أميركا... تاريخ من الاغتيالات السياسية

ترمب بعد محاولة اغتياله خلال حدث انتخابي في بنسلفانيا في 13 يوليو 2024 (رويترز)
ترمب بعد محاولة اغتياله خلال حدث انتخابي في بنسلفانيا في 13 يوليو 2024 (رويترز)
TT

أميركا... تاريخ من الاغتيالات السياسية

ترمب بعد محاولة اغتياله خلال حدث انتخابي في بنسلفانيا في 13 يوليو 2024 (رويترز)
ترمب بعد محاولة اغتياله خلال حدث انتخابي في بنسلفانيا في 13 يوليو 2024 (رويترز)

صورة ستدخل كتب التاريخ، وتتربع على عرش الصدارة في موسم الانتخابات: الرئيس السابق دونالد ترمب محكماً قبضته، ووجهه مضرج بالدماء، بعد محاولة اغتياله خلال حدث انتخابي في ولاية بنسلفانيا. حوله وقف أعضاء الخدمة السرية الذين سعوا إلى إخراجه بسرعة فائقة من موقع الجريمة، لكنه طلب منهم التمهل ليقف ويطمئن الحاضرين في صورة تاريخية التقطتها عدسات الكاميرات، وأظهرت قدرة الرئيس السابق المعهودة على سرعة التفكير وتحويل لحظات نادرة أمام الكاميرات إلى مشاهد دراماتيكية تحتل واجهة التغطيات الإعلامية.

تاريخ من المؤامرات والاغتيالات

رغم أن صورة من هذا النوع هي استثنائية وغير مسبوقة بعد محاولة اغتيال، فإن العنف السياسي ومحاولات اغتيال رؤساء أميركيين ومرشحين رئاسيين أمر ليس بجديد على الساحة السياسية الأميركية.

وبحسب خدمة الأبحاث التابعة للكونغرس، شهدت أميركا اعتداءات مباشرة على رؤساء ورؤساء منتخبين ومرشحين في 15 مناسبة منفصلة، ما أسفر عن مقتل 5 منهم. وتعرض 10 من هؤلاء لمحاولات اغتيال، منهم 4 من الرؤساء الستة الماضين.

وكان إبراهام لينكولن، الرئيس الـ16 للولايات المتحدة، أول ضحية اغتيال سياسي بين الرؤساء الأميركيين في 14 أبريل (نيسان) 1865 في مسرح فورد بواشنطن.

كيندي في سيارته قبل اغتياله في 22 نوفمبر 1963 (أ.ب)

بعدها، تعرّض الرئيس العشرون جايمس غارفيلد في عام 1881، والرئيس الخامس والعشرون ويليام ماكينلي في عام 1901، لعمليتي اغتيال ناجحتين أودتا بحياتهما.

ولعلّ عملية الاغتيال الأبرز كانت من نصيب الرئيس الـ35 جون إف كيندي، الذي قضى في نوفمبر (تشرين الثاني) 1963 لدى استهداف قنّاص سيارته، التي كان يستقلها إلى جانب زوجته جاكلين كيندي في ولاية تكساس.

رؤساء أميركيون

نجا رؤساء أميركيون من سلسلة من محاولات اغتيال متكررة وفاشلة تعرضوا إليها، وهنا أبرزهم...

- جيرالد فورد: الرئيس الـ38

تعرض فورد لمحاولتي اغتيال في عام 1975 في كاليفورنيا باءتا بالفشل، وقُبض على المنفذتين لينيت فروم وسارة مور، وزُجّ بهما في السجن. وقد أُطْلِقَ سراح فروم في عام 2009 ومور في عام 2007.

- رونالد ريغان: الرئيس الـ40

في مارس (آذار) 1981، أطلق جون هينكلي جونيور النار على ريغان في العاصمة واشنطن، وأصيب الرئيس الأميركي بجراح تعافى منها، بينما أصيب المتحدث باسمه جايمس برادي بشلل جزئي جراء الحادث. هينكلي احتُجز في مصح عقلي بعد ثبوت أنه مضطرب، ولا تمكن محاكمته مثل العقلاء.

ريغان بعد محاولة اغتياله بواشنطن في 30 مارس 1981 (أ.ب)

- جورج بوش الأب: الرئيس الـ43

نجا الرئيس الجمهوري من محاولة اغتيال بقنبلة يدوية أُلقيت عليه في عام 2005 خلال زيارة له إلى تبيليسي ولقائه برئيس جورجيا ميخائيل ساكاشفيلي. وعلى الرغم من أن القنبلة لم تنفجر، فإنه جرى الحكم على مُنفّذ العملية بالسجن مدى الحياة.

ولم تكن هذه المحاولة الوحيدة لاغتيال بوش الأب، فقد استُهدف في عام 1993 لدى زيارته الكويت بسيارة مفخخة، وذلك بعد أن ترك منصبه.

إضافة إلى ذلك، واجه كل من بيل كلينتون وجورج بوش الابن وباراك أوباما وجو بايدن محاولات اغتيال جرى إحباطها قبل أن تبصر النور.

مرشحون رئاسيون

وكما ترمب، لم يسلم المرشحون للرئاسة من هذه المحاولات، لكنهم لم يكونوا محظوظين بالنجاة. بين هؤلاء السيناتور روبرت إف كيندي، شقيق الرئيس الراحل جون كيندي وأحد المرشحين الديمقراطيين للرئاسة. قُتل كيندي في عام 1968 في لوس أنجليس، وألقي القبض على منفذ العملية سرحان سرحان، والحكم عليه بالسجن لمدى الحياة.

بالإضافة إلى كيندي، تعرض المرشح للرئاسة جورج والاس في عام 1972 لإطلاق نار خلال حدث انتخابي في ولاية ماريلاند، أصيب بالشلل جراءه.


مقالات ذات صلة

استطلاع: العالم يرى ترمب «خطيراً» و«متغطرساً» و«قوياً»

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

استطلاع: العالم يرى ترمب «خطيراً» و«متغطرساً» و«قوياً»

يُنظَر إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب حول العالم على أنه قائد «قوي»، ولكن «خطير» و«متغطرس» وغير جدير بالثقة، وفقاً لاستطلاع رأي أجراه «مركز بيو» للأبحاث.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتعثر أثناء صعوده على متن طائرة الرئاسة (أ.ف.ب) play-circle 00:35

على غرار بايدن... ترمب يتعثر على سلم الطائرة الرئاسية (فيديو)

تعثر الرئيس الأميركي دونالد ترمب أثناء صعوده إلى الطائرة الرئاسية أمس (الأحد) في طريقه إلى كامب ديفيد، في واقعة أعادت إلى الأذهان ما كان يحدث مع سلفه جو بايدن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ صورة أرشيفية للرئيس الأميركي دونالد ترمب يحيي الرئيس جو بايدن لدى وصوله لحضور مراسم تنصيب ترمب في الكابيتول، واشنطن العاصمة (رويترز)

ترمب يأمر بالتحقيق بشبهة «تآمر محيطين» للتستّر على «الحالة العقلية لبايدن»

أمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأربعاء بفتح تحقيق للاشتباه بأنّ محيطين بسلفه جو بايدن «تآمروا» للتستّر على «حالته العقلية» والاستيلاء على صلاحياته.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ التوقيعات على 5 قرارات عفو صدرت قبل مغادرة جو بايدن منصبه (تلغراف)

ما هو القلم الإلكتروني للرؤساء الأميركيين ولماذا يثير جدلاً الآن؟

ما هو القلم الإلكتروني الذي أثار كل هذه الضجة؟

لينا صالح (بيروت)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق جو بايدن يتحدث في مؤتمر صحافي في ديلاوير أول من أمس (رويترز)

ترمب: بايدن مات منذ 5 أعوام وحل محله روبوت

أعاد الرئيس دونالد ترمب نشر منشور يروج لنظرية مؤامرة لا أساس لها من الصحة، مفادها أن الرئيس السابق جو بايدن مات وحل محله روبوت مُستنسَخ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ترمب والحرب الإسرائيلية - الإيرانية: غموض متعمد أم تردد حقيقي؟

الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالبيت الأبيض أمس (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالبيت الأبيض أمس (إ.ب.أ)
TT

ترمب والحرب الإسرائيلية - الإيرانية: غموض متعمد أم تردد حقيقي؟

الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالبيت الأبيض أمس (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالبيت الأبيض أمس (إ.ب.أ)

شنَّت إسرائيل هجمات على إيران لليلة السابعة على التوالي، اليوم (الخميس)، في حين لم يستبعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب إمكان دخول الولايات المتحدة الحرب؛ للقضاء على البرنامج النووي لطهران. ولدى سؤاله عمّا إذا قرَّر توجيه ضربات أميركية إلى إيران، أشار ترمب إلى أنه لا يسعى للقتال، لكنه أضاف: «إذا كان الخيار هو القتال أو حيازتهم قنبلة نووية، فيجب أن أفعل ما يلزم. وربما لا نحتاج إلى القتال».

وسيتم إطلاعه على مستجدات الحرب اليوم، وهو يوم عطلة رسمية في الولايات المتحدة، في غرفة العمليات، حيث تُتَّخذ غالبية القرارات العسكرية حساسية.

ويقول تحليل إخباري لشبكة «سي إن إن» الإخبارية، إنّ تهويل الرئيس الأميركي قبل اتخاذ أصعب قرار أمني قومي في أيٍّ من ولايتيه الرئاسيتين لا يُقارن بتاتاً بالمناورات الحربية المعقدة، والتحريك الدقيق للرأي العام الذي يتطلبه معظم القادة العسكريين قبل إرسال الأميركيين للقتال.

وتبدو خطب ترمب وتعليقاته غامضة، أمام الكاميرات وعلى الإنترنت، سطحية، بل ومُهملة، نظراً للعواقب الوخيمة المحتملة لهجوم أميركي على المواقع النووية الإيرانية، وفقاً لما وصفه التحليل الإخباري.

لكن هكذا يتصرف. يُريد أن يُبقي الأصدقاء والأعداء في حيرة. لقد أثبت أنه يعتقد أن عدم القدرة على التنبؤ، والتقلب - وهما عاملان يسعى معظم الرؤساء إلى تجنبهما في أزمات الأمن القومي - يمنحانه ميزةً رئيسيةً.

هل يُخطط ترمب لحالات الطوارئ؟

لقد خشِي منتقدو ترمب اللحظة التي سيواجه فيها نوع الأزمة الدولية الذي تجنَّبه إلى حدٍ كبير خلال ولايته الأولى. ولأسلوبه عيوبٌ خطيرة.

لم تكتسب إدارته ثقة الشعب الأميركي بعد، ولم تشرح سبب تغييرها المفاجئ لرأيها بأن إيران لا تُصنّع سلاحاً نووياً. والآن، يقول ترمب إنه على بُعد أسابيع من ذلك. ولا توجد أي إشارة إلى أن الإدارة تنوي طلب تفويض من الكونغرس لشنِّ حرب جديدة محتملة ضد إيران - كما ينصّ الدستور.

كما أنها ترفض الإفصاح عمّا إذا كانت قد حسمت أمرها بشأن كيفية تأثير هجوم على محطة «فوردو» النووية الإيرانية على منطقة خطرة، وما إذا كانت لديها أي استراتيجية للخروج.

ويشير التحليل لشبكة «سي إن إن» إلى أنه قد تكون خطط الرئيس الأميركي غامضة. لكن حساباته بسيطة.

وعليه أن يُقرِّر ما إذا كانت المصالح الأميركية ستُخدَم بالانضمام إلى هجوم إسرائيل على إيران لمحاولة تدمير البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية، بقدراتٍ فريدةٍ لاختراق المخابئ لا تمتلكها إلا الولايات المتحدة.

إنه قرار صعب نظراً للعواقب المحتملة

أفادت شبكة «سي إن إن»، أمس (الأربعاء)، بأن ترمب منشغل بإيجاد طريقة لضرب أهداف رئيسية للبرنامج النووي الإيراني دون الانجرار إلى حرب شاملة. وذكرت مصادر مطلعة على الأمر أنه يريد تجنب الصراعات المفتوحة مثل تلك التي شهدها العراق وأفغانستان، التي تعهد بتجنبها.

هناك بعض المنطق في موقفه. لا أحد يتوقع من ترمب إرسال قوات أميركية إلى الميدان، فقد تكون هدفاً مباشراً في إيران، كما حدث في العراق وأفغانستان. فلم تُثر غارة اغتيال ترمب، التي أودت بحياة رئيس الاستخبارات الإيراني قاسم سليماني، خلال ولايته الأولى، غضباً عارماً تجاه الأهداف الأميركية كما توقع كثير من المحللين. كما أن القواعد الأميركية في المنطقة مُحصَّنة بشكل كبير ضد الهجمات الصاروخية. وهناك أيضاً بعض التساؤلات حول مدى قدرة الجيش الإيراني المُنهك على توجيه ضرباته الآن للولايات المتحدة وإسرائيل.

سيكون هذا الأمر مُقلقاً في حد ذاته. ولكن بعد تاريخ واشنطن الكارثي في ​​الغرق في مستنقعات ناجمة عن تخطيط غير كافٍ لليوم التالي بعد بدايات صادمة ومرعبة، فلاشك أن القلق يزداد.

كما أن خداع ترمب المُتكرر وأسلوب قيادته المُتّبِع «سياسة الأرض المحروقة» يعنيان أن ملايين الأميركيين سيحتاجون إلى أكثر من مجرد كلامه للثقة في أي قرار بشنِّ عمل عسكري.

قد تكون خططه غامضة... لكن حساباته بسيطة

يشير التحليل إلى أنه عليه أن يُقرِّر ما إذا كانت المصالح الأميركية ستُخدَم بالانضمام إلى هجوم إسرائيل على إيران لمحاولة تدمير البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية بقدرات فريدة لاختراق المخابئ لا تمتلكها إلا الولايات المتحدة.

إنه قرار صعب نظراً للعواقب المُحتملة؛ مثل هجمات إيرانية على قواعد أميركية في الشرق الأوسط، وهجمات إرهابية مُحتملة على أهداف أميركية، وموجة صادمة قد تزعزع استقرار العالم في حال انهيار النظام في طهران.

التطورات الأخيرة تُنذر بالسوء. مجموعة ثالثة من حاملات الطائرات الأميركية تتجه نحو الشرق الأوسط. تتصاعد حدة حرب كلامية شرسة بين ترمب وقادة إيران الدينيين. ويجتمع الرئيس يومياً في غرفة العمليات مع كبار مساعديه للأمن القومي.

«قد أفعل ذلك... وقد لا أفعل»

لم يعد العالم المُراقب أكثر حكمةً بعد الظهور العلني للرئيس، أمس (الأربعاء)، قائلاً: «أعني، أنتم لا تعلمون أنني سأفعل ذلك. أنتم لا تعلمون. قد أفعله، وقد لا أفعله. أعني، لا أحد يعلم ما سأفعله»، هذا ما قاله ترمب للصحافيين الذين سألوه عن خططه تجاه إيران في أثناء كشفه عن ساريتي علم ضخمتين في البيت الأبيض. «لا شيء ينتهي حتى ينتهي. كما تعلمون، الحرب معقدة للغاية. يمكن أن تحدث أشياء سيئة كثيرة. تحدث الكثير من المنعطفات».

لاحقاً، في المكتب البيضاوي، صرَّح ترمب لمراسلة شبكة «سي إن إن»، كايتلان كولينز، بأنه لم يتخذ قراراً نهائياً بشأن ما سيفعله، إذ تحاصره ضغوط من الإسرائيليين للتحرك، وتحذيرات مؤيديه للبقاء بعيداً عن الحروب الخارجية.

وأضاف: «لديّ أفكار بشأن ما سأفعله، لكنني لم أتخذ قراراً نهائياً بعد. أحب أن أتخذ القرار النهائي قبل ثانية واحدة من موعده، كما تعلمون، لأن الأمور تتغير».

قلق الديمقراطيين من افتقار ترمب للدقة

قال السيناتور الديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا، آدم شيف، في برنامج «غرفة العمليات»: «من الواضح أن تفكيره غير واضح حالياً. أعتقد أنه كان متردداً بعض الشيء بشأن إيران، وهو أمر أفهمه».

وصرَّح شيف، رداً على أحد تصريحات ترمب الصحافية المتقطعة: «هذا قرار صعب. لكنني لا أعتقد أننا حصلنا على كثير من التوجيهات بشأن ما إذا كان متفائلاً بشأن احتمال توجيه ضربة محتملة لإيران في المحادثات مع إيران». وأضاف: «كان الأمر غامضاً للغاية، مثل تدفق الأفكار المعتاد».

هناك لبس حول تضارب تقييمات الاستخبارات في الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن التقدم النووي الإيراني. السيناتور الديمقراطي عن ولاية فرجينيا، مارك وارنر، عضو في مجموعة من كبار المُشرِّعين الذين يُمنحون حق الوصول إلى أكثر المعلومات السرية حساسية، قال لشبكة «سي إن إن»: «أنا عضو... في مجموعة الثمانية. من المفترض أن نعرف... ليست لدي أدنى فكرة عن خطط هذه الإدارة أو عن السياسة الخارجية تجاه إيران».

تزداد أهمية مسألة خطط الطوارئ التي وضعتها الإدارة. لكن لا تتوقع أي تفاصيل.

واجه وزير الدفاع بيت هيغسيث، السيناتورة الديمقراطية عن ولاية ميشيغان، إليسا سلوتكين، خلال جلسة استماع، الأربعاء. وتتحدَّث سلوتكين من واقع خبرتها: كانت ضابطة في وكالة المخابرات المركزية الأميركية، وأكملت جولات قتالية في بغداد بعد فشل إدارة جورج دبليو بوش في التخطيط لكيفية تحقيق السلام في العراق.

سألت سلوتكين: «هل أعددت أي تخطيط لليوم التالي؟» أي حماية عسكرية، أي استخدام للقوات البرية، في إيران، ردَّ هيغسيث بازدراء. قال: «لدينا خطط لكل شيء، يا سيناتورة».

أظهر ترمب غطرسةً مماثلةً. قال للصحافيين في المكتب البيضاوي: «لدي خطة لكل شيء، لكننا سنرى ما سيحدث».

يقول الرئيس الأميركي أيضاً إنه منفتح على الدبلوماسية. لكن لا توجد أي علامة على وجود رحلة مكوكية للسلام على غرار جيمس بيكر.

بعيداً عن منح خصمه مخرجاً يحفظ ماء وجهه، يطالب ترمب بالاستسلام الكامل منذ البداية. في حين أن هذا قد يتوافق مع أهداف إسرائيل، إلا أنه أمرٌ غير قابل للتنفيذ بالنسبة للقادة الإيرانيين.

يبدو أن ترمب غالباً ما يعمل في عالم موازٍ. على سبيل المثال، يُصرّ على أن القادة الإيرانيين كانوا يرغبون في اللقاء و«الذهاب إلى البيت الأبيض». نفت إيران بشدة أي تطلعات من هذا القبيل.

وقال نائب وزير الخارجية، مجيد تخت روانجي، لشبكة «سي إن إن»: «نحن لا نتوسَّل من أجل أي شيء. ما دامت العدوان مستمراً، وما دامت هذه الوحشية مستمرةً، فلا يمكننا التفكير في الانخراط».

يشير هذا إلى إحدى نقاط ضعف دبلوماسية ترمب، التي تُفسر أيضاً فشل مساعيه للسلام في أوكرانيا. تُبدي إدارته مهارةً ضئيلةً في خلق فرص وسيناريوهات تفاوضية متعددة الطبقات من شأنها أن تُضعف المواقف المتصلبة. يُطالب ترمب بمطالب مُبالغ فيها. وعندما يعترض المُحاورون، تتوقف العملية تماماً.

لذا، يشير التحليل إلى أنه يبدو أن أميركا في الوقت الحالي تسير على طريق مغامرة أخرى في الشرق الأوسط، بعواقب غير مؤكدة.