بعد اقتراح بيلوسي ضم بايدن إليه... ماذا نعرف عن نُصُب «جبل راشمور»؟

طالته انتقادات من السكان الأصليين وسط دعوات لإغلاقه

وجوه 4 رؤساء لأميركا يمثلون النصب التذكاري في «جبل راشمور»... (أرشيفية - أ.ب)
وجوه 4 رؤساء لأميركا يمثلون النصب التذكاري في «جبل راشمور»... (أرشيفية - أ.ب)
TT

بعد اقتراح بيلوسي ضم بايدن إليه... ماذا نعرف عن نُصُب «جبل راشمور»؟

وجوه 4 رؤساء لأميركا يمثلون النصب التذكاري في «جبل راشمور»... (أرشيفية - أ.ب)
وجوه 4 رؤساء لأميركا يمثلون النصب التذكاري في «جبل راشمور»... (أرشيفية - أ.ب)

اقترحت رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة، نانسي بيلوسي، أمس (الأحد)، إضافة الرئيس الحالي جو بايدن إلى «جبل راشمور» بعد اختياره الانسحاب من سباق 2024 الرئاسي.

وسألت الصحافية ليزلي ستال، من شبكة «سي بي إس»، بيلوسي، عن التقارير التي زعمت أنها قادت جهوداً لإبعاد بايدن من «التذكرة الرئاسية» بعد مناظرته الكارثية ضد الرئيس السابق دونالد ترمب، فأنكرت بيلوسي قيادة أي محاولة لإطاحة بايدن، وعلقت بدلاً من ذلك على أنه كان في «قمة مستواه» قبل اتخاذ قراره مغادرة السباق الرئاسي.

وأشارت بيلوسي إلى أن الاختيار كان يستحق انضمام بايدن إلى الرؤساء على «جبل راشمور». وتابعت بيلوسي: «لقد كان في وضع جيد لاتخاذ أي قرار. رئيس للولايات المتحدة له أهمية كبيرة، وبايدن من النوع الذي يستحق الانضمام إلى نصب (جبل راشمور)»، وفق ما نقلت شبكة «فوكس نيوز» الأميركية.

انتقادات لبيلوسي

وقد انتقد نواب من الحزب الجمهوري اقتراح بيلوسي، وسخر كثير من أنصار المرشح الجمهوري دونالد ترمب، بمن فيهم حاكمة ولاية داكوتا الجنوبية، كريستي نويم، من اقتراح بيلوسي بعد انتشار مقاطع من تصريحاتها على وسائل التواصل الاجتماعي.

وكتبت نويم على موقع «إكس»: «آسفة نانسي؛ (جبل راشمور) ليس مكاناً للاحتفال بشخص كذب بشأن تدهوره العقلي، وعرض حياة الشعب الأميركي للخطر عن عمد وعن علم، وسحق الأسر الأميركية، وقوض الدستور، وأضعف بلدنا في الداخل والخارج».

وتابعت نويم: «ستظل السنوات الأربع التي قضاها جو بايدن رئيساً - مع كون كامالا هاريس جزءاً من تلك السياسات الجذرية والإخفاقات التي لا تحصى - هي الأسوأ في التاريخ الأميركي».

وكتب حساب «آر إن سي»، الذي تديره «اللجنة الوطنية الجمهورية» وفريق حملة ترمب: «لقد وصلت أوهام نانسي المجنونة إلى مستوى جديد... لقد قالت إنه تجب إضافة بايدن إلى (جبل راشمور)»، وفق مجلة «نيوزويك» الأميركية.

كما كتب روجر ستون، المستشار السياسي المخضرم وحليف ترمب الرئيسي: «لقد أصبح أحدهم مخموراً مرة أخرى». ووفق «نيوزويك»، يشير ستون إلى مقاطع فيديو جرى التلاعب بها لبيلوسي وانتشرت على نطاق واسع في عام 2019، وجرى إبطاؤها لجعل بيلوسي فيها تبدو كأنها كانت تتلعثم في كلماتها.

4 وجوه منحوتة

ويضم النصب التذكاري وجوه 4 رؤساء أميركيين؛ هم: جورج واشنطن وتوماس جيفرسون وثيودور روزفلت وأبراهام لينكولن، وهي منحوتة على منحدر من الغرانيت فوق التلال السوداء بولاية داكوتا الجنوبية. وعلى مدار العقود الثمانية منذ اكتمال التماثيل، لم يخلُ الأمر من الجدل.

وعندما أعلن الرئيس السابق ترمب في مايو (أيار) 2020 أنه سيحضر الاحتفالات هناك، دعا حينئذ إلى مزيد من التدقيق في «تاريخ النصب التذكاري، والقادة الذين يحتفل بهم، والنحات الذي أنشأه، والأرض التي يطل عليها».

امرأة تسير عند النصب التذكاري الوطني في «جبل راشمور» يوم 16 أبريل 2020 (أرشيفية - رويترز)

وانتقد الأميركيون الأصليون مجموعة التماثيل هذه مدة طويلة، ويرجع ذلك جزئياً إلى أنها نُحتت على أرض كانت مملوكة للسكان الأصليين، وفق تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز»؛ الأمر الذي دعا بعض الناشطين إلى المطالبة بإغلاق «جبل راشمور»، وسط حركة وطنية ضد العنصرية.

«القصة الأميركية»

وخلال عشرينات القرن العشرين، كان المؤرخ دوين روبنسون، من ولاية داكوتا الجنوبية، يفكر في طريقة لإنشاء نصب تذكاري يجذب السياح إلى ولايته.

وكان روبنسون يتصور في الأصل منحوتة تخلد ذكرى شخصيات من الغرب الأميركي، مثل المستكشفين «لويس» و«كلارك» أو زعيم قبيلة «أوغلالا لاكوتا» ريد كلاود. لكن النحات الذي اختير في النهاية للمشروع، وهو جوتزون بورجلوم، استقر على فكرة تكريم 4 من رؤساء الولايات المتحدة السابقين.

وقال جين أ. سميث، أستاذ التاريخ الأميركي في جامعة تكساس : «لقد اختار 4 رؤساء اعتقد أنهم يمثلون إنجازات كبرى في القصة الأميركية».

عمل شاق لواجهة سياحية

وكان العمل في النصب التذكاري الضخم شاقاً، حيث استغرق 14 عاماً، باستخدام الديناميت والمطارق. واستمر العمل في المشروع الشاق خلال فترة الكساد الأعظم وبداية الحرب العالمية الثانية؛ وخلال الصعوبات التي أجبرت البناة على تدمير محاولة مبكرة لنحت وجه جيفرسون، والبدء من جديد؛ وبعد وفاة بورجلوم، الذي تولى ابنه لينكولن العمل.

وأُلغيت خطة مبكرة لنحت تمثال رئيس حتى الخصر، وتم الانتهاء من المشروع في عام 1941. ومع إنشاء مزيد من الطرق السريعة وتحول الرحلات البرية إلى هواية وطنية، عزز «جبل راشمور» مكانته بوصفه وجهةً لا بد من زيارتها، كقطعة فخمة من «أميركانا» تغطي ميلين مربعين من الغرانيت وتجذب أكثر من مليوني سائح سنوياً.

جانب من الألعاب النارية عند النصب التذكاري في «جبل راشمور»... (أرشيفية - أ.ب)

أصبحت الألعاب النارية في «يوم الاستقلال» عامل جذب سنوياً إلى النصب التذكاري بدءاً من عام 1998، لكنها توقفت في عام 2010 بسبب المخاوف من إشعال حرائق الغابات. في عام 2016، وجد تقرير من هيئة المسح الجيولوجي الأميركية أن عروض الألعاب النارية السابقة ربما تسببت في تركيزات أعلى لملوث يسمى «بيركلورات» في المياه الجوفية هناك.

تاريخ من الخلافات

نُحت «جبل راشمور» على أرض كانت مملوكة لقبيلة «لاكوتا». ويقول نيك تيلسن، أحد أعضاء قبيلة «أوغلالا لاكوتا» ورئيس مجموعة «إن دي إن كوليكتيف»، وهي مجموعة ناشطة من السكان الأصليين، إن المنقبين استولوا على الأرض في أثناء اكتشاف الذهب خلال سبعينات القرن التاسع عشر، منتهكين بذلك معاهدة «فورت لارامي» لعام 1868، التي اعترفت بأن التلال السوداء مملوكة للسكان الأصليين.

بعد أكثر من قرن من الزمان، احتل الموقع مجموعة من السكان الأصليين في أميركا احتجاجاً على انتهاكات المعاهدة، وأيدت المحكمة العليا في عام 1980 حكماً يقضي بمنح أكثر من 100 مليون دولار تعويضاً لثماني قبائل عن الاستيلاء غير القانوني.

جانب من عملية ترميم للنصب التذكاري في «جبل راشمور»... (أرشيفية - تايم)

كما اعترض منتقدو النصب التذكاري على الرجال الذين نُقشت وجوههم على الغرانيت. وقال بورجلوم إنه اختار واشنطن وجيفرسون ولينكولن وروزفلت لأنهم يجسدون «تأسيس الولايات المتحدة وتوسعها والحفاظ عليها وتوحيدها»، وفق ما نقلت وسائل إعلام أميركية.

وقال تيلسن إن الجهود الأخيرة لمواجهة الظلم العنصري في الولايات المتحدة قد توفر فرصة لإعادة النظر في مستقبل النصب التذكاري. وأضاف: «يجب إغلاق (جبل راشمور) بوصفه نصباً تذكارياً وطنياً، وتجب إعادة الأرض نفسها إلى السكان الأصليين».

وقاوم قادة الولاية الدعوات إلى إغلاق «جبل راشمور». وقالت نويم في بيان صدر عام 2020: «ليس في عهدي». وأضافت: «سنبذل كل ما في وسعنا لضمان أن يظل (جبل راشمور) مهيباً وملهماً كما هو اليوم. إن الرجال الذين كُرّموا على (جبل راشمور) لم يكونوا مثاليين؛ ولا يوجد أحد مثالي».


مقالات ذات صلة

مرشح رئاسي أميركي يعترف بوضع «دب نافق» في حديقة «سنترال بارك»

الولايات المتحدة​ روبرت إف كينيدي المرشح المستقل للانتخابات الرئاسية الأميركية (أ.ف.ب)

مرشح رئاسي أميركي يعترف بوضع «دب نافق» في حديقة «سنترال بارك»

اعترف روبرت كينيدي، المرشح المستقل للانتخابات الرئاسية الأميركية، بأنه ترك دباً صغيراً نافقاً في حديقة «سنترال بارك» بمانهاتن عام 2014.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية السفينة الأميركية «يو إس إس ماسون» (حساب الأسطول الخامس الأميركي على منصة «إكس»)

واشنطن تؤكد جهوزيتها على الردع وترسل تعزيزات ضخمة إلى المنطقة

على الرغم من التوقعات بأن الرد الإيراني على إسرائيل سيكون كبيراً، يعتقد البعض أن هجوم إيران على إسرائيل في 13 أبريل (نيسان) الماضي، قد لا يتكرر بالوتيرة نفسها.

إيلي يوسف (واشنطن)
يوميات الشرق صورة من مقطع فيديو نشرته إدارة الإطفاء في تولسا بولاية أوكلاهوما الأميركية تظهر اشتعال البطارية بعد مضغ الكلب لها (إنستغرام)

شاهد... كلب يشعل حريقاً في منزل بعد مضغ بطارية من الليثيوم

أظهر مقطع فيديو نشرته إدارة الإطفاء في تولسا بولاية أوكلاهوما الأميركية كلباً يشعل حريقاً في منزل عن غير قصد، بعد مضغ بطارية ليثيوم أيون.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ونائبة الرئيس الحالي كامالا هاريس (أ.ف.ب)

الخلافات بين ترمب وهاريس تهدد مناظرتهما التلفزيونية

انسحبت الخلافات بين المرشحَين الرئاسيَّيْن الأميركيَّين الجمهوري دونالد ترمب والديمقراطية كامالا هاريس على موعد المناظرة التلفزيونية المرتقبة بينهما.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

التزييف بالذكاء الاصطناعي يعزز مخاوف التلاعب بالناخبين الأميركيين

مطالب بجهود عاجلة لتعزيز مكافحة الأكاذيب المعتمدة على الذكاء الاصطناعي (رويترز)
مطالب بجهود عاجلة لتعزيز مكافحة الأكاذيب المعتمدة على الذكاء الاصطناعي (رويترز)
TT

التزييف بالذكاء الاصطناعي يعزز مخاوف التلاعب بالناخبين الأميركيين

مطالب بجهود عاجلة لتعزيز مكافحة الأكاذيب المعتمدة على الذكاء الاصطناعي (رويترز)
مطالب بجهود عاجلة لتعزيز مكافحة الأكاذيب المعتمدة على الذكاء الاصطناعي (رويترز)

بين تسجيل مصوّر يسخر من كامالا هاريس بالاعتماد على تقنية «التزييف العميق» ولقطات لجو بايدن تمّت معالجتها مليئة بالتعابير النابية وصورة مزيفة لتوقيف دونالد ترمب، تثير المعلومات السياسية المضللة التي يغذيها الذكاء الاصطناعي القلق حيال إمكانية التلاعب بالناخبين مع احتدام سباق الرئاسة الأميركية.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، فإنه في إطار ما تم وصفه بأول انتخابات أميركية تتأثّر بالذكاء الاصطناعي في نوفمبر (تشرين الثاني)، يحذّر باحثون من إمكانية استخدام التزييف بواسطة التكنولوجيا لجذب الناخبين باتّجاه مرشّح ما، أو دفعهم للوقوف ضدّه، أو حتى تجنّب الانتخابات كليّاً، ما يثير القلق في بيئة تعاني في الأساس من الاستقطاب الشديد.

وجددت موجة من المعلومات المضللة مؤخراً الدعوات لعمالقة التكنولوجيا الذين تراجع الكثير منهم عن مراقبة محتوى مواقع التواصل الاجتماعي، لتعزيز الحماية حول الذكاء الاصطناعي التوليدي قبل الانتخابات.

والأسبوع الماضي، واجه إيلون ماسك انتقادات حادة لمشاركته تسجيلاً مصوّراً يعتمد على تقنية «التزييف العميق» يظهر هاريس التي ستكون مرشحة الحزب «الديمقراطي» للانتخابات، مع متابعيه البالغ عددهم 192 مليوناً على «إكس».

ويصف صوت في التصوير يقلّد صوت هاريس الرئيس جو بايدن بـ«الخرف»، ويعلن بعد ذلك أنها لا تعرف «ألف باء الحكم».

ولم يحمل التسجيل أي مؤشر على أنه مجرّد محاكاة ساخرة لها، باستثناء رمز تعبيري ضاحك. وأوضح ماسك لاحقاً أن التسجيل المصوّر كان هدفه السخرية فحسب.

وأعرب باحثون عن قلقهم من أن المتابعين لربما استنتجوا خطأ بأن هاريس تسخر من نفسها وتستهزئ ببايدن.

وفنّد فريق تقصي الحقائق لدى «وكالة الصحافة الفرنسية» حالات تزييف أخرى مرتبطة بالذكاء الاصطناعي أثارت القلق.

والشهر الماضي، أظهر تسجيل مصوّر تم التلاعب به ينتشر على «إكس» بايدن، وهو يشتم منتقديه مستخدماً عبارات مناهضة لمجتمع الميم، بعدما أعلن سحب ترشيحه ودعم ترشّح هاريس.

وكشف بحث عكسي عن الصور بأن التسجيل جاء من خطاب لبايدن بثّته شبكة «بي بي إس»، وندّد فيه بالعنف السياسي بعد محاولة اغتيال ترمب في 13 يوليو (تموز).

وأفادت «بي بي إس» بأن التسجيل المصوّر رُكّب بتقنية «التزييف العميق»، مستخدماً شعارها لخداع المشاهدين.

وقبل أسابيع، أظهرت صورة تمّت مشاركتها عبر منصات التواصل الاجتماعي الشرطة وهي توقف ترمب بالقوة بعدما خلصت هيئة محلفين في نيويورك إلى أنه مدان بتزوير سجلات تجارية تتعلّق بأموال تم دفعها لإسكات نجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز.

لكن خبراء في الأدلة الجنائية الرقمية أفادوا بأن الصورة اعتمدت على تقنية «التزييف العميق».

توتر حزبي

قال المؤسس المشارك لـ«CivAI» لوكاس هانسن لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن «هذه الأمثلة الأخيرة تدل إلى حد كبير على الكيفية التي سيتم من خلالها استخدام التسجيلات المعتمدة على التزييف العميق في السياسة من الآن فصاعداً».

وأضاف: «بينما تعد المعلومات المضللة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي مصدر قلق بكل تأكيد، فإن تطبيقها على الأرجح سيتم عبر الصور والتسجيلات المصوّرة المفبركة الهادفة لإثارة الغضب ومفاقمة التوتر الحزبي».

واستعرض هانسن الكيفية التي يمكن من خلالها لروبوت دردشة واحد يستخدم الذكاء الاصطناعي أن يؤثر على نسب مشاركة الناخبين عبر إصدار مجموعة كبيرة من التغريدات الكاذبة.

وأعطيت للروبوت معلومة بسيطة في رسالة تم تخصيصها لمنطقة ألين في تكساس جاء فيها أن «مراكز الاقتراع تفرض أجرة على توقيف السيارات».

وفي غضون ثوان، انتشرت تغريدة تبلغ المتابعين بمعلومة مضللة مفادها أن سلطات ألين «فرضت بتكتم رسماً على إيقاف السيارات قدره 25 دولاراً في معظم مواقع التصويت».

وسمحت اختبارات أجريت على أداة أخرى بارزة للذكاء الاصطناعي هي Midjourney بتركيب صور تظهر بايدن يتم توقيفه وترمب أمام شبيه له، وفق ما أفاد «مركز مكافحة الكراهية الرقمية» غير الربحي في يونيو (حزيران).

وذكر ناشطون في مجال التكنولوجيا بأن Midjourney حظرت في وقت سابق جميع التعليمات المرتبطة بترمب وبايدن، ما منع المستخدمين من تركيب صور زائفة.

لكن «مركز مكافحة الكراهية الرقمية» لفت إلى أنه بإمكان المستخدمين الالتفاف على هذا المنع بكل سهولة عبر إضافة العلامة المائلة المعاكسة في بعض الحالات إلى أمر سبق وحظرته Midjourney.

نقطة تحول

يحذّر مراقبون من أن هذا النوع من التزييف على نطاق واسع يحمل خطر إثارة الغضب في الأوساط العامة حيال العملية الانتخابية.

ويتوقّع أكثر من 50 في المائة من الأميركيين أن تؤثر المعلومات الكاذبة المفبركة بواسطة الذكاء الاصطناعي على نتيجة انتخابات 2024، وفق استطلاع نشرته العام الماضي مجموعة «أكسيوس» الإعلامية، وشركة «مورنينغ كونسالت» للمعلومات التجارية.

وأفاد نحو ثلث الأميركيين بأن ثقتهم بالنتائج ستتراجع بسبب الذكاء الاصطناعي، وفق الاستطلاع.

وذكرت عدة شركات تكنولوجيا عملاقة أنها تعمل على أنظمة تصنّف المحتوى المولّد عبر الذكاء الاصطناعي.

وفي رسالة إلى الرؤساء التنفيذيين المعنيين بالتكنولوجيا في أبريل (نيسان)، طالبت أكثر من 200 مجموعة بجهود عاجلة لتعزيز مكافحة الأكاذيب المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك حظر استخدام التزييف العميق في الإعلانات السياسية، واستخدام خوارزميات لدعم المحتوى الانتخابي الواقعي.

وذكرت «فري برس» غير الربحية، وهي من بين المجموعات التي وقعت على الرسالة، أن المنصات لم تقدّم التزامات «جوهرية» في هذه الانتخابات.

وقالت المستشارة القانونية لدى «فري برس» نورا بينافيديز: «ما لدينا الآن هو بيئة سامة على الإنترنت، حيث تغرق الأكاذيب بثّنا وتربك الناخبين».

وأضافت: «هذه نقطة تحوّل في انتخاباتنا.. يتعيّن على المسؤولين التنفيذيين في المنصات المسارعة لتحسين وتطبيق سياساتهم ضد التزييف العميق وغيره من المشاكل».