضعت رؤية شاملة لإصلاح بعض أكثر مشاكل البلاد عناداً.

لكنهم قالوا أيضاً إنها لا تبدو مختلفة كثيراً عن بايدن، وإنهم يريدون التغيير.

ووفق الصحيفة، لم يسمع المترددون ما أرادوا سماعه، وقال مترددون للصحيفة إنهم سعداء لأنها لديها خطة ضريبية واقتصادية، لكنهم يريدون معرفة كيف ستصبح قانوناً عندما تكون واشنطن مستقطبة جداً. إنهم يعرفون أنها تريد تقديم المساعدة لمشتري المنازل لأول مرة، لكنهم شككوا في أن هذا الأمر واقعي.

وقالت ريد: «لقد حاولت مرات عدة أن تقول، أريد أن أفعل هذا وأريد أن أفعل ذلك، وهذه وعود لطيفة. آمل أن تتمكن من تمريرها من خلال الكونغرس».

الأميركيون بشاهدون شاشات تعرض مناظرة كامالا هاريس ودونالد ترمب في ميامي (أ.ب)

وكان استطلاع أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» - كلية سيينا ونُشر قبل المناظرة، قد كشف عن أن 90 في المائة من الناخبين المحتملين في جميع أنحاء البلاد قالوا إنهم يعرفون كل ما يحتاجون إلى معرفته عن ترمب، لكن 30 في المائة قالوا إنهم لا يعرفون الكثير عن هاريس.

وأعربت شافاناكا كيلي، التي تعيش في ميلووكي، عن إعجابها بما قالته هاريس، وخاصة حول دور ترمب في أعمال الشغب في 6 يناير (كانون الثاني). ومع ذلك، قالت إنها تريد سماع مقترحات سياسية أكثر تحديداً، خاصة عند مقارنتها بسجل بايدن.

وقالت: «لم تفصل نفسها نوعاً ما»، مضيفة أنها «ما زالت على الحياد».

وأشارت الصحيفة إلى أن هاريس، التي لا تزال غير مألوفة لكثير من الأميركيين، تعمل في ظل ضغط زمني شديد لإقناع الناخبين بأنها مؤهلة للرئاسة.

وفي لاس فيغاس، قال غيرالد مايز، إنه شعر بأن المرشحين فشلا في إقناعه بقدرتهما على مساعدته بشأن مشاكل أسرته المالية، وخرج من المناظرة حائراً.

وقال: «لا يوجد شيء واضح بالنسبة لي. أريد أن أعرف كيف يؤثر كل هذا على عائلتي مالياً».


مقالات ذات صلة

رئيسة المكسيك تؤيد «الحوار» مع ترمب لكنها ترفض «التبعية»

الولايات المتحدة​  الرئيسة المكسيكية كلاوديا شينباوم تلوح لآلاف من مؤيديها تجمعوا في مكسيكو للاحتفال بأول 100 يوم لها في منصبها (أ.ف.ب)

رئيسة المكسيك تؤيد «الحوار» مع ترمب لكنها ترفض «التبعية»

قالت الرئيسة المكسيكية كلاوديا شينباوم الأحد إنها «مقتنعة» بأن «الحوار سيسود» مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لكنها شددت على أن بلادها لن تكون «تابعة».

«الشرق الأوسط» (مكسيكو)
العالم العربي وفد أمني إسرائيلي رفيع المستوى يصل إلى الدوحة لإجراء محادثات بشأن غزة

وفد أمني إسرائيلي رفيع المستوى يصل إلى الدوحة لإجراء محادثات بشأن غزة

قال متحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن وفداً أمنياً إسرائيلياً وصل إلى قطر، الأحد، لإجراء محادثات بشأن اتفاق لإطلاق سراح الرهائن.

«الشرق الأوسط» (القدس)
شؤون إقليمية صاروخ ينطلق من منظومة «15 خرداد» للدفاع الجوي خلال مناورات قرب منشأة «فوردو» النووية... فجر الأحد (تسنيم)

إيران ترفع مستوى الحماية الجوية لمرافقها النووية الاستراتيجية

أجرت الدفاعات الجوية التابعة للجيش الإيراني، تدريباً عسكرياً لحماية منشآت إيران النووية الاستراتيجية، خصوصاً منشأة فوردو، حيث تسارع طهران إنتاج اليورانيوم 60 %.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية سفينة دورية لوكالة الأمن البحري الإندونيسية تتفقد ناقلة النفط «إم تي أرمان» الإيرانية أثناء نقل شحنتها لسفينة أخرى في يوليو 2023 (رويترز)

إيران تبيع نفطها المخزن في الصين لتمويل عملياتها الإقليمية

شحنت إيران 3 ملايين برميل من مخزون نفطي أرسلته إلى الصين في 2018، لجمع أموال لدعم جماعات مسلحة في الشرق الأوسط، وفقاً لـ«وول ستريت جورنال» الأميركية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ اتساع رقعة الحرائق في لوس أنجليس (أ.ف.ب) play-circle 01:43

ترمب ينتقد «عدم كفاءة» مسؤولي ولاية كاليفورنيا بعد حرائق لوس أنجليس

شنَّ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الأحد، هجوماً جديداً على المسؤولين في ولاية كاليفورنيا، في وقت يواصل فيه رجال الإطفاء مكافحة الحرائق في لوس أنجليس.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)

قانون يجبر سكان مدينة أميركية على اقتناء الأسلحة والذخيرة

يلزم قانون يعود إلى الثمانينات سكان مدينة كينيساو في ولاية جورجيا باقتناء الأسلحة والذخائر (رويترز)
يلزم قانون يعود إلى الثمانينات سكان مدينة كينيساو في ولاية جورجيا باقتناء الأسلحة والذخائر (رويترز)
TT

قانون يجبر سكان مدينة أميركية على اقتناء الأسلحة والذخيرة

يلزم قانون يعود إلى الثمانينات سكان مدينة كينيساو في ولاية جورجيا باقتناء الأسلحة والذخائر (رويترز)
يلزم قانون يعود إلى الثمانينات سكان مدينة كينيساو في ولاية جورجيا باقتناء الأسلحة والذخائر (رويترز)

يلزم قانون يعود إلى الثمانينات سكان مدينة كينيساو في ولاية جورجيا، باقتناء الأسلحة والذخائر، ويعدّ من غير القانوني عدم امتلاك سلاح ناري.

وينص قانون الأسلحة في كينيساو على أنه «من أجل توفير الحماية، والحفاظ على سلامة وأمن ورفاهية المدينة وسكانها، يُطلب من كل رب أسرة يقيم ضمن حدود المدينة امتلاك سلاح ناري مع الذخيرة». ويستثني القانون السكان الذين يعانون من إعاقات عقلية أو جسدية، أو المدانين في قضايا جنائية، أو الذين تتعارض معتقداتهم الدينية مع امتلاك الأسلحة.

وقال ديريك إيسترلينغ، عمدة المدينة الذي شغل المنصب لـ3 فترات، لـ«بي بي سي»: «هذا لا يعني بالضرورة أن تتجول بالسلاح معلقاً على خصرك مثل الغرب المتوحش». مضيفاً: «بالتأكيد لن نطرق على بابك ونقول (دعني أرَ سلاحك)».

وأكد إيسترلينغ لـ«بي بي سي» أنه، وفقاً لمعلوماته ومعلومات كثير من المسؤولين المحليين الآخرين، لم يتم إجراء أي ملاحقات قضائية أو اعتقالات بسبب انتهاك قانون 1982.

وأخبر معظم السكان، «بي بي سي»، بأن قانون 1982 يحافظ على سلامة المواطنين، حيث لم تُسجل أي جرائم قتل بالمدينة في عام 2023، وفقاً لبيانات قسم شرطة كينيساو. ومع ذلك، كانت هناك حالتا انتحار باستخدام الأسلحة النارية.

ورأى سكان يتناولون البيتزا في مطعم محلي، أنه «يجب أن يقلق المجرمون، لأنه إذا اقتحموا منزلك، وأنت هناك، فهم لا يعرفون ما الذي تملكه».

وأكد بليك ويذربي أحد عمال الصيانة في كنيسة كينيساو لـ«بي بي سي»: «الفكرة خلف اقتناء الأسلحة هنا في كينيساو هي الحفاظ على انخفاض معدل الجرائم، وليس حباً في الأسلحة نفسها»، مضيفاً: «لا يهم إذا كان سلاحك نارياً أو قبضة حديدية أو حذاء بكعب عالٍ. نحن نحمي أنفسنا وجيراننا». وأشار إلى أنه في مرحلة ما كان يمتلك أكثر من 20 سلاحاً، لكنه الآن لا يمتلك أياً منها.

وقال بات فيريس، الذي انضم إلى مجلس مدينة كينيساو في عام 1984، بعد سنوات قليلة من إقرار قانون الأسلحة، إنه تم تمرير هذا القانون ليكون «بياناً سياسياً أكثر من أي شيء آخر»، وأضاف أنه ليس متأكداً «كم عدد الأشخاص الذين يعرفون حتى أن هذه اللائحة موجودة».

وأصبحت مدينة مورتون غروف في ولاية إلينوي أول مدينة في الولايات المتحدة تحظر تملك الأسلحة، لكن كينيساو أصبحت أول مدينة تطلب ذلك. وتم إقرار قوانين مشابهة في 4 مدن أميركية أخرى على الأقل: مدينة غن باريل (فوهة البندقية) في ولاية تكساس، وفيرجين في ولاية يوتا، ونيلسون في ولاية جورجيا، ونوكلا في ولاية كولورادو.

ووصفت عضوة مجلس المدينة ماديلين أوروخينا، القانون، بأنه «حقيقة غريبة صغيرة عن مجتمعنا»، مضيفة: «السكان إما يشعرون بالخجل منه أو يضحكون بسببه».