ستكون تسمية كامالا هاريس رسمياً مرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية في شيكاغو، الخميس، تتويجاً لشهر حافل بالأحداث في التاريخ السياسي الأميركي.
في تمام الساعة 13:46 يوم 21 يوليو (تموز)، قلب جو بايدن سباق الرئاسة رأساً على عقب بنشره على منصة «إكس» بياناً أعلن فيها تخليه عن السعي لولاية ثانية في البيت الأبيض.
أتى انسحاب الرئيس الديمقراطي بعد أسابيع من الضغوط. واختار بايدن (81 عاماً) بداية البقاء في حلبة المنافسة الانتخابية ضد دونالد ترمب (78 عاماً)، رغم الشكوك المتزايدة لدى الديمقراطيين والناخبين بشأن قدراته الجسدية والذهنية مع تقدمه في السن.
إلا أن أداءه الكارثي في المناظرة التلفزيونية الأولى بينهما في 27 يونيو (حزيران) قطع الشك باليقين لناحية ضرورة الذهاب نحو خيار بديل.
وأتى انسحاب بايدن بعد أسبوع من الصدمة التي سبّبتها محاولة اغتيال ترمب بإطلاق نار خلال تجمع انتخابي.
دعم رئاسي
بعد مرور سبع وعشرين دقيقة على رسالته الأولى، أعلن بايدن دعمه لنائبته كامالا هاريس (59 عاماً)؛ لتكون مرشحة الحزب في الانتخابات المقررة في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني).
وقال: «كان أول قرار اتخذته بصفتي مرشحاً للحزب في عام 2020 هو اختيار كامالا هاريس نائبة للرئيس. وكان هذا أفضل قرار اتخذته على الإطلاق».
وأضاف: «اليوم أريد أن أقدّم دعمي وتأييدي الكاملين لكامالا، لتكون مرشحة حزبنا هذا العام».
وشكرت هاريس، لبايدن «قيادته غير العادية»، وقالت إنها «تشرّفت» بدعمه.
وتعهّدت ببذل «كل ما في وسعي لتوحيد الحزب الديمقراطي وتوحيد أمتنا لهزيمة دونالد ترمب».
زوج يمارس الرياضة
لقيت هاريس تباعاً تأييد حكام الولايات وأعضاء مجلس الشيوخ والمنافسين السابقين والتقدميين والمعتدلين، في دلالة على خطوات عكست وحدة الحزب.
ولم يكن زوج هاريس، دوغ إيمهوف، من أوائل من علموا بأن زوجته تقدّمت إلى صدارة سباق البيت الأبيض.
كان إيمهوف يمارس الرياضة وتحديداً تمرين «سول سايكل» في لوس أنجليس، مع إعلان انسحاب بايدن وتأييد زوجته.
وعندما تفقّد هاتفه الجوال، وجد إيمهوف عديداً من المكالمات الفائتة، بما في ذلك من زوجته. وأكد مازحاً: «لن أترك هاتفي في السيارة مرة أخرى».
«عندما نقاتل... نفوز»
مع بقاء ثلاثة أشهر فقط على موعد الانتخابات، اندفعت هاريس بكل قوتها في الحملة، ورفعت شعار «عندما نقاتل... نفوز». قالت لموظفي الحملة في ديلاوير: «سنحمل قضيتنا إلى الشعب الأميركي، وسنفوز»، وأقرت بأن الأيام الماضية كانت بمثابة «دوّامة من المشاعر المختلطة».
أبقت هاريس على طاقم حملة بايدن، وعملت من المكاتب نفسها وبالشعار ذاته تقريباً. لكن الرسالة تغيّرت.
وظّفت نائبة الرئيس في حملتها المفارقة بين تجربتها بصفتها مدعية عامة سابقة ومحامية عامة لولاية كاليفورنيا، وكون ترمب أول رئيس أميركي سابق يُدان بارتكاب جريمة.
وأثّر انسحاب بايدن بصفة كبيرة في ترمب. فالرئيس الديمقراطي، الذي يبلغ 81 عاماً ويتلعثم في خطاباته، كان يوفّر لترمب حماية إلى حد كبير من التدقيق في عمره ونقاط ضعفه.
لكن ترمب، البالغ 78 عاماً، أصبح أكبر مرشح لمنصب الرئيس سناً في التاريخ.
تمكّنت هاريس إثر دخولها السباق، من جمع 100 مليون دولار في غضون 48 ساعة. وأثار ترشيحها حماسة جلية لدى الديمقراطيين خصوصاً، تعكسها استطلاعات الرأي، وأيضاً الحشود الضخمة التي تشارك في تجمعاتها الانتخابية.
نائب الرئيس
بعد دعم ترشيحها، بدأت هاريس البحث عن نائب للرئيس واتخذت قرارها خلال أيام، عوضاً عن الأشهر التي عادة ما تستغرقها هذه العملية الشاقة.
أعلنت خيارها في السادس من أغسطس (آب)، واختارت حاكم مينيسوتا تيم والز (60 عاماً)، وهو مدرس جغرافيا سابق ومدرب كرة قدم.
باشرا على الفور جولة في خمس ولايات من المرجح أن تكون حاسمة في انتخابات نوفمبر.
وستقبل هاريس رسمياً ترشيح الحزب الديمقراطي في مؤتمره الوطني العام في شيكاغو الخميس، في محطة أساسية على درب شاق وصولاً إلى يوم الانتخابات.