تزايدت الضغوط من أقرب حلفاء الرئيس جو بايدن للانسحاب من السباق الرئاسي، خاصّة بعد إصابته بفيروس «كورونا» خلال رحلته إلى لاس فيغاس مساء الأربعاء في إطار حملته الانتخابية، مما اضطرّه إلى إلغاء فعالية انتخابية لنقابات الجالية اللاتينية والانعزال في منزله في ديلاوير.
وأصدر البيت الأبيض بياناً قال فيه إن بايدن يعاني «سعالاً» إلى جانب «شعور عام بالتوعك»، وهو يتلقى الآن عقار «باكسلوفيد» المضاد لـ«كوفيد-19». وأضاف أن أعراضه لا تزال خفيفة، وأن معدل تنفّسه ودرجة حرارته وقياس نبضه طبيعية. إلا أن إصابة بايدن، البالغ من العمر 81 عاماً، بـ«كوفيد-19» فاقمت عزلة الرئيس، ودفعت بعض كبار قادة الحزب الديمقراطي إلى زيادة ضغوطهم على الرئيس لرفع الراية البيضاء والتسليم بأن قدراته الصحية والذهنية قد لا تساعده على الاستمرار في السعي للحصول على ولاية ثانية، خاصة في ظل انخفاض حظوظه بشكل مطرد في استطلاعات الرأي الوطنية.
ونقلت تقارير أميركية تسريبات تشير إلى أن بايدن بدأ يتّخذ موقفاً أكثر انفتاحاً على نصائح حلفائه من كبار الديمقراطيين، إلا أنه لم يقدّم أي مؤشّر حتى الآن على استعداده للانسحاب في هذه المرحلة.
حلفاء بايدن يضغطون
عقدت رئيسة مجلس النواب السابقة، نانسي بيلوسي، التي تتمتع بنفوذ واسع داخل الحزب الديمقراطي، اتصالاً مع الرئيس بايدن، في محاولة منها لإقناعه بالانسحاب. وسلّطت بيلوسي الضوء على استطلاعات الرأي الأخيرة، التي تُظهر أن بايدن لا يستطيع هزيمة دونالد ترمب، وقد يتسبّب في تقليص فرص الديمقراطيين في الفوز بمجلس النواب في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، إذا استمر في السباق.
ووفق التسريبات، طلبت بيلوسي من مايك دونيلون، مستشار بايدن المقرب، أن يطلع الرئيس على استطلاعات الرأي بعد أن اتخذ بايدن موقفاً دفاعياً، وأخبرها بأن استطلاعات رأي تؤكد قدرته على الفوز.
من جانبه، رفض أندرو بيتس، نائب المتحدث باسم البيت الأبيض، التعليق على تفاصيل المكالمة بين بيلوسي وبايدن. وقال إن الرئيس بايدن يخطط للفوز في الانتخابات القادمة، ويتطلع للعمل مع الديمقراطيين في الكونغرس لتمرير أجندة «100 يوم لمساعدة الأسر العاملة».
ومنذ الأداء الكارثي لبايدن في المناظرة الرئاسية التي جرت في 27 يونيو (حزيران) الماضي والدعوات تتصاعد للضغط على بايدن للانسحاب من السباق، والسماح للحزب الديمقراطي باستبداله.
ووفقاً لشبكة «أيه بي سي نيوز»، ألقى زعيم الغالبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ شاك شومر بثقله من أجل أن يتخلى بايدن عن حملته؛ إذ جادل شومر بقوة بأنه سيكون «من الأفضل لبايدن وللحزب الديمقراطي وللبلاد أن ينسحب». وأفادت صحيفة «واشنطن بوست» بأن بايدن تحدث مع كل من زعيم الأقلية بمجلس النواب حكيم جيفريز وزعيم الغالبية بمجلس الشيوخ شاك شومر، في اجتماعات عبّرا خلالها عن «مخاوف في صفوفهم من احتمال أن يحرمهم بايدن من الفوز بمقاعد الأغلبية في الانتخابات التشريعية في نوفمبر».
وفي وقت سابق الأربعاء، دعا المسؤول في الحزب الديمقراطي آدم شيف، بايدن إلى سحب ترشحه لولاية ثانية، مُعرباً عن شكوكه في قدرته على هزيمة ترمب. وانضم شيف إلى أكثر من عشرة من الديمقراطيين في مجلس النواب، دعوا بايدن إلى «تمرير الشعلة» والانسحاب من السباق. وقال شيف في بيان لصحيفة «لوس أنجليس تايمز»، إن «بايدن كان أحد أهم الرؤساء في تاريخ بلادنا، والخدمات التي قدمها خلال مسيرته المهنية بصفته عضواً في مجلس الشيوخ ونائباً للرئيس، واليوم رئيساً، ساهمت في جعل بلادنا أفضل». وأضاف: «لكن أمتنا عند مفترق طرق... ورئاسة ثانية لترمب ستقوض أسس ديمقراطيتنا، ولديّ مخاوف جدية بشأن قدرة الرئيس على هزيمة ترمب في نوفمبر».
خيارات بديلة
ينظر الديمقراطيون إلى نائبة الرئيس، كامالا هاريس، التي تعد أفضل بديل كمرشحة للحزب، إلى جانب مرشحين محتملين آخرين هما حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم، وحاكمة ميشيغان غريتشن ويتمور. ويطرح تمويل الحملة عراقيل أخرى على خيار البديل لبايدن؛ إذ إن التمويل الذي حصلت عليه حملة بايدن - هاريس مرتبط بهاذين المرشحين فقط. وفي حال اختار الحزب مرشحاً آخر بدل هاريس، فسيكون على المانحين الموافقة على تحويل الأموال البالغة أكثر من 120 مليون دولار إلى المرشح الجديد.
ويدعو بعض الديمقراطيين إلى تثبيت ترشيح كامالا هاريس بمجرد إعلان تنحي بايدن، لتجنب أي صراعات وانقسامات داخل الحزب الديمقراطي قبل أقل من أربعة أشهر على إجراء الانتخابات. لكن بعض القيادات في الحزب الديمقراطي ترى أن كامالا هاريس لا تحظى بشعبية كافية، وليس لديها الموهبة والكاريزما والخبرة السياسية للعب دور على المسرح العالمي.