كشف تقرير جديد عن أن جهاز الخدمة السرية اشتبه في تصرفات توماس ماثيو كروكس، منفذ محاولة اغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، قبل ما يصل إلى ساعة من تنفيذه الهجوم، «لكنه ضاع وسط الحشد».
وفي إحاطتين مغلقتين للمشرِّعين في مجلسَي النواب والشيوخ أمس (الأربعاء)، شارك مسؤولو إنفاذ القانون، بمَن في ذلك عملاء الخدمة السرية، معلومات جديدة حول الحادث.
ونقلت شبكة «فوكس نيوز» عن السيناتور جون باراسو من وايومنغ، المسؤول عن أمن الحدث الذي تم خلاله إطلاق النار على ترمب، قوله إن أفراد الخدمة السرية أبلغوهم بأنهم رصدوا المهاجم قبل ساعة من الهجوم، لكنهم فقدوه بعد ذلك، حيث إنه ضاع وسط الحشد. وأضاف: «تم الاشتباه به لأنه كان يحمل جهاز تحديد المدى، بالإضافة إلى حقيبة ظهر. وكان ذلك قبل أكثر من ساعة من وقوع إطلاق النار فعلياً». وتابع: «لذلك، على مدار تلك الساعة، كان يجب ألا يغفل عملاء الخدمة السرية عنه».
وجهاز تحديد المدى هو أداة يتم استخدامها للمساعدة في قياس المسافة إلى هدف ما.
كما تم الكشف خلال الإحاطتين عن أن كروكس زار موقع الهجوم، في مقاطعة بتلر، مرة واحدة على الأقل في الأيام التي سبقت محاولة الاغتيال، وبحث سابقاً في هاتفه عن أعراض اضطراب الاكتئاب، حسبما ذكر مسؤول مطلع لشبكة «سي بي إس نيوز». واستخدم كروكس أيضاً هاتفه للبحث عن صور لكل من دونالد ترمب، والرئيس الأميركي جو بايدن.
وقال مسؤول عن إنفاذ القانون مشارك في التحقيق في الحادث لـ«سي بي إس نيوز» إن قناصاً من فريق تكتيكي، محلي تم نشره لمساعدة الخدمة السرية، التقط صورة للمسلح وهو ينظر من خلال جهاز تحديد المدى، واتصل لاسلكياً على الفور بمركز القيادة للإبلاغ عمّا رآه.
ووفقاً لشبكة «إيه بي سي نيوز»، وغيرها من وسائل الإعلام الأميركية، فقد تم رصد المسلح البالغ من العمر 20 عاماً على سطح أحد المباني قبل 20 دقيقة من بدء الهجوم، حسبما كشف المسؤولون.
وفي السياق ذاته، قال مصدر لشبكة «فوكس نيوز» الأميركية إن والدَي كروكس اتصلا بالشرطة المحلية قبل ساعات من الحادث، وأخبراها بأنه مفقود، وأنهما قلقان على سلامته.
ولم يتضح إن كان معروفاً أنه حين خرج من المنزل كانت بحوزته بندقية من طراز «إيه آر 15» مملوكة لوالده. ولم تذكر الشرطة الإجراءات التي اتخذتها بعد الاتصال بها.
وعبّر عديد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين عن غضبهم من السماح لترمب بصعود المنصة حتى بعد معرفة أن هناك تهديداً قد يتعرّض له.
وقالت السيناتور مارشا بلاكبيرن، من ولاية تينيسي: «لقد شعرت بالفزع عندما علمت أن الخدمة السرية كانت على علم بوجود تهديد قبل صعود الرئيس ترمب على المسرح».
وطالب عدد من أعضاء مجلس الشيوخ باستقالة مديرة جهاز الخدمة السرية كيمبرلي تشيتل.
وقال السيناتور عن ولاية يوتا، مايك لي: «إن الإخفاقات الأمنية الفادحة وانعدام الشفافية بشأن محاولة اغتيال ترمب، تتطلب تغييراً فورياً بالقيادة في الخدمة السرية».
ومن ناحيته، قال زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، إن «التغيير بالقيادة في الخدمة السرية سيكون خطوة مهمة». كما دعا رئيس مجلس النواب، الجمهوري مايك جونسون، السيدة تشيتل إلى الاستقالة. وقال إنه يعتزم فتح تحقيق في الحادث في مجلس النواب.
وقال لشبكة «فوكس نيوز»: «سيتكون فريق التحقيق من الجمهوريين والديمقراطيين؛ للوصول إلى حقيقة هذا الأمر بسرعة، حتى يتمكّن الشعب الأميركي من الحصول على الإجابات التي يستحقها».
وقُتل كروكس (20 عاماً) على يد قناصة الخدمة السرية في غضون 26 ثانية من إطلاق النار على ترمب. وكان كروكس يعمل مساعد تحضير الطعام في دار لرعاية المسنين. وقال «مركز بيثيل بارك للتمريض وإعادة التأهيل» إن كروكس «أدى وظيفته دون مشكلات، وكان التحري عن ماضيه ناصع البياض».