كيف ستضع «سيدة القانون» هاريس «المجرم المدان» ترمب في «موقع الدفاع»؟

أحد المؤيدين يحمل لافتة بينما يتجمع أعضاء الحزب الديمقراطي في سان فرنسيسكو لدعم كامالا هاريس عقب إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن انسحابه من السباق الرئاسي لعام 2024 (أ.ف.ب)
أحد المؤيدين يحمل لافتة بينما يتجمع أعضاء الحزب الديمقراطي في سان فرنسيسكو لدعم كامالا هاريس عقب إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن انسحابه من السباق الرئاسي لعام 2024 (أ.ف.ب)
TT

كيف ستضع «سيدة القانون» هاريس «المجرم المدان» ترمب في «موقع الدفاع»؟

أحد المؤيدين يحمل لافتة بينما يتجمع أعضاء الحزب الديمقراطي في سان فرنسيسكو لدعم كامالا هاريس عقب إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن انسحابه من السباق الرئاسي لعام 2024 (أ.ف.ب)
أحد المؤيدين يحمل لافتة بينما يتجمع أعضاء الحزب الديمقراطي في سان فرنسيسكو لدعم كامالا هاريس عقب إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن انسحابه من السباق الرئاسي لعام 2024 (أ.ف.ب)

منذ بداية محاولة إعادة انتخاب الرئيس الأميركي جو بايدن، ناضل الديمقراطيون لتأطير السباق بوصفه خياراً بين رؤيتين مختلفتين جذرياً، بدلاً من كونه استفتاء على عُمر بايدن وقدراته، وفق تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز».

ولكن الآن بعد أن انسحب بايدن، ومع حصول نائبة الرئيس كمالا هاريس على الدعم اللازم للفوز بالترشيح الديمقراطي لخوض الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من نوفمبر (تشرين الأول) المقبل، يرى حزبها فرصاً جديدة لتحويل انتباه الجمهور مرة أخرى إلى نقاط الضعف لدى الرئيس السابق دونالد ترمب بشأن القضايا الرئيسية للناخبين، بما في ذلك حقوق الإجهاض، والمبادئ الديمقراطية الأساسية ومسائل العدالة الاقتصادية، بحسب الصحيفة.

«تكتيكات» التركيز على نقاط ضعف بايدن

وينصب التركيز الآن على «التكتيكات» التي سيلجأ إليها الديمقراطيون لمواجهة الخصم الجمهوري دونالد ترمب، ووضعه في «موقع الدفاع»، على حد وصف الصحيفة.

وقالت هاريس، مساء الاثنين، إنها «فخورة» بحصولها على الدعم الواسع اللازم للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي.

وعدّت الصحيفة أن الحزب الديمقراطي يرى في هاريس «فرصة لتحويل انتباه الناخبين مرة أخرى، للتركيز على نقاط ضعف الرئيس السابق دونالد ترمب (78 عاماً)»، بعد أن كان الحزب يكافح خلال حملة الرئيس جو بايدن، من أجل «تركيز الانتباه على السباق بصفته فرصةً للاختيار بين رؤيتين مختلفتين جذرياً، بدلاً من كونه استفتاء على عمر بايدن وقدراته».

وأعلن بايدن الأحد، انسحابه من السباق الرئاسي، إثر ضغوط تتعلق بمخاوف بشأن قدرته على منافسة ترمب. كما أعلن دعمه وتأييده لترشيح هاريس لتكون مرشحة الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة.

صورة تجمع دونالد ترمب وكامالا هاريس (أ.ف.ب)

بدءاً من السن وصولاً إلى الشخصية

وبحسب «نيويورك تايمز»، يأمل الديمقراطيون بأن تتمكّن هاريس، المدعية العامة السابقة التي تصغر ترمب بنحو عقدين، من استخلاص مجموعة جديدة من التناقضات، والاستفادة من الحجج التي كانت بعيدة عن متناول بايدن (81 عاماً)، بشأن منافسها الجمهوري، بدءاً من قضية السن ووصولاً إلى المسائل السياسية والشخصية.

حقوق الإجهاض

ومن بين هذه القضايا، حقوق الإجهاض، التي «لطالما كان بايدن يشعر بعدم الارتياح عند مناقشتها، أو حتى عند قول كلمة إجهاض»، وفق الصحيفة، وذلك على النقيض من هاريس التي «تتحدث بسهولة وبصراحة عن الصحة الإنجابية».

من جانبهم، يخطط الجمهوريون، وفق الصحيفة، للقول إن هاريس «لا تزال تركز على القضايا التي لا تهم الناخبين، كما كان سجل بايدن».

وأشارت الصحيفة إلى استطلاعات الرأي التي تظهر أن ترمب يتمتع بمزايا كبيرة في عديد من القضايا الأكثر أهمية للناخبين؛ مثل التضخم والهجرة، بخلاف حقوق الإجهاض.

مرشحة «سيادة القانون» بوجه «المجرم المدان»

وأشار أعضاء بالحزب الديمقراطي في مقابلات مع الصحيفة، إلى «حرصهم على جعل السباق يدور حول الشخصية والخبرة، بما في ذلك خلفية هاريس في مجال إنفاذ القانون، بالمقارنة مع قائمة المشكلات القانونية التي يواجهها ترمب».

ونقلت الصحيفة عن مارسيا فودج، وزيرة الإسكان السابقة في إدارة بايدن، قولها «إنها (هاريس) مدعية عامة سابقة، وهو (ترمب) مجرم مدان. إذا كان هناك خيار كبير على الإطلاق، فهذا هو».

وتسبب «الأداء البائس» الذي قدمه بايدن في المناظرة الرئاسية أواخر الشهر الماضي، إلى تراجع التركيز على إدانة ترمب بارتكاب 34 جريمة جنائية، وفق «نيويورك تايمز»، حيث كان يأمل عديد من الديمقراطيين في «إمكانية استخدام الوضع الجنائي لترمب لصالحهم، لكن هذا لم يحدث، بينما حاول بايدن مواجه الضغوط الديمقراطية ضد ترشحه».

وأُدين ترمب في 30 مايو (أيار) الماضي، بـ34 تهمة تتعلق بتزوير سجلات تجارية للتستر على دفع مبلغ 130 ألف دولار لشراء صمت ممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانييلز، في المرحلة الأخيرة من الحملة الانتخابية عام 2016.

لكن الآن، ومع انسحاب بايدن واقتراب هاريس من الفوز بتذكرة الترشيح، يتحرك الديمقراطيون للاستفادة من الوضع الجنائي لترمب، حيث يصفون هاريس بأنها مرشحة «سيادة القانون»، مع «التأكيد على أن ترمب سعى إلى قلب نتائج انتخابات حرة في 2020».

وقالت النائبة الديمقراطية من ولاية تكساس، فيرونيكا إسكوبار، للصحيفة: «ما هو مهم بشكل خاص، وتحديداً في هذه القضية، هو تاريخها بصفتها مدعيةً عامةً تدافع عن القانون والنظام».

وتضيف إسكوبار أن «ترمب مجرم مدان، لا ينتهك القانون فحسب، بل يعتقد اعتقاداً راسخاً بأن القانون لا ينطبق عليه وعلى أنصاره».

وقبل انتخابها لمجلس الشيوخ في 2016، عملت هاريس مدعيةً عامةً لمنطقة سان فرنسيسكو، ومدعيةً عامةً لولاية كاليفورنيا، حيث كانت تكافح لمناقشة تاريخها في إنفاذ القانون وأمور العدالة الجنائية في أثناء حملة الانتخابات الرئاسية لعام 2020، عندما كان عديد من الديمقراطيين يدفعون إلى كبح جماح سلطات الشرطة، وفق الصحيفة.

وقال المتحدث باسم حملة هاريس، عمار موسى، إن نائبة الرئيس ستؤكد «التباين» بينها وبين ترمب.

وأضاف في بيان: «لقد احتجزت نائبة الرئيس، كمالا هاريس، المجرمين طوال حياتها المهنية، ولن يكون دونالد ترمب مختلفاً. لقد كرست هاريس حياتها المهنية لتحسين حياة العمّال، بينما يهتم ترمب بنفسه فقط».

وفي بيان له، حاول المتحدث باسم ترمب، ستيفن تشيونغ، تقويض مصداقية هاريس، من خلال اتهامها بتبني «سياسات مؤيدة لجرائم، ومتسامحة مع جرائم أخرى».

كما يأمل الجمهوريون في طمس أي اختلافات سياسية بين هاريس وبايدن، وفق الصحيفة، وقال تشيونغ إن «سجل هاريس الكئيب هو سجل الفشل التام، وعدم الكفاءة التامة». وأضاف: «سياساتها هي سياسات بايدن، والعكس صحيح».

وحتى قبل انسحاب بايدن، كانت لدى حملة ترمب «خطة لمهاجمة هاريس إذا أصبحت المرشحة. وربطها بالأجزاء الأقل شعبية في سجل الرئيس»، بحسب الصحيفة.


مقالات ذات صلة

هاريس ستحمل «عصا القمع» على الصناعة المالية في حال فوزها

الاقتصاد كامالا هاريس في مقر حملتها في ويلمنغتون بديلاوير (أ.ف.ب)

هاريس ستحمل «عصا القمع» على الصناعة المالية في حال فوزها

من المرجح أن تؤدي الإدارة الديمقراطية المحتملة، بقيادة نائبة الرئيس كامالا هاريس، إلى تعزيز أجندة الرئيس جو بايدن المتمثلة في القواعد المالية الصارمة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ صورة تجمع دونالد ترمب وكامالا هاريس (أ.ف.ب)

ماذا تكشف استطلاعات الرأي عن المنافسة بين ترمب وهاريس؟

تتخلّف نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس بفارق ضئيل عن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في معظم استطلاعات الرأي الأميركية الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ دوغ إمهوف مع زوجته نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس في الغرفة الشرقية للبيت الأبيض في فبراير الماضي (أ.ب)

«السيد الأول» المحتمل... ماذا نعرف عن زوج كامالا هاريس؟

يلفت دوغ إمهوف، زوج نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس الأنظار. فماذا نعرف عنه؟

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد منشآت نفطية في مصفاة دانغوت في لاغوس بنيجيريا (أ.ب)

النفط يستقر متأثراً بفائض متوقع وسط ضعف الطلب

استقرت أسعار النفط يوم الثلاثاء بعد تراجعها خلال الجلستين الماضيتين في ظل حذر المستثمرين وسط توقعات بوفرة الإمدادات وضعف الطلب.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الولايات المتحدة​ كامالا هاريس (أ.ف.ب)

بعد انسحاب بايدن... الديمقراطيون يلتفون حول هاريس

بعد إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن قراره بالانسحاب من السباق الرئاسي لعام 2024 أصبح الديمقراطيون الآن منشغلين بالالتفاف حول نائبة الرئيس كامالا هاريس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

نتائج عكسية محتملة لانتقادات ترمب سِنّ بايدن ولياقته

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ف.ب)
TT

نتائج عكسية محتملة لانتقادات ترمب سِنّ بايدن ولياقته

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ف.ب)

هاجم المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترمب، خصمه الديمقراطي جو بايدن، مراراً بسبب سنّه ولياقته، لكن قد تنعكس تصريحات الرئيس السابق، البالغ 78 عاماً، سلباً عليه الآن بعد قرار الرئيس الانسحاب من السباق الانتخابي الأميركي، وفق ما أفادت به «وكالة الصحافة الفرنسية».

وفي وقت تستعد نائبة الرئيس كامالا هاريس (59 عاماً) لتصبح مرشحة الحزب الديمقراطي، سيكون ترمب مرشّحاً أكبر سناً منها بكثير، وستسلَّط الأضواء عليه بشكل أكبر في حال ظهرت عليه أي علامات تراجع.

وقال الخبير السياسي لدى الجامعة الأميركية ماثيو فوستر، للوكالة، إن «الديناميكيات تغيّرت بشكل هائل».

واصل ترمب مهاجمة بايدن على قدراته العقلية حتى بعد انسحابه من الانتخابات، قائلاً على وسائل التواصل الاجتماعي إن الرئيس «سيستيقظ وينسى أنه انسحب من السباق».

تكاد هذه التعليقات تكفي لنسيان أن قطب العقارات نفسه ليس شاباً إلى هذه الدرجة.

وفي حال فوزه بانتخابات نوفمبر (تشرين الثاني)، سيكون ترمب الرئيس الأميركي الأكبر سناً الذي يؤدي القَسم. لكن المرشح الجمهوري معرّض للخطأ أيضاً من خلال زلّاته المتكررة وخطاباته غير المترابطة أحياناً.

«عندما تنتهي صلاحيتي»

ويصعب تحديد ما إذا كان الأمر مؤشّراً على تراجع قدراته الذهنية أم أنها مجرّد حوادث منعزلة.

وأشار أنصاره إلى أن خطاب قبول ترشيحه الذي استمر ساعة ونصف الساعة خلال المؤتمر الوطني الجمهوري الذي عُقد في ميلووكي، بعد خمسة أيام على نجاته من محاولة اغتيال، هو مؤشر على ثباته.

لكنّ بعض المشاهدين الذين تابعوا الخطاب لاحظوا أن المرشّح كان متعباً أكثر من عادته ويتصبب عرقاً بينما بدا ضعيفاً.

وفي استطلاع أجرته شبكة «إيه بي سي» في منتصف يوليو (تموز)، رأى 60 في المائة من الأميركيين أن ترمب بات كبيراً في السن إلى حد يمنع ترشحه لولاية ثانية.

وفور انسحاب بايدن من السباق، تعرّض ترمب لانتقادات بسبب سنّه. لكنه قلل مراراً من أهمية المخاوف.

وقال لأنصاره في يناير (كانون الثاني) إنه استكمل اختباراً معرفياً أخضعه طبيبه له وحقق نتائج «ممتازة».

وقال ترمب حينذاك: «سأُعلمكم عندما تنتهي صلاحيتي. أعتقد حقاً أنه سيكون بإمكاني إبلاغكم بذلك». لكن الرئيس السابق لم يعد عرضة للمطالبات ذاتها بالشفافية الطبية التي طاردته عندما كان في البيت الأبيض. وخلال السنوات القليلة الماضية، لم تتوفر سوى معلومات قليلة عن صحة ترمب.

وفي نوفمبر الماضي، نشر نجم تلفزيون الواقع السابق رسالة مقتضبة من طبيبه تفيد بأنه بصحة جيّدة وخسر بعض الوزن الذي لم يحدد كميّته.

«مجرم مدان في الثامنة والسبعين من عمره»

بات فريق حملة هاريس يعمل بالكامل، الأحد، ورغم أنه ما زال في طور تحديد استراتيجيته فإن سنّ ترمب ستكون على الأرجح من بين الأسلحة التي ستستخدمها المرشّحة البالغة 59 عاماً ضدّه.

وقال جيمس سينغر، الناطق باسم حملة هاريس، في بيان للوكالة إن «الحزب الجمهوري اختار دونالد ترمب وهو مجرم مدان في الثامنة والسبعين من عمره قضى عقوداً وهو يُلحق الأضرار بالعمال».

ولفت فوستر إلى أن هاريس «تجلب طاقة مختلفة تماماً» إلى حملتها، واصفاً إياها بأنها «أكثر شباباً» و«قوّة».

وتركت هاريس، عضو مجلس الشيوخ عن كاليفورنيا التي فشلت حملتها الأولى للانتخابات الرئاسية عام 2020، بصمتها خلال المناظرات التلفزيونية.

وتواجهت حينذاك مع بايدن، إلا أنه دعمها هذه المرة لتخْلُفه كمرشحة الحزب الديمقراطي.