ترك «الاحتمال» مفتوحاً... هل يقدّم ترمب «حجة» للتنصل من مناظرة هاريس؟

الرئيس الأميركي السابق والمرشح الرئاسي الجمهوري لعام 2024 دونالد ترمب يغادر بعد أن ألقى كلمة خلال تجمع انتخابي في مركز «هيرب بروكس الوطني للهوكي» في سانت كلاود بولاية مينيسوتا (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي السابق والمرشح الرئاسي الجمهوري لعام 2024 دونالد ترمب يغادر بعد أن ألقى كلمة خلال تجمع انتخابي في مركز «هيرب بروكس الوطني للهوكي» في سانت كلاود بولاية مينيسوتا (أ.ف.ب)
TT

ترك «الاحتمال» مفتوحاً... هل يقدّم ترمب «حجة» للتنصل من مناظرة هاريس؟

الرئيس الأميركي السابق والمرشح الرئاسي الجمهوري لعام 2024 دونالد ترمب يغادر بعد أن ألقى كلمة خلال تجمع انتخابي في مركز «هيرب بروكس الوطني للهوكي» في سانت كلاود بولاية مينيسوتا (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي السابق والمرشح الرئاسي الجمهوري لعام 2024 دونالد ترمب يغادر بعد أن ألقى كلمة خلال تجمع انتخابي في مركز «هيرب بروكس الوطني للهوكي» في سانت كلاود بولاية مينيسوتا (أ.ف.ب)

يبدو أن الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترمب، تراجع عن التزامه السابق بمناظرة نائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية المحتملة للانتخابات الرئاسية كامالا هاريس، متسائلاً عن قيمة اللقاء وقال إنه «من المحتمل» أن يناظر هاريس، ولكن «يمكنه أيضاً تقديم حجة لعدم القيام بذلك»، حسب «أسوشييتد برس».

في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز» بُثت ليلة الاثنين، تم الضغط على ترمب مرات عدة بشأن الالتزام بمناظرة هاريس، قبل إعطائه إجابة أكثر ليناً مما كان عليه في الأيام الأخيرة.

كان الرئيس الجمهوري السابق حريصاً على مناظرة الرئيس جو بايدن عندما كان مرشحاً ديمقراطياً بعد أشهر من الإيحاء بأن بايدن ليس مستعداً عقلياً للمواجهة، أو الرئاسة.

ولكن بعد انسحاب بايدن من السباق واستعداد هاريس لتكون المرشحة الرئاسية الديمقراطية، كان ترمب يشكّك في شروط المناظرة الأصلية التي وافق عليها مع بايدن. واقترح نقل مناظرة 10 سبتمبر (أيلول)، التي كانت ستُجرى على «إيه بي سي نيوز»، إلى شبكة مختلفة، واصفاً «إيه بي سي» بأنها صاحبة «أخبار كاذبة».

والأسبوع الماضي، في مكالمة هاتفية مع الصحافيين، سُئل ترمب عما إذا كان سيلتزم بمناظرة هاريس مرة واحدة على الأقل، فأجاب: «نعم، بالتأكيد. أود ذلك»، وقال إن هناك التزاماً بالمناظرة.

في المقابلة التي أُجريت يوم الاثنين، ضغطت المضيفة لورا إنغراهام، مراراً وتكراراً، على ترمب بشأن ما إذا كان سيلتزم بالمناظرة، فكان جوابه: «أريد إجراء مناظرة، لكن يمكنني أيضاً أن أقول هذا. الجميع يعرف من أنا. والآن يعرف الناس من هي... الإجابة هي نعم، ربما سأجري المناظرة».

لكنه أضاف أن أي مناظرات يجب أن تُعقد قبل بدء التصويت المبكر في الولايات، وتابع: «لكن يمكنني أيضاً تقديم حجة لعدم القيام بذلك».

وتغيّب ترمب عن المناظرات من قبل، بما في ذلك جميع المناظرات التمهيدية الرئاسية الجمهورية لعام 2024، ولم يشارك في البداية بعد أن اقترح أن التوقيت كان مبكراً جداً، ثم طلب مكاناً آخر لإجراء المناظرة، قبل أن يوضح في النهاية أنه لن يشارك في أي من تلك المناظرات.


مقالات ذات صلة

ترمب يكشف عن رد فعل ميلانيا بخصوص محاولة اغتياله: «إما أنها تحبني أو تحترمني»

الولايات المتحدة​ المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترمب إلى جانب زوجته ميلانيا (إ.ب.أ)

ترمب يكشف عن رد فعل ميلانيا بخصوص محاولة اغتياله: «إما أنها تحبني أو تحترمني»

صرح ترمب عن رد فعل زوجته ميلانيا ترمب عندما شاهدت محاولة اغتياله الأخيرة، مؤكداً أن عدم قدرتها على التحدث عن الحادثة «جيد»؛ لأنه يعني أنها إما تحبه أو تحترمه.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
دوغ إيمهوف مع ولديه غيلا وكول (أ.ب)

يناديانها «مومالا»... ماذا نعرف عن إيلا وكول إيمهوف ابني زوج هاريس؟

لنائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس ابن وابنة زوج: كول وإيلا إيمهوف، ويناديانها «مومالا».

لينا صالح (بيروت)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أرشيف - رويترز)

مسؤولون: روسيا تعتمد على أميركيين «غير واعين» لنشر معلومات مضللة عن الانتخابات

قال مسؤولون كبار في الاستخبارات الأميركية إن الكرملين يعتمد على الأميركيين «غير الواعين» لنشر معلومات مضللة حول الانتخابات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد تظهر قبة مبنى الكابيتول الأميركي من محطة يونيون في واشنطن العاصمة (أ.ف.ب)

الدين القومي الأميركي يتجاوز 35 تريليون دولار للمرة الأولى

تجاوز الدين القومي الإجمالي لأميركا 35 تريليون دولار للمرة الأولى يوم الاثنين، وهو تذكير بالمأزق المالي القاتم الذي تعيشه البلاد مع اقتراب المعارك التشريعية…

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)

الاستخبارات الأميركية: إيران تحاول تخريب حملة ترمب الرئاسية

يعتقد مسؤولون استخباراتيون أميركيون أن إيران تحاول تخريب الحملة الرئاسية للرئيس السابق دونالد ترمب، عبر هجوم واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الحرب الحرباء!

من حرب فيتنام (إنترنت)
من حرب فيتنام (إنترنت)
TT

الحرب الحرباء!

من حرب فيتنام (إنترنت)
من حرب فيتنام (إنترنت)

يصف المفكّر البروسي الشهير، كارل فون كلوزفيتز الحرب بأنها «حرباء»، تتلوّن بلون محيطها كي تتستّر لتخدع الإنسان. كما قال رئيس وزراء بريطانيا الراحل، ونستون تشرشل، مُحذّراً رجل الدولة بعدم الذهاب إلى الحرب: «يجب عليه ألا يستسلم لحمّى الحرب. فبمُجرّد أن يعطي إشارة الحرب، فهو لم يعد سيّد السياسة، بل عبد لأحداث لا يمكن التنبّؤ بها».

يتميّز البشر عن غيرهم من المخلوقات، بأنهم يقّلدون بعضهم بعضاً (Miming). فهم يأخذون نجاحات من سبقهم، ليطوّروها وإضافة ما يلزم عليها كي تتأقلم مع الواقع المُعاش. وكلّما كان المجتمع متنوّعاً ومتعدّداً، كانت الأفكار متقدّمة وجديدة. لذلك؛ قال أبو الجغرافيا السياسية الألماني، فريدريك راتزل، إن المدن هي مكان تلاقح الأفكار المتنوّعة والمتعدّدة. ومنها، وفيها تُبتكر الأفكار.

في الحروب أيضاً، تُقلّد الجيوش بعضها بعضاً. فالحرب هي صدام اجتماعيّ. هي صدام دمويّ. تقع الحرب لأن القوّة الطريّة فشلت (Soft Power)، والمقصود الدبلوماسيّة. تقع الحرب عندما يسقط الردع، وعندما يشعر فريق ما بأن تغيير الستاتيكو القائم عبر استعمال القوة هو أفضل له ليُحسّن مكاسبه ووضعه في التركيبة الجيوسياسية القائمة.

الثورة في الشؤون العسكريّة

باختصار، قد يُمكن القول إن الثورة في الشؤون العسكريّة، هي تلك العملية التي تقوم على إدخال التكنولوجيا الحديثة في المنظومة العسكريّة. وهي تتطلّب تغييراً في العقيدة العسكرية وكيفية القتال (Doctrinal Shift). لكن مع التشديد على أن تحديد من هو العدو، كما تحديد ما هي المخاطر ومصادرها، هي من الأمور التي تتحكّم في اتجاه بوصلة الثورة في الشؤون العسكريّة. ألم يقل الفيلسوف الفرنسي جوليان فرويند: «إن السياسة في جوهرها تقوم عل تحديد من هو العدو، ومن هو الصديق».

أفراد وحدة أوكرانية يتدربون على إطلاق المسيّرات في وسط أوكرانيا (رويترز)

في فترة الآحادية للنظام العالميّ، وبعد سقوط الاتحاد السوفياتيّ. خاضت الولايات المتحدّة أوّل حرب تُنقل مباشرة على شاشات التلفزة. كان العراق المسرح لفيلم طويل تابعه العالم ثانية بثانية (Real Time). كانت مدّة الحرب ككلّ نحو 6 أشهر، 3 أسابيع و5 أيام. قُسّمت الحرب مرحلتين. سُمّيت المرحلة الأولى «درع الصحراء»، وهي الفترة الأطول (2 أغسطس/آب 1990 - 17 يناير/كانون الثاني 1990) والتي تميّزت بأنها مرحلة الحشد للحرب الحقيقيّة. سُميت المرحلة الأخرى «عاصفة الصحراء»، وهي فترة الحرب الحقيقيّة والتي لم تدم أكثر من 42 يوماً (17 يناير 1991 - 28 فبراير/شباط 1991). بماذا تميّزت المرحلة الثانية؟

تميّزت «عاصفة الصحراء» بأنها كانت حرباً بالأسلحة المشتركة (Combined Arms). كانت الحملة الجويّة، ومن بعدها قاتلت المدرعات إلى جانب المشاة، القوات الخاصة، البحريّة، وكل ما تملك أميركا من وسائل عسكريّة.

كان النجاح متميّزاً فقط بسبب التفاوت الكبير في موازين القوى، كما التفاوت في نوعيّة الأسلحة.

كان النجاح بسبب التفرّد الأميركي في مصير العالم، كما بسبب الشرعية التي استحصلت عليها أميركا من خلال التحالف الكونيّ ضد العراق – أكثر من 60 دولة ضمناً بعض الدول العربيّة.

أذهلت أميركا العالم بقدراتها العسكريّة، حتى أن الرئيس بوش الأب قال حينها: «لقد دُفنت أشباح فيتنام تحت رمال الخليج».

ثبّتت أميركا بعد حرب الخليج مكانتها العالميّة عبر الاستعراض العسكريّ. لكنها في الوقت نفسه، أظهرت كل ما تملك من قدرات عسكريّة حديثة، وكيف تقاتل، وما هي عقيدتها العسكريّة، وما هي محدوديّة قوّتها. وهذا أمر تعلّمه المنافسون كما الأعداء، خاصة الصين وروسيا، وضمناً التنظيمات من خارج إطار الدولة. دفعت أميركا الثمن لاحقاً في العراق في حرب الخليج الثانية عام 2003.

تأثرت إسرائيل بالثورة الأميركية في الشؤون العسكرية، فبدأت تُخطط لتقليدها؛ وذلك بالاعتماد على جيش خفيف، سريع ومرن، يعتمد في مجمله على القتال عن بُعد والحسم السريع، مع استعمال مُكثّف للتكنولوجيا الحديثة من أسلحة ذكيّة، خاصة في سلاح الطيران.

السلاح النجم (Star)

لكل حرب سلاحها النجم. في حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، كان صاروخ الساغر (Sagger) المضاد للدروع، إلى جانب الصاروخ المُضاد للطائرات ستريلا (Strella) نجمي تلك الحرب. خاصة وأن الجيش المصري قاتل ضمن استراتيجيّة «القنفذ»، (Hedgehog). بكلام آخر، تقدم الجيش المصري تحت غطاء الستريلا، وحماية الساغر، ومن دون ارتكاب خطأ الامتداد الأقصى.

في حرب أوكرانيا، كانت المسيّرات إلى جانب الصواريخ الهايمارس (HIMARS) نجوم تلك الحرب. حتى قيل إن حرب أوكرانيا هي أوّل حرب مسيّرات، إلى جانب أنها أوّل حرب ستارلينك.

تملأ اليوم المسيّرات أجواء كل الشرق الأوسط. وهي حتماً غيّرت خصائص الحرب في القرن الـ21. وهي حتى الآن تشكل معضلة دفاعية. وهي اليوم السلاح النجم. لكن ماذا عن المستقبل، وماذا يقول الخبراء؟

لا تزال المسيّرات سلاحاً مساعداً للأسلحة الباقية خاصة قوى البر.

لا يمكن ربح الحرب بالمسيّرات فقط، فالانتصار يتطلّب عسكراً على الأرض للسيطرة عليها.

يتّبع تأثير المسيّرات اليوم على الحرب مبدأ السيف والدرع (Sword and Shield). تمثّل المسيّرة اليوم السيف والذي لم يٌبتكر ضدّه حتى الآن الدرع الذي يُقلّل من مفاعيله. لكن الأكيد، أن البرامج العسكرية والمختبرات، كما الأبحاث قد بدأت منذ فترة بعيدة العمل على إيجاد الدرع الحامي. لكن ما يُعقّد عملية التفاعل بين السيف والدرع، أو بالأحرى العمليّة الجدليّة في الفعل وردّ الفعل بينهما، هو أن السيف، وبسبب سرعة التغيير التكنولوجية يتحوّر بشكل مستمر (Mutation) ودون قدرة الدرع على مجاراة السيف على الأقل حتى الآن. يُضاف إلى هذه المعضلة المستمرّة، معضلة أكبر منها وهي فارق الكلفة الكبير بين السيف والدرع... لصالح السيف بالطبع.