كامالا هاريس وشهرٌ غيّر كل شيء في الولايات المتحدة

كامالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية 16 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)
كامالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية 16 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)
TT

كامالا هاريس وشهرٌ غيّر كل شيء في الولايات المتحدة

كامالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية 16 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)
كامالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية 16 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)

ستكون تسمية كامالا هاريس رسمياً مرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية في شيكاغو، الخميس، تتويجاً لشهر حافل بالأحداث في التاريخ السياسي الأميركي.

كامالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية 7 أغسطس 2024 (رويترز)

في تمام الساعة 13:46 يوم 21 يوليو (تموز)، قلب جو بايدن سباق الرئاسة رأساً على عقب بنشره على منصة «إكس» بياناً أعلن فيها تخليه عن السعي لولاية ثانية في البيت الأبيض.

كامالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية 16 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)

أتى انسحاب الرئيس الديمقراطي بعد أسابيع من الضغوط. واختار بايدن (81 عاماً) بداية البقاء في حلبة المنافسة الانتخابية ضد دونالد ترمب (78 عاماً)، رغم الشكوك المتزايدة لدى الديمقراطيين والناخبين بشأن قدراته الجسدية والذهنية مع تقدمه في السن.

كامالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية 16 أغسطس 2024 (أسوشييتد برس)

إلا أن أداءه الكارثي في المناظرة التلفزيونية الأولى بينهما في 27 يونيو (حزيران) قطع الشك باليقين لناحية ضرورة الذهاب نحو خيار بديل.

وأتى انسحاب بايدن بعد أسبوع من الصدمة التي سبّبتها محاولة اغتيال ترمب بإطلاق نار خلال تجمع انتخابي.

دعم رئاسي

بعد مرور سبع وعشرين دقيقة على رسالته الأولى، أعلن بايدن دعمه لنائبته كامالا هاريس (59 عاماً)؛ لتكون مرشحة الحزب في الانتخابات المقررة في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني).

وقال: «كان أول قرار اتخذته بصفتي مرشحاً للحزب في عام 2020 هو اختيار كامالا هاريس نائبة للرئيس. وكان هذا أفضل قرار اتخذته على الإطلاق».

كامالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية 16 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)

وأضاف: «اليوم أريد أن أقدّم دعمي وتأييدي الكاملين لكامالا، لتكون مرشحة حزبنا هذا العام».

وشكرت هاريس، لبايدن «قيادته غير العادية»، وقالت إنها «تشرّفت» بدعمه.

وتعهّدت ببذل «كل ما في وسعي لتوحيد الحزب الديمقراطي وتوحيد أمتنا لهزيمة دونالد ترمب».

زوج يمارس الرياضة

لقيت هاريس تباعاً تأييد حكام الولايات وأعضاء مجلس الشيوخ والمنافسين السابقين والتقدميين والمعتدلين، في دلالة على خطوات عكست وحدة الحزب.

ولم يكن زوج هاريس، دوغ إيمهوف، من أوائل من علموا بأن زوجته تقدّمت إلى صدارة سباق البيت الأبيض.

كان إيمهوف يمارس الرياضة وتحديداً تمرين «سول سايكل» في لوس أنجليس، مع إعلان انسحاب بايدن وتأييد زوجته.

وعندما تفقّد هاتفه الجوال، وجد إيمهوف عديداً من المكالمات الفائتة، بما في ذلك من زوجته. وأكد مازحاً: «لن أترك هاتفي في السيارة مرة أخرى».

«عندما نقاتل... نفوز»

مع بقاء ثلاثة أشهر فقط على موعد الانتخابات، اندفعت هاريس بكل قوتها في الحملة، ورفعت شعار «عندما نقاتل... نفوز». قالت لموظفي الحملة في ديلاوير: «سنحمل قضيتنا إلى الشعب الأميركي، وسنفوز»، وأقرت بأن الأيام الماضية كانت بمثابة «دوّامة من المشاعر المختلطة».

أبقت هاريس على طاقم حملة بايدن، وعملت من المكاتب نفسها وبالشعار ذاته تقريباً. لكن الرسالة تغيّرت.

كامالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية 16 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)

وظّفت نائبة الرئيس في حملتها المفارقة بين تجربتها بصفتها مدعية عامة سابقة ومحامية عامة لولاية كاليفورنيا، وكون ترمب أول رئيس أميركي سابق يُدان بارتكاب جريمة.

وأثّر انسحاب بايدن بصفة كبيرة في ترمب. فالرئيس الديمقراطي، الذي يبلغ 81 عاماً ويتلعثم في خطاباته، كان يوفّر لترمب حماية إلى حد كبير من التدقيق في عمره ونقاط ضعفه.

لكن ترمب، البالغ 78 عاماً، أصبح أكبر مرشح لمنصب الرئيس سناً في التاريخ.

تمكّنت هاريس إثر دخولها السباق، من جمع 100 مليون دولار في غضون 48 ساعة. وأثار ترشيحها حماسة جلية لدى الديمقراطيين خصوصاً، تعكسها استطلاعات الرأي، وأيضاً الحشود الضخمة التي تشارك في تجمعاتها الانتخابية.

نائب الرئيس

بعد دعم ترشيحها، بدأت هاريس البحث عن نائب للرئيس واتخذت قرارها خلال أيام، عوضاً عن الأشهر التي عادة ما تستغرقها هذه العملية الشاقة.

أعلنت خيارها في السادس من أغسطس (آب)، واختارت حاكم مينيسوتا تيم والز (60 عاماً)، وهو مدرس جغرافيا سابق ومدرب كرة قدم.

باشرا على الفور جولة في خمس ولايات من المرجح أن تكون حاسمة في انتخابات نوفمبر.

كامالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية 16 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)

وستقبل هاريس رسمياً ترشيح الحزب الديمقراطي في مؤتمره الوطني العام في شيكاغو الخميس، في محطة أساسية على درب شاق وصولاً إلى يوم الانتخابات.


مقالات ذات صلة

ترمب يستعد لمهرجان انتخابي وهاريس تبدأ جولة تسبق مؤتمر الديمقراطيين

الولايات المتحدة​ المرشح الجمهوري للانتخابات الأميركية دونالد ترمب ومرشحة الديمقراطيين كامالا هاريس (أ.ف.ب)

ترمب يستعد لمهرجان انتخابي وهاريس تبدأ جولة تسبق مؤتمر الديمقراطيين

يعقد دونالد ترمب تجمعاً انتخابياً في بنسلفانيا تراقبه كامالا هاريس، التي تبدأ جولة على متن حافلة في ولايات حاسمة، قبل أيام من المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد نائبة الرئيس كامالا هاريس على اليسار والمرشح الرئاسي الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب (أ.ب)

شركات أميركية معرضة لخسائر جمة مع قرب الانتخابات الرئاسية

بينما بات المناخ السياسي أكثر استقطابا من أي وقت مضى في أميركا، تجد الشركات الكبرى نفسها في مرمى نيران الانتقادات والاتهامات بدعم مرشح ما في الانتخابات الرئاسية

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد كامالا هاريس مرشحة الرئاسة الأميركية تزور سوق «بايليف» في كارولاينا الشمالية - الجمعة 16 أغسطس 2024. (أ.ب)

هاريس تنتقد «تضخيم» الأسعار وتعد بـ«القتال» من أجل الطبقة الوسطى

كشفت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس عن بعض جوانب برنامجها الاقتصادي مع تركيزها على القدرة الشرائية، في حال فوزها بالانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ يسعى ماسك إلى حشد دعم متابعيه لترمب (أ.ف.ب)

هل يُؤثّر نفوذ ماسك على السباق الرئاسي الأميركي؟

غيّرت الحملات الانتخابية من استراتيجياتها في هذا الموسم الانتخابي لتركز على وسائل التواصل بشكل أساسي.

رنا أبتر (واشنطن)

بايدن متفائل بقرب التوصل إلى وقف النار في غزة وإطلاق الرهائن

الرئيس الأميركي جو بايدن يترجل من الطائرة الرئاسية في هاغرستاون بولاية مريلاند متوجها إلى كمب ديفيد (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن يترجل من الطائرة الرئاسية في هاغرستاون بولاية مريلاند متوجها إلى كمب ديفيد (أ.ف.ب)
TT

بايدن متفائل بقرب التوصل إلى وقف النار في غزة وإطلاق الرهائن

الرئيس الأميركي جو بايدن يترجل من الطائرة الرئاسية في هاغرستاون بولاية مريلاند متوجها إلى كمب ديفيد (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن يترجل من الطائرة الرئاسية في هاغرستاون بولاية مريلاند متوجها إلى كمب ديفيد (أ.ف.ب)

تحدث الرئيس الأميركي جو بايدن مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ومع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لمراجعة النقاشات التي أُجريت في الدوحة على مدار يومين بشأن التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن. وتحدث الرئيس الأميركي عن «تقدم كبير» في المفاوضات، وقال للصحافيين في البيت الأبيض «نحن أقرب مما كنا عليه في أي وقت مضى وبفضل الله وحسن نية الوسطاء والكثير من الحظ قد نتمكن من تحقيق شيء ما». وأضاف «لم نصل إلى هناك بعد لكننا أقرب كثيراً مما كنا عليه قبل ثلاثة أيام لذا ابقوا متفائلين».

وأشار مسؤول أميركي رفيع المستوى إلى نجاح محادثات الدوحة في التوصل إلى نتائج مثمرة وبناءة، مشيراً إلى أن المفاوضين يعتقدون أنه أصبح لديهم اتفاق جاهز للتنفيذ ويمكن إبرامه خلال الاجتماعات التي تعقد في القاهرة الأسبوع المقبل.

وقال المسؤول للصحافيين خلال مؤتمر هاتفي «وضعنا أجندة إيجابية للغاية للنقاشات في الأسبوع المقبل في القاهرة. وشهد اليومان الماضيان في الدوحة محادثات بناءة والكثير من التقدم في القضايا التي كنا نعمل عليها، وقدمنا اقتراحاً نهائياً لسد الفجوات ونعتقد أنه يسد بشكل أساسي جميع الفجوات المتبقية التي كانت قيد المناقشة خلال الأسابيع الستة الماضية منذ اقتراح الرئيس بايدن في 31 مايو (أيار)». وأوضح «أن العمل لا يزال مستمراً فيما يتعلق بترتيبات تنفيذ الصفقة مشيراً إلى تغييرات طالبت بها (حماس) وكان العديد منها غير مقبول. كما طالبت إسرائيل ببعض التوضيحات في النص».

وأكد المسؤول الكبير أن هناك توجها للمضي قدماً في صفقة، وستناقش مجموعات العمل كل شيء بدءا من قائمة الرهائن والتسلسل الذي سيتم بموجبه إطلاقهم، وقائمة السجناء الفلسطينيين كما حدث في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، موضحا أن جانباً كبيراً من المحادثات خلال اليومين الماضيين تركز على قضية التبادل. وقال: «سنبدأ عملية إنشاء خلية لتنفيذ الاتفاق والتأكد من تنفيذها بسرعة بمجرد إبرام الاتفاق وما يشمله من أحكام إنسانية مثل المساعدات وإزالة الأنقاض وإعادة تأهيل الخدمات الطبية والكهرباء في قطاع غزة». ولفت إلى أن هناك عناصر في الاتفاق تتطلب مراقبة للتأكد من الامتثال، واصفاً الصفقة بأنها «صعبة ومعقدة للغاية ومؤلمة لأنها تتعلق بإخراج الرهائن من غزة».

فلسطينيون يفرون من القصف في خان يونس (رويترز)

وفي ما يتعلق بعودة النازحين الفلسطينيين من جنو قطاع غزة إلى شماله، أشار المسؤول الكبير إلى أن أحد البنود الأساسية في الاتفاق الذي يصر الإسرائيليون عليه هو ألا يحمل هؤلاء النازحون أسلحة معهم، لأنه سيكون انتهاكاً للاتفاق. وأشار إلى جهود أميركية للتوسط بين مصر وإسرائيل فيما يتعلق بممر فيلادلفيا وقال «أعتقد أن هذه القضية تتحرك في الاتجاه الصحيح».

هل تؤجل إيران ضربتها؟

وحول تقييم الإدارة الأميركية لموقف إيران وخططها لتأجيل القيام بعمل ضد إسرائيل حتى تنتهي محادثات القاهرة، قال المسؤول الكبير «تحدث وزير الدفاع أوستن مع نظيره الإسرائيلي حول الموارد العسكرية الأميركية في المنطقة وننسق مع الشركاء والحلفاء بمن في ذلك الفرنسيون والبريطانيون للاستعداد لأي طوارئ محتملة، وسنقوم بكل ما هو مطلوب للدفاع عن إسرائيل ضد أي هجمات، إضافة إلى الدبلوماسية المكثفة في المنطقة لتوضيح عواقب وقوع هجوم كهذا». وأضاف «أن كل ما تقوم به الولايات المتحدة هو لضمان ردع أي هجمات أو تصعيد جديد لأن العواقب التي قد تترتب عليه قد تكون خطيرة للغاية على المنطقة، وخاصة على إيران».

وأضاف «لن نستبق أي شيء. إننا نتوقع هجوماً من إيران منذ أسبوعين ونصف وسأقول فقط إننا مستعدون لأي طارئ ونهدف إلى إبرام هذه الصفقة ونعتقد بقوة أن لدينا زخما في هذه العمل ونريد إنقاذ حياه الرهائن وإخراجهم من غزة. ونحن واثقون مما ستحققه هذه الصفقة من راحة للمدنيين في غزة كما ستضمن المصالح الأمنية لإسرائيل ولذا نعتقد أنه حان الوقت لإتمامها».

وحذر المسؤول الأميركي الرفيع إيران من شن هجوم صاروخي كبير ضد إسرائيل، مشيراً إلى أن «العواقب ستكون كارثية خاصة لإيران وأن الفرصة متاحة الآن لتحقيق وقف إطلاق النار، لكن إذا اختارت إيران أن تسلك هذا الطريق فنحن مستعدون لكل الاحتمالات».