ما تأثيرات فوز ترمب بالرئاسة على إمبراطورية إيلون ماسك؟

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يتحدث الى الملياردير إيلون ماسك (أرشيف - أ.ب)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يتحدث الى الملياردير إيلون ماسك (أرشيف - أ.ب)
TT

ما تأثيرات فوز ترمب بالرئاسة على إمبراطورية إيلون ماسك؟

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يتحدث الى الملياردير إيلون ماسك (أرشيف - أ.ب)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يتحدث الى الملياردير إيلون ماسك (أرشيف - أ.ب)

من المتوقع أن يكون لتأييد الملياردير الأميركي إيلون ماسك، مالك شركات «تسلا» و«إكس» و«سبيس إكس»، لدونالد ترمب تأثير حاسم على إمبراطوريته، وفقاً لما رجحه تقرير صحافي جديد.

وأشار التقرير، الذي نشره موقع «أكسيوس» الإخباري، إلى أن ماسك هو أغنى شخص في العالم، وأن ترمب إذا فاز بالانتخابات المقبلة فسيصبح أقوى شخص في العالم، ومن ثمّ فإن تقاربهما سيكون له تأثير كبير على الولايات المتحدة والعالم ككل، وعلى إمبراطورية ماسك بشكل خاص.

وعقب محاولة الاغتيال التي تعرّض لها ترمب، السبت الماضي، أعلن ماسك، أنه يؤيده رسمياً بالسباق الانتخابي في نوفمبر (تشرين الثاني).

وكتب ماسك على منصة «إكس»: «أنا أؤيد تماماً الرئيس ترمب، وأتمنّى له الشفاء العاجل».

وأضاف: «آخر مرة كان لدى أميركا مرشح بهذه القوة كان ثيودور روزفلت».

وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، أمس الأول (الاثنين)، أن ماسك قال إنه يعتزم تخصيص نحو 45 مليون دولار شهرياً للجنة العمل السياسي العليا الجديدة المؤيدة للمرشح الجمهوري دونالد ترمب.

وقال تقرير «أكسيوس» إن إمبراطورية ماسك جرى بناؤها بدعم حكومي، وإن لديه اهتماماً كبيراً في الحفاظ عليها بهذه الطريقة.

علاقة شركات ماسك بالحكومة الأميركية

* شركة «سبيس إكس» لديها عقود مربحة مع وكالة الفضاء الأميركية «ناسا».

* تقوم شركة «تسلا» - التي حصلت على قرض فيدرالي مهم في مهدها مكنّها من الوقوف على قدميها - بتسويق سياراتها الكهربائية على أنها مؤهلة للحصول على الإعفاءات الضريبية الأميركية.

* تستفيد منصة إكس (تويتر سابقاً) من درع قانونية في المادة 230 من قانون آداب الاتصالات، يحمي شركات التواصل الاجتماعي من المسؤولية القانونية عما ينشره المستخدمون عليها.

إلا أن ماسك لم يشر مطلقاً إلى فكرة أن تأييده لترمب يستهدف حصوله على الدعم الحكومي.

ويقول تقرير «أكسيوس» إن أكبر مصلحة قد يحققها ماسك في حال تولي ترمب الرئاسة، هو تخفيف الضغوط التي تفرضها عليه لجنة الأوراق المالية والبورصة، التي طاردته لسنوات بسبب تصريحاته المثيرة للجدل على وسائل التواصل الاجتماعي.

هل يضر فوز ترمب بمصلحة ماسك؟

يرى بعض المراقبين أن سياسات ترمب يمكن أن تضر بأصول ماسك، على عكس توقعات الملياردير.

فقد انتقد ترمب حوافز السيارات الكهربائية، وحاولت إدارته إلغاء الإعفاء الضريبي لهذه السيارات في النسخة الأصلية من ميزانيتها لعام 2020، على الرغم من أن هذا البند لم يجرِ إقراره.

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (يمين) والرئيس السابق دونالد ترمب (رويترز)

علاوة على ذلك، فقد دعا الرئيس السابق إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد التجارة مع الصين، إذ تتمتع شركة «تسلا» بحضور كبير، وإذا انتقمت الصين من هذه الإجراءات، بضرب مصلحة شركة «تسلا»، فقد يكون ذلك كارثياً بالنسبة لماسك.

ولكن من خلال دعم عودة ترمب إلى البيت الأبيض، قد يكون ماسك في وضع يسمح له بتوجيه السياسة في الاتجاه المفضل له، خصوصاً فيما يتعلق بالصين، وفقاً لما أكده إريك غوردون، أستاذ الأعمال بجامعة ميشيغان.

وقال غوردون: «من المؤكد أنه إذا فاز ترمب بالرئاسة، فسوف يستمع على الأقل إلى حجج ماسك. لا يقتصر الأمر على فكرة أن ماسك يحتاج إلى الحكومة، بل تحتاج الحكومة إلى ماسك أيضاً؛ لأنه من دون (سبيس إكس)، سترتفع التكلفة التي تتحملها الحكومة في مجال الفضاء».

ولم يستجب ماسك وحملة ترمب لطلبات التعليق على هذا التقرير.


مقالات ذات صلة

إيلون ماسك يحشد دعم «وادي السيليكون» لترمب

الولايات المتحدة​ الملياردير إيلون ماسك (أ.ب)

إيلون ماسك يحشد دعم «وادي السيليكون» لترمب

تتجه الأسماء الكبيرة بمجال التكنولوجيا في أميركا إلى دعم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الولايات المتحدة​ ملياردير التكنولوجيا إيلون ماسك (أ.ب)

بعد قانون حظر الكشف عن الهوية الجنسية للطفل... ماسك ينقل مقر شركاته من كاليفورنيا

أعلن ملياردير التكنولوجيا إيلون ماسك الثلاثاء أنه سينقل مقر اثنتين من شركاته من ولاية كاليفورنيا إلى ولاية تكساس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الملياردير إيلون ماسك (رويترز)

ماسك يعتزم تخصيص 45 مليون دولار شهرياً لدعم ترمب

قال الملياردير إيلون ماسك إنه يعتزم تخصيص نحو 45 مليون دولار شهرياً للجنة العمل السياسي العليا الجديدة المؤيدة للمرشح الجمهوري دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الولايات المتحدة​ عملاء الخدمة السرية الأميركية يحيطون بالمرشح الرئاسي الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب في حدث انتخابي في بتلر ببنسلفانيا (أ.ب)

بعد محاولة الاغتيال... ماسك يعلن دعمه الكامل لترمب

إيلون ماسك، مالك «تيسلا» و«إكس» يعلن أنه يؤيد رسمياً المرشح الجمهوري دونالد ترمب بالسباق الانتخابي في نوفمبر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا تم تصوير صاروخ سبيس إكس فالكون 9 وهو يطلق أقماراً صناعية إلى المدار في الفضاء بعد انطلاقه من قاعدة فاندنبرج لقوة الفضاء في كاليفورنيا بالولايات المتحدة في لقطة الشاشة هذه التي تم الحصول عليها من مقطع فيديو تم إصداره في 12 يوليو 2024 (رويترز)

عطل بمحرك صاروخ «سبيس إكس» يهدد باحتراق 20 قمراً اصطناعياً لـ«ستارلينك»

تعرض محرك دفع المرحلة الثانية لصاروخ من طراز فالكون 9 التابع لشركة «سبيس إكس» لعطل نادر في الفضاء خلال مهمة روتينية لشبكة ستارلينك.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

خصوم ترمب السابقون يصطفون خلفه لولاية رئاسية جديدة

المرشح الرئاسي الرئيس السابق دونالد ترمب في مؤتمر الحزب الجمهوري (أ.ب)
المرشح الرئاسي الرئيس السابق دونالد ترمب في مؤتمر الحزب الجمهوري (أ.ب)
TT

خصوم ترمب السابقون يصطفون خلفه لولاية رئاسية جديدة

المرشح الرئاسي الرئيس السابق دونالد ترمب في مؤتمر الحزب الجمهوري (أ.ب)
المرشح الرئاسي الرئيس السابق دونالد ترمب في مؤتمر الحزب الجمهوري (أ.ب)

نجح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في انتزاع ولاء بعض أعتى منافسيه السابقين بين الجمهوريين، وفي مقدمتهم حاكمة ساوث كارولينا السابقة نيكي هايلي، وحاكم فلوريدا رون ديسانتيس، في أحدث دليل على رسالة الوحدة التي رفعها خلال المؤتمر الوطني العام للحزب الجمهوري في ميلووكي بولاية ويسكونسن، حيث تلاشت في المقابل محاولته تخفيف حدة الخطابات النارية مع الرئيس جو بايدن وحزبه الديمقراطي، التي ظهرت على إثر محاولة الاغتيال قبل أيام قليلة.

ووسط ترقب كبير لأول خطاب جماهيري يلقيه ترمب مساء الخميس، بعد محاولة اغتياله الفاشلة السبت الماضي في بنسلفانيا، ركّز القادة الجمهوريون بطلب مباشر وشخصي من الرئيس السابق على إظهار رسالة الوحدة الحزبية المنشودة تحت عباءة ترمب. وتقدم المتحدثون واحداً تلو آخر إلى المنصة العملاقة في القاعة العامة للمؤتمر من أجل هذه الغاية، مع تقديم الولاء الكامل لترمب، باعتباره «منقذ» أميركا المتعبة والمهددة أكثر من أي وقت مضى بسبب سياسات بايدن والديمقراطيين، مؤكدين أن ترمب هو الخيار الوحيد الكفؤ لقيادة البلاد مرة أخرى على مدى السنوات الأربع المقبلة.

واغتنم ترمب الفرصة الاستثنائية، المتمثلة بالتعاطف معه بعد محاولة الاغتيال، ولحظة انعقاد المؤتمر، لتوسيع جاذبيته خارج قاعدته الثابتة في حركة «فلنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى» («ماغا» اختصاراً)، واستقطاب قطاعات واسعة من النساء الجمهوريات والمستقلات، بالإضافة إلى الأقليات المختلفة في البلاد.

«ضعف» الديمقراطيين

بنى الجمهوريون كثيراً على شعار ترمب «فلنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى»، فأصدروا سلسلة جديدة مثل «فلنجعل أميركا قويّة مرة أخرى» و«فلنجعل أميركا آمنة مرة أخرى»، ليعكسوا ضيق عامة الأميركيين من «ضعف» صورة بلادهم عالمياً، ومخاوفهم المتزايدة من انعدام الأمن في مجتمعاتهم.

المرشحة الرئاسية الجمهورية السابقة نيكي هايلي تلقي كلمة في المؤتمر الوطني العام للحزب الجمهوري بميلووكي في ويسكونسن (د.ب.أ)

وقال: «علينا أن نعترف بأن هناك بعض الأميركيين الذين لا يتفقون مع دونالد ترمب بنسبة 100 في المائة في بعض الأحيان (...) أعرف بعضهم، وأريد التحدث معهم الليلة». وأضافت: «رسالتي لهم بسيطة: ليس عليكم أن تتفقوا مع ترمب بنسبة 100 في المائة طوال الوقت للتصويت له. خذوها مني». وأشارت إلى أنها وترمب متفقان على الحفاظ على أمن أميركا، وأن «الديمقراطيين انتقلوا بعيداً نحو اليسار، لدرجة أنهم يعرّضون حرياتنا للخطر». وقالت أيضاً: «أنا هنا الليلة لأن لدينا بلداً يجب إنقاذه، ووجود حزب جمهوري موحد ضروري لإنقاذها»، مضيفة: «من أجل أمتنا، علينا أن ننضم إلى دونالد ترمب»، الذي حضر خطابها، وبدا مبتسماً وسعيداً بما تقوله.

وفي ليلة كان موضوعها «جعل أميركا آمنة مرة أخرى»، ردّد بعضهم مقولة ترمب المضللة إن الجرائم العنيفة ارتفعت في عهد بايدن، علماً أن الإحصاءات الرسمية تفيد أنها انخفضت، وأن المهاجرين غير الشرعيين جعلوا أميركا أقل أماناً، على رغم من قلة الأدلة لدعم هذا الادعاء. وبعد 3 أيام فقط من قيام «الذئب المنفرد» توماس ماثير كروكس (20 عاماً) بإطلاق النار على ترمب، تطرق كثير منهم أيضاً في خطاباتهم إلى ما وصفوه بقوة ترمب ومرونته.

تقبيل الخاتم

في تصريحاتها التي لقيت ترحيباً حاراً، الثلاثاء، تحدثت هايلي مباشرة إلى الناخبين الجمهوريين الذين يريدون الابتعاد عن ترمب، كاشفة أنه طلب منها التحدث أمام المؤتمر «باسم الوحدة»، وأنها تريد أن توضح للمرة الأولى أنه حصل على تأييدها الكامل. وتبعها ديسانتيس، والسيناتور ماركو روبيو، ثم الرئيسة المشاركة للجنة الوطنية الجمهورية لارا ترمب، في ما يصفه كثيرون بأنه «تقبيل خاتم» المرشح الرئاسي الأقوى والأفضل والأنسب لأميركا.

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ضاحكاً خلال مؤتمر الحزب الجمهوري في ويسكونسن (د.ب.أ)

وركّز ديسانتيس بشكل أقل بكثير من هايلي على تقديم قضية واضحة لصالح ترمب، وعاد بدلاً من ذلك إلى كثير من الخطوط المألوفة من الخطب السابقة. وانتقد قدرات بايدن العقلية لقيادة البلاد لمدة 4 سنوات أخرى، قائلاً إن أميركا «تحتاج إلى قائد أعلى يمكنه القيادة 24 ساعة في اليوم، 7 أيام في الأسبوع». وأضاف أن «أميركا لا تستطيع تحمل 4 سنوات أخرى» من «عطلة نهاية الأسبوع في رئاسة بيرني»، في إشارة إلى أن بايدن لا يقوم بواجباته الرئاسية. وأنهى خطابه بإطلاق كلمة «قاتلوا!»، باعتبارها ترنيمة، في إشارة إلى الكلمات التي قالها ترمب بقبضته المرفوعة خلال اللحظات المحمومة التي أعقبت محاولة اغتياله السبت. وقال: «نحن نستحق طبقة أفضل من السياسيين، الذين يخبروننا بالحقيقة، حتى لو جاءت مع بعض التغريدات اللئيمة من وقت لآخر».

وقال روبيو، الذي خاض الانتخابات ضد ترمب عام 2016 إن الأيام القليلة الماضية ذكّرت الأميركيين بأن «حياة كل كائن حي وأنفاس البشرية جمعاء في يد الله». وأضاف أن الديمقراطيين «أوصلونا إلى حافة الهاوية». وقال أيضاً: «على يد الله، نذكر ما يهم حقاً في حياتنا وفي بلدنا. إن وضع الأميركيين في المقام الأول يجب أن يكون هو ما تدور حوله هذه الانتخابات».

ملامح السياسة الخارجية

وإذ حاولوا تلمس ما يمكن أن يحدده ترمب في خطاب الخميس، من خلال الكلمة التي ألقاها مرشحه لمركز نائب الرئيس جاي دي فانس (39 عاماً)، الذي أعلن رسمياً قبول ترشيحه للمنصب، خصّص الجمهوريون جلّ يومهم الثالث من المؤتمر لقضايا الأمن القومي والسياسة الخارجية، مسلطين الضوء على إخفاقات إدارة بايدن في التعامل مع الأزمات المستمرة في أوروبا والشرق الأوسط. وشملت لائحة المتحدثين لهذه الغاية كلاً من القائم بأعمال مدير الاستخبارات الوطنية سابقاً ريتشارد غرينيل، ووزير الخارجية السابق مايك بومبيو، وغيرهما، وسط تركيز على طريقة تعامل إدارة بايدن مع الانسحاب الأميركي الفوضوي من أفغانستان، والحرب المستمرة بين إسرائيل و«حماس».

بائع يفرز بضائعه خلال المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري قرب قاعة فيسيرف في ميلووكي (أ.ب)

وكانت اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، في بيان، أنه «في عهد جو بايدن، القائد الأعلى الأضعف في تاريخ أمتنا، أصبحت أميركا أضحوكة عالمية». وقال غرينيل للصحافيين، قبل كلمته، إن «الدول والقادة في كل أنحاء العالم يشعرون بعدم الارتياح على الإطلاق إزاء عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات دونالد ترمب. لا يعرفون بالضبط ما الذي سيفعله بعد ذلك، وهذا أمر إيجابي بالنسبة لنا».

وكذلك، سلّط المتحدثون الضوء على «ضعف» سياسات بايدن في مسائل ضبط الحدود والهجرة، ما «يعرض سمعتنا في الخارج للخطر»، مشيرين إلى تسلل «عدد متزايد من الإرهابيين الأجانب» إلى الولايات المتحدة من المكسيك، بالإضافة إلى المجرمين والمتاجرين بالمخدرات.