هاريس وترمب يحشدان في الولايات المتأرجحة

حملة المرشحة الديمقراطية جمعت 540 مليون دولار

مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس تحيي أنصارها في إلينوي يوم 23 أغسطس (أ.ف.ب)
مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس تحيي أنصارها في إلينوي يوم 23 أغسطس (أ.ف.ب)
TT

هاريس وترمب يحشدان في الولايات المتأرجحة

مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس تحيي أنصارها في إلينوي يوم 23 أغسطس (أ.ف.ب)
مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس تحيي أنصارها في إلينوي يوم 23 أغسطس (أ.ف.ب)

قبل شهر من انطلاق التصويت عبر البريد، يحشد المرشّحان الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب، والديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس في الولايات المتأرجحة. وتحظى جورجيا بقدر كبير من الاهتمام، إذ اختارتها كامالا هاريس أول محطة انتخابية لها بعد قبولها ترشيح الحزب الديمقراطي لسباق الرئاسة، وذلك بعد أيام قليلة من محاولة الرئيس السابق ترمب استمالة ناخبي هذه الولاية عبر التقرب من حاكمها برايان كيمب.

في غضون ذلك، أعلن فريق كامالا هاريس، الأحد، أنه جمع أكثر من نصف مليار دولار منذ بدء حملتها قبل شهر. وحلّت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي جو بايدن، مكانه في السباق الرئاسي بعدما أعلن انسحابه منه في 21 يوليو (تموز). وقالت مديرة حملة كامالا هاريس، جين أومالي ديلون، في بيان: «قبل خطاب نائبة الرئيس كامالا هاريس، مساء الخميس، مباشرة تجاوزنا رسمياً مبلغ 500 مليون دولار».

وأكدت أن المجموع يبلغ حالياً 540 مليون دولار، لافتة إلى أنه «رقم غير مسبوق في أي حملة في التاريخ»، من دون أن تحدد الفترة التي استندت إليها في مقارنتها، كما نقلت عنها «وكالة الصحافة الفرنسية». وقالت أومالي ديلون: «مباشرة بعد خطابها، شهدنا ساعة كانت الأفضل في مجال جمع التبرعات» للحملة.

سباق التبرعات

مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس تحيي أنصارها في إلينوي يوم 23 أغسطس (أ.ف.ب)

ويسلط البيان الضوء على أهمية صغار المانحين، مؤكداً أن «ثلث» التبرعات المسجلة خلال أسبوع المؤتمر الديمقراطي أتت من مساهمين جدد. وتشمل هذه الأرقام تبرعات لهياكل مختلفة تمّول الحملة الوطنية. وفي الـ24 ساعة التي أعقبت إعلان انسحاب بايدن، جمع الديمقراطيون 81 مليون دولار، في إشارة إلى تغيير جذري وتحرّك بعد ركود شهده الديمقراطيون في بداية يوليو، في أعقاب الأداء الكارثي لبايدن خلال المناظرة ضد دونالد ترمب في نهاية يونيو (حزيران).

من جهتها، أعلنت حملة المرشح الجمهوري في مطلع أغسطس (آب) توفّر نحو 327 مليون دولار لديها، وذلك قبل 3 أشهر من الانتخابات الأميركية التي تتطلب مئات الملايين من الدولارات، خصوصاً لتمويل بث إعلانات سياسية عبر التلفزيون.

حشد في جورجيا

أنصار ترمب يحملون لافتات «كامالا الكاذبة أنت مطرودة» خلال فعالية انتخابية بأريزونا 23 أغسطس (رويترز)

تجري كامالا هاريس، ومرشحها لمنصب نائب الرئيس تيم والز، جولة بالحافلة في أنحاء ولاية جورجيا هذا الأسبوع، سعياً لاستمالة ناخبيها والفوز بأصواتهم في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني). وستكون جولتهما بالحافلة في جنوب جورجيا يوم الأربعاء، هي المرة الأولى التي يزوران فيها الولاية معاً في إطار الحملة الانتخابية.

وقالت حملة كامالا هاريس «إن الجولة ستنتهي بمؤتمر حاشد تعقده نائبة الرئيس في منطقة سافانا، في حين سيغادر والز الولاية قبل هذا التجمع».

ويأتي إعلان الزيارة بعد يومين من سعي ترمب إلى نزع فتيل خلاف مع حاكم جورجيا الجمهوري برايان كيمب، بعد انتقاده في تجمع حاشد في أتلانتا في وقت سابق من الشهر. وعبّر كيمب عن تأييده لترمب الخميس، في حين شكره الرئيس السابق في منشور عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وتظهر استطلاعات الرأي تنافساً متقارباً بين كامالا هاريس وترمب، وأن جورجيا ستكون من بين 7 ولايات ستحسم نتيجة الانتخابات على الأرجح.


مقالات ذات صلة

السفير الأميركي في الرياض: نعمل على حزمة الاتفاقيات الاستراتيجية مع السعودية بأسرع وقت ممكن

الخليج أكد مايكل راتني أن العلاقات الأميركية - السعودية قوية واستراتيجية (تصوير: بشير صالح) play-circle 00:39

السفير الأميركي في الرياض: نعمل على حزمة الاتفاقيات الاستراتيجية مع السعودية بأسرع وقت ممكن

يتحدث السفير الأميركي في الرياض مايكل راتني عن جملة ملفات ساخنة حول العلاقات التاريخية لبلاده مع السعودية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
الولايات المتحدة​ المرشحة الرئاسية الديمقراطية كامالا هاريس والمرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس تيم والز يشاركان في المؤتمر الوطني الديمقراطي (إ.ب.أ)

لاستمالة الناخبين... هاريس ووالز يزوران جورجيا هذا الأسبوع

تجري مرشحة الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية كامالا هاريس ومرشحها لمنصب نائب الرئيس تيم والز جولة بالحافلة في أنحاء ولاية جورجيا، هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ المرشح الرئاسي الجمهوري السابق روبرت ف. كينيدي جونيور يصافح المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب (أ.ف.ب)

حال إعادة انتخابه... ترمب يتعهد بنشر وثائق عن اغتيال جون كينيدي

أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في تجمع انتخابي في ولاية أريزونا أمس أنه سينشئ لجنة رئاسية مستقلة للنظر في محاولات الاغتيال.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا المبعوث الأميركي توم بيريللو (وسط) مع ممثلين للدول والمنظمات المشاركة في محادثات جنيف خلال مؤتمر صحافي في ختام الجلسات (إ.ب.أ)

«شركاء جنيف»: غياب الجيش السوداني أعاق محاولات وقف النار

عبّر الشركاء الدوليون في محادثات جنيف لمناقشة الوضع في السودان، عن أسفهم لغياب وفد الجيش السوداني عن المحادثات، ما أعاق محاولات وقف النار.

الولايات المتحدة​ مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان (رويترز)

أول زيارة لمستشار أمن قومي أميركي للصين منذ الـ2016... ساليفان إلى بكين الأسبوع المقبل

يزور مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان الصين الأسبوع المقبل، وفق ما أعلن البيت الأبيض اليوم (الجمعة).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ترمب يراجع استراتيجيته الانتخابية بعد اتّساع القلق من صعود هاريس

ترمب يتفاعل مع أنصاره خلال فعالية انتخابية بأريزونا 23 أغسطس (د.ب.أ)
ترمب يتفاعل مع أنصاره خلال فعالية انتخابية بأريزونا 23 أغسطس (د.ب.أ)
TT

ترمب يراجع استراتيجيته الانتخابية بعد اتّساع القلق من صعود هاريس

ترمب يتفاعل مع أنصاره خلال فعالية انتخابية بأريزونا 23 أغسطس (د.ب.أ)
ترمب يتفاعل مع أنصاره خلال فعالية انتخابية بأريزونا 23 أغسطس (د.ب.أ)

تصاعدت في الأيام الأخيرة مخاوف كثير من مؤيدي المرشح الجمهوري، الرئيس السابق دونالد ترمب، من احتمال خسارته والحزب الجمهوري، ليس الانتخابات الرئاسية فحسب، بل انتخابات مجلسي الشيوخ والنواب كذلك. وتعززت هذه المخاوف بعد ما عُدّ نجاحاً حقّقه الديمقراطيون في توحيد حزبهم، وموجة الحماس التي أعادوا إطلاقها لدى ناخبيهم، ما يُحتّم على ترمب القيام بتغيير استراتيجية حملته وترميم علاقاته مع معارضيه داخل حزبه الجمهوري، وأسلوبه في مهاجمة المرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس.

إقرار بحجم التحدي

نقلت وسائل إعلام عدة عن مقربين من الرئيس السابق أن ترمب أشار في مجالسه الخاصة إلى أنه يدرك أنه قد يخسر في نوفمبر (تشرين الثاني) إذا لم يُغيّر نهجه بشكل كبير في التعامل مع السباق. ويقول هؤلاء إن احتمالات عودته إلى البيت الأبيض لم تعد مشرقة كما كانت قبل ما يزيد قليلاً على شهر، عندما كان يحتفل مع الجمهوريين في مؤتمرهم بميلووكي، وتصاعد تأييده بعد محاولة اغتياله، وتمسك بايدن بالترشح، قبل تخليه عن ذلك لمصلحة هاريس.

لكن اليوم، ومع صعود أرقامها في استطلاعات الرأي والتغطية الإخبارية الإيجابية لترشيحها، يشعر ترمب وفريقه بالقلق. ويطالبه مؤيدوه بالتوقف عن «هوسه» بأحجام الحشود والهجمات الشخصية على هاريس، والتركيز بدلاً من ذلك على السياسة وسجلها نائبة لبايدن. وفي الوقت نفسه، كان مستشاروه يضعون بشكل خاص استراتيجيات حول كيفية توسيع نطاق جاذبيته لدى الناخبين وتعزيز الدعم بين كبار الحلفاء.

ويبدو أن ترمب قد بدأ فعلاً في تغيير بعض سياسات حملته، حيث أعلن هذا الأسبوع أنه لن يطبق قانون «كومستوك» الذي يحظر تسليم حبوب الإجهاض عبر البريد، وهو ما كان يرفض الالتزام به سابقاً. ويوم الجمعة، كتب على منصّته «تروث سوشيال» أن إدارته «ستكون عظيمة للنساء وحقوقهن الإنجابية»، مستخدماً مصطلحاً شائعاً بين الناشطين في مجال حقوق الإجهاض، في محاولة واضحة لجذب الناخبين المعتدلين، على الرغم من أنه تعرض على الفور لانتقادات المناهضين للإجهاض.

ترميم العلاقات مع معارضيه

أعلن كينيدي دعمه لحملة ترمب خلال فعالية انتخابية بأريزونا في 23 أغسطس (إ.ب.أ)

بعد أن طلب منه المستشارون والحلفاء التركيز بشكل أكبر على السياسة، شرع في جولة استمرت أسبوعاً في الولايات المتأرجحة التي قد تحسم السباق. وعمل على كسب تأييد المرشح المستقل روبرت كيندي جونيور، الذي أعلن يوم الجمعة أنه سيعلق حملته الرئاسية ليدعم ترمب.

وبدا أن جهود كثير من الجمهوريين نجحت خصوصاً في إعادة ترميم علاقة ترمب بحاكم ولاية جورجيا، الجمهوري بريان كيمب، الذي يحظى بشعبية كبيرة في هذه الولاية الحاسمة. وأثارت انتقادات ترمب العلنية لكيمب، على خلفية رفض الأخير إعادة عد الأصوات في ولايته عام 2020، مخاوف جدية بين الجمهوريين من أن الرئيس السابق كان يخاطر بخسارة 16 صوتاً من أصوات المجمع الانتخابي. وساهم في ترميم هذه العلاقة شون هانيتي، مقدّم البرامج الشهير على محطة «فوكس نيوز»، الذي استضاف كيمب، يوم الخميس، وقيام الأخير بالتشديد على أهمية فوز الجمهوريين وعلى «الحاجة إلى إعادة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض». ودعا هانيتي مع السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام وآخرين، ترمب، إلى ضرورة إعادة تركيز حملته. وقال هانيتي حول خلافه مع كيمب: «نحن على بُعد 40 يوماً من التصويت المبكر، وليس لدينا وقت لذلك». وأوضحت كيليان كونواي، مستشارة ترمب السابقة في المقابلة مع هانيتي، أن «الصيغة الفائزة» هي «إهانات أقل، والمزيد من الأفكار». فيما نصح المرشح الرئاسي الجمهوري السابق، فيفيك راماسوامي، ترمب، أيضاً، بـ«تحويل التركيز إلى السياسة»، حسب تصريحاته لصحيفة «بوليتيكو».

ترمب متمسك بطريقته

أنصار ترمب يحملون لافتات «كامالا الكاذبة أنت مطرودة» خلال فعالية انتخابية بأريزونا 23 أغسطس (رويترز)

رغم ذلك، لا يزال ترمب يرفض الكثير من نصائح مساعديه، ويُقوّض الكثير من رسائله بسلسلة من التصريحات غير الرسمية، والأحاديث الصاخبة والأخطاء الفادحة التي هدّدت بإذكاء هذا النوع من القلق الجمهوري. ويوم الاثنين في ولاية بنسلفانيا، حاول توضيح تعليق سابق قال فيه إنه يعتقد أن وسام الحرية الرئاسي، الذي يكرم المدنيين، «أفضل بكثير» من وسام الشرف الممنوح للعسكريين. ويوم الثلاثاء في ولاية ميشيغان، ادعى أن كامالا هاريس فازت بترشيح الحزب الديمقراطي بعد «الإطاحة الشريرة والعنيفة بالرئيس» بايدن، واصفاً مدينة شيكاغو، التي استضافت المؤتمر الديمقراطي، بأنها «منطقة حرب أسوأ من أفغانستان». كما رفض علناً نصيحة الحلفاء بالحدّ من هجماته الشخصية على هاريس وغيرها من الديمقراطيين، خلال خطاب ألقاه يوم الأربعاء في ولاية كارولينا الشمالية. ووصفها في ولاية أريزونا بأنها شخص «كسول».

ولم يمنع ذلك بعض المقربين من ترمب من التعبير عن رضاهم عن أدائه الأسبوع الماضي. وركّزت أجزاء من خطاباته على السياسة، أوضح فيها نقاطه حول الدعوة إلى خفض الضرائب، وإلغاء القيود التنظيمية، وإنتاج الوقود الأحفوري المحلي، وهو ما يعدّه حلفاؤه حاسماً لتحقيق النصر.

ولا يزال السباق متقارباً على المستوى الوطني، وفي الولايات التي تشهد منافسة، وفقاً لمتوسط استطلاعات الرأي التي أجرتها صحيفة «نيويورك تايمز». ونقلت الصحيفة عن ديفيد أوربان، المستشار السياسي لترمب، قوله إن الرئيس السابق أظهر تحسّناً كبيراً هذا الأسبوع، في دليل على أنه يركز على الديناميكيات الجديدة في السباق. وأضاف: «سيكون سباقاً صعباً بلا شك، ولكن إذا تحدث فقط عن القضايا الكبرى؛ الاقتصاد والتضخم والهجرة والجريمة، فإننا سنفوز».

لكن ترمب أوضح في تصريحات صحافية أنه على الرغم من الدعوات للتركيز على القضايا، فإنه «يعتقد أنه بالنسبة إلى ما يفعله الديمقراطيون، ومدى تطرفهم، ومدى مرضهم، فهو يقوم بحملة هادئة للغاية».