الكونغرس لفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية

تكاتف ديمقراطي - جمهوري بمواجهة البيت الأبيض

أعلن رئيس مجلس النواب أن الكونغرس سينظر في فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية هذا الأسبوع (أ.ف.ب)
أعلن رئيس مجلس النواب أن الكونغرس سينظر في فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية هذا الأسبوع (أ.ف.ب)
TT

الكونغرس لفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية

أعلن رئيس مجلس النواب أن الكونغرس سينظر في فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية هذا الأسبوع (أ.ف.ب)
أعلن رئيس مجلس النواب أن الكونغرس سينظر في فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية هذا الأسبوع (أ.ف.ب)

ينظر مجلس النواب الأميركي هذا الأسبوع في فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية بسبب طلب الادعاء فيها إصدار مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت.

وعقدت لجنة القواعد في مجلس النواب جلسة استماع للنظر في أطر نقاش مشروع القانون المطروح، في وقت أكد فيه رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون على أهمية «وقوف الديمقراطيين والجمهوريين جنباً إلى جنب لإرسال رسالة للمجتمع الدولي مفادها أنه لا يمكن السماح للمحكمة الجنائية الدولية بالمضي قدماً في انتهاكاتها»، على حد تعبيره.

جونسون يتحدث مع الصحافيين أمام الكونغرس في 16 مايو 2024 (أ.ف.ب)

ووجّه جونسون في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» انتقادات حادة للرئيس الأميركي جو بايدن بسبب رفضه لفرض العقوبات على المحكمة، واصفاً قراره بـ«غير المعقول».

بالإضافة إلى الانتقادات الجمهورية، يقف بايدن بمواجهة حزبه الديمقراطي الذي يدعم عدد كبير من أعضائه مساعي فرض عقوبات على المحكمة، ما يعزز حظوظ مشروع القانون بالإقرار في مجلس النواب. ويتهم هؤلاء المحكمة بـ«الانحياز التاريخي» ضد إسرائيل، ودعوا الإدارة الأميركية، في رسالة كتبها أكثر من 20 نائباً ديمقراطياً، إلى التشاور مع الكونغرس «لفرض عقوبات فورية بحق المدعي العام كريم خان وأي مسؤولين آخرين أظهروا انحيازاً في قراراتهم»، بحسب نص الرسالة.

بنيامين نتنياهو يتحدث أمام الكونغرس في 3 مارس 2015 (أ.ف.ب)

بنود المشروع

وبحسب بنود مشروع القانون المطروح، على الرئيس الأميركي فرض عقوبات على المحكمة في فترة لا تتخطى 60 يوماً من إقراره في حال سعت إلى «التحقيق أو اعتقال أو محاكمة أي شخص محميّ من قبل الولايات المتحدة». وبحسب توصيف المشروع، فإن الأشخاص المحميين يشملون «مسؤولين وعناصر عسكرية في بعض البلدان الحليفة».

وتشمل العقوبات المطروحة مسؤولين في المحكمة الجنائية الدولية وعائلاتهم، وتتضمن رفض تأشيرات دخول للولايات المتحدة، وإلغاء أي تأشيرات صادرة، بالإضافة إلى تجميد أي أصول يملكونها في البلاد.

ويذكر المشرعون أن الولايات المتحدة ليست عضواً في المحكمة؛ إذ إنها لم توقع على «نظام روما الأساسي» الذي تم تأسيس «الجنائية» بموجبه في عام 2002. كما أن إسرائيل والصين وروسيا ليست من الدول الأعضاء في المحكمة.

وبينما يسعى مجلس النواب إلى فرض العقوبات المذكورة رغم معارضة الإدارة، طرح مشرعون من الحزبين مشروع قانون مماثلاً في مجلس الشيوخ من شأنه أن يزيد من الضغوطات على إدارة بايدن التي قالت على لسان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي إن «العقوبات ليست الحل».

تأتي هذه التحركات بالتزامن مع دعوة نتنياهو للحديث أمام الكونغرس، وعلى الرغم من أن هذه الدعوة حظيت بموافقة زعماء الحزبين في مجلسي الشيوخ والنواب، فإن بعض المشرعين الديمقراطيين عارضوها بشدة، رافضين حضور الخطاب، ومنهم من ذهب إلى أبعد من ذلك كالنائب الديمقراطي مارك بوكان الذي غرّد قائلاً: «إذا أتى نتنياهو للحديث أمام الكونغرس، فسيسعدني أن أظهر للمحكمة الجنائية الدولية الطريق إلى مجلس النواب لتنفيذ مذكرة الاعتقال بحقه...».


مقالات ذات صلة

أزمة الهجرة تدفع الاتحاد الأوروبي لتعيين مبعوث إلى سوريا

أوروبا سوريون نازحون من لبنان وصلوا إلى مناطق محاذية للحدود التركية شمال غربي سوريا بعد رحلة طويلة (د.ب.أ)

أزمة الهجرة تدفع الاتحاد الأوروبي لتعيين مبعوث إلى سوريا

يستعدّ الاتحاد الأوروبي لتعيين موفد خاص إلى سوريا، وسط تأكيدات مسؤولين في «المفوضية» وقسم العلاقات الخارجية على أن هذه الخطوة لا تهدف إلى «التطبيع مع النظام».

شوقي الريّس (بروكسل)
الولايات المتحدة​ يدعو بعض المشرّعين إلى فرض عقوبات على رئيس مجلس النواب نبيه برّي (رويترز)

دعوات في الكونغرس لعقوبات على رئيس البرلمان اللبناني

دعا النائبان الجمهوريان داريل عيسى ودارين لحود، الإدارة الأميركية إلى فرض عقوبات على رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برّي، بسبب «عرقلته لعملية انتخاب رئيس».

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ جانب من آثار الإعصار في كارولاينا الشمالية (أ.ف.ب)

حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية تحتدم حول المساعدات بعد الأعاصير

قبل 15 يوماً من الانتخابات الرئاسية الأميركية، تزور كامالا هاريس 3 ولايات حاسمة، بينما يعمد دونالد ترمب إلى إعادة تحريك الجدل حول المساعدات لضحايا الأعاصير.

«الشرق الأوسط» (آشفيل (الولايات المتحدة))
الولايات المتحدة​ تشهد انتخابات الكونغرس تنافساً حاداً على أغلبية مجلسَي الشيوخ والنواب (أ.ف.ب)

تنافس حاد للسيطرة على الكونغرس الأميركي

بينما تُسلّط الأضواء على السباق الرئاسي، ستُحدد مئات دوائر الكونغرس إن كان الرئيس القادم سيحصل على حكومة موحّدة لتطبيق أجندته أم أن سياساته ستُصطدم بطريق مسدود.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ مركز الاقتراع في حرم جامعة ويسكونسن ماديسون يوم الانتخابات الرئاسية الأميركية 2020 بمقاطعة داين ويسكونسن بالولايات المتحدة... 3 نوفمبر 2020 (رويترز) play-circle 04:12

ماذا نعرف عن المجمع الانتخابي وعلاقته بالسباق الرئاسي الأميركي؟

في انتخابات الرئاسة الأميركية لا يفوز المرشح بالمنصب بحصوله على الأغلبية في التصويت الشعبي، بل من خلال نظام يسمى المجمع الانتخابي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

​الناخبون الأميركيون يخشون العنف والمساعي لقلب النتائج بعد الانتخابات الرئاسية

خلال فعالية انتخابية في ميشيغان 26 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)
خلال فعالية انتخابية في ميشيغان 26 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

​الناخبون الأميركيون يخشون العنف والمساعي لقلب النتائج بعد الانتخابات الرئاسية

خلال فعالية انتخابية في ميشيغان 26 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)
خلال فعالية انتخابية في ميشيغان 26 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

يقترب الناخبون الأميركيون من الانتخابات الرئاسية بقلق عميق بشأن ما قد يتبع العملية الانتخابية، بما في ذلك احتمال اندلاع عنف سياسي، ومحاولات لقلب نتائج الانتخابات وتداعياتها الأوسع على الديمقراطية، وفقاً لاستطلاع رأي جديد.

تتحدث نتائج الاستطلاع، الذي أجراه مركز «أسوشييتد برس - نورك» لأبحاث الشؤون العامة، عن مخاوف مستمرة بشأن هشاشة أقدم ديمقراطية في العالم، بعد ما يقرب من أربع سنوات من رفض الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب قبول نتائج انتخابات 2020، مما ألهم آنذاك حشداً من أنصاره لاقتحام مبنى الكابيتول الأميركي في محاولة عنيفة لوقف انتقال السلطة السلمي.

يقول نحو 4 من كل 10 ناخبين أميركيين مسجلين إنهم قلقون «للغاية» أو «جداً» بشأن المحاولات العنيفة لقلب النتائج بعد انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) المقبلة. كما تشعر نسبة مماثلة بالقلق بشأن القيام بجهود قانونية لقلب نتائج الانتخابات.

ويقول نحو 1 من كل 3 ناخبين إنهم «قلقون للغاية» أو «جداً» بشأن محاولات مسؤولي الانتخابات المحليين أو الحكوميين لمنع الانتهاء من إعلان النتائج.

عدد قليل نسبياً من الناخبين - نحو الثلث أو أقل - «ليسوا قلقين للغاية» أو «ليسوا قلقين على الإطلاق» بشأن حدوث أي من ذلك.

وواصل ترمب منذ أربع سنوات الإصرار على أنه لم يخسر الانتخابات، ويتوقع مرة أخرى أنه لا يمكنه الخسارة هذه المرة إلا إذا تم تزوير الانتخابات ضده، وهي الاستراتيجية التي استخدمها منذ ترشحه الأول لمنصبه.

المرشح الرئاسي الجمهوري الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب وبجواره زوجته ميلانيا خلال تجمع جماهيري في ماديسون سكوير غاردن بنيويورك 27 أكتوبر 2024 (رويترز)

ورفع حلفاؤه واللجنة الوطنية الجمهورية، التي أعاد ترمب تشكيلها، دعاوى قضائية في جميع أنحاء البلاد، والتي تعد مقدمة محتملة للتحديات القانونية بعد الانتخابات في حالة خسارته.

وقالت أوستارا كاي من داوني بكاليفورنيا، عن ترمب: «اعتقدت أنه بعد 6 يناير (كانون الثاني) 2021 سيكون لدى الحزب الجمهوري الحس لرفضه بوصفه مرشحا. وبما أنه لم يفعل ذلك، لذا أعتقد أن هذا شجعه على الاعتقاد بأنه قادر على فعل أي شيء، وسيظل الحزب متمسكاً به».

يعتقد كثير من الناخبين بأن ترمب لن يعترف بالهزيمة إذا خسر. أدت محاولات ترمب الواسعة النطاق لرفض إرادة الناخبين والبقاء في السلطة بعد خسارته في عام 2020 إلى مخاوف من أنه سيفشل مرة أخرى في الاعتراف بالهزيمة إذا خسر أمام نائبة الرئيس كامالا هاريس، حسب تقرير وكالة «أسوشييتد برس».

وقال ما يقرب من 9 من كل 10 ناخبين إن الخاسر في الانتخابات الرئاسية ملزم بالاعتراف بالهزيمة بمجرد انتهاء كل ولاية من فرز أصواتها وحل التحديات القانونية، بما في ذلك نحو 8 من كل 10 من المنتمين إلى الحزب الجمهوري. لكن نحو ثلث الناخبين فقط يتوقعون أن يقبل ترمب النتائج ويعترف بالهزيمة إذا خسر.

يختلف الديمقراطيون والجمهوريون على نطاق واسع في وجهات النظر حول هذه المسألة: يعتقد نحو ثلثي الناخبين الجمهوريين أن ترمب سيعترف بالهزيمة، مقارنة بنحو 1 من كل 10 ديمقراطيين فقط. ولا ينطبق القلق نفسه على هاريس. وقال ما يقرب من 8 من كل 10 ناخبين إن هاريس ستقبل النتائج وتعترف بالهزيمة إذا خسرت الانتخابات، بما في ذلك أغلبية كبيرة من الناخبين الجمهوريين.

نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس المرشحة الديمقراطية للرئاسة تتحدث خلال تجمع جماهيري في فيلادلفيا 27 أكتوبر 2024 (د.ب.أ)

انقسام حول الخطر على الديمقراطية

ينقسم الديمقراطيون والجمهوريون حول من قد يضعف الديمقراطية، كما أن لدى أعضاء كلا الحزبين مخاوف واسعة النطاق بشأن كيفية أداء الديمقراطية الأميركية، اعتماداً على نتيجة انتخابات نوفمبر المقبل.

بشكل عام، يعتقد نحو نصف الناخبين بأن ترمب سيضعف الديمقراطية في الولايات المتحدة «كثيراً» أو «إلى حد ما» إذا فاز، بينما قال نحو 4 من كل 10 الشيء نفسه عن هاريس.

وليس من المستغرب أن يكون الأميركيون منقسمين بشدة على أسس آيديولوجية.

قال نحو 8 من كل 10 جمهوريين إن فترة ولاية أخرى لترمب من شأنها أن تعزز الديمقراطية «كثيراً» أو «إلى حد ما»، بينما قالت نسبة مماثلة من الديمقراطيين الشيء نفسه عن رئاسة هاريس. وقال نحو 9 من كل 10 ناخبين في كل حزب أن مرشح الحزب المعارض من المرجح أن يضعف الديمقراطية «إلى حد ما» على الأقل إذا تم انتخابه.

وصفت كاي، وهي عاملة متقاعدة في نظام الرعاية الصحية، ترمب بأنه «تهديد وجودي للدستور». وقالت إن أحد الاحتمالات التي تخيفها هو أنه إذا فاز ترمب، فإنه من المرجح أنه لن تكون لديه الحواجز الواقية في إدارته الجديدة التي كانت موجودة في الإدارة الأخيرة.

وقالت الناخبة الجمهورية ديبورا أبوداكا، 60 عاماً، من توسون بأريزونا، إن هاريس هي التهديد الأكبر للديمقراطية. وقالت إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أعطت أولوية كبيرة للمساعدات الخارجية، وأظهرت عدم اهتمامها بشعبها.

وقالت: «أموال ضرائبنا نرسلها إلى كل مكان. إنها لا تبقى هنا. لماذا لا نعتني بأميركا؟». وتابعت: «لماذا يجب أن ندفع الضرائب إذا كنا نرسلها بعيداً؟».

وأضافت أن هذا الافتقار إلى الاهتمام يشمل أيضاً الحدود، عادّةً أن فوز هاريس سيكون «نهاية دورية الحدود».

ويشكّل الهجوم على مبنى الكابيتول في السادس من يناير 2020 جزءاً من الانقسامات التي تفرق بين الناخبين الأميركيين حول آرائهم بشأن الديمقراطية الأميركية، ومن يتحمل اللوم على الهجوم.

فمن المرجح أن يلقي الديمقراطيون والمستقلون «قدراً كبيراً» من المسؤولية على عاتق ترمب مقارنة بالناخبين الجمهوريين.

الآراء حول هجوم 6 يناير 2020 ليست الوحيدة التي انقسم فيها الناخبون الأميركيون على أسس آيديولوجية.

باتباع خطى ترمب، تؤكد غالبية الجمهوريين أن الرئيس جو بايدن لم يُنتخب بشكل شرعي. ويعتقد جميع الديمقراطيين تقريباً ونحو 7 من كل 10 مستقلين أن بايدن انتخب بشكل شرعي.