هاريس تفتح مسارات جديدة للفوز... وترمب أقرب إلى البيت الأبيض

الديمقراطيون يعدون أجندة الأيام الـ100 الأولى والجمهوريون يحذرون

صورة مركبة تجمع المرشح الجمهوري الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ومرشحة الديمقراطيين نائبة الرئيس كامالا هاريس (رويترز)
صورة مركبة تجمع المرشح الجمهوري الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ومرشحة الديمقراطيين نائبة الرئيس كامالا هاريس (رويترز)
TT

هاريس تفتح مسارات جديدة للفوز... وترمب أقرب إلى البيت الأبيض

صورة مركبة تجمع المرشح الجمهوري الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ومرشحة الديمقراطيين نائبة الرئيس كامالا هاريس (رويترز)
صورة مركبة تجمع المرشح الجمهوري الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ومرشحة الديمقراطيين نائبة الرئيس كامالا هاريس (رويترز)

في ظلّ استطلاعات تشير إلى أنها فتحت مسارات جديدة تعزز حظوظها بالفوز في انتخابات 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، صبّ المرشح الجمهوري الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب جام غضبه على منافسته الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس، واصفاً إياها بأنها «شيوعية» ستدمر الولايات المتحدة إذا فازت.

وبعد استطلاع أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» مع شركة «إيبسوس»، ويفيد بأن هاريس باتت متقدمة على ترمب في ثلاث ولايات متأرجحة، أورد استطلاع جديد لصحيفة «واشنطن بوست» أنه منذ خروج الرئيس جو بايدن من السباق الرئاسي في 21 يوليو (تموز) الماضي لمصلحة هاريس، صارت الأخيرة هي «المرشحة المفضلة للفوز بالبيت الأبيض (...) إذا جرت المنافسة الرئاسية اليوم». وأضافت أنه منذ انسحاب بايدن، اكتسبت هاريس نقطتين مئويتين على المستوى الوطني، وحتى الأحد الماضي، تقدمت على ترمب في اثنتين من الولايات السبع المتأرجحة (ويسكونسن وبنسلفانيا)، علماً بأنها «أغلقت الفجوة بشكل كبير» في ميشيغان، حيث يتقدم ترمب الآن بأقل من نقطة مئوية واحدة.

أرجحية ترمب

ووفقاً للنموذج الذي أعدته «واشنطن بوست»، فإن هاريس «لا تزال متخلفة» عن ترمب في المجمع الانتخابي الذي يتألف من 538 صوتاً إذا أجريت الانتخابات اليوم. ولكن «لديها الآن المزيد من المسارات إلى الرئاسة مقارنة بدونالد ترمب؛ أي إنها قادرة على المنافسة في المزيد من الولايات التي يمكن أن تنال منها الأصوات الـ270 الضرورية للفوز في المجمع الانتخابي. ويظهر هذا النموذج أن هاريس لديها طريقان للنجاح: يتمثل الأول في ولايات ما يسمى «حزام الصدأ» (ميشيغان وويسكونسن وبنسلفانيا)، وولايات «حزام الشمس» (جورجيا وأريزونا ونيفادا وكذلك نورث كارولاينا)، علماً بأن الفوز في أي من هذين الحزامين يوصلها إلى البيت الأبيض. وفي المقابل، يحتاج ترمب إلى الفوز بكلا الحزامين لتحقيق النصر.

وأفادت الصحيفة بأنه «في ظاهر الأمر، لا يبدو تقدم هاريس الصغير في استطلاعات الرأي الوطنية والاتجاهات في الولايات المتأرجحة كافياً لتكون المرشحة المفضلة في المجمع الانتخابي»، موضحة أن «ترمب لا يزال متقدماً في غالبية الولايات المتأرجحة، وإذا قمنا بحساب الأصوات الانتخابية ومنحها للمرشحين المتصدرين في تلك الولايات، فإن ترمب سيحصل على 283 صوتاً وهاريس على 255 صوتاً».

المرشح الجمهوري الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يتحدث خلال مؤتمر صحافي في نيوجرسي (أ.ف.ب)

ولكن استطلاع «كوك بوليتيكال ريبورت» غير الحزبي أظهر أن هاريس تتقدم على ترمب في خمس من أصل سبع ولايات متأرجحة، وهي: أريزونا وميشيغان وويسكونسن ونورث كارولاينا وبنسلفانيا. ولا يزال ترمب متقدماً على هاريس في نيفادا، بينما تعادل المرشحان في جورجيا.

والز - فانس

أظهر استطلاع آخر أجرته «واشنطن بوست» مع شبكة «إيه بي سي» و«إيبسوس» أن المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس حاكم مينيسوتا تيم والز، ترك «انطباعاً أولياً إيجابياً»، متقدماً من الناحية الشعبية على منافسه الجمهوري السيناتور جي دي فانس. وأوضح أن 32 في المائة من الأميركيين لديهم انطباع إيجابي عن فانس، مقابل 42 في المائة يجدونه غير مرغوب فيه، وهذا التصنيف يضعه عند عشر نقاط سلبية. أما بالنسبة إلى والز، فإن 39 في المائة أيدوه مقابل 30 في المائة من غير المؤيدين، وهذا ما يعطيه تسع نقاط إيجابية. وأكد أنه «لا يزال الوقت مبكراً لكل من فانس ووالز، حيث قال أكثر من ربع الأميركيين إنهم لا يملكون رأياً في كل منهما». ويتوقع أن يتغير ذلك بعد مناظرتهما المرتقبة في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

مائة يوم

وفيما يعتقد الديمقراطيون الآن أن احتمالات فوزهم بنورث كارولاينا تحسنت مع وجود هاريس على رأس القائمة، توجهت المرشحة الديمقراطية إلى مدينة رالي في الولاية لإلقاء خطاب اقتصادي يتضمن حظراً مقترحاً على «التلاعب بالأسعار» في صناعات البقالة والأغذية، بالإضافة إلى ائتمان ضريبي من شأنه أن يوفر ستة آلاف دولار عن كل طفل في السنة الأولى من حياته. ويعد هذا واحداً من الإجراءات التي ستتخذها هاريس في الأيام المائة الأولى من وجودها في البيت الأبيض، إذا فازت في الانتخابات.

وتكشف الركائز الأساسية لأجندة هاريس الاقتصادية عن كيفية تخطيطها لمحاربة الشركات الكبرى وخفض التكاليف على الضروريات، مثل الغذاء والإسكان وتربية الأطفال، ومنها بدء بناء المزيد من المساكن بأسعار معقولة، واستعادة الائتمان الضريبي الموسع للآباء، وخفض تكلفة الأدوية الموصوفة. وتمثل خططها إعادة تشغيل للسياسة الاقتصادية للرئيس جو بايدن أكثر من كونها بداية جديدة جذرية.

ولم يوضح مسؤولو الحملة كيف ستدفع هاريس تكاليف إنفاقها ومقترحاتها لخفض الضرائب. لكنهم قالوا إن خطتها الشاملة ستقلل من العجز الفيدرالي المتوقع، مثل أحدث ميزانية اقترحها بايدن، إلى حد كبير من خلال «الطلب من أغنى الأميركيين وأكبر الشركات أن يدفعوا حصتهم العادلة».

مرشحة الحزب الديمقراطي نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس (د.ب.أ)

«على طريقتي»

في غضون ذلك، عقد ترمب مؤتمراً صحافياً في مقره بنيوجيرسي خصصه لما كان مقرراً أن يتحدث عنه خلال زيارته قبل يوم واحد لنورث كارولاينا، وهو الاقتصاد. وبعدما عرض برنامجه الاقتصادي الفضفاض، قال: «فيما يتعلق بالهجمات الشخصية، فأنا غاضب جداً منها (هاريس) بسبب ما فعلته للبلاد»، مضيفاً: «أعتقد أنني أحق بالهجمات الشخصية. ليس لدي الكثير من الاحترام لها. ليس لدي الكثير من الاحترام لذكائها، وأعتقد أنها ستكون رئيسة رهيبة». وكرر أنه «من المهم جداً أن نفوز (...) وسواء كانت الهجمات الشخصية جيدة أم سيئة. إنها بالتأكيد تهاجمني شخصياً. لقد وصفتني بأنني غريب». ووصفها بأنها «شيوعية ستدمر بلادنا إذا انتخبت».

وعندما سُئل عن تعليقات منافسته السابقة نيكي هيلي بأن حملته بحاجة إلى تغيير استراتيجيتها، قال إنه يقدر نصيحتها لكنه سيدير ​​حملته «على طريقته». وأشاد بمديري الحملة الجمهورية سوزي وايلز وكريس لاسيفيتا، واصفاً إياهما بأنهما «رائعان».

ولجأ بعض أقرب حلفاء ترمب إلى موجات الأثير لحضه علناً على مراجعة رسالته في مواجهة مشهد سياسي جديد ضد خصم أصغر سناً جدد حماسة الناخبين الديمقراطيين. وقال مستشار ترمب التجاري السابق في البيت الأبيض بيتر نافارو إن الصيغة الحالية للرئيس السابق لعقد التجمعات «لا تركز بشكل كافٍ على الاختلافات السياسية الصارخة للغاية، والتي ستؤثر على الناخبين في ساحات المعارك الرئيسية».

قالت كيليان كونواي، التي قادت حملة ترمب الناجحة في عام 2016 وعملت مستشارة كبيرة للبيت الأبيض، على شبكة «فوكس بيزنس»، إن طريق ترمب إلى النصر يتطلب «إهانات أقل، ومزيداً من الأفكار وتباين السياسات».


مقالات ذات صلة

ترمب مازحاً: ميريام أديلسون عرضت عليّ «250 مليون دولار» للترشح لولاية ثالثة

الولايات المتحدة​ دونالد ترمب وميريام أديلسون (إ.ب.أ) play-circle 02:35

ترمب مازحاً: ميريام أديلسون عرضت عليّ «250 مليون دولار» للترشح لولاية ثالثة

قالت مجلة فوربس الأميركية إن الرئيس دونالد ترمب قال مازحاً إن المليارديرة ميريام أديلسون عرضت عليه 250 مليون دولار للترشح لولاية ثالثة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الولايات المتحدة​ السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما تتحدث عن كتابها «النظرة» في واشنطن (أ.ب)

ميشيل أوباما: الولايات المتحدة «غير مستعدة» لانتخاب رئيسة

صرحت السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما بأن الأميركيين ليسوا مستعدين لانتخاب رئيسة، مشيرةً إلى هزيمة نائبة الرئيس السابقة كامالا هاريس أمام الرئيس دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الممثل جورج كلوني وكامالا هاريس (أ.ف.ب)

جورج كلوني: اختيار كامالا هاريس بديلاً لبايدن «كان خطأ»

قال الممثل الأميركي الشهير جورج كلوني إنه يشعر بأن اختيار كامالا هاريس بديلاً لجو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024 كان «خطأً».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ نائبة الرئيس الأميركي السابقة كامالا هاريس (رويترز) play-circle

«الأكثر تأهيلاً على الإطلاق»... كامالا هاريس تلمّح لإمكانية ترشحها للرئاسة عام 2028

لمّحت نائبة الرئيس الأميركي السابقة، كامالا هاريس، إلى احتمال ترشحها للرئاسة عام 2028، وأكدت أن البعض وصفها بأنها «المرشحة الأكثر تأهيلاً على الإطلاق».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تحليل إخباري الرئيس الأميركي دونالد ترمب وعقيلته في أثناء مشاركتهما باحتفال في ذكرى 11 سبتمبر (أ.ب)

تحليل إخباري فوز كاسح لمرشح ديمقراطي في فرجينيا يلوّح بتحول سياسي أوسع

فوز كاسح لمرشح ديمقراطي في فرجينيا يلوّح بتحول سياسي أوسع ويسلط الأضواء على انتخابات 2026 النصفية.

إيلي يوسف (واشنطن)

واشنطن: الحكم على كيني في حركة «الشباب» بالسجن المؤبد بتهمة التخطيط لهجوم إرهابي

إحباط اعتداء على غرار هجمات سبتمبر 2001 (أرشيفية - متداولة)
إحباط اعتداء على غرار هجمات سبتمبر 2001 (أرشيفية - متداولة)
TT

واشنطن: الحكم على كيني في حركة «الشباب» بالسجن المؤبد بتهمة التخطيط لهجوم إرهابي

إحباط اعتداء على غرار هجمات سبتمبر 2001 (أرشيفية - متداولة)
إحباط اعتداء على غرار هجمات سبتمبر 2001 (أرشيفية - متداولة)

حكم القضاء الأميركي على عضو كيني في حركة «الشباب» الصومالية تلقى تدريباً على الطيران في الفلبين، بالسجن مدى الحياة، الاثنين، بتهمة التآمر لشن هجوم مشابه لهجمات 11 سبتمبر (أيلول) في الولايات المتحدة.

أعضاء حزب «العدالة والتضامن» يجوبون شوارع مقديشو بالصومال - 22 ديسمبر 2025 - لعرض أهدافهم السياسية على الناخبين. سينشر الصومال أكثر من 10 آلاف عنصر أمني في مقديشو قبيل الانتخابات المحلية المقرر إجراؤها في 25 ديسمبر وهي أول انتخابات مباشرة في البلاد منذ عام 1969 (إ.ب.أ)

وأُدين شولو عبدي عبد الله العام الماضي، بالتآمر لقتل مواطنين أميركيين والتآمر لارتكاب قرصنة جوية وجرائم أخرى.

وقال المدعي العام الأميركي جاي كلايتون في بيان: «كان شولو عبدي عبد الله عنصراً مدرباً تدريباً عالياً في حركة (الشباب)، وكان هدفه القيام بهجوم مماثل للهجمات الإرهابية المروعة التي وقعت في 11 سبتمبر نيابة عن منظمة إرهابية».

وأضاف: «سعى عبد الله للحصول على رخصة طيار تجاري في مدرسة طيران بالفلبين بينما كان يجري تخطيطاً مكثفاً حول طريقة اختطاف طائرة تجارية وتحطيمها في مبنى بأميركا».

مقر المباحث الفيدرالية الأميركية (غيتي)

وقُبض على عبد الله في الفلبين في يوليو (تموز) 2019، وتم تسليمه للولايات المتحدة.

وبحسب لائحة الاتهام، التحق عبد الله بمدرسة للطيران في الفلبين بين عامَي 2017 و2019 وحصل على رخصة طيار.

وأثناء خضوعه للتدريب على الطيران، أجرى بحثاً حول طرق اختطاف طائرة تجارية، وسعى للحصول على معلومات بشأن طريقة الحصول على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة. وصنّفت الولايات المتحدة حركة الشباب الصومالية «إرهابية» عام 2008.

وفي مقديشو قُتل 15 عنصراً من حركة «الشباب» الإرهابية، في عملية عسكرية بمحافظة شبيلي الوسطى جنوب الصومال. وذكرت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية اليوم، أن الجيش نفّذ عملية عسكرية دقيقة ضد عناصر حركة «الشباب» في منطقة جبد غودني، أسفرت عن مقتل 15 عنصراً، من بينهم قيادات ميدانية بارزة.


«فئة ترمب»... الرئيس الأميركي يكشف عن السفينة الحربية «الأقوى»

عرض تصوّري للسفينة «يو إس إس ديفاينت» المقترحة من «فئة ترمب» خلال إعلان الرئيس الأميركي مبادرة «الأسطول الذهبي» للبحرية الأميركية (أ.ف.ب)
عرض تصوّري للسفينة «يو إس إس ديفاينت» المقترحة من «فئة ترمب» خلال إعلان الرئيس الأميركي مبادرة «الأسطول الذهبي» للبحرية الأميركية (أ.ف.ب)
TT

«فئة ترمب»... الرئيس الأميركي يكشف عن السفينة الحربية «الأقوى»

عرض تصوّري للسفينة «يو إس إس ديفاينت» المقترحة من «فئة ترمب» خلال إعلان الرئيس الأميركي مبادرة «الأسطول الذهبي» للبحرية الأميركية (أ.ف.ب)
عرض تصوّري للسفينة «يو إس إس ديفاينت» المقترحة من «فئة ترمب» خلال إعلان الرئيس الأميركي مبادرة «الأسطول الذهبي» للبحرية الأميركية (أ.ف.ب)

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس (الاثنين)، خططاً لإطلاق فئة جديدة من السفن الحربية تحت اسم «فئة ترمب»، وهو تقليد عادة ما يخصص للقادة الذين غادروا مناصبهم.

«الأسطول الذهبي» الأميركي

وقال ترمب، خلال مؤتمر صحافي في مقر إقامته بمارالاغو في فلوريدا، وإلى جانبه وزيرا «الدفاع» بيت هيغسيث، و«الخارجية» ماركو روبيو، إضافة إلى صور كبيرة لتصاميم السفينة الجديدة، إن السفن الجديدة ستكون أكبر وأسرع و«أقوى بمائة مرة» من أي سفن حربية بُنيت سابقاً، وستشكّل العمود الفقري لما وصفه بـ«الأسطول الذهبي» الموسّع، الهادف إلى ترسيخ الهيمنة البحرية للولايات المتحدة.

وأضاف أن البرنامج سيبدأ بسفينتين، على أن يتوسع لاحقاً ليشمل ما بين 20 و25 سفينة، مشيراً إلى أن أول سفينة من هذه الفئة ستحمل اسم «يو إس إس ديفاينت».

ترمب خلال إعلانه عن «الأسطول الذهبي» للبحرية الأميركية محاطاً بروبيو وهيغسيث وفيلان (رويترز)

ويمثل الإعلان أحدث مثال على سعي ترمب إلى وضع بصمته على مؤسسات الحكومة الفيدرالية، إذ قال إنه سينخرط شخصياً في تصميم السفن، بعدما كان قد انتقد في السابق مظهر السفن الحربية الأميركية.

تسليح بأحدث التقنيات

وأوضح ترمب أن السفن الجديدة ستتجاوز حمولتها 30 ألف طن، أي أكبر من المدمرات الحالية، وستُجهّز بأحدث التقنيات، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي وأسلحة الليزر ذات الطاقة الموجهة والصواريخ فرط الصوتية.

وقال: «لم نبنِ سفينة حربية منذ عام 1994، وهذه السفن المتطورة ستكون من بين أكثر سفن القتال السطحي فتكاً، باستثناء غواصاتنا».

من جهته، قال وزير البحرية الأميركية جون فيلان، الذي شارك ترمب الإعلان، إن السفن الجديدة ستُزوَّد، إلى جانب المدافع التقليدية، بصواريخ «كروز» تُطلق من البحر ومزوّدة برؤوس نووية.

تأخيرات وتجاوزات في التكاليف

وقال ترمب إن التوسع البحري سيترافق مع ضغوط متجددة على شركات الصناعات الدفاعية لتسريع وتيرة الإنتاج وضبط التكاليف، معلناً أنه سيلتقي الأسبوع المقبل بكبرى شركات الدفاع لبحث التأخيرات وتجاوز الميزانيات.

وأضاف أنه سيبحث ما إذا كانت رواتب التنفيذيين المرتفعة، وعمليات إعادة شراء الأسهم، وتوزيع الأرباح، تسهم في الإخفاق في تحقيق أهداف الإنتاج.

وقال: «لا نريد أن يحصل التنفيذيون على 50 مليون دولار سنوياً، ويوزعوا أرباحاً ضخمة، ويعيدوا شراء الأسهم، بينما يتعثر إنتاج مقاتلات (إف-35) وغيرها من الطائرات».

عرض تصوّري للسفينة «يو إس إس ديفاينت» المقترحة من «فئة ترمب» خلال إعلان الرئيس الأميركي مبادرة «الأسطول الذهبي» للبحرية الأميركية (أ.ف.ب)

وكانت «رويترز» قد أفادت الأسبوع الماضي، بأن الإدارة الأميركية تعتزم إصدار أمر تنفيذي يحدّ من توزيعات الأرباح، وعمليات إعادة شراء الأسهم، وأجور التنفيذيين في شركات الدفاع التي تشهد مشروعاتها تجاوزات في التكاليف وتأخيرات في التسليم.

ويشتكي ترمب ووزارة الدفاع من بطء وتكلفة قطاع الصناعات الدفاعية وترسّخه، متعهدين بإحداث تغييرات جذرية لجعل إنتاج العتاد العسكري أكثر مرونة.

وإلى جانب فئة السفن الحربية الجديدة، قال ترمب إن خطة توسيع الأسطول تشمل زيادة عدد سفن حربية أخرى؛ من بينها إدخال فئة جديدة أصغر من الفرقاطات كانت البحرية الأميركية قد أعلنت عنها سابقاً.

وتراجعت واشنطن بشكل ملحوظ خلف بكين من حيث عدد السفن الحربية في أسطولها. وأشار تقرير قُدم إلى الكونغرس في وقت سابق هذا العام، إلى أن المسؤولين العسكريين الأميركيين قلقون من وتيرة بناء السفن في الصين.

وقال ترمب: «سنُعيد أميركا قوةً كبرى في مجال بناء السفن»، مضيفاً: «سنحرص على أن يكون للولايات المتحدة أقوى أسطول في أي مكان في العالم، وحتى المستقبل البعيد».


ترمب: نحتاج غرينلاند للأمن القومي الأميركي

الرئيس الأميركي دونالد ترمب وحاكم ولاية لويزيانا جيف لاندري الذي عين مبعوثاً خاصاً إلى غرينلاند (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب وحاكم ولاية لويزيانا جيف لاندري الذي عين مبعوثاً خاصاً إلى غرينلاند (أ.ف.ب)
TT

ترمب: نحتاج غرينلاند للأمن القومي الأميركي

الرئيس الأميركي دونالد ترمب وحاكم ولاية لويزيانا جيف لاندري الذي عين مبعوثاً خاصاً إلى غرينلاند (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب وحاكم ولاية لويزيانا جيف لاندري الذي عين مبعوثاً خاصاً إلى غرينلاند (أ.ف.ب)

شدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، على حاجة بلاده إلى غرينلاند لضرورات «الأمن القومي»، بعد غضب دنماركي من إعلان واشنطنتعيين موفد خاص للجزيرة ذات الحكم الذاتي التابعة لكوبنهاغن.

ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) 2025، كرر ترمب الحديث عن «حاجة» بلاده إلى الإقليم الواقع في الدائرة القطبية الشمالية. كما أعرب مراراً عن رغبته في ضمّها، ورفض استبعاد استخدام القوة لتحقيق ذلك.

وفي خطوة غير متوقعة، أعلن ترمب الأحد، تعيين حاكم لويزيانا الجمهوري جيف لاندري، موفداً خاصاً إلى غرينلاند. وردت كوبنهاغن باستدعاء سفير واشنطن.

وجدد ترمب موقفه من الإقليم الاثنين، إذ قال في مؤتمر صحافي في بالم بيتش بولاية فلوريدا: «نحتاج إلى غرينلاند من أجل الأمن القومي، وليس المعادن».

وأضاف: «إذا نظرتم إلى غرينلاند، إذا نظرتم على امتداد سواحلها، ترون سفناً روسية وصينية في كل مكان»، متابعاً: «نحتاج إليها من أجل الأمن القومي».

وأكد أنه «يجب أن نحصل عليها»، مشيراً إلى أن لاندري سيقود هذه المهمة.

وكان الأخير تعهد العمل على جعل غرينلاند «جزءاً من الولايات المتحدة». وتوجه في منشور على منصة «إكس» الأحد، بعيد تعيينه، إلى ترمب بالقول: «إنّه شرف لي أن أخدمكم تطوّعاً في جعل غرينلاند جزءاً من الولايات المتحدة».

ونددت الدنمارك وغرينلاند بالخطوة.

وذكّر رئيس وزراء غرينلاند ينس-فريدريك نيلسن، ورئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن، في بيان مشترك الاثنين، بأن «الحدود الوطنية وسيادة الدول تقوم على القانون الدولي».

وأضافا أنّه «لا يمكن ضمّ دولة أخرى، حتى مع التذرّع بالأمن الدولي»، مؤكدَين أنهما ينتظران «احترام سلامتنا الإقليمية المشتركة».

من جهته، اعتبر وزير الخارجية الدنماركي لارس لوكه راسموسن، أن تعيين ترمب موفداً لغرينلاند «غير مقبول».

وأكد أن الوزارة استدعت الاثنين، السفير الأميركي «لعقد اجتماع، بحضور ممثل عن غرينلاند، رسمنا خلاله بوضوح شديد خطاً أحمر، وطالبنا أيضاً بتقديم تفسيرات».

وأردف أنه «طالما أن لدينا مملكة في الدنمارك تتكوّن من الدنمارك وجزر فارو وغرينلاند، فلا يمكننا أن نقبل بأن يسعى البعض لتقويض سيادتنا». وساند الاتحاد الأوروبي الدنمارك.

وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، على منصة «إكس»، أنّ «وحدة الأراضي والسيادة مبدآن أساسيان في القانون الدولي».

وأضافا أنّ «هذين المبدأين أساسيان؛ ليس فقط للاتحاد الأوروبي، بل أيضاً لدول العالم بأسره».

موقع استراتيجي

وكان المسؤولون في الدنمارك وغرينلاند شددوا خلال الأشهر الماضية، على أن الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها 57 ألف نسمة، ليست للبيع، ويعود لها وحدها بأن تقرر مصيرها.

وأظهر استطلاع للرأي نشر في يناير، أن غالبية السكان يرغبون باستقلال الإقليم، لكنهم يرفضون أن يصبح جزءاً من الولايات المتحدة.

وكان جيف لاندري رحب في بداية السنة برغبة ترمب في ضم غرينلاند. وقال عبر منصة «إكس» في 10 يناير، إنّ «الرئيس ترمب محق تماماً». وأضاف: «يجب أن نضمن انضمام غرينلاند للولايات المتحدة. سيكون ذلك رائعاً لهم، ورائعاً لنا! فلنفعلها!».

وتثير الجزيرة اهتمام ترمب نظراً إلى ثروتها المعدنية وموقعها الاستراتيجي عند ملتقى المحيط الأطلسي الشمالي والمحيط المتجمّد الشمالي.

وتعتبر واشنطن أن غرينلاند بموقعها الجغرافي بين أميركا الشمالية وأوروبا، قادرة على منحها أفضلية في مواجهة خصومها بالمنطقة القطبية.

وللولايات المتحدة قاعدة عسكرية في الجزيرة، وأقامت قنصلية فيها بدءاً من يونيو (حزيران) 2020.

وفي نهاية مارس (آذار)، أثار نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس، ضجّة كبيرة عندما أعلن عن تخطيطه لزيارة الجزيرة الشاسعة من دون تلقي دعوة.

وفي مواجهة الغضب الذي ثار في غرينلاند والدنمارك ومختلف أنحاء أوروبا، اقتصرت زيارته على قاعدة بيتوفيك الجوية الأميركية الواقعة في شمال غربي الجزيرة، واستغل وجوده هناك لانتقاد ما وصفه بتقاعس الدنمارك إزاء غرينلاند.

وفي نهاية أغسطس (آب)، كشفت القناة التلفزيونية العامة في الدنمارك، أنّ 3 مسؤولين على الأقل مقرّبين من ترمب، قاموا بمحاولة جمع معلومات بشأن قضايا سابقة تسبّبت بتوترات بين غرينلاند والدنمارك، بما في ذلك الفصل القسري لأطفال عن عائلاتهم.

واستدعت كوبنهاغن القائم بالأعمال الأميركي في حينه بسبب هذه المسألة.