عرب أميركيون يرهنون دعم هاريس بوقف حرب غزة... وحظر «أسلحة إسرائيل»

نائبة الرئيس تزجر مَن يتهمها بدعم «الإبادة»: هل تريدون فوز ترمب؟

هاريس تلتقط صورة مع أنصارها بعد خطابها في ديترويت بولاية ميشيغان في 7 أغسطس (أ.ف.ب)
هاريس تلتقط صورة مع أنصارها بعد خطابها في ديترويت بولاية ميشيغان في 7 أغسطس (أ.ف.ب)
TT

عرب أميركيون يرهنون دعم هاريس بوقف حرب غزة... وحظر «أسلحة إسرائيل»

هاريس تلتقط صورة مع أنصارها بعد خطابها في ديترويت بولاية ميشيغان في 7 أغسطس (أ.ف.ب)
هاريس تلتقط صورة مع أنصارها بعد خطابها في ديترويت بولاية ميشيغان في 7 أغسطس (أ.ف.ب)

كان الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي قدّم دعماً غير مشروط لإسرائيل في حربها مع «حماس»، لا يزال على رأس بطاقة الحزب الديمقراطي لانتخابات 5 نوفمبر (تشرين الثاني) حين دفعت نائبة الرئيس كامالا هاريس نحو اتخاذ موقف «أكثر تعاطفاً» مع المدنيين الفلسطينيين في غزة.

وبعدما صارت مرشحة الديمقراطيين محلّ بايدن، الذي انسحب من السباق في 21 يوليو (تموز) الماضي، أكّدت هاريس هذا الموقف، بما في ذلك خلال اجتماعها أخيراً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قائلة إنه «لا يمكننا أن نغضّ الطرف عن مآسي» الفلسطينيين، كما «لا يمكننا أن نسمح لأنفسنا بأن نصير مخدّرين تجاه المعاناة». وأضافت بحزم: «لن أصمت».

على الرغم من هذا الموقف اللافت، لم تحدث هاريس تغييراً جوهرياً حتى الآن في تعهدات إدارة بايدن تقديم «الدعم الفولاذي» للدفاع عن إسرائيل، بما في ذلك عبر توفير إمدادات طائلة من الأسلحة وإرسال الأساطيل الأميركية إلى الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، سعياً إلى ردع إيران والميليشيات التي تدور في فلكها، مثل «حزب الله» في لبنان وجماعة الحوثي في اليمن، وغيرهما من الجماعات المسلحة في سوريا والعراق وربما أبعد.

انعكس «تعاطف» هاريس مع الفلسطينيين، واختيارها حاكم مينيسوتا تيم والز مرشحاً لمنصب نائب الرئيس على بطاقتها، بشكل إيجابي عند العرب الأميركيين الذين عبّروا صراحة وعبر صناديق الاقتراع في الانتخابات التمهيدية أنهم «غير ملتزمين» انتخاب بايدن، متهمين إياه بمواصلة دعم «الإبادة»؛ لأنه يواصل دعم إسرائيل على الرغم من قتلها عشرات الآلاف من الفلسطينيين الأبرياء في غزة. وكان هذا واحداً من نُذر الشؤم بالنسبة إلى حظوظ بايدن الانتخابية في مواجهة مرشح الجمهوريين الرئيس السابق دونالد ترمب. غير أن التطور الذي طرأ مع انسحاب بايدن من السباق لم يكن كافياً لمحو إرث سياساته الفلسطينية - الإسرائيلية من سجلّ هاريس.

الإحصاءات في سبتمبر

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ونائبة الرئيس كامالا هاريس في صورة مركبة (أ.ب)

لم يجرِ رئيس المعهد الأميركي العربي في واشنطن، جيمس زغبي، أي استطلاع حتى الآن لمعرفة الأثر الفعلي لاختيار هاريس على الناخبين من الأميركيين العرب. وأكّد لـ«الشرق الأوسط» أنه يتوقع القيام بذلك في سبتمبر (أيلول) المقبل. غير أنه لاحظ مع آخرين أن التغيير الذي حصل على بطاقة الحزب الديمقراطي للانتخابات «سينعكس بشكل أو بآخر على طريقة اقتراع العرب الأميركيين وحجم كتلتهم الانتخابية».

في المعركة التي بدأتها من أجل الوصول إلى الرقم السحري؛ أي 270 صوتاً على الأقل في المجمع الانتخابي المؤلف من 538 صوتاً، ضد ترمب ومرشحه لمنصب نائب الرئيس السيناتور عن أوهايو جاي دي فانس، جالت هاريس برفقة والز في سبع ولايات متأرجحة؛ هي بنسلفانيا (19 صوتاً)، ونيفادا (6 أصوات)، ونورث كارولينا (16 صوتاً)، وأريزونا (11 صوتاً)، وجورجيا (16 صوتاً)، وويسكونسن (10 أصوات)، وميشيغان (15 صوتاً)، التي ستحسم المعركة الانتخابية بين الطرفين.

قبل أن تفوز هاريس بترشيح الحزب الديمقراطي، أشارت الاستطلاعات إلى أن بايدن سيخسر غالبية هذه الولايات. وخلال الانتخابات التمهيدية، حجب نحو 700 ألف من الديمقراطيين في كل أنحاء البلاد، أصواتهم عن بايدن، مفضلين خيار «غير ملتزم»، أو تركوا خانة الرئيس في بطاقة الاقتراع فارغة، أو كتبوا اسم شخص آخر. وفي ميشيغان، موطن أكبر المجتمعات العربية الأميركية، اختار 13.3 في المائة من الناخبين الديمقراطيين في الانتخابات التمهيدية «غير ملتزم». وفي ويسكونسن، حيث فاز بايدن في عام 2020 بنحو 20 ألف صوت، أشار أكثر من ضعف هذا العدد إلى نفس الوضع.

خيار «غير ملتزم»

عند وصولهما إلى هاتين الولايتين أخيراً، شعرت هاريس ووالز بالخطر الذي يُمثّله خيار «عدم التزام» هذه الفئة على حظوظهما الانتخابية، بما في ذلك ضمن «الجدار الأزرق» في الغرب الأوسط الأميركي. وعندما تحدثت هاريس أمام حشد من نحو 15 ألف شخص في مطار ديترويت، قاطعها معارضو الحرب في غزة، فأظهرت لهم بداية أنها «هنا لأنني أومن بالديمقراطية، وصوت الجميع مهم». غير أن صبرها نفد مع استمرار الاحتجاجات من الذين يتهمونها بدعم «الإبادة» في غزة. ولكن ذلك دفعها إلى زجر المحتجين بشكل حازم: «إذا كنتم تريدون فوز دونالد ترمب، قولوا ذلك. وإلا، فأنا أتكلم الآن».

نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تتحدث في فعالية انتخابية بديترويت في 7 أغسطس (أ.ف.ب)

من الواضح أن هاريس وزنت كلماتها بدقة بعدما نالت دعم نائب رئيس مقاطعة واين أسعد طرفة، وهو المسؤول العربي الأميركي الأرفع في المقاطعة الكبرى من ميشيغان، الذي قال إن «هاريس تجسد أميركا التي نستحقها - أميركا التي تمثل القوة والشمول والالتزام الثابت حيال العدالة». وأضاف: «أنا أؤيد كامالا هاريس بكل إخلاص؛ لأنها تمثل الروح الحقيقية لأمتنا والقيم التي نعتز بها». وأكّد على الحاجة إلى وقف النار في غزة، معتبراً أن هاريس «تمنحنا أفضل فرصة لتحقيق السلام في تلك المنطقة للمضي قدماً».

ولعل أبرز من ظهر خلال التجمع الجماهيري الكبير في مطار ديترويت، مؤسسا حركة «غير ملتزم» عباس علوية وليلى العبد، اللذان كانا وراء الضغط على الناخبين الديمقراطيين في الانتخابات التمهيدية لحجب أصواتهم عن بايدن.

عمل إضافي

تجنّب علوية أن يقول، عبر «الشرق الأوسط»، ما إذا كانت الفئة التي يُمثّلها حسمت أمرها نهائياً بدعم بطاقة هاريس-والز. لكنّه أكّد أنه «باعتبارنا حركة وطنية غير ملتزمة، نحن واضحون في شأن الخطر الذي يشكله دونالد ترمب»، مشيراً إلى «خططه التدميرية من خلال مشروع 2025». وأضاف أن ترمب يريد «جعل مجرد ذكر كلمة (فلسطيني) إهانة». كما أنه يريد «تمكين صهره (جاريد كوشنر) من بناء شقق بملايين الدولارات على شاطئ غزة، حتى يتمكّنوا من مواصلة مشروعهم المتمثل في تهجير الفلسطينيين النازحين بالفعل، وتعزيز هدفه العنصري والاستعماري». وإذ ذكّر بالحملة التي استمرت ثلاثة أسابيع قبل الانتخابات التمهيدية، وأدت إلى تصويت أكثر من مائة ألف ناخب «غير ملتزم» في ميشيغان، حضّ على العمل «برسالة إيجابية للتصويت لصالح نائبة الرئيس هاريس (...) إذا تبنّت حظر الأسلحة» لإسرائيل.

جانب من الدمار الذي خلّفه القصف الإسرائيلي في خان يونس بغزة (د.ب.أ)

يؤكد ذلك أن الجماعات العربية الأميركية لا تزال تحض حملة هاريس على إعلان صريح ضد «الإبادة التي ترتكبها إسرائيل في غزة» من أجل استعادة ثقة شريحة ضخمة من «الناخبين الذين يشعرون بالاشمئزاز من دعم إدارة بايدن غير المشروط لإسرائيل». ومع أن اختيار والز «خطوة في الاتجاه الصحيح»، كتب تحالف من سبع مجموعات في بيان أن «دعم إدارة بايدن غير المشروط للإبادة التي ترتكبها إسرائيل في غزة شوّه الدعم الديمقراطي الطويل الأمد من المجتمعات الفلسطينية والعربية والإسلامية والتقدمية، وسيتطلب الأمر تغييراً حقيقياً في السياسة لإصلاح هذا الضرر».

وظلّ من غير الواضح ما إذا كانت آراء حاكم بنسلفانيا جوش شابيرو المؤيدة لإسرائيل لعبت دوراً في قرار هاريس اختيار والز بدلاً من شابيرو. لكن منظمة «صوت اليهود للعمل من أجل السلام» التي تحركت بقوة تنديداً بالحرب، أفادت بأن «تحركاتنا أوضحت أن الحاكم جوش شابيرو كان سيكون اختياراً غير مقبول لأسباب عديدة، بما في ذلك موقفه العدواني ضد نشطاء حقوق الفلسطينيين»، مضيفة أن «القوة الشعبية تغير القصة، وهذه المواقف المتشددة صارت الآن على خلاف مع غالبية الناخبين الديمقراطيين وأصبحت عبئاً سياسياً».


مقالات ذات صلة

بايدن: التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة «ما زال ممكناً»

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

بايدن: التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة «ما زال ممكناً»

قال الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم (الأحد)، إنه «ما زال من الممكن» التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة قبل نهاية ولايته.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ النجمة الكندية سيلين ديون قبل انطلاق أولمبياد باريس (رويترز)

سيلين ديون تحتج على استخدام حملة ترمب أغنيتها من فيلم «تايتانيك»

احتجّت النجمة الكندية سيلين ديون على استخدام حملة مرشح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترمب أغنيتها الشهيرة عالمياً «ماي هارت ويل غو أون».

«الشرق الأوسط» (مونتريال)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ونائبة الرئيس الحالي كامالا هاريس (أ.ف.ب)

استطلاعات تظهر تقدم هاريس على ترمب في 3 ولايات حاسمة

تقدمت الديمقراطية كامالا هاريس على الجمهوري دونالد ترمب في 3 ولايات ستكون حاسمة في تحديد نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية، وفق ما أظهرت استطلاعات رأي جديدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ أنصار ترمب يتابعون كلمته خلال فعالية انتخابية بمونتانا في 9 أغسطس (أ.ف.ب)

«مشروع 2025» سيف مصلت بيد ترمب… إذا فاز بالانتخابات

أثار «مشروع 2025» من مؤسسة «هيريتدج» جدلاً في أميركا، لأن هدفه إحكام سيطرة المحافظين على مؤسسات الدولة إذا عاد الرئيس السابق دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس تيم والز (د.ب.أ)

معسكر ترمب ينتقد سجل خدمة تيم والز في الجيش الأميركي

خدم تيم والز في الحرس الوطني لأكثر من 24 سنة. وقالت الناطقة باسم الحرس الوطني في مينيسوتا: «شغل مناصب عدة في المدفعية الميدانية وترقى ليصبح ضابط صف».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

سيلين ديون تحتج على استخدام حملة ترمب أغنيتها من فيلم «تايتانيك»

النجمة الكندية سيلين ديون قبل انطلاق أولمبياد باريس (رويترز)
النجمة الكندية سيلين ديون قبل انطلاق أولمبياد باريس (رويترز)
TT

سيلين ديون تحتج على استخدام حملة ترمب أغنيتها من فيلم «تايتانيك»

النجمة الكندية سيلين ديون قبل انطلاق أولمبياد باريس (رويترز)
النجمة الكندية سيلين ديون قبل انطلاق أولمبياد باريس (رويترز)

احتجّت النجمة الكندية سيلين ديون، السبت، على استخدام حملة مرشح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترمب أغنيتها الشهيرة عالمياً «ماي هارت ويل غو أون» (My Heart Will Go On) من فيلم «تايتانيك».

وأعرب فريق سيلين ديون وشركة إنتاج أعمالها «سوني ميوزيك إنترتينمنت كندا» عن احتجاجهما على ما وصفاه بـ«الاستخدام غير المصرح به» خلال «لقاء انتخابي ضمن حملة دونالد ترمب» ومرشحه لمنصب نائب الرئيس جي دي فانس في مونتانا، مساء الجمعة، لأغنية «ماي هارت ويل غو أون» المصوّرة وموسيقاها وصورة النجمة وهي تغنيها.

وكتب فريق ديون، في منشور على حسابها عبر منصة «إنستغرام»: «هذا الاستخدام أو أي استخدام مشابه غير مأذون به من سيلين ديون ولا يحظى بموافقتها»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وكانت الفنانة البالغة (56 عاماً) التي تعاني مرضاً نادراً يُعرف باسم متلازمة الشخص المتيبّس ولم تغنِّ على المسرح منذ 2020، أدت دامعةً أغنية «L'hymne a l'amour» (نشيد الحب) لإديت بياف، في إطلالة تاريخية من الطبقة الأولى لبرج إيفل بافتتاح دورة الألعاب بباريس في 26 يوليو (تموز).

وارتبطت «ماي هارت ويل غو أون» بالموسيقى التصويرية لفيلم «تايتانيك» للمخرج جيمس كاميرون عام 1997، وباتت بعد صدورها في ألبوم «لِتس توك أباوت لاف» (Let's Talk About Love) للنجمة الكندية من أكثر الأغنيات مبيعاً (18 مليون نسخة) والتي تم بثها إذاعياً وتلفزيونياً في تاريخ الموسيقى. ونالت سيلين ديون بفضل هذه الأغنية جائزتَي الأوسكار وغولدن غلوب و4 جوائز غرامي.