انتكاسة للديمقراطيين «التقدميين» في نيويورك بعد خسارة جمال بومان

بعد دعم اللوبي الإسرائيلي منافسه لاتيمر بـ14 مليون دولار

النائب التقدمي جمال بومان يتحدث بعد خسارته في الانتخابات التمهيدية في نيويورك في 25 يونيو 2024 (رويترز)
النائب التقدمي جمال بومان يتحدث بعد خسارته في الانتخابات التمهيدية في نيويورك في 25 يونيو 2024 (رويترز)
TT

انتكاسة للديمقراطيين «التقدميين» في نيويورك بعد خسارة جمال بومان

النائب التقدمي جمال بومان يتحدث بعد خسارته في الانتخابات التمهيدية في نيويورك في 25 يونيو 2024 (رويترز)
النائب التقدمي جمال بومان يتحدث بعد خسارته في الانتخابات التمهيدية في نيويورك في 25 يونيو 2024 (رويترز)

في ضربة مُوجِعة للتقدميين، خسر النائب الديمقراطي جمال بومان انتخابات حزبه التمهيدية في ولاية نيويورك أمام الديمقراطي المعتدل جورج لاتيمر، ممهداً لطريق حافلة بالتحديات لمعارضي إسرائيل في الكونغرس، ولمجموعة «سكواد» من التقدميين التي ينتمي إليها.

بومان، الذي ظهر إلى الواجهة في الآونة الأخيرة بسبب معارضته الشديدة لإسرائيل، كان هدفاً مباشراً للمجموعات الموالية لها، إذ كرست مجموعة «أيباك» (اللوبي الإسرائيلي) أكثر من 14 مليون دولار في حملات دعائية لضمان خسارته وتعزيز موقع منافسه، بحسب موقع «إد إيمبكات» المعني بمراقبة تأثير الحملات الدعائية على الانتخابات، ليصبح السباق التمهيدي عن المقاطعة الـ16 في نيويورك، من أكثر السباقات النيابية تكلفة في التاريخ الأميركي.

جورج لاتيمر يتحدث مع مناصريه بعد فوزه ضد بومان في 25 يونيو 2024 (أ.ف.ب)

واللافت للانتباه هو أنه، ورغم معارضة «أيباك» لبومان بسبب مواقفه من إسرائيل، فإن مضمون الحملات الدعائية ركز بشكل أساسي على معارضته لسياسات الرئيس الأميركي جو بايدن؛ من رفضه لخطة إصلاح البنى التحتية في عام 2021، وصولاً إلى تصويته ضد مشروع رفع سقف الدين العام، وذلك في تكتيك سياسي لاقى نجاحاً واضحاً في صفوف الديمقراطيين الداعمين لبايدن، الذين قرروا التصويت لصالح لاتيمر؛ ما أدى إلى تقدمه بفرق شاسع وصل إلى أكثر من 11 نقطة على بومان.

كما عُرِف بومان بمواقفه المثيرة للجدل في ملفات عدة، فهو النائب الذي أُدين بتهمة دق جرس إنذار الحرائق في الكونغرس عمداً في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، لتأخير التصويت على تمويل المرافق الفيدرالية.

مناصرو بومان خلال حدث انتخابي في مدينة نيويورك في 22 يونيو 2024 (رويترز)

حرب غزة

لكن المواقف التي أدَّت إلى استهدافه من قبل المجموعات الداعمة لإسرائيل، هي مواقفه المنتقدة لممارسات تل أبيب؛ إذ صوَّت بومان ضد مشروع قرار يعرب عن دعم الكونغرس لإسرائيل بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، كما شكَّك علنياً بالروايات الإسرائيلية في الحرب، ما جعله هدفاً مباشراً لـ«أيباك» التي أصدرت بياناً يحتفي بخسارته. ويقول البيان: «إن فوز لاتيمر فوز كبير للحزب الديمقراطي التقليدي الذي يقف إلى جانب الدولة اليهودية وخسارة للشق المتشدد».

وحاول بومان من دون جدوى التصدي لهذه الهجمات، فقال متحدياً: «لن نبقى صامتين فيما تقتل أموال دافع الضرائب الأميركي أطفالاً ونساء وأولاداً... منافسي يدعم الإبادة الجماعية»، وذلك في إشارة إلى دعم لاتيمر الشديد لإسرائيل.

ساندرز وكورتيز في حدث انتخابي مع بومان في نيويورك في 22 يونيو 2024 (رويترز)

رسالة إلى معارضي إسرائيل؟

وسعى زملاء بومان التقدميون جاهدين لمساعدته، فشارك كل من السيناتور التقدمي برني ساندرز والنائبة الكسندريا أوكاسيو كورتيز في تجمعات انتخابية لدعمه. وحذر ساندرز من خسارة بومان وانعكاسها على مواقف المشرعين في الكونغرس الذين ينتقدون إسرائيل بشكل علني، فقال: «إن هزيمة بومان ستكون رسالة لكل عضو في الكونغرس، مفادها أنه إذا عارض مصالح الشركات الكبرى، فإن طبقة المليارديرات سوف تهزمه».

وبالفعل هذا ما حصل؛ إذ كانت هزيمة بومان بمثابة طلقة تحذير لكثير من زملائه الذين يخوضون انتخابات تمهيدية وتشريعية صعبة بمواجهة ماكينة «أيباك» المالية الضخمة، أبرزهم التقدمية كوري بوش التي تخوض سباقاً تمهيدياً في ولاية ميزوري في الأول من أغسطس (آب). وتكرس «أيباك» جهدها وأموالها في هذا السباق لصالح منافسها الديمقراطي ويسلي بيل.

وبهذا يكون بومان النائب الديمقراطي الحالي الأول الذي يخسر في الانتخابات التمهيدية، كما أنه التقدمي الأول الذي يغادر مجموعة «سكواد» المؤلفة حالياً من 8 أعضاء، بعد خسارته.


مقالات ذات صلة

مجلس الشيوخ الأميركي لتجميد الأسلحة الهجومية لإسرائيل

الولايات المتحدة​ يصوّت مجلس الشيوخ الأربعاء على تجميد الأسلحة الهجومية لإسرائيل (رويترز)

مجلس الشيوخ الأميركي لتجميد الأسلحة الهجومية لإسرائيل

يصوّت مجلس الشيوخ الأميركي، الأربعاء، على مشاريع تهدف إلى صدّ تسليم الأسلحة الهجومية لإسرائيل بسبب ممارساتها خلال الحرب في غزة.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب خلال لقائه مع الجمهوريين في مجلس النواب 13 نوفمبر 2024 (رويترز) play-circle 03:13

تعيينات ترمب المثيرة للجدل تهيمن على إدارته الجديدة

شهد أول أسبوع منذ فوز ترمب بالانتخابات الرئاسية، سلسلة تعيينات تماشى بعضها مع التوقعات، وهزّ بعضها الآخر التقاليد السياسية المتّبعة في واشنطن.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ زعيم الأغلبية الجمهورية الجديد جون ثون في مجلس الشيوخ في 13 نوفمبر 2024 (رويترز)

جون ثون زعيماً جديداً للجمهوريين في «الشيوخ»

انتخب الحزب الجمهوري في جلسة تصويت مغلقة السيناتور عن ساوث داكوتا جون ثون ليصبح زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ بسط الجمهوريون سيطرتهم على الكونغرس الأميركي (أ.ب)

«جمهوريو أميركا» يبسطون سيطرتهم على المرافق الفيدرالية

وقع مجلس النواب في قبضة الجمهوريين، ليلوّن المرافق الفيدرالية باللون الأحمر، ويمهد الطريق أمام الرئيس المنتخب دونالد ترمب لبسط سيطرته وتمرير أجنداته.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ستيفانيك وترمب في نيوهامشير 19 يناير 2024 (أ.ف.ب)

ترمب يختار داعمة شرسة لإسرائيل مندوبة في الأمم المتحدة

بدأ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب تشكيل فريقه الذي سيحيط به في البيت الأبيض، فطلب من النائبة الجمهورية إليز ستيفانيك أن تتسلّم منصب مندوبة بالأمم المتحدة.

رنا أبتر (واشنطن)

تكساس تمنح ترمب أراضي لبناء «مركز ترحيل» المهاجرين غير النظاميين

داون باكنغهام مفوِّضة تنظيم المدن في ولاية تكساس تتحدث خلال تجمّع انتخابي 29 يناير 2022 (أ.ب)
داون باكنغهام مفوِّضة تنظيم المدن في ولاية تكساس تتحدث خلال تجمّع انتخابي 29 يناير 2022 (أ.ب)
TT

تكساس تمنح ترمب أراضي لبناء «مركز ترحيل» المهاجرين غير النظاميين

داون باكنغهام مفوِّضة تنظيم المدن في ولاية تكساس تتحدث خلال تجمّع انتخابي 29 يناير 2022 (أ.ب)
داون باكنغهام مفوِّضة تنظيم المدن في ولاية تكساس تتحدث خلال تجمّع انتخابي 29 يناير 2022 (أ.ب)

أعلنت ولاية تكساس الأميركية، الأربعاء، منح إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب، أرضاً على الحدود مع المكسيك لبناء «مركز ترحيل» لدعم خطته المتعلقة بطرد المهاجرين غير النظاميين.

وأكّد الرئيس المنتخب، الاثنين، أنه يعتزم إعلان حالة طوارئ وطنية بشأن أمن الحدود، واستخدام الجيش الأميركي لتنفيذ عمليات ترحيل جماعية للمهاجرين غير النظاميين، بعد توليه منصبه في يناير (كانون الثاني).

وقالت مفوِّضة تنظيم المدن في ولاية تكساس، داون باكنغهام، في بيان، إنها ستمنح ترمب نحو 570 هكتاراً من أراضي الولاية الواقعة على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، من أجل «مساعدة إدارته على تنفيذ خططها المتعلقة بالطرد»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

والأرض المعنية هي مزرعة جرى الاستيلاء عليها في أكتوبر (تشرين الأول) في مقاطعة ستار، على ضفاف نهر ريو غراندي الذي يفصل بين المكسيك والولايات المتحدة. وكتبت المفوِّضة في رسالة إلى ترمب أنها اتّخذت الإجراءات اللازمة لـ«السماح ببناء الجدار الحدودي في تكساس». وأضافت باكنغهام في الرسالة أن فريقها «على استعداد تام» لإبرام اتفاق مع وكالة فيدرالية أميركية «يتيح بناء مركز لدراسة واحتجاز وتنسيق أكبر عملية ترحيل مجرمين عنيفين في تاريخ البلاد».

وخلال حملته الانتخابية، انتقد ترمب مراراً المهاجرين غير النظاميين واستخدم خطاباً تحريضياً حيال الأجانب الذين قال إنهم «يُسمّمون دماء» الولايات المتحدة. ووعد ترمب بترحيل الملايين، وتحقيق الاستقرار على الحدود مع المكسيك بعد عبور أعداد قياسية من المهاجرين بشكل غير قانوني في عهد الرئيس جو بايدن.

وقبل ولايته الرئاسية الأولى، تعهّد ترمب ببناء جدار على طول الحدود بين البلدين، لكنَّ المشروع لم يرَ النور. وقالت المتحدثة باسم حملة ترمب، كارولين ليفيت، إنه «سيحشد كل نفوذ السلطة لتأمين الحدود» وتنفيذ خطط الطرد الجماعي، وفق ما نقلت قناة «إيه بي سي» الأميركية.

وتقدِّر السلطات بنحو 11 مليوناً الأشخاص الذين يعيشون في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني. ويُتوقع أن تؤثر خطة الترحيل بشكل مباشر على نحو 20 مليون أسرة.