ترمب وهاريس يتنافسان على استقطاب «المؤثرين»

34 ألف شخص شاركوا في مكالمة عبر تطبيق «زووم» لحملة «سويفتيون من أجل هاريس»

المغنية الأميركية تايلور سويفت (أ.ب)
المغنية الأميركية تايلور سويفت (أ.ب)
TT

ترمب وهاريس يتنافسان على استقطاب «المؤثرين»

المغنية الأميركية تايلور سويفت (أ.ب)
المغنية الأميركية تايلور سويفت (أ.ب)

مع اقتراب سباق الرئاسة الأميركية من بدء التصويت المبكر الذي تجيزه بعض الولايات، تشتد المنافسة على استقطاب تأييد «المؤثرين»، خصوصاً نجوم الفن والرياضة ومشاهير الإنترنت والصناعات المرتبطة به. وفيما نجح المرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب، في الحصول على تأييد بعض هؤلاء المؤثرين، من أمثال إيلون ماسك، تسعى حملة المرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس، للحصول على تأييد تايلور سويفت، التي تعد من أكبر نجوم الغناء في أميركا والعالم، والتي أدى إنفاق محبيها على حضور حفلاتها إلى تغيير الاقتصادات المحلية، وأثار حماسهم أجهزة استشعار الزلازل خلال جولتها الأوروبية الأخيرة.

تكهنات حول مشاركة بيونسيه وتايلور سويفت في المؤتمر الوطني الديمقراطي (أ.ب)

ترمب كان قد روّج عبر منصته الاجتماعية «تروث سوشيال»، لصورة مزيَّفة لسويفت، للإشارة بشكل غير صحيح إلى أنها أيَّدته. كما شارك صورة أخرى، تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، تصوِّر النساء في قمصان مطبوع عليها «سويفتيون من أجل ترمب». لكنه عاد وسحبها بعد ردود فعل غاضبة، وصلت إلى حد التلويح بمقاضاته.

ورغم ذلك، لا تزال سويفت تمتنع حتى الآن عن إعلان دعمها لأيٍّ من المرشحين، مع أنها دعمت في انتخابات 2020 جو بايدن ونائبته هاريس.

لكن في الأيام الأخيرة، بدأت مجموعة من معجبيها تسمي نفسها «عصر التصويت»، بالترويج لدعم المشاركة في التصويت في الانتخابات، وربطها بالقاعدة الجماهيرية الداعمة لهاريس.

المغنية الأميركية تايلور سويفت (د.ب.أ)

ويوم الثلاثاء نظمت المجموعة مكالمة عبر تطبيق «زووم» لما سميت حملة «سويفتيون من أجل هاريس» شارك فيها أكثر من 34 ألف شخص، حثت فيها «السويفتيين» على دعم هاريس، قائلين إنها يمكن أن «تقود البلد إلى وضح النهار». ووفق المنظمين، فقد جمعت المكالمة أكثر من 122 ألف دولار، حيث تميزت المكالمة بمشاركة المغنية كارول كينغ والسيناتورة التقدمية إليزابيث وارين.

وقالت وارن في المكالمة، متحدثةً من مدينة ميلووكي في ولاية ويسكونسن، حيث كانت تقوم بحملة لصالح هاريس: «إنني أتطلع إلى عصر أول رئيسة. سويفتيز، يمكنكم إنجاز هذا». وغنت كينغ، التي قالت إنها صديقة لسويفت، إحدى أغنياتها التي قالت إنها المفضلة لدى سويفت، وقالت عنها: «أراها بمثابة حفيدتي الموسيقية وكاتبة الأغاني. لدينا علاقة جميلة، وأنا فخورة بها».

وصُممت المكالمة على غرار المكالمات القائمة على «الهوية» التي أجرتها مجموعات أخرى مؤيدة لهاريس في وقت سابق، والتي بدأت مع مجموعة «الفوز مع امرأة سوداء» في اليوم الذي انسحب فيه الرئيس جو بايدن من السباق. ووفقاً لإحصاء نشرته صحيفة «واشنطن بوست»، جمعت الحملة أكثر من 20 مليون دولار في يوليو (تموز).

صورة مركّبة لهاريس وترمب (أ.ف.ب)

وأرشد المنظمون معجبي سويفت حول كيفية تنفيذ حملة لصالح هاريس من خلال طرق الأبواب، وإجراء المكالمات الهاتفية وتسجيل الناخبين، والترويج لأغانٍ موحية.

ومن المعروف أن سويفت تدعم حقوق المثليين، وحقوق المرأة، والإجهاض، ومنع العنف المسلح، وهي القضايا التي تتوافق عموماً مع برنامج الحزب الديمقراطي. ورغم ذلك، لم تتفاعل علناً بعد مع تلك الحملات، منذ أن أصبحت هاريس المرشحة الديمقراطية، علماً بأنها لم تقدم تأييدها لبايدن رسمياً إلا في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، أي قبل شهر تقريباً من الانتخابات. وبدت كأنها من محبي هاريس في ذلك الوقت، وأعادت تغريد إعلان هاريس أنها ستكون نائبة لبايدن مع عبارة توضيحية تقول: «نعم». ثم أعلنت تأييدها لبايدن في يوم مناظرة هاريس مع مايك بنس.

أعلن ماسك تأييده ترمب في السباق الرئاسي (أ.ف.ب)

ومع ارتفاع شعبية سويفت وسط جولتها التي حطمت الأرقام القياسية ووصولها إلى ملايين المعجبين من جيل الألفية وجيل «زد»، فقد تكون لديها القدرة على التأثير في انتخابات هذا العام. فقد أظهرت في السابق قدرتها على حث الناخبين على المشاركة في التصويت، بعدما طلبت في شهر سبتمبر (أيلول) 2020، من الناس التسجيل للتصويت تكريماً لليوم الوطني لتسجيل الناخبين، ليستجيب لها عشرات الآلاف.


مقالات ذات صلة

هاريس وترمب يخوضان سباقاً متقارباً في الولايات المتأرجحة

الولايات المتحدة​ ترمب يتحدث خلال المؤتمر العام الـ146 لجمعية الحرس الوطني في الولايات المتحدة (أ.ف.ب)

هاريس وترمب يخوضان سباقاً متقارباً في الولايات المتأرجحة

أظهر استطلاع أن كامالا هاريس ودونالد ترمب يخوضان سباق «الأنف على الأنف» عبر الولايات الـ7 المتأرجحة، في الشوط الأخير لسباقهما.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (رويترز)

ترمب يتوعد مؤسس «فيسبوك» بالسجن إذا تدخل في الانتخابات

اتهم الرئيس الأميركي السابق، والمرشح الجمهوري الحالي في السباق الرئاسي دونالد ترمب، مؤسس «فيسبوك»، مارك زوكربيرغ، بتوجيه دفة الانتخابات ضده في عام 2020.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ بريندا عبد العال (موقع وزارة الأمن الداخلى الأميركية)

هاريس تستعين بمحامية مصرية الأصل... مَن هي بريندا عبد العال؟

استعانت المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأميركية كامالا هاريس بمحامية أميركية، مصرية الأصل، للمساعدة في قيادة التواصل مع الناخبين الأميركيين العرب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لجنة للتصويت في الانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)

معارك قضائية في ولايات متأرجحة تثير مخاوف حول مصداقية الانتخابات الأميركية المقبلة

مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، اشتعلت معارك قانونية حول عمل أنظمة التصويت وكيفية احتساب الأصوات المقررة وطالت المعارك ثلاث ولايات متأرجحة.

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ كامالا هاريس (أ.ب)

كامالا هاريس تستعين بمحامية مصرية الأصل للتواصل مع الناخبين العرب

استعانت المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأميركية كامالا هاريس بمحامية أميركية مصرية الأصل للمساعدة في قيادة التواصل مع الناخبين الأميركيين العرب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

دعوات أميركية لرفع القيود عن استخدام أوكرانيا صواريخ «أتاكمز»

منظومة «باتريوت» المضادة للطيران التي زُوِّدت بها أوكرانيا لتعطيل فاعلية الطيران الروسي (د.ب.أ)
منظومة «باتريوت» المضادة للطيران التي زُوِّدت بها أوكرانيا لتعطيل فاعلية الطيران الروسي (د.ب.أ)
TT

دعوات أميركية لرفع القيود عن استخدام أوكرانيا صواريخ «أتاكمز»

منظومة «باتريوت» المضادة للطيران التي زُوِّدت بها أوكرانيا لتعطيل فاعلية الطيران الروسي (د.ب.أ)
منظومة «باتريوت» المضادة للطيران التي زُوِّدت بها أوكرانيا لتعطيل فاعلية الطيران الروسي (د.ب.أ)

تصاعدت، في الآونة الأخيرة، الدعوات لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، لرفع القيود التي تفرضها على استخدام أوكرانيا الأسلحة الأميركية الصاروخية بعيدة المدى، في استهداف العمق الروسي.

وحثّ وزير الخارجية الأوكراني، دميتري كوليبا، الخميس، حلفاء بلاده في الاتحاد الأوروبي على تسريع تسليم أنظمة الدفاع الجوي، التي تعهّدوا بتزويد كييف بها. وقال، على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي، عقب اجتماعه مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل: «عبّرتُ عن الحاجة المُلحة لتسليم المساعدات العسكرية التي جرى التعهد بها بالفعل، ومن بينها أنظمة الدفاع الجوي».

وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا (إ.ب.أ)

وأعلنت روسيا، الخميس، أنها سيطرت على قريتين إضافيتيْن في منطقتيْ دونيتسك ولوغانسك بشرق أوكرانيا، في حين تُواصل قواتها تقدمها في عمق البلاد. وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، في تحديث، هذا الصباح، إن القوات الأوكرانية صدَّت هجمات في منطقة ستيلماكيفكا.

ومع وصول وزير الدفاع الأوكراني إلى واشنطن، للقاء المسؤولين الأميركيين؛ في محاولة جديدة لرفع تلك القيود، عبر توضيح «قائمة الأهداف» الموسَّعة، يرى بعض الخبراء أن تمكن الجيش الأوكراني، في الأسابيع الأخيرة، من السيطرة على أكثر من 1200 كيلومتر بمنطقة كورسك الروسية، يزيد قدرته على استهداف عمقٍ أكبر من الأراضي الروسية، وإصابة كثير من الأصول العسكرية التي قام الجيش الروسي بسحبها، لتجنب استهدافها. وهي إحدى الحجج التي يقول المسؤولون في إدارة بايدن إنها تقف وراء عدم جدوى رفع تلك القيود، التي لن تؤدي إلّا إلى «استفزاز» روسيا، فضلاً عن عدم تغيير الوضع الميداني.

قصف صاروخي روسي على أوكرانيا (أ.ف.ب)

وفي الأسبوع الماضي، قال مسؤول أميركي كبير إن استخدام صواريخ «أتاكمز» بعيدة المدى لن يُحدث فرقاً كبيراً، وإن روسيا نقلت 90 في المائة من الطائرات التي تطلق قنابل انزلاقية على البنية التحتية المدنية خارج نطاق هذه الصواريخ.

وهو ما طرح تساؤلات عن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء تمسك الرئيس بايدن بموقفه، على الرغم من إعلان بريطانيا أخيراً سماحها لأوكرانيا باستخدام صواريخ «ستورم شادو/ سكالب» بعيدة المدى، في ضرب عمق الأراضي الروسية.

تردد بايدن يقيد واشنطن

يقول مايكل روبن، كبير الباحثين في الشأن الروسي بمعهد «أميركان إنتربرايز»، في حديث مع «الشرق الأوسط»، إن هناك سببين لهذا الموقف؛ الأول أن بايدن يردع نفسه، فهو يسمح لخوفه مما قد يفعله بوتين بتقييد السياسة الأميركية، لكنه لا يدرك أن هذا هو رد الفعل الذي يُعوّل عليه بوتين ويشجعه، في الواقع، على أن يكون أكثر عدوانية ويطيل الحرب. ثانياً يأمل فريق بايدن بأن يتمكنوا من «إعادة ضبط العلاقات» مع روسيا بالطريقة نفسها التي فعلتها هيلاري كلينتون في بداية إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما.

ورغم أن روسيا أعادت نشر بعض الطائرات من 16 قاعدة جوية تقع ضمن نطاق نظام «أتاكمز»، يشير «معهد دراسة الحرب» في واشنطن، في تقرير جديد، إلى أن هذا «لا يقلل من أهمية السماح لأوكرانيا باستخدام نظام (أتاكمز) ضد مئات الأهداف العسكرية الروسية الأخرى». ويحدد التقرير «ما لا يقل عن 245 هدفاً عسكرياً وشبه عسكري روسياً يمكن أن تضربها أوكرانيا إذا جرت إزالة القيود».

وتشمل القائمة «قواعد عسكرية كبيرة، ومحطات اتصالات، ومراكز لوجستية، ومرافق إصلاح، ومستودعات وقود، ومستودعات ذخيرة، ومقرات دائمة» تدعم وتُزوّد القوات الروسية في أوكرانيا. ويشير المعهد إلى أنه سيكون من «الصعب تماماً أو المستحيل» بالنسبة لروسيا أن تقوم بسرعة بتعزيز هذه الأهداف المحتملة. كما ستواجه روسيا أيضاً صعوبة في نقل الأصول؛ مثل مرافق إصلاح الدبابات، إلى ما هو أبعد من نطاق نظام تلك الصواريخ. ويقول إنه، حتى لو تمكنت روسيا من إعادة نشرها بالسرعة الكافية، فإن الاضطرابات ستُقيّد العمليات الهجومية الروسية على خط المواجهة. ولطالما خشيت إدارة بايدن من أن يقوم بوتين بتصعيد حربه، إذا تعرضت قواته لمزيد من الهجمات الخطيرة، ما قد يجرُّها مع حلف «الناتو» للتورط.

واشنطن زوّدت كييف بصواريخ «أتاكمز» طويلة المدى (رويترز)

استرضاء بوتين لا يفيد

وهنا تقول إيفانا سترادنر، كبيرة الباحثين في الشأن الروسي بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، إن إدارة بايدن تبنّت نهجاً يتجنب المخاطرة بشأن أوكرانيا؛ خوفاً من التصعيد. وتضيف، في حديث مع «الشرق الأوسط»، قائلة: «ومع ذلك فإن هذا النهج لا يفيد سوى بوتين الذي صعَّد بالفعل ووضع واشنطن في موقف دفاعي. وفي حين تخشى الولايات المتحدة التهديدات النووية الروسية، يعلم بوتين أن التهديد بسيناريو الكارثة النووية يتردد صداه لدى عدد من صُناع القرار في الغرب الذين يسترضون موسكو»، لكن سترادنر تضيف: «لقد حان الوقت لكي تتوقف إدارة بايدن عن الوقوع في فخ حِيل موسكو؛ لأن ذلك جزء من ألعاب روسيا النفسية. بوتين لا يقدّر سوى القوة، وينبغي على واشنطن أن تسمح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الأميركية بعيدة المدى».

وفي حين تُشكك إدارة بايدن أيضاً بقدرة أوكرانيا على الصمود دون تدخل مباشر من واشنطن، يقول روبن إن هذا الأمر غير صحيح؛ لأن بايدن يسمح لأمانيه الخاصة بتشكيل التحليل. وأضاف: «في كل لحظة حاسمة، تحدّت أوكرانيا تحليل إدارة بايدن، وأثبتت خطأ البيت الأبيض: زيلينسكي لم يهرب. أوكرانيا لم تسقط في غضون أسبوعين. ولم يكن الجيش الروسي قوياً، بل كان عبارة عن قذيفة فارغة». لذا فإن أفضل طريقة لإنهاء هذه الطريق هي جعل روسيا تدفع الثمن، وليس حصر القتال في الأراضي التي تريد روسيا احتلالها». وقال: «سواء أكانت أوكرانيا أم لا، ينبغي لأحد ألا يأخذ ادعاءات إدارة بايدن على محمل الجِد، أو أن يُقيّمها على أنها صحيحة».