حملة هاريس جمعت أكثر من ضعف تبرعات ترمب خلال يوليو

تقترب من انتزاع ترشيح حزبها... وأسهم شابيرو ترتفع لمنصب «نائب الرئيس»

نائبة الرئيس الأميركي المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس مع حاكم بنسلفانيا جوش شابيرو خلال مناسبة في فيلادلفيا (رويترز)
نائبة الرئيس الأميركي المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس مع حاكم بنسلفانيا جوش شابيرو خلال مناسبة في فيلادلفيا (رويترز)
TT
20

حملة هاريس جمعت أكثر من ضعف تبرعات ترمب خلال يوليو

نائبة الرئيس الأميركي المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس مع حاكم بنسلفانيا جوش شابيرو خلال مناسبة في فيلادلفيا (رويترز)
نائبة الرئيس الأميركي المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس مع حاكم بنسلفانيا جوش شابيرو خلال مناسبة في فيلادلفيا (رويترز)

تسلمت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس التقرير النهائي من مكتب المحاماة الذي كلفته حملتها بفحص المرشحين المحتملين لمنصب نائب الرئيس على بطاقة حزبها الديمقراطي لانتخابات 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، مما يعني أن حسم القرار بات في مرحلته النهائية، وسط تكهنات متزايدة تقترح أن الخيار وقع فعلاً على حاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو (51 عاماً).

وأنجز مكتب «كوفينغتون آند بورلينغ» للمحاماة بقيادة وزير العدل السابق أريك هولدر مهمة التدقيق، الخميس، وسلّم نتائجه لهاريس، التي جمعت حملتها 310 ملايين دولار خلال يوليو (تموز) الماضي، أي أكثر من ضعف المبلغ الذي جمعته حملة منافسها الرئيس السابق دونالد ترمب في الشهر ذاته.

وطبقاً لشخصين مطلعين على جدول أعمالها، خصصت هاريس ساعات عدة هذا الأسبوع للقاء المرشحين لمنصب نائب الرئيس، علماً أن حملتها اقترحت إعلان القرار بحلول الثلاثاء المقبل، عندما تبدأ هاريس والمرشح لمنصب نائب الرئيس جولة تستمر خمسة أيام في سبع ولايات متأرجحة يتوقع أن تحسم السباق الرئاسي، بدءاً من مدينة فيلادلفيا في بنسلفانيا.

ويعد اختيار مرشحها لمنصب نائب الرئيس أحد القرارات الأكثر أهمية في مسيرة هاريس السياسية، إذ يمكن أن يؤدي إلى جذب المزيد من الأصوات أو يأتي بنتائج عكسية. وفي بعض النواحي، يمكن للقرار أن يحدد أيضاً اتجاهاً لمستقبل الحزب الديمقراطي.

وفي ظل المشاورات الجارية بعيداً عن الأضواء، ألغى عدد من المتنافسين على المنصب، وبينهم شابيرو وحاكم كنتاكي أندي بشير، نشاطات لهم هذا الأسبوع، مما يعكس الرغبة في المحادثات الجارية، فضلاً عن تجنب إثارة تكهنات إضافية من وسائل الإعلام حول فرصهم.

الأسماء الستة

ورغم كثرة الأسماء المرشحة، قلصت هاريس لائحتها إلى ستة أشخاص، مع عدّ شابيرو وحاكم مينيسوتا تيم والز والسيناتور من أريزونا مارك كيلي من أبرز المرشحين، من دون استبعاد بشير وحاكم ألينوي جاي بي بريتزكر ووزير النقل بيت بوتيجيج من العملية، التي شارك فيها كل من هؤلاء، بما في ذلك عبر مقابلات بالفيديو استمرت لساعات مع هولدر، الذي أشرف يوماً على فحص الرئيس السابق باراك أوباما عندما كان مرشحاً لمنصب نائب الرئيس.

وقدّم المرشحون إجابات عن مئات الاستفسارات وسلّموا مئات الصفحات من الوثائق، بما في ذلك النماذج المالية وأوراق السياسة وحتى البيانات الصحافية القديمة الصادرة عن مكاتبهم.

ويقول المقربون من هاريس إنها لم تكن تفكر بجدية في قضية اختيار نائب الرئيس قبل أن يعلن الرئيس جو بايدن قبل نحو أسبوعين أنه سيخرج من السباق.

لماذا شابيرو؟

حاكم بنسلفانيا جوش شابيرو خلال اجتماع مع أطفال في فيلادلفيا (أ.ب)

ونقل موقع «أكسيوس» عن مصادر البيت الأبيض وحملة هاريس والحزب الديمقراطي أن «كل الدلائل تشير إلى اختيار» شابيرو مرشحاً لمنصب نائب الرئيس مع هاريس. وعزا ذلك إلى أن بنسلفانيا ستمكن هاريس من الحصول على «الرقم السحري»، وهو 270 من الأصوات الـ538 في المجمع الانتخابي، للفوز في الانتخابات بعد 94 يوماً. ولدى الولاية 19 صوتاً في هذا المجمع الانتخابي.

ويجلب شابيرو، الذي كان مثل هاريس لأنه المدعي العام السابق لبنسلفانيا، سجلاً مثبتاً في بناء تحالفات واسعة النطاق في الولاية الأكثر أهمية، حيث ينظر إليه 61 في المائة من الناخبين بشكل إيجابي في استطلاع حديث أجرته شبكة «فوكس نيوز» الأميركية للتلفزيون. وتعرفه هاريس منذ عام 2006، حين اختيرت هاريس وشابيرو لبرنامج مرموق للنجوم الصاعدة في السياسة الأميركية. وظلا على اتصال منذ ذلك الحين.

وأفاد موظفون سابقون عملوا في مكتب هاريس بمجلس الشيوخ، وفي حملتها الرئاسية لعام 2020، بأنها في حين تقدر الكفاءة والولاء، فإنها تتطلب أيضاً مستوى عالياً من التفاهم الشخصي والراحة مع الأشخاص الذين ستعمل معهم من كثب.

وقالت السيناتورة الديمقراطية لافونزا باتلر التي تعرف هاريس منذ أكثر من عقد وشغلت منصب مستشارة أولى في حملتها الرئاسية لعام 2020، إنه «في نهاية المطاف، سيتلخص الأمر فيمن يمكنها أن تقيم معه علاقة، ومن يمكنه إجراء محادثات صعبة معها»، مضيفة أن «هذا شخص ستضطر إلى رؤيته بشكل منتظم إلى حد ما خلال السنوات الأربع المقبلة. وعليك أن تفعل أكثر من مجرد التسامح معه. يجب أن يكون هناك بعض الإعجاب والرعاية الحقيقية والأجواء الجيدة».

الكلمة النهائية

صور مركبة وفيها من الأعلى يساراً كل من نائبة الرئيس المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس والمتنافسون الخمسة حاكم بنسلفانيا جوش شابيرو وحاكم كنتاكي آندي بشير وحاكم مينيسوتا تيم والز والسيناتور مارك كيلي ووزير النقل بيت بوتيجيج (أ.ف.ب)

في حين هيمن الاختيار على المحادثة داخل الدوائر الديمقراطية لأيام، هناك حالة من عدم اليقين العميق حول قرارها النهائي. وأُبقيت العملية ضمن مجموعة صغيرة من المساعدين، بعضهم ليس له دور رسمي في الحملة، وأفراد الأسرة، بمن في ذلك صهرها توني ويست. وقال الناطق باسم هاريس، كيفن مونوز إن الحملة لن تقدم تحديثات عامة «حتى تعلن نائبة الرئيس من سيشغل المنصب».

وعلى الرغم من مدى الحرص الذي أبداه أعضاء مجلس الشيوخ في شأن مداولاتهم، فمن الواضح أنهم اتخذوا بعض الخيارات الواسعة النطاق، ومنها أن هاريس تفكر بجدية في اختيار واحد من الرجال البيض فقط، فيما يعكس المخاوف من أن البلاد لن تنتخب امرأتين أو شخصين من ذوي البشرة الملونة.

وشدد آخرون على أهمية اختيار شخص من ولاية متأرجحة، مثل شابيرو أو كيلي، مما يمكن أن يساعد هاريس في اكتساب ميزة انتخابية فيما يُتوقع على نطاق واسع أن يظل منافسة متقاربة. يُنظر إلى الرجلين على أنهما معتدلان ولديهما سجل في الفوز بأصوات الناخبين المستقلين وحتى بعض الناخبين الجمهوريين.

ويزعم أنصار كيلي أن سيرته بصفته ابن ضابط شرطة وطياراً في البحرية ورائد فضاء وزوجاً للنائبة السابقة غابرييل غيفوردز، التي أصيبت بجروح بالغة في إطلاق نار جماعي، واحتضانه لتدابير الهجرة الأكثر شدة، يمكن أن يساعدا أيضاً في تحصين هاريس من المخاوف حيال دورها في سياسة الحدود.

وكذلك صار والز، وهو مدرس سابق في مدرسة ثانوية ومدرب كرة قدم من الغرب الأوسط، محبوباً من الليبراليين على مدى الأسابيع الماضية، حين نال كثيراً من الثناء لوصفه ترمب بأنه «غريب». كما أنه صاغ خط هجوم انتشر في كل أوساط الحزب.

أكثر من الضعف

في غضون ذلك، أعلنت حملة هاريس الجمعة أنها جمعت 310 ملايين دولار في يوليو (تموز) الماضي، وهو أكبر مبلغ شهري حتى الآن خلال الحملات الانتخابية لعام 2024، فيما يمثل أكثر من ضعف ما جمعه ترمب. وجاء أكثر من 200 مليون دولار من التبرعات الديمقراطية بعدما حلّت هاريس مرشحة بدلاً من الرئيس بايدن. وأضافت حملة هاريس أن لديها 377 مليون دولار نقداً في المتناول.

في المقابل، أعلنت حملة ترمب أنها جمعت 138.7 مليون دولار خلال يوليو (تموز)، مضيفة أن لديها الآن 327 مليون دولار نقداً بسبب جمع التبرعات القوي في الأشهر السابقة.


مقالات ذات صلة

الشرطة الأميركية: هجوم على مكتب انتخابات بورتلاند يحطم عشرات النوافذ

الولايات المتحدة​ مبنى انتخابات مقاطعة مولتوماه (أ.ب)

الشرطة الأميركية: هجوم على مكتب انتخابات بورتلاند يحطم عشرات النوافذ

حطمت مجموعة من الملثمين عشرات النوافذ ورشوا رسوم غرافيتي مناهضة للحكومة على مبنى انتخابات مقاطعة مولتوماه الأميركية.

«الشرق الأوسط» (بورتلاند (أميركا))
رياضة عالمية إنفانتينو خلال حضوره حفل تنصيب ترمب أمس (أ.ف.ب)

إنفانتينو رئيس «فيفا» حضر حفل تنصيب ترمب

حضر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، حفل تنصيب دونالد ترمب في العاصمة الأميركية واشنطن، أمس (الاثنين) وذلك وفقاً لشبكة «The Athletic».

The Athletic (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يمشي مع زوجته ميلانيا بعد القداس في كنيسة القديس يوحنا الأسقفية المقابلة للبيت الأبيض في واشنطن الاثنين 20 يناير 2025 في يوم تنصيبه (أ.ب)

ترمب يوقّع أوامر تعترف بنوعين فقط... الذكور والإناث

سيصدر الرئيس الأميركي ترمب أمراً تنفيذياً عند توليه الرئاسة يعلن أن الحكومة الأميركية الاتحادية ستعترف بوجود نوعين (جنسين) فقط.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يؤدي اليمين الدستورية (رويترز)

حفل تنصيب ترمب رئيسا لأميركا (تغطية حية)

يعود الرئيس الأميركي المنتخَب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، يوم الاثنين، بعد أن أصبح رسمياً الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يُوقّع أمراً تنفيذياً في غرفة روزفلت بالبيت الأبيض 25 أبريل (نيسان) 2017 (أ.ب)

ترمب سيدعو في خطاب التنصيب إلى «ثورة» الفكر السليم

ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب سيدعو، خلال خطاب تنصيبه، إلى «ثورة» تتمثل في القدرة على التفكير بطريقة معقولة.


ترمب يرشح رئيسا سابقا لمطاعم «هارديز» سفيرا لدى الاتحاد الأوروبي

أندرو بازدر الذي أعلن ترمب عن ترشيحه ليكون سفيرا للولايات المتحدة لدى الاتحاد الأوروبي (أ.ف.ب)
أندرو بازدر الذي أعلن ترمب عن ترشيحه ليكون سفيرا للولايات المتحدة لدى الاتحاد الأوروبي (أ.ف.ب)
TT
20

ترمب يرشح رئيسا سابقا لمطاعم «هارديز» سفيرا لدى الاتحاد الأوروبي

أندرو بازدر الذي أعلن ترمب عن ترشيحه ليكون سفيرا للولايات المتحدة لدى الاتحاد الأوروبي (أ.ف.ب)
أندرو بازدر الذي أعلن ترمب عن ترشيحه ليكون سفيرا للولايات المتحدة لدى الاتحاد الأوروبي (أ.ف.ب)

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأربعاء عن ترشيح رئيس سابق لشركة وجبات سريعة ليكون سفيرا للولايات المتحدة لدى الاتحاد الأوروبي، بعد أن كان قد رشحه خلال ولايته الأولى لمنصب آخر لكنه اضطر للانسحاب بعد الكشف عن أمور تتعلق بحياته العملية الخاصة.

ففي عام 2017 وقع خيار ترمب على أندرو بازدر، الذي أدار الشركة الأم لسلسلة مطاعم هارديز وكارلز جونيور، لتولي وزارة العمل، لكن الكشف عن توظيفه لمهاجرة غير شرعية كمدبرة لمنزله وعدم دفعه ضرائب على راتبها دفعه للانسحاب.

وكتب ترمب على منصة تروث سوشال «خلال تبوئه منصب الرئيس التنفيذي لمدة 17 عاما، قاد آندي الشركة للخروج من صعوبات مالية خطيرة، ما سمح لها بالبقاء وتحقيق الأمان المالي والنمو». أضاف «سيقوم آندي بعمل ممتاز في تمثيل مصالح أمتنا في هذه المنطقة المهمة».

وكان مجلس الشيوخ يستعد لعقد جلسة للمصادقة على بازدر وزيرا للعمل عام 2017 عندما تزايدت الانتقادات بشأن آرائه، وخاصة معارضته وضع حد أدنى للأجور للعمال الأميركيين. كما اعترف بازدر البالغ 74 عاما بعدم دفع الضرائب المستحقة عن موظفة لديه غير موثقة، على الرغم من تسديده الضرائب بعد فترة طويلة. وواجه بازدر أيضا أسئلة محرجة تتعلق بطلاق فوضوي.

ورشح ترمب الناشط والكاتب المحافظ أل. برنت بوزيل الثالث رئيسا لوكالة الولايات المتحدة للإعلام العالمي التابعة لوزارة الخارجية والتي تشرف على اذاعة صوت أميركا الممولة حكوميا. وقال ترمب «بصفته مؤسسا ورئيسا لمركز أبحاث الإعلام لمدة 38 عاما، فإن قلة من الناس يدركون المشهد الإعلامي العالمي في الصحافة المطبوعة والمرئية والالكترونية أفضل من برنت».