مشرّعان جمهوريان يفتحان تحقيقاً في علاقة مستشار الأمن القومي لهاريس بإيران

نائبة الرئيس الأميركي والمرشحة الديمقراطية المحتملة لانتخابات الرئاسة (أ.ب)
نائبة الرئيس الأميركي والمرشحة الديمقراطية المحتملة لانتخابات الرئاسة (أ.ب)
TT

مشرّعان جمهوريان يفتحان تحقيقاً في علاقة مستشار الأمن القومي لهاريس بإيران

نائبة الرئيس الأميركي والمرشحة الديمقراطية المحتملة لانتخابات الرئاسة (أ.ب)
نائبة الرئيس الأميركي والمرشحة الديمقراطية المحتملة لانتخابات الرئاسة (أ.ب)

أطلق السيناتور الجمهوري النافذ توم كوتون، والنائبة الجمهورية المتشددة إليز ستيفانيك، تحقيقاً مع مستشار الأمن القومي لنائبة الرئيس، كامالا هاريس، بشأن علاقاته بشبكة نفوذ حكومية إيرانية. وفي رسالة وُجهت الأربعاء إلى هاريس، طلب كوتون وستيفانيك من المرشحة الديمقراطية المفترضة، تقديم معلومات حول «صلات مستشارها فيل جوردون، بأريان طباطبائي، وهي مسؤولة كبيرة في وزارة الدفاع، ورد أنها شاركت في عملية حكومية إيرانية لتوسيع نفوذ طهران الناعم في الولايات المتحدة».

وتم الكشف العام الماضي عن علاقة طباطبائي المزعومة كعضو في شبكة نفوذ تديرها إيران وترفع تقاريرها إلى وزارة الخارجية الإيرانية.

وتشير الرسالة إلى أن جوردون شارك في كتابة ثلاث مقالات رأي على الأقل مع طباطبائي، لمعارضة فرض عقوبات على النظام الإيراني.

قلق من دور جوردون المقبل

وعد البعض إثارة هذه القضية في هذا التوقيت، جزءاً من السباق الانتخابي بعد دخول هاريس بقوة كمرشحة محتملة للحزب الديمقراطي. غير أن آخرين رجحوا أن تثير اتصالات جوردون بطباطبائي المخاوف من أن يلعب جوردون دوراً مركزياً في مجال الأمن القومي في البيت الأبيض، في حال فازت هاريس بالسباق. وفي حين ينتقد الجمهوريون سياسات هاريس الخارجية، يتخوفون من أن علاقات جوردون بالمجموعات المؤيدة لإيران تشير إلى أن الدبلوماسية المتجددة مع إيران ستكون أولوية قصوى في السياسة الخارجية لهاريس إذا تم انتخابها.

وبحسب رسالة كوتون وستيفانيك، فإنهما «يشعران بالقلق» في المقام الأول بشأن وصول جوردون إلى المعلومات السرية، ويريدان معرفة ما إذا كانت علاقاته بالمجموعات المؤيدة لإيران قد تحرمه من الحصول على تصريح أمني سري للغاية. وأشارا إلى أن جوردون نشر مقالات مع طباطبائي «تروج بشكل صارخ لوجهة نظر النظام الإيراني ومصالحه». ونُشرت هذه المقالات بعد الكشف المزعوم عن عمل طباطبائي لمصلحة ما يسمى «مبادرة خبراء إيران»، وهي شبكة نفوذ تضم العديد من صناع السياسة الأميركيين المرتبطين بالمبعوث الإيراني السابق لإدارة بايدن، روبرت مالي، الذي تم تعليقه من منصبه إلى أجل غير مسمى وسط مزاعم بأنه قام بتسريب معلومات سرية.

وكتب كوتون وستيفانيك في رسالتهما، أن جوردون وطباطبائي زعما في مقال نُشر في مارس (آذار) 2020، أن «العقوبات المستمرة على إيران ستخلق» كارثة «في الشرق الأوسط». وأضافت الرسالة أنهما في مقال آخر كتبا أن «العقوبات يمكن أن تؤدي إلى جهود إيرانية جديدة لشن هجمات على جيرانها، وعلى الأميركيين والمصالح الأميركية في الشرق الأوسط». وقال المشرعان إن «كل توقع كان خاطئاً بقدر ما كان متحيزاً لصالح طهران».

ارتباط بمجموعات مؤيدة لطهران

وبحسب الرسالة، فإن جوردون «يرتبط بشكل وثيق بالمجلس الوطني الإيراني - الأميركي، وهو منظمة نفوذ إيرانية أخرى يُزعم أنها تتعاون مع طهران». ولطالما واجه المجلس مزاعم بأنه يعمل كذراع ضغط غير مسجلة لإيران في أميركا، وكان لاعباً في «غرفة الصدى» التي وصفتها إدارة أوباما بأنها مؤيدة لطهران. وأضافت الرسالة أن جوردون تحدث في مؤتمر قيادة المجلس الوطني في عامي 2014 و2016، قبل وبعد فترة خدمته في إدارة أوباما كمساعد في الشرق الأوسط يعمل على الاتفاق النووي مع إيران.

وكتب كوتون وستيفانيك: «إن إدارة بايدن - هاريس ليست غريبة على المهادنين والمتواطئين مع إيران. لا تزال طباطبائي تعمل بأجر في وزارة الدفاع، حيث تساعد في الإشراف على العمليات الخاصة الحساسة». وأضافا: «يجري مكتب التحقيقات الفيدرالي تحقيقاً مع مبعوثك الخاص السابق لإيران، روبرت مالي، لنقله معلومات استخباراتية سرية إلى طهران، ويزعم أن مبعوثك الخاص عاموس هوكشتاين مرر معلومات استخباراتية، ربما في الآونة الأخيرة في نهاية هذا الأسبوع، عن الغارات الجوية الإسرائيلية، إلى (حزب الله)».

الإجابة قبل 9 أغسطس

وضغط المشرعان على مكتب نائبة الرئيس هاريس، للتوضيح بشأن علاقات جوردون مع المجموعات المؤيدة لطهران وطبيعة علاقته مع طباطبائي. وقالا في الرسالة، التي طلبا فيها تقديم إجابات عن أسئلتهما في موعد أقصاه 9 أغسطس الجاري: «عندما قمتِ بتعيين جوردون، هل كنتِ على علم بعلاقاته مع أريان طباطبائي و(مبادرة خبراء إيران) والمجلس الوطني الإيراني - الأميركي؟ هل خضع جوردون لفحص أمني وحصل على تصريح أمني عندما قمتِ بتعيينه؟ هل لديه تصريح أمني ساري المفعول؟».

ويريد المشرعان أيضاً معرفة ما إذا كانت هاريس قد بدأت تحقيقاً مع جوردون بعد «الكشف عن اتصالات طباطبائي بوزارة الخارجية الإيرانية في سبتمبر (أيلول) 2023». وقالا: «هل اعترف جوردون بعلاقاته بها وأبلغ عنها؟» وسألا: «هل التقيتِ أنت أو جوردون بأعضاء آخرين في (مبادرة خبراء إيران)، بمن في ذلك علي فايز؟ وهل التقيتِ بطباطبائي شخصياً؟»، وأضافا: «باعتبارك نائبة الرئيس، هل تؤيدين استمرار عمل طباطبائي في وزارة الدفاع؟ وما هي الإجراءات المحددة التي ستتخذينها لمعالجة قضية المتعاطفين مع إيران داخل الإدارة؟».

وعدّت النائبة ستيفانيك في بيان، أن مقالات جوردون تكشف «عمق أجندة كامالا هاريس المناهضة لإسرائيل والمؤيدة لإيران». وقالت: «منذ العام الماضي، طالبت بمحاسبة وزارة الدفاع للسماح لأتباع النظام الإيراني بالتسلل إلى موظفي الحكومة رفيعي المستوى. إن سياسة إدارة بايدن - هاريس المتمثلة في استرضاء إيران والتخلي عن إسرائيل، لن تتفاقم إلا إذا تمت ترقية كامالا هاريس وموظفيها المدافعين عن إيران. وأنا فخورة بالانضمام إلى السيناتور كوتون للمطالبة بالمحاسبة».


مقالات ذات صلة

منذ دخول هاريس السباق الرئاسي... ترمب يخسر 900 مليون دولار

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري للإنتخابات دونالد ترمب (رويترز)

منذ دخول هاريس السباق الرئاسي... ترمب يخسر 900 مليون دولار

تقلصت ثروة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب مؤخراً، حيث انخفضت قيمة حصته في الشركة المالكة لمنصته للتواصل الاجتماعي (تروث سوشيال)، بمقدار 900 مليون دولار.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ هاريس خلال التقاط صورة مع النائب الديمقراطي آل غرين عند وصولها إلى هيوستن (أ.ب)

الديمقراطيون يقتربون من ترشيح هاريس رسمياً

بدأ الديمقراطيون تكريس كامالا هاريس رسمياً مرشحةً للانتخابات الرئاسية، فيما وجد منافسها الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب نفسه في موقف دفاعي.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ فريد ترمب في لقطة من المقابلة التي أجراها مع برنامج «ذا فيو»

«عمي مجنون»... ابن شقيق ترمب يعلن دعمه لهاريس

قال فريد ترمب، ابن شقيق الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، إنه يخطط للتصويت لصالح كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ نائبة الرئيس الأميركي والمرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس (أ.ف.ب)

بعد تشكيك ترمب بأصولها... ما علاقة هاريس بـ«مالك عبيد» آيرلندي؟

أظهرت تقارير نشرت الأسبوع الماضي، أن هاريس تنحدر من «مالك عبيد» آيرلندي سيئ السمعة عمل بنشاط ضد إلغاء العبودية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ نائبة الرئيس الأميركي والمرشحة الرئاسية الديمقراطية كامالا هاريس أثناء مغادرتها إلى هيوستن (ا.ف.ب)

ترمب يتهم هاريس بالتنكر لأصولها الهندية

تساءل المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب، في مقابلة الأربعاء، ما إذا كانت منافسته الديموقراطية كامالا هاريس، سوداء حقاً أم أنها تستخدم العرق وسيلة سياسية.

«الشرق الأوسط» (شيكاغو)

بايدن سيبحث مع نتنياهو التوترات في الشرق الأوسط

الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث هاتفياً من المكتب البيضاوي بحضور نائبته كامالا هاريس (أرشيفية - حساب الرئيس الأميركي عبر «إكس»)
الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث هاتفياً من المكتب البيضاوي بحضور نائبته كامالا هاريس (أرشيفية - حساب الرئيس الأميركي عبر «إكس»)
TT

بايدن سيبحث مع نتنياهو التوترات في الشرق الأوسط

الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث هاتفياً من المكتب البيضاوي بحضور نائبته كامالا هاريس (أرشيفية - حساب الرئيس الأميركي عبر «إكس»)
الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث هاتفياً من المكتب البيضاوي بحضور نائبته كامالا هاريس (أرشيفية - حساب الرئيس الأميركي عبر «إكس»)

أفاد البيت الأبيض بأن الرئيس الأميركي جو بايدن سيتحدث، الخميس، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لبحث تصاعد التوترات في الشرق الأوسط.

ورداً على سؤال عن اغتيال زعيم «حماس»، إسماعيل هنية، الأربعاء، في طهران بضربة نُسبت إلى إسرائيل، ومقتل أحد قادة «حزب الله» اللبناني في ضربة تبنّتها الدولة العبرية، اكتفى مستشار الأمن القومي الأميركي، جايك سوليفان، بالقول: «يعتزم الرئيس التحدث مع رئيس الوزراء نتنياهو، في وقت لاحق اليوم. لم يتحدثا بعد».

وأوضح سوليفان، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أنه «لن يكشف مسبقاً رسالة الرئيس قبل أن يُتاح له التحدث مباشرة مع رئيس الوزراء» الإسرائيلي، مع إقراره بأن الولايات المتحدة «تبذل جهوداً كثيفة» لتجنب اندلاع واسع النطاق في الشرق الأوسط.

وقال سوليفان «من السابق لأوانه التحدث عن تأثير وفاته على المفاوضات (الخاصة باتفاق وقف إطلاق نار في غزة)، ومن ثم، لن أتطرق لتكهنات حول ذلك خاصة في ضوء الحراك الأوسع ومجموعة الأحداث التي تشهدها المنطقة الآن».

وتوعّد أمين عام «حزب الله»، حسن نصر الله، بـ«رد حقيقي ومدروس جداً» على اغتيال القائد العسكري البارز في الحزب، فؤاد شكر، الذي اغتالته إسرائيل بضربة جوية استهدفت مبنى في منطقة حارة حريك، بضاحية بيروت الجنوبية، الثلاثاء الماضي، مشيراً إلى أن الرد سيكون مختلفاً عن سياق العمليات العسكرية؛ إسناداً لقطاع غزة، والتي ستُستأنف، صباح غد الجمعة، دون أن يأتي على ذكر الحرب الشاملة مع إسرائيل.