مسؤولون: روسيا تعتمد على أميركيين «غير واعين» لنشر معلومات مضللة عن الانتخابات

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أرشيف - رويترز)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أرشيف - رويترز)
TT

مسؤولون: روسيا تعتمد على أميركيين «غير واعين» لنشر معلومات مضللة عن الانتخابات

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أرشيف - رويترز)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أرشيف - رويترز)

قال مسؤولون كبار في الاستخبارات الأميركية أمس (الاثنين) إن الكرملين يعتمد على الأميركيين «غير الواعين» وشركات العلاقات العامة التجارية في روسيا لنشر معلومات مضللة حول السباق الرئاسي الأميركي.

وبحسب وكالة أنباء «أسوشيتد برس»، فإن هذه التصريحات تأتي بعد أسابيع مضطربة في السياسة الأميركية «أجبرت روسيا وإيران والصين على مراجعة أساليب الدعاية الخاص بها».

وقال مسؤولون استخباراتيون إن ما لم يتغير هو تصميم هذه الدول على إغراق الإنترنت بمزاعم كاذبة ومثيرة للجدل حول الديمقراطية الأميركية لتقويض الثقة في الانتخابات.

وأكدوا أن المجموعات المرتبطة بالكرملين تستأجر بشكل متزايد شركات التسويق والاتصالات الموجودة داخل روسيا للقيام بأنشطة الدعاية الرقمية سراً.

وتعرضت شركتان من هذا النوع لعقوبات أميركية في مارس (آذار) الماضي. وتقول السلطات إن الشركتين الروسيتين أنشأتا مواقع ويب وهمية وحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي، تبدو وكأنها تابعة لأميركيين، لنشر معلومات مضللة عن الكرملين.

وفي بعض الحالات، قام الأميركيون وشركات التكنولوجيا الأميركية والمنافذ الإعلامية بإعادة نشر رسائل الكرملين «دون وعي»، بحسب المسؤولين.

وقال مسؤول من مكتب مدير الاستخبارات الوطنية: «يجب على الجمهور الأميركي أن يعرف أن المحتوى الذي يقرأونه عبر الإنترنت - وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي - يمكن أن يكون دعاية أجنبية، حتى لو بدا أنه قادم من مواطنين أميركيين أو مصدره الولايات المتحدة».

وأضاف أن «الجهات الفاعلة ذات النفوذ الأجنبي أصبحت أفضل في إخفاء أيديها، وحمل الأميركيين غير الواعين على نشر الدعاية الخاصة بها».

ويمكن أن يركز التضليل الإعلامي على المرشحين أو التصويت، أو على القضايا التي هي بالفعل موضوع مناقشات في الولايات المتحدة، مثل الهجرة، أو الجريمة أو الحرب في غزة.

ومع ذلك، فإن الهدف النهائي هو دفع الأميركيين إلى نشر التضليل الإعلامي الروسي دون التشكيك في أصله، بحسب المسؤولين الذين قالوا إن الناس أكثر ميلاً إلى الثقة في المعلومات التي يعتقدون أنها تأتي من مصدر محلي.

وسبق أن اتهمت تقارير أميركية موسكو بتنظيم حملات للتأثير على الانتخابات الرئاسية الأميركية في 2016 و2020.

ولفت المسؤولون الأميركيون إلى أن روسيا ما زالت تمثل التهديد الأكبر عندما يتعلق الأمر بالتضليل الانتخابي، في حين توجد مؤشرات على أن إيران توسع جهودها في هذا الشأن وأن الصين تتقدم بحذر.


مقالات ذات صلة

ترمب يكشف عن رد فعل ميلانيا بخصوص محاولة اغتياله: «إما أنها تحبني أو تحترمني»

الولايات المتحدة​ المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترمب إلى جانب زوجته ميلانيا (إ.ب.أ)

ترمب يكشف عن رد فعل ميلانيا بخصوص محاولة اغتياله: «إما أنها تحبني أو تحترمني»

صرح ترمب عن رد فعل زوجته ميلانيا ترمب عندما شاهدت محاولة اغتياله الأخيرة، مؤكداً أن عدم قدرتها على التحدث عن الحادثة «جيد»؛ لأنه يعني أنها إما تحبه أو تحترمه.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
دوغ إيمهوف مع ولديه غيلا وكول (أ.ب)

يناديانها «مومالا»... ماذا نعرف عن إيلا وكول إيمهوف ابني زوج هاريس؟

لنائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس ابن وابنة زوج: كول وإيلا إيمهوف، ويناديانها «مومالا».

لينا صالح (بيروت)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق والمرشح الرئاسي الجمهوري لعام 2024 دونالد ترمب يغادر بعد أن ألقى كلمة خلال تجمع انتخابي في مركز «هيرب بروكس الوطني للهوكي» في سانت كلاود بولاية مينيسوتا (أ.ف.ب)

ترك «الاحتمال» مفتوحاً... هل يقدّم ترمب «حجة» للتنصل من مناظرة هاريس؟

يبدو أن الرئيس الأميركي السابق والمرشح للانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترمب تراجع عن التزامه السابق بمناظرة نائبة الرئيس كامالا هاريس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد تظهر قبة مبنى الكابيتول الأميركي من محطة يونيون في واشنطن العاصمة (أ.ف.ب)

الدين القومي الأميركي يتجاوز 35 تريليون دولار للمرة الأولى

تجاوز الدين القومي الإجمالي لأميركا 35 تريليون دولار للمرة الأولى يوم الاثنين، وهو تذكير بالمأزق المالي القاتم الذي تعيشه البلاد مع اقتراب المعارك التشريعية…

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)

الاستخبارات الأميركية: إيران تحاول تخريب حملة ترمب الرئاسية

يعتقد مسؤولون استخباراتيون أميركيون أن إيران تحاول تخريب الحملة الرئاسية للرئيس السابق دونالد ترمب، عبر هجوم واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الحرب الحرباء!

من حرب فيتنام (إنترنت)
من حرب فيتنام (إنترنت)
TT

الحرب الحرباء!

من حرب فيتنام (إنترنت)
من حرب فيتنام (إنترنت)

يصف المفكّر البروسي الشهير، كارل فون كلوزفيتز الحرب بأنها «حرباء»، تتلوّن بلون محيطها كي تتستّر لتخدع الإنسان. كما قال رئيس وزراء بريطانيا الراحل، ونستون تشرشل، مُحذّراً رجل الدولة بعدم الذهاب إلى الحرب: «يجب عليه ألا يستسلم لحمّى الحرب. فبمُجرّد أن يعطي إشارة الحرب، فهو لم يعد سيّد السياسة، بل عبد لأحداث لا يمكن التنبّؤ بها».

يتميّز البشر عن غيرهم من المخلوقات، بأنهم يقّلدون بعضهم بعضاً (Miming). فهم يأخذون نجاحات من سبقهم، ليطوّروها وإضافة ما يلزم عليها كي تتأقلم مع الواقع المُعاش. وكلّما كان المجتمع متنوّعاً ومتعدّداً، كانت الأفكار متقدّمة وجديدة. لذلك؛ قال أبو الجغرافيا السياسية الألماني، فريدريك راتزل، إن المدن هي مكان تلاقح الأفكار المتنوّعة والمتعدّدة. ومنها، وفيها تُبتكر الأفكار.

في الحروب أيضاً، تُقلّد الجيوش بعضها بعضاً. فالحرب هي صدام اجتماعيّ. هي صدام دمويّ. تقع الحرب لأن القوّة الطريّة فشلت (Soft Power)، والمقصود الدبلوماسيّة. تقع الحرب عندما يسقط الردع، وعندما يشعر فريق ما بأن تغيير الستاتيكو القائم عبر استعمال القوة هو أفضل له ليُحسّن مكاسبه ووضعه في التركيبة الجيوسياسية القائمة.

الثورة في الشؤون العسكريّة

باختصار، قد يُمكن القول إن الثورة في الشؤون العسكريّة، هي تلك العملية التي تقوم على إدخال التكنولوجيا الحديثة في المنظومة العسكريّة. وهي تتطلّب تغييراً في العقيدة العسكرية وكيفية القتال (Doctrinal Shift). لكن مع التشديد على أن تحديد من هو العدو، كما تحديد ما هي المخاطر ومصادرها، هي من الأمور التي تتحكّم في اتجاه بوصلة الثورة في الشؤون العسكريّة. ألم يقل الفيلسوف الفرنسي جوليان فرويند: «إن السياسة في جوهرها تقوم عل تحديد من هو العدو، ومن هو الصديق».

أفراد وحدة أوكرانية يتدربون على إطلاق المسيّرات في وسط أوكرانيا (رويترز)

في فترة الآحادية للنظام العالميّ، وبعد سقوط الاتحاد السوفياتيّ. خاضت الولايات المتحدّة أوّل حرب تُنقل مباشرة على شاشات التلفزة. كان العراق المسرح لفيلم طويل تابعه العالم ثانية بثانية (Real Time). كانت مدّة الحرب ككلّ نحو 6 أشهر، 3 أسابيع و5 أيام. قُسّمت الحرب مرحلتين. سُمّيت المرحلة الأولى «درع الصحراء»، وهي الفترة الأطول (2 أغسطس/آب 1990 - 17 يناير/كانون الثاني 1990) والتي تميّزت بأنها مرحلة الحشد للحرب الحقيقيّة. سُميت المرحلة الأخرى «عاصفة الصحراء»، وهي فترة الحرب الحقيقيّة والتي لم تدم أكثر من 42 يوماً (17 يناير 1991 - 28 فبراير/شباط 1991). بماذا تميّزت المرحلة الثانية؟

تميّزت «عاصفة الصحراء» بأنها كانت حرباً بالأسلحة المشتركة (Combined Arms). كانت الحملة الجويّة، ومن بعدها قاتلت المدرعات إلى جانب المشاة، القوات الخاصة، البحريّة، وكل ما تملك أميركا من وسائل عسكريّة.

كان النجاح متميّزاً فقط بسبب التفاوت الكبير في موازين القوى، كما التفاوت في نوعيّة الأسلحة.

كان النجاح بسبب التفرّد الأميركي في مصير العالم، كما بسبب الشرعية التي استحصلت عليها أميركا من خلال التحالف الكونيّ ضد العراق – أكثر من 60 دولة ضمناً بعض الدول العربيّة.

أذهلت أميركا العالم بقدراتها العسكريّة، حتى أن الرئيس بوش الأب قال حينها: «لقد دُفنت أشباح فيتنام تحت رمال الخليج».

ثبّتت أميركا بعد حرب الخليج مكانتها العالميّة عبر الاستعراض العسكريّ. لكنها في الوقت نفسه، أظهرت كل ما تملك من قدرات عسكريّة حديثة، وكيف تقاتل، وما هي عقيدتها العسكريّة، وما هي محدوديّة قوّتها. وهذا أمر تعلّمه المنافسون كما الأعداء، خاصة الصين وروسيا، وضمناً التنظيمات من خارج إطار الدولة. دفعت أميركا الثمن لاحقاً في العراق في حرب الخليج الثانية عام 2003.

تأثرت إسرائيل بالثورة الأميركية في الشؤون العسكرية، فبدأت تُخطط لتقليدها؛ وذلك بالاعتماد على جيش خفيف، سريع ومرن، يعتمد في مجمله على القتال عن بُعد والحسم السريع، مع استعمال مُكثّف للتكنولوجيا الحديثة من أسلحة ذكيّة، خاصة في سلاح الطيران.

السلاح النجم (Star)

لكل حرب سلاحها النجم. في حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، كان صاروخ الساغر (Sagger) المضاد للدروع، إلى جانب الصاروخ المُضاد للطائرات ستريلا (Strella) نجمي تلك الحرب. خاصة وأن الجيش المصري قاتل ضمن استراتيجيّة «القنفذ»، (Hedgehog). بكلام آخر، تقدم الجيش المصري تحت غطاء الستريلا، وحماية الساغر، ومن دون ارتكاب خطأ الامتداد الأقصى.

في حرب أوكرانيا، كانت المسيّرات إلى جانب الصواريخ الهايمارس (HIMARS) نجوم تلك الحرب. حتى قيل إن حرب أوكرانيا هي أوّل حرب مسيّرات، إلى جانب أنها أوّل حرب ستارلينك.

تملأ اليوم المسيّرات أجواء كل الشرق الأوسط. وهي حتماً غيّرت خصائص الحرب في القرن الـ21. وهي حتى الآن تشكل معضلة دفاعية. وهي اليوم السلاح النجم. لكن ماذا عن المستقبل، وماذا يقول الخبراء؟

لا تزال المسيّرات سلاحاً مساعداً للأسلحة الباقية خاصة قوى البر.

لا يمكن ربح الحرب بالمسيّرات فقط، فالانتصار يتطلّب عسكراً على الأرض للسيطرة عليها.

يتّبع تأثير المسيّرات اليوم على الحرب مبدأ السيف والدرع (Sword and Shield). تمثّل المسيّرة اليوم السيف والذي لم يٌبتكر ضدّه حتى الآن الدرع الذي يُقلّل من مفاعيله. لكن الأكيد، أن البرامج العسكرية والمختبرات، كما الأبحاث قد بدأت منذ فترة بعيدة العمل على إيجاد الدرع الحامي. لكن ما يُعقّد عملية التفاعل بين السيف والدرع، أو بالأحرى العمليّة الجدليّة في الفعل وردّ الفعل بينهما، هو أن السيف، وبسبب سرعة التغيير التكنولوجية يتحوّر بشكل مستمر (Mutation) ودون قدرة الدرع على مجاراة السيف على الأقل حتى الآن. يُضاف إلى هذه المعضلة المستمرّة، معضلة أكبر منها وهي فارق الكلفة الكبير بين السيف والدرع... لصالح السيف بالطبع.