«النواب الأميركي» لاتهام وزير العدل بـ«ازدراء» الكونغرس

بعد رفضه تسليم تسجيلات صوتية لبايدن

يسعى الجمهوريون لتوجيه اتهامات ضد وزير العدل بازدراء الكونغرس (أ.ف.ب)
يسعى الجمهوريون لتوجيه اتهامات ضد وزير العدل بازدراء الكونغرس (أ.ف.ب)
TT

«النواب الأميركي» لاتهام وزير العدل بـ«ازدراء» الكونغرس

يسعى الجمهوريون لتوجيه اتهامات ضد وزير العدل بازدراء الكونغرس (أ.ف.ب)
يسعى الجمهوريون لتوجيه اتهامات ضد وزير العدل بازدراء الكونغرس (أ.ف.ب)

يتأهب البيت الأبيض لمواجهة جديدة مرتقبة بينه وبين الكونغرس؛ إذ يستعد الجمهوريون لتوجيه اتهامات لوزير العدل ميريك غارلاند بازدراء الكونغرس بعد رفضه تسليم تسجيلات صوتية للرئيس الأميركي جو بايدن خلال مقابلته مع المحقق الخاص روبرت هير.

فبعد مطالب الجمهوريين المتكررة من غارلاند تسليم التسجيلات الصوتية لتوظيفها في مساعي عزل بايدن، والتي قابلها وزير العدل بالرفض، يسعى المشرعون في مجلس النواب هذا الأسبوع للتصويت على الاتهامات بازدراء الكونغرس بهدف تحويله للمحاكمة.

ويتهم الجمهوريون وزير العدل بعرقلة تحقيقات الكونغرس الهادفة إلى عزل بايدن، مشيرين إلى أن التسجيلات الصوتية من شأنها أن توفر لهم «إشارات حول قدرة بايدن على استذكار الأحداث، أو ما إذا كان يتعاون بشكل فعال مع المحققين».

غارلاند أمام اللجنة القضائية في مجلس النواب في 4 يونيو 2024 (أ.ف.ب)

من ناحيته، يؤكد غارلاند أنه من غير الضروري تسليم التسجيلات الصوتية؛ نظراً إلى أن وزارة العدل سبق أن سلمت نصوص المقابلات للمشرعين. وقد دعم البيت الأبيض موقف غارلاند، علماً أن الرئاسة الأميركية دفعت بحجة الخصوصية الرئاسية لرفض تسليم التسجيلات، وهو ما انتقده الجمهوريون، معتبرين أن النصوص «لا تعكس التبادل الكلامي المهم ونبرة الحوار ووقع الحديث»، في إشارة مبطنة إلى تركيزهم على الصحة الذهنية لبايدن.

ويتهم أعضاء الحزب الإدارة الأميركية بعرقلة تحقيقاته؛ إذ يقول النائب الجمهوري تيم بورشات: «إن توجيه اتهامات له (وزير العدل) بازدراء الكونغرس فكرة جيدة، فالإدارة تستمر في عرقلة جهودنا لمراقبة حكومتنا، من دون محاسبة». ويضيف بورشات: «الشعب الأميركي يستحق سماع كلمات الرئيس وليس مجرد قراءة نصوص».

وهذا بالضبط ما تتخوف منه الإدارة في موسم انتخابي حامٍ يسعى فيه الجمهوريون إلى التركيز على تقدم سن بايدن وتراجع صحته الذهنية، وهو ما ورد في تقرير المحقق الخاص روبرت هير، المعين من غارلاند؛ إذ أشار في تقريره إلى أنه لن يوصي بتوجيه اتهامات لبايدن بسبب احتفاظه بوثائق سرية في منزله؛ لأنه «رجل مسن ذاكرته ضعيفة».

يطالب الجمهوريون وزارة العدل بتسليمهم تسجيلات صوتية لبايدن (أ.ب)

ويتهم الديمقراطيون الجمهوريين بملاحقة أعضاء الإدارة لأسباب سياسية بحتة، فقد سبق أن سعوا إلى عزل وزير الأمن القومي اليخاندرو مايوركاس بسبب أزمة الحدود، وتمكنوا من إقرار إجراءات العزل التاريخية في مجلس النواب، لكنها اصطدمت بحائط الأغلبية الديمقراطية في الشيوخ، وهو المصير نفسه الذي ستواجهه مساعي محاسبة غارلاند.

وقد أصدرت الأقلية الديمقراطية في لجنة المراقبة والإصلاح الحكومي التي سبق أن صوتت لصالح توجيه تهم بحق غارلاند، بياناً هاجمت فيه الجمهوريين، قائلة إنهم «يائسون ويسعون لتوجيه اللوم إلى أي شخص بسبب فشل إجراءات العزل».

وكان مجلس النواب قد صوّت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي للمضي قدماً بإجراءات عزل بايدن بسبب صفقات عائلته التجارية المرتبطة بنجله هانتر الذي يخضع حالياً للمحاكمة.


مقالات ذات صلة

حملة بايدن: انسحاب الرئيس من سباق البيت الأبيض «سيؤدي إلى الفوضى»

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن خلال إحدى الفعاليات في نيويورك (رويترز)

حملة بايدن: انسحاب الرئيس من سباق البيت الأبيض «سيؤدي إلى الفوضى»

ذكرت حملة الرئيس الأميركي، في رسالة للمؤيدين، أن انسحاب جو بايدن لن يؤدي إلا إلى «أسابيع من الفوضى»، وسيترك البديل النهائي، ضعيفاً، في مواجهة دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ بايدن وترمب خلال المناظرة الأخيرة (أ.ب)

ماذا سيحدث إذا قرر بايدن الانسحاب من السباق الرئاسي؟

أثار أداء الرئيس الأميركي جو بايدن السيئ في مناظرته مع منافسه دونالد ترمب التساؤلات من الديمقراطيين حول ما إذا كان سيترك السباق الرئاسي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس جو بايدن وزوجته يصلان إلى قاعدة ماكجواير الجوية في نيوغيرسي (أ.ب)

بايدن يحاول طمأنة المانحين بعد أدائه السيئ في المناظرة

حضر الرئيس الأميركي جو بايدن ثلاث فعاليات لجمع التبرعات لحملته الانتخابية، وحاول طمأنة المانحين الأكثر سخاءً قائلاً إنه قادر على الفوز في الانتخابات الرئاسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ جو وجيل بايدن خلال فعالية انتخابية برالي في نورث كارولاينا الجمعة (رويترز)

بايدن بعد المناظرة: أعلم كيفية تأدية مهمة الرئاسة

أكّد الرئيس الأميركي، جو بايدن، عزمه على مواصلة خوض السباق الرئاسي، رغم أدائه الذي وُصف بـ«الكارثي» في المناظرة التي خاضها أمام منافسه الجمهوري دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الخصمان بايدن وترمب في مناظرة «سي إن إن» (رويترز)

«برنامج واقعي» من «الفشل والكذب والعدوانية»... كيف قرأ العالم مناظرة ترمب وبايدن؟

رصدت شبكة «بي بي سي» تغطية وسائل الإعلام العالمية للمناظرة المثيرة للجدل بين الرئيس الأميركي جو بايدن وخصمه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

بايدن يحاول طمأنة المانحين بعد أدائه السيئ في المناظرة

الرئيس جو بايدن وزوجته يصلان إلى قاعدة ماكجواير الجوية في نيوغيرسي (أ.ب)
الرئيس جو بايدن وزوجته يصلان إلى قاعدة ماكجواير الجوية في نيوغيرسي (أ.ب)
TT

بايدن يحاول طمأنة المانحين بعد أدائه السيئ في المناظرة

الرئيس جو بايدن وزوجته يصلان إلى قاعدة ماكجواير الجوية في نيوغيرسي (أ.ب)
الرئيس جو بايدن وزوجته يصلان إلى قاعدة ماكجواير الجوية في نيوغيرسي (أ.ب)

حضر الرئيس الأميركي جو بايدن ثلاث فعاليات لجمع التبرعات لحملته الانتخابية، السبت، وحاول طمأنة المانحين الأكثر سخاءً قائلاً إنه قادر على الفوز في الانتخابات الرئاسية على الرغم من أدائه السيئ في المناظرة ضد سلفه دونالد ترمب.

وقال المرشح الديموقراطي في إحدى فعاليات جمع التبرعات التي نظمت في ولايتي نيويورك ونيوجيرسي في شمال شرق الولايات المتحدة: «لم أمض ليلة رائعة لا أنا ولا حتى ترمب». وأضاف: «أعدكم بأننا سنفوز في هذه الانتخابات»، وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

من جهتها، دافعت جيل بايدن بقوة عن زوجها البالغ 81 عاماً، في مواجهة الدعوات لسحب ترشيحه، قائلة إن «جو ليس الشخص المناسب لهذا المنصب فحسب، بل إنه الشخص الوحيد لهذا المنصب».

وتوجه كلاهما إلى نيوغيرسي، السبت، للمشاركة في فعالية لجمع التبرعات حضرها أيضاً حاكم الولاية الديموقراطي فيل مورفي.

وقال الرئيس الأميركي: «أتفهم قلقكم بعد المناظرة»، مضيفاً: «سأقاتل بقوة أكبر».

وبات ترشيح بايدن موضع شكوك، منذ أدائه السيئ خلال المناظرة ضد ترمب ليل الخميس.

ودعت هيئة تحرير صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية العريقة، الجمعة، بايدن، إلى الانسحاب من السباق إلى البيت الأبيض غداة مناظرته مع ترمب.

وكتبت الصحيفة في افتتاحية نشرت مساء الجمعة: «بايدن كان رئيساً مثيراً للإعجاب. في ظل قيادته، ازدهرت الأمة وبدأت في معالجة سلسلة تحديات طويلة الأمد، وبدأت الجروح التي فتحها ترمب في الالتئام. لكن أعظم خدمة عامة يمكن أن يؤديها بايدن الآن هي أن يعلن أنه لن يستمر في الترشح لإعادة انتخابه».

وفي هذا المقال الافتتاحي بعنوان «لخدمة البلاد، يجب على الرئيس بايدن أن يغادر السباق» إلى البيت الأبيض، وصفت «نيويورك تايمز»، بايدن، بأنه «ظل زعيم»، بعد أن «فشل في اختباره الخاصّ».

يرى محللون أن اختيار الديموقراطيين بديلاً من بايدن سينطوي على مخاطر سياسية عدة، وسيتعين على بايدن أن يقرر بنفسه الانسحاب لإفساح المجال أمام مرشح آخر قبل مؤتمر الحزب.

إذا قرّر بايدن الانسحاب، سيجتمع الديموقراطيون في أغسطس (آب) في شيكاغو في ما يُعرف بالمؤتمر «المفتوح»، حيث سيعاد خلط الأوراق، لا سيما أصوات المندوبين الذي صوّتوا للرئيس.

وسيكون هذا السيناريو غير مسبوق منذ عام 1968 حين تعيّن على الحزب إيجاد بديل من الرئيس ليندون جونسون بعد أن سحب الأخير ترشّحه في خضم حرب فيتنام.

ولم تنضم أي شخصية في الحزب الديموقراطي حتى الآن إلى الأصوات التي تدعو بايدن إلى الانسحاب من السباق. وكرر الرئيسان السابقان باراك أوباما وبيل كلينتون دعمهما لبايدن الجمعة.