صعد حاكم مينيسوتا تيم والز إلى واجهة السياسة الأميركية قبل بضعة أسابيع، حين ألهب حماسة الديمقراطيين بمواقفه الليبرالية الصريحة، وعباراته الحادة ضد من يسميهم «غريبي الأطوار» من الجمهوريين المحافظين، وفي مقدمتهم المرشح لديهم للرئاسة مجدداً الرئيس السابق، دونالد ترمب، ومرشحه لمنصب الرئيس على بطاقته جاي دي فانس.
والز الذي اختارته المرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس نائبا لها، الثلاثاء، يبلغ من العمر 60 عاماً، نشأ في ريف نبراسكا، وحصل على شهادة في العلوم الاجتماعية من كلية «تشادرون ستايت» في الولاية. كما خدم لمدة 24 عاماً في «الحرس الوطني» للجيش الأميركي. ووصل إلى مينيسوتا عام 1996 برفقة زوجته غوين، التي حصلت على وظيفة تدريس اللغة الإنجليزية في المدرسة ذاتها، حيث كان يُنظَر إلى والز وغوين بصفتهما مدرسين قويين يوازن كل منهما مستويات طاقة الآخر؛ كانت هي أكثر تحفظاً، وهو كتلة صاخبة من الطاقة.
وهو كان يدرس الدراسات الاجتماعية في «الثانوية الرسمية» عندما قرّر الترشح لمنصب الحاكم في مينيسوتا عام 2006، ليطيح بمرشح جمهوري يشغل المنصب، في إنجاز نادر، في الدائرة الأولى في مينيسوتا، وهي منطقة ريفية تميل إلى الجمهوريين.
وأمضى والز ست فترات في مجلس النواب الأميركي قبل انتخابه حاكماً عام 2018، وفاز بأكثر من 11 نقطة مئوية، بدعم من الناخبين في المدن وضواحي مينيابوليس. وترشح مرة أخرى وفاز عام 2022.
«كالنار في الهشيم»
وأصبح المشهد السياسي أكثر ملاءمة لوالز خلال فترة ولايته الثانية حاكماً. وقلب الديمقراطيون مجلس الشيوخ في الولاية؛ ما منحهم السيطرة على غرفتي الهيئة التشريعية للولاية. وساعدهم والز في شطب السياسات التقدمية من قائمة أمنياتهم، وترسيخ حق الإجهاض في قانون الولاية، وإضفاء الشرعية على «الماريغوانا»، وتحديد متطلبات الإجازات الطبية والعائلية المدفوعة الأجر للموظفين، وتوسيع نطاق عمليات التحقق من الخلفية لشراء الأسلحة.
وكان والز مدعوماً من قبل «الرابطة الوطنية للبنادق الأميركية». ولكنه تخلى عن الجماعة بعد إطلاق النار الجماعي في باركلاند بولاية فلوريدا. وقال إنه تأثر بتوسلات ابنته للقيام بشيء للحد من العنف المسلح.
وسطع نجم والز بسرعة فائقة خلال مناسبة في مينيسوتا لجمع التبرعات، حين ألقى المدرس الثانوي خطاباً استثنائياً، قال فيه إن الرئيس دونالد ترمب «يشكّل تهديداً لكل ما نعتز به، هذا صحيح تماماً. لكننا أمضينا وقتاً في تحويله إلى ما هو أكبر مما هو عليه، ومنحناه مزيداً من الفضل أكثر مما ينبغي. وسكان مينيسوتا هم من أخبروني بهذا... أنتم ترون ذلك، وتشعرون به، كما تعلمون، أطفالكم يعرفون متى يبدو شخص ما غريباً!».
وانتشرت عبارة «غريب»، التي نعت بها والز الرئيس السابق مثل النار في الهشيم عبر كل مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب استخفافه بالجمهوريين، ووصفه لهم بأنهم مجانين: «هؤلاء الرجال غريبون للغاية».
ومع أنه ليس من المعتاد أن يحصل أستاذ مدرسة رسمية سابق على بطاقة رئاسية، أشار كثيرون من طلابه والمدرسين الذين عملوا إلى جانبه إلى بروز سمات قيادية عند والز في أثناء تدريسه لمدة عقد في مدينة مانكاتو القريبة من مينيابوليس، وقبل أن يصير حاكماً لمينيسوتا.
وهذا ما دفع ترمب إلى وصفه بأسوأ النعوت، قائلاً إن «تيم والز سيكون أسوأ نائب رئيس في التاريخ! أسوأ حتى من الليبرالية الخطيرة والمحتالة كامالا هاريس... إنه بهذا السوء. سيطلق العنان للجحيم على الأرض، ويفتح حدودنا أمام أسوأ المجرمين الذين يمكن تخيلهم. سيوافق على عملية الاحتيال الخضراء الجديدة لكامالا ويحرق تريليونات الدولارات».
ويقول الطلاب السابقون إنهم لا يتذكرون أن والز كان آيديولوجياً بصورة مفرطة في الفصول الدراسية، ومع ذلك، لم يكن أحد مندهشاً عندما قفز لأول مرة إلى الخدمة العامة. وقال والز في وقت سابق إن فكرة الترشح لمنصب جاءت إلى ذهنه لأول مرة عام 2004، بعد أن مُنع هو وعديد من طلابه من دخول تجمع سياسي للرئيس السابق جورج دبليو بوش؛ لأن أحد الأطفال شُوهد وهو يحمل ملصقاً لجون كيري. وهو فاز بمقعد في «الكونغرس» عام 2006، وخدم في مجلس النواب حتى بعد فوزه بانتخابات حاكم الولاية عام 2018.