تيم والز نائب كامالا هاريس... حامل راية الليبراليين ضد ترمب والمحافظين

حاكم مينيسوتا تيم والز يتحدث إلى الصحافة بعد حضور اجتماع مع الرئيس الأميركي جو بايدن وحكام ديمقراطيين آخرين في البيت الأبيض الشهر الماضي (رويترز)
حاكم مينيسوتا تيم والز يتحدث إلى الصحافة بعد حضور اجتماع مع الرئيس الأميركي جو بايدن وحكام ديمقراطيين آخرين في البيت الأبيض الشهر الماضي (رويترز)
TT

تيم والز نائب كامالا هاريس... حامل راية الليبراليين ضد ترمب والمحافظين

حاكم مينيسوتا تيم والز يتحدث إلى الصحافة بعد حضور اجتماع مع الرئيس الأميركي جو بايدن وحكام ديمقراطيين آخرين في البيت الأبيض الشهر الماضي (رويترز)
حاكم مينيسوتا تيم والز يتحدث إلى الصحافة بعد حضور اجتماع مع الرئيس الأميركي جو بايدن وحكام ديمقراطيين آخرين في البيت الأبيض الشهر الماضي (رويترز)

صعد حاكم مينيسوتا تيم والز إلى واجهة السياسة الأميركية قبل بضعة أسابيع، حين ألهب حماسة الديمقراطيين بمواقفه الليبرالية الصريحة، وعباراته الحادة ضد من يسميهم «غريبي الأطوار» من الجمهوريين المحافظين، وفي مقدمتهم المرشح لديهم للرئاسة مجدداً الرئيس السابق، دونالد ترمب، ومرشحه لمنصب الرئيس على بطاقته جاي دي فانس.

والز الذي اختارته المرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس نائبا لها، الثلاثاء، يبلغ من العمر 60 عاماً، نشأ في ريف نبراسكا، وحصل على شهادة في العلوم الاجتماعية من كلية «تشادرون ستايت» في الولاية. كما خدم لمدة 24 عاماً في «الحرس الوطني» للجيش الأميركي. ووصل إلى مينيسوتا عام 1996 برفقة زوجته غوين، التي حصلت على وظيفة تدريس اللغة الإنجليزية في المدرسة ذاتها، حيث كان يُنظَر إلى والز وغوين بصفتهما مدرسين قويين يوازن كل منهما مستويات طاقة الآخر؛ كانت هي أكثر تحفظاً، وهو كتلة صاخبة من الطاقة.

وهو كان يدرس الدراسات الاجتماعية في «الثانوية الرسمية» عندما قرّر الترشح لمنصب الحاكم في مينيسوتا عام 2006، ليطيح بمرشح جمهوري يشغل المنصب، في إنجاز نادر، في الدائرة الأولى في مينيسوتا، وهي منطقة ريفية تميل إلى الجمهوريين.

وأمضى والز ست فترات في مجلس النواب الأميركي قبل انتخابه حاكماً عام 2018، وفاز بأكثر من 11 نقطة مئوية، بدعم من الناخبين في المدن وضواحي مينيابوليس. وترشح مرة أخرى وفاز عام 2022.

«كالنار في الهشيم»

وأصبح المشهد السياسي أكثر ملاءمة لوالز خلال فترة ولايته الثانية حاكماً. وقلب الديمقراطيون مجلس الشيوخ في الولاية؛ ما منحهم السيطرة على غرفتي الهيئة التشريعية للولاية. وساعدهم والز في شطب السياسات التقدمية من قائمة أمنياتهم، وترسيخ حق الإجهاض في قانون الولاية، وإضفاء الشرعية على «الماريغوانا»، وتحديد متطلبات الإجازات الطبية والعائلية المدفوعة الأجر للموظفين، وتوسيع نطاق عمليات التحقق من الخلفية لشراء الأسلحة.

وكان والز مدعوماً من قبل «الرابطة الوطنية للبنادق الأميركية». ولكنه تخلى عن الجماعة بعد إطلاق النار الجماعي في باركلاند بولاية فلوريدا. وقال إنه تأثر بتوسلات ابنته للقيام بشيء للحد من العنف المسلح.

وسطع نجم والز بسرعة فائقة خلال مناسبة في مينيسوتا لجمع التبرعات، حين ألقى المدرس الثانوي خطاباً استثنائياً، قال فيه إن الرئيس دونالد ترمب «يشكّل تهديداً لكل ما نعتز به، هذا صحيح تماماً. لكننا أمضينا وقتاً في تحويله إلى ما هو أكبر مما هو عليه، ومنحناه مزيداً من الفضل أكثر مما ينبغي. وسكان مينيسوتا هم من أخبروني بهذا... أنتم ترون ذلك، وتشعرون به، كما تعلمون، أطفالكم يعرفون متى يبدو شخص ما غريباً!».

وانتشرت عبارة «غريب»، التي نعت بها والز الرئيس السابق مثل النار في الهشيم عبر كل مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب استخفافه بالجمهوريين، ووصفه لهم بأنهم مجانين: «هؤلاء الرجال غريبون للغاية».

ومع أنه ليس من المعتاد أن يحصل أستاذ مدرسة رسمية سابق على بطاقة رئاسية، أشار كثيرون من طلابه والمدرسين الذين عملوا إلى جانبه إلى بروز سمات قيادية عند والز في أثناء تدريسه لمدة عقد في مدينة مانكاتو القريبة من مينيابوليس، وقبل أن يصير حاكماً لمينيسوتا.

وهذا ما دفع ترمب إلى وصفه بأسوأ النعوت، قائلاً إن «تيم والز سيكون أسوأ نائب رئيس في التاريخ! أسوأ حتى من الليبرالية الخطيرة والمحتالة كامالا هاريس... إنه بهذا السوء. سيطلق العنان للجحيم على الأرض، ويفتح حدودنا أمام أسوأ المجرمين الذين يمكن تخيلهم. سيوافق على عملية الاحتيال الخضراء الجديدة لكامالا ويحرق تريليونات الدولارات».

ويقول الطلاب السابقون إنهم لا يتذكرون أن والز كان آيديولوجياً بصورة مفرطة في الفصول الدراسية، ومع ذلك، لم يكن أحد مندهشاً عندما قفز لأول مرة إلى الخدمة العامة. وقال والز في وقت سابق إن فكرة الترشح لمنصب جاءت إلى ذهنه لأول مرة عام 2004، بعد أن مُنع هو وعديد من طلابه من دخول تجمع سياسي للرئيس السابق جورج دبليو بوش؛ لأن أحد الأطفال شُوهد وهو يحمل ملصقاً لجون كيري. وهو فاز بمقعد في «الكونغرس» عام 2006، وخدم في مجلس النواب حتى بعد فوزه بانتخابات حاكم الولاية عام 2018.


مقالات ذات صلة

في جلسة نادرة... هاريس تصدِّق اليوم على هزيمتها أمام ترمب

الولايات المتحدة​ الرئيس المنتخب دونالد ترمب وكامالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي في الانتخابات الأميركية (أ.ف.ب)

في جلسة نادرة... هاريس تصدِّق اليوم على هزيمتها أمام ترمب

ستشرف نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، اليوم (الاثنين)، على عملية التصديق على هزيمتها أمام الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب بعد محاولة اغتياله الأولى في بنسلفانيا - 13 يوليو 2024 (رويترز) play-circle 01:46

أميركا في 2024... سوابق ومفاجآت

شهدت الولايات المتحدة أحداثاً تاريخية متعاقبة، من إدانة رئيس أميركي بتهم جنائية، إلى حصول امرأة سوداء على ترشيح حزبها، مروراً بمحاولة اغتيال مرشح رئاسي مرتين.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن وحفيده بو بايدن خلال مغادرة البيت الأبيض والتوجه للمروحية الرئاسية (إ.ب.أ)

غزة وأوكرانيا على رأس أولويات بايدن قبل تركه البيت الأبيض

أمام الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، جو بايدن، قائمة طويلة من التحركات على الجبهتين الخارجية والداخلية، مع تبقي شهر واحد فقط قبل تركه رئاسة الولايات المتحدة.

الولايات المتحدة​ صورة مركّبة لدونالد ترمب وستورمي دانيالز (رويترز)

إرجاء إصدار الحكم في قضية ترمب بنيويورك إلى «أجل غير مسمى»

أمر القاضي في قضية الاحتيال المالي ضد دونالد ترمب، الجمعة، بتأجيل النطق بالحكم إلى أجل غير مسمى، ما يمثل انتصاراً قانونياً للرئيس المنتخب.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)

بايدن يصبح أول رئيس أميركي يبلغ 82 عاماً وهو في السلطة

أتم الرئيس الأميركي جو بايدن 82 عاماً، اليوم (الأربعاء)، وهو عمر لم يسبق لرئيس أميركي بلوغه وهو في السلطة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مرشح ترمب لوزارة الدفاع يواجه استجوابا شرسا من الديمقراطيين

ترمب يدلي بتصريح عام 2017 لمقدم البرامج في «فوكس نيوز» بيت هيغسيث الذي رشحه لمنصب وزير الدفاع (رويترز)
ترمب يدلي بتصريح عام 2017 لمقدم البرامج في «فوكس نيوز» بيت هيغسيث الذي رشحه لمنصب وزير الدفاع (رويترز)
TT

مرشح ترمب لوزارة الدفاع يواجه استجوابا شرسا من الديمقراطيين

ترمب يدلي بتصريح عام 2017 لمقدم البرامج في «فوكس نيوز» بيت هيغسيث الذي رشحه لمنصب وزير الدفاع (رويترز)
ترمب يدلي بتصريح عام 2017 لمقدم البرامج في «فوكس نيوز» بيت هيغسيث الذي رشحه لمنصب وزير الدفاع (رويترز)

تحمل بيت هيغسيث مرشح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لقيادة وزارة الدفاع (البنتاغون) استجوابا شرسا من الديمقراطيين بشأن كل شيء بداية من قلة خبرته ومزاعم بإفراطه في شرب الكحوليات إلى معارضته السابقة لمشاركة النساء في القتال ليخرج سالما بدعم من الجمهوريين في جلسة لتأكيد تعيينه أمس الثلاثاء.

وهيغسيث، المذيع السابق في فوكس نيوز والعسكري المخضرم الحائز على الأوسمة، أحد أكثر الشخصيات المثيرة للجدل التي ترشحت لمنصب وزير الدفاع. لكنه تمكن من اجتياز الجلسة التي استمرت أربع ساعات دون ارتكاب أي خطأ كبير من شأنه أن يثير نفور الجمهوريين منه، بل ونال دعما حاسما من السناتور الجمهورية جوني إيرنست، التي تتمتع بنفوذ كبير في حزبها.

وأشاد عدد من أعضاء اللجنة الجمهوريين الآخرين بالرجل البالغ من العمر 44 عاما، والذي انتقد مبادرات التنوع والمساواة والاندماج في الجيش. وفي أحدث كتبه تساءل عما إذا كان أعلى جنرال أميركي حصل على الوظيفة لأنه أسود.

وحين سئل عما إذا كان سيقيل رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال سي.كيو براون إذا تولى الوزارة، وهو احتمال كانت رويترز أول من أورد تقارير بشأنه، رفض هيغسيث استبعاد ذلك قائلا إنه سيجري مراجعة واسعة النطاق. وقال هيغسيث «سيخضع كل ضابط كبير لإعادة التقييم على أساس الجدارة والمعايير والقدرة على القتال والالتزام بالأوامر القانونية المنوط بها».

وقبل ترشيحه، عارض هيغسيث بشدة تولي النساء الأدوار القتالية، لكنه تراجع عن هذا الموقف في الجلسة. وقال السناتور جاك ريد العضو البارز في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ «سيد هيغسيث، لا أعتقد أنك مؤهل لتلبية المتطلبات الهائلة لهذه الوظيفة».

وأثارت عدة وقائع قلق المشرعين تضمنت مزاعم اعتداء جنسي ضد هيغسيث في عام 2017 لكنها لم تفض إلى توجيه اتهامات نفاها بالفعل. كما اتُهم بالإفراط في شرب الكحوليات وسوء الإدارة المالية في منظمات قدامى المحاربين. وتعهد هيغسيث بالامتناع عن شرب الكحول إذا تأكيد تعيينه وقال إنه ارتكب بعض الأخطاء المالية لكنه نفى ارتكاب أي مخالفات. وانتقدت السناتور الديمقراطية كيرستن غيليبراند تصريحات هيغسيث السابقة حول النساء، قائلة إنه سيضطر إلى تغيير نظرته جذريا إلى النساء اللاتي يشكلن 18 بالمئة من الجيش الأميركي.

وعلى الرغم من الدعم القوي له من الجمهوريين المؤيدين لترمب، فإن تأكيد تعيين هيغسيث من المرجح أن يكون بهامش ضئيل مقارنة مع تأييد 93 صوتا مقابل معارضة صوتين للويد أوستن وزير الدفاع في إدارة الرئيس جو بايدن و98 صوتا مؤيدا نالها جيم ماتيس أول مرشحي ترمب لهذا المنصب.

وبعد الجلسة، قالت إيرنست التي توقع خبراء أن تصوت ضد هيغسيث وربما تقنع آخرين بالتصويت ضده، إنها تدعمه لنيل المنصب. وقالت إيرنست في بيان «لقد اختار قائدنا الأعلى القادم بيت هيغسيث لتولي هذا المنصب، وبعد محادثاتنا والاستماع إلى سكان ولاية أيوا وقيامي بمهمتي كعضو في مجلس الشيوخ، سأدعم اختيار الرئيس ترمب لمنصب وزير الدفاع».

وعندما سئل عن التصريحات المعارضة لمشاركة النساء في القتال، أشار هيغسيث إلى ضرورة إلغاء الحصص المخصصة للأدوار في الخطوط الأمامية. وردت غيليبراند بأن مثل هذه الحصص غير موجودة. كما هاجمت السناتور الديمقراطية تامي داكوورث، وهي عسكرية سابقة فقدت ساقيها في القتال في العراق، هيغسيث بسبب نقص معرفته بالسياسة الخارجية وافتقاره إلى الخبرة الإدارية. وقالت «تقول إنك مهتم بالحفاظ على قوة قواتنا المسلحة... فلا يجوز أن نخفض المعايير من أجلك. أنت يا سيدي غير مؤهل لتولي هذا المنصب».

وإذا تم تأكيد ترشيحه، فقد يتمكن هيغسيث من تنفيذ وعود ترمب بالتخلص من الجنرالات الذين يتهمهم بالسعي إلى تطبيق سياسات التنوع في الجيش.