الاستخبارات الأميركية والبريطانية: تعاون بوجه تهديدات «غير مسبوقة»

بيرنز ومور أكدا أنه «ليس لديهما حليف آخر أكثر جدارة بالثقة» من بعضهما (رويترز)
بيرنز ومور أكدا أنه «ليس لديهما حليف آخر أكثر جدارة بالثقة» من بعضهما (رويترز)
TT

الاستخبارات الأميركية والبريطانية: تعاون بوجه تهديدات «غير مسبوقة»

بيرنز ومور أكدا أنه «ليس لديهما حليف آخر أكثر جدارة بالثقة» من بعضهما (رويترز)
بيرنز ومور أكدا أنه «ليس لديهما حليف آخر أكثر جدارة بالثقة» من بعضهما (رويترز)

قبل أيام من زيارة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إلى واشنطن، والمقررة في 13 سبتمبر (أيلول)، حيث سيستقبله الرئيس الأميركي جو بايدن، أكَّد مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) ويليام بيرنز، ورئيس جهاز المخابرات الخارجية البريطاني (إم آي 6)، ريتشارد مور، السبت، أهمية تعاونهما في مواجهة تهديدات «غير مسبوقة» مرتبطة بروسيا والصين وجماعات إسلامية متشددة.

وظهر بيرنز ومور، أمس، في فعالية نظمتها صحيفة «فايننشيال تايمز»، وقالا في مقالة مشتركة نشرتها الصحيفة إنَّ جهازي الاستخبارات الأميركي والبريطاني «يقفان معاً في مقاومة روسيا المعتدية والحرب العدوانية التي يشنها (الرئيس فلاديمير) بوتين ضد أوكرانيا». وتحدّثا أيضاً عن الصين باعتبارها «التحدي الجيوسياسي والاستخباراتي الرئيسي في القرن الحادي والعشرين»، بالإضافة إلى مكافحة إرهاب الجماعات المتطرفة.

وجاء في المقالة أيضاً أنَّ الاستخبارات الأميركية والبريطانية ستواصل العمل لإحباط «حملة التخريب المتهورة التي تشنها المخابرات الروسية في أنحاء أوروبا».


مقالات ذات صلة

إيران تكشف صفحة من «حرب السفن» مع إسرائيل

شؤون إقليمية أرشيفية لسفينة «روبيمار» البريطانية خلال غرقها بهجوم في البحر الأحمر (أ.ف.ب)

إيران تكشف صفحة من «حرب السفن» مع إسرائيل

كشف قائد «الحرس الثوري» الإيراني، للمرة الأولى، صفحة من «حرب السفن» مع إسرائيل، خلال فترة حكم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل ثلاثة مسعفين وإصابة اثنين آخرين بجروح جراء «استهداف» إسرائيل فريقاً من الدفاع المدني كان يعمل على إخماد حرائق في جنوب لبنان. وفي الصورة، دخان في بلدة مرجعون الجنوبية عقب قصف إسرائيلي (أ.ف.ب)

إسرائيل تعدّ لمعركة طويلة على جبهات عدة

بعد 11 شهراً على «طوفان الأقصى»، ظلَّ القتل والدمار طاغيين على المشهد في غزة، فيما بدا أنَّ إسرائيل تعدّ لمعركة مكثفة وطويلة على جبهات عدة، في ضوء التقديرات

كفاح زبون (رام الله)
شؤون إقليمية أقارب جنود أوكرانيين قُتلوا بضربة روسية خلال تشييعهم أمس في مدينة بولتافا بشرق البلاد (أ.ب)

الباليستي الإيراني يُقلق أوكرانيا

فيما أعلنت موسكو أنَّ قواتها حقَّقت تقدماً جديداً في معارك شرق أوكرانيا، عبَّرت كييف، أمس (السبت)، عن قلقها عقب تقارير عن نقل صواريخ باليستية إيرانية إلى روسيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا سيدة جزائرية وإلى جوارها طفل أثناء مشاركتها (السبت) في الانتخابات الرئاسية بالبلاد (إ.ب.أ)

رئاسيات الجزائر... منافسة ضعيفة واهتمام بنسبة المشاركة

صوَّت الجزائريون، أمس، في الانتخابات الرئاسية التعددية السابعة في تاريخهم. وبينما تسبب الفوز المحسوم، تقريباً، للرئيس الحالي، عبد المجيد تبون، في ضعف المنافسة

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
يوميات الشرق الفنان الراحل حلمي التوني (غاليري بيكاسو)

مصر تودّع حلمي التوني وتفتقد عالمه «المُبهج»

غيّب الموتُ، أمس (السبت)، الفنان التشكيلي المصري الكبير حلمي التوني عن عمر ناهز 90 عاماً، بعد رحلة طويلة مفعمة بالبهجة والحب، مُخلفاً حالة من الحزن في الوسط

نادية عبد الحليم (القاهرة)

رغم الفشل المتكرر... لماذا تستمر المساعي الأميركية للتوصل إلى اتفاق في غزة؟

الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقاء سابق (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقاء سابق (رويترز)
TT

رغم الفشل المتكرر... لماذا تستمر المساعي الأميركية للتوصل إلى اتفاق في غزة؟

الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقاء سابق (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقاء سابق (رويترز)

طوال أشهر، طاردت الولايات المتحدة سراباً: «صفقة لتحرير الرهائن في قطاع غزة، وإنهاء معاناة المدنيين الفلسطينيين هناك، وإيقاف القتال بين إسرائيل وحركة (حماس)». لكن هدفها يبدو بعيداً، ونادراً ما وجدت إدارة جو بايدن نفسها بعيدة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بقدر البعد الذي حدث منذ هجمات «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) وبدء الهجوم الإسرائيلي على غزة، وفق ما ذكرته شبكة «سي إن إن» الأميركية.

وعندما تتنبأ إدارة أميركية ما «بشكل متكرر» بوجود هدف للسياسة الخارجية، لكنها تفشل في تحقيقه، كما حدث مع هدنة غزة، فإنها تخاطر بتحطيم مصداقيتها، وإظهار أنها أساءت الحكم على الوضع بشكل سيئ للغاية، وفق الشبكة الأميركية.

ويواجه فريق الرئيس بايدن هذه العواقب السلبية، لأنه يبدو الآن كأنه يعمل في واقع مختلف عن واقع نتنياهو. وتقول واشنطن إن 90 في المائة من اتفاق الهدنة تم التوافق حوله، في حين ينفي نتنياهو اقتراب التوصل إلى أي شيء.

فلماذا لا تستطيع الولايات المتحدة الانسحاب من المفاوضات؟

حسب «سي إن إن»، فإن الدوافع التي قادت الإدارة إلى هذه الحلقة المفرغة من الفشل لم تتغير. لذلك لا يمكن لواشنطن أن تستسلم. ويتعرض بايدن لضغوط أكبر لضمان إطلاق سراح الأميركيين المحتجزين في غزة، خصوصاً بعد قيام «حماس» بقتل هيرش غولدبرغ بولين، وهو مواطن أميركي - إسرائيلي من بين 6 رهائن تم العثور على جثثهم يوم الأحد الماضي.

كذلك، فإن رغبة الإدارة الشديدة في منع امتداد الصراع إقليمياً تدفعها للاستمرار في السعي لإنهاء الحرب. ولدى البيت الأبيض دوافع سياسية وإنسانية في إنهاء معاناة الفلسطينيين. على سبيل المثال، يمكن أن يهدد الغضب من استمرار الحرب، خصوصاً بين التقدميين والناخبين الأميركيين العرب آمال نائبة الرئيس كامالا هاريس في انتخابات الرئاسة الأميركية، خصوصاً في ولاية ميشيغان الرئيسية المتأرجحة.

وبعد تصدّر بايدن لمشهد المفاوضات، فإنه إذا لم يتم وقف إطلاق النار في الأشهر القليلة المقبلة، فإن الرئيس الأميركي سيواجه احتمال تسليم خليفته «فشلاً من شأنه أن يساعد في تشكيل إرثه». وقال أحد كبار الديمقراطيين المقربين من البيت الأبيض لـ«سي إن إن»، إن بايدن ضاعف تركيزه على الشرق الأوسط منذ تعليق حملته الانتخابية في يوليو (تمّوز)، وأصبح «مهووساً» بهذه القضية.

الضغط على نتنياهو

وعلى الرغم من الإحباط الذي يشعر به البيت الأبيض، فإنه لم يستخدم بعد كل أدوات الضغط الممكنة على نتنياهو - وربما لن يفعل ذلك.

ويعد بايدن رئيساً مؤيداً بشدة لإسرائيل، ولم يكن حتى الآن على استعداد للرضوخ للمطالب التقدمية لتقييد مبيعات الأسلحة الأميركية لإسرائيل، لإجبار نتنياهو على القبول بصفقة الهدنة. ولا يزال احتمال انسحاب الولايات المتحدة من المفاوضات وإلقاء اللوم علناً على رئيس الوزراء الإسرائيلي في فشلها، على النحو الذي من شأنه أن يعرض واشنطن لاتهامات بالانحياز إلى «حماس»، أمراً غير وارد.

وظهر الاختلاف بين واشنطن والحكومة الإسرائيلية جلياً عندما قال بايدن، يوم الاثنين الماضي، إن نتنياهو «لا يبذل ما يكفي لضمان إطلاق سراح الرهائن».

وعلى الرغم من استعداد هاريس لاستخدام خطاب أكثر صرامة تجاه نتنياهو، وفق «سي إن إن»، فإن الظروف السياسية الأميركية المشحونة تعد أيضاً أحد الأسباب التي تجعل من الصعب رؤية نائبة الرئيس، وهي تتسبب في تصدّع بالعلاقة مع إسرائيل في خطوتها الكبيرة الأولى بالسياسة الخارجية إذا أصبحت رئيسة.