محامو ترمب سيسعون للتشكيك بمصداقية محاميه السابق مايكل كوهين

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (رويترز)
TT

محامو ترمب سيسعون للتشكيك بمصداقية محاميه السابق مايكل كوهين

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (رويترز)

يدلي محامي دونالد ترمب السابق مايكل كوهين، الذي انقلب عليه، بشهادته مجدداً الخميس في محاكمة الرئيس الأميركي السابق، ما يشكل فرصة أخيرة للدفاع لمحاولة التشكيك بأقواله أمام هيئة المحلفين.

ووفق «وكالة الصحافة الفرنسية»، سيكون ذلك يوماً مهماً لفريق الدفاع عن ترمب، مع سعي المحامين إلى الإقناع بالعدول عن تصديق رواية كوهين بأنه قام بخرق القانون بطلب من الرئيس السابق والمرشح للانتخابات المقبلة.

وكان محامو ترمب هاجموا كوهين الثلاثاء الماضي، صديق الرئيس السابق الذي أصبح عدوه حاليا، محاولين تصويره على أنه متعطش للمال وغير جدير بالثقة. وتشكل جلسة الخميس فرصة لإثبات ذلك.

وشكا ترمب، وهو أول رئيس سابق تتم محاكمته جنائياً، أن مساعيه للعودة إلى البيت الأبيض تعرقلها الإجراءات القانونية التي يواجهها.

وتعقد المحاكمة قبل ستة أشهر من الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) حين سيتواجه ترمب مع الرئيس الديمقراطي جو بايدن الذي هزمه في الانتخابات السابقة عام 2020.

وفي إطار هذه المحاكمة التاريخية، دعا ترمب مشرّعين جمهوريين إلى حضور بعض الجلسات بهدف إحضار الحملة إلى قاعة المحكمة وتصوير القضية بشكل متزايد أنها سياسية.

ويُلاحق ترمب بتهمة تزوير 34 مستنداً محاسبياً يُفترض أنّها استُخدمت لإخفاء مبلغ مالي دُفع للتستّر على فضيحة جنسية مفترضة خلال حملته للانتخابات الرئاسية عام 2016، التي فاز فيها على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.

ويواجه ترمب في إطار هذه المحاكمة خطر صدور إدانة جنائية في حقّ رئيس أميركي سابق للمرة الأولى، كما يواجه نظرياً عقوبة السجن، ما من شأنه أن يهدد حملته.

واستجوب المحامي تود بلانش كوهين بعد ظهر الثلاثاء أمام ترمب، وسيستأنف الدفاع عمله الخميس. ويؤكد الادعاء أن كوهين شاهدهم الأخير في القضية.

وتتوافق روايته بشكل عام مع الشاهدين الآخرين ستورمي دانييلز وديفيد بيكر، الناشر السابق لصحيفة «ناشيونال إنكوايرر» الذي قال إنه عمل مع كوهين وترمب على طمس قصص محرجة محتملة عن الرئيس السابق.

مايكل كوهين محامي دونالد ترمب السابق في طريقه إلى المحكمة (أ.ف.ب)

شهادة من الرئيس السابق

ويعدّ كوهين الشاهد الرئيسي للادعاء في المحاكمة الجنائية التي يخضع لها الرئيس السابق بتهمة دفع مبلغ من المال لنجمة الأفلام الإباحية السابقة.

في نهاية الحملة الرئاسية في عام 2016، دفع كوهين مبلغ 130 ألف دولار لدانييلز نيابة عن ترمب لشراء صمتها بشأن علاقة جنسية في عام 2006.

وبحسب الادعاء، فقد تمّ تعويضه المبلغ في عام 2017 على أنّه «رسوم قانونية» في حسابات شركة منظمة ترمب القابضة، وذلك لإخفاء استخدام الأموال للتغطية على العلاقة مع دانييلز. ويلاحق ترمب بتهمة تدليس مستندات محاسبية لإخفاء أثر هذا المبلغ.

وبعد أن يستريح الادعاء، أمام الدفاع فرصة للترافع في القضية على الرغم من أنه ليس مطلوباً منهم فعل ذلك ولم يعلنوا إن كانوا سيقومون بذلك.

ويبقى السؤال الأهم إن كان ترمب سيعتلي منصة الشهود. وبقي محاموه غامضون بهذا الشأن.

وبينما يعد ترمب أنه أفضل مدافع عن نفسه، يؤكد المحللون أنه قد يشكل عبئاً قانونياً كبيراً.

وعندما تبدأ هيئة المحلفين المداولة، فمن المرجح أن يبقى أثر أسابيع من الشهادات الفاضحة، ولكن ستكون لديهم أيضا كميات من المستندات التي يتوجب عليهم التدقيق فيها.

وفي نهاية المطاف، تتوقف الاتهامات على السجلات المالية، وما إذا كان تزويرها قد تم بهدف التأثير على الانتخابات الرئاسية لعام 2016.

وكشف كوهين أنّ ترمب طمأنه بعدما داهم عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي غرفته في الفندق ومكتبه في أبريل (نيسان) 2018 بحثاً عن أدلّة على الاحتيال المصرفي ودفع أموال مقابل شراء صمت دانييلز.

وعلى حدّ تعبير كوهين، قال ترمب له حين ذلك: «لا تقلق، كلّ شيء سيكون على ما يرام، أنا رئيس الولايات المتحدة».

وأضاف: «شعرت بالطمأنينة لأني كنت تحت حماية رئيس الولايات المتحدة».

وكان كوهين اعترف بالذنب عام 2018 بتهمة التهرّب الضريبي والإدلاء ببيانات كاذبة أمام الكونغرس الأميركي، وانتهاك قوانين تمويل الحملات الانتخابية. وترتبط الجريمة الأخيرة ارتباطاً مباشراً بدفع المبلغ لستورمي دانييلز.

وفي هذا الإطار، أمضى قرابة 13 شهراً في السجن وعاماً ونصف العام قيد الإقامة الجبرية، بعدما حُكم عليه بالسجن ثلاث سنوات بتهمة الكذب على الكونغرس، وارتكاب جرائم مالية.


مقالات ذات صلة

استطلاع: ترمب يتقدم بفارق ضئيل على هاريس في السباق للبيت الأبيض

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ونائبة الرئيس الحالي كامالا هاريس (أ.ف.ب)

استطلاع: ترمب يتقدم بفارق ضئيل على هاريس في السباق للبيت الأبيض

أظهر استطلاع لصحيفة «وول ستريت جورنال» أن مرشح الجمهوريين للبيت الأبيض دونالد ترمب يتقدم بفارق نقطتين مئويتين على كامالا هاريس المرشحة المحتملة عن الديمقراطيين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​  الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترمب (أ.ب)

ترمب يعلن أنه سيقيم تجمعاً انتخابياً في بلدة تعرض فيها لإطلاق نار

قال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب إنه سيقيم قريباً تجمعاً انتخابياً آخر في بتلر بولاية بنسلفانيا، وهي البلدة التي أطلق فيها مسلح النار عليه.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ المرشح الجمهوري دونالد ترمب يضع ضمادة على أذنه اليمنى بسبب إصابته في محاولة اغتيال في بنسلفانيا (أ.ف.ب)

طبيب: لا دليل على أن إصابة ترمب في أذنه سببها شيء آخر غير الرصاصة

قال الطبيب السابق لدونالد ترمب إنه لا يوجد دليل على أن شيئاً آخر غير الرصاصة هو الذي تسبب في إصابة المرشح الجمهوري في أذنه خلال محاولة اغتيال.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ صورة آخر لقاء جمع الرئيس دونالد ترمب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المكتب البيضاوي في 15 سبتمبر 2020 (أ.ب)

نتنياهو يلتقي ترمب بأمل الحصول على تأييد أكبر لإسرائيل

يراهن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في لقائه بالرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري، دونالد ترمب، على نيل تأييد أكبر لأمن إسرائيل.

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ غيّرت حملة ترمب استراتيجيتها لمواجهة هاريس (أ.ف.ب)

هاريس توحّد صفوف الديمقراطيين وتستعد لمواجهة «حتمية» مع ترمب

نجحت حملة كامالا هاريس في توحيد صفوف حزبها وحشد دعم واسع، لكن هل يستمر حماس الناخبين الديمقراطيين تجاهها؟ وما حظوظها في الفوز على دونالد ترمب؟

رنا أبتر (واشنطن)

نتنياهو يستكمل «مظلته» الأميركية بلقاء ترمب


ترمب ونتنياهو قبل بدء اجتماعهما أمس (د.ب.أ)
ترمب ونتنياهو قبل بدء اجتماعهما أمس (د.ب.أ)
TT

نتنياهو يستكمل «مظلته» الأميركية بلقاء ترمب


ترمب ونتنياهو قبل بدء اجتماعهما أمس (د.ب.أ)
ترمب ونتنياهو قبل بدء اجتماعهما أمس (د.ب.أ)

بلقائه الرئيس الأميركي السابق، وربما اللاحق، دونالد ترمب، أكمل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس، مظلته الأميركية، التي شملت وقفة في الكونغرس ولقاءين مع الإدارة الديمقراطية، برئيسها جو بايدن، ونائبته، وربما خليفته بعد أشهر قليلة، كامالا هاريس، آملاً في الحصول على تجديد التعهد المطلق بأمن إسرائيل.

وقال ترمب بحضور نتنياهو: «لقد قمت بتأييد حقّ إسرائيل في مرتفعات الجولان والقدس، ونقلنا السفارة، وأوقفنا الاتفاق النووي الإيراني، وهو ربما أفضل شيء قمنا به، ولم نمنحهم أموالاً... ولم يكن أحد يشتري نفطهم، والآن أصبحوا دولة غنية، وهذا أمر مؤسف، لأنه كان من الممكن أن تكون هناك صفقة تنقذ الشرق الأوسط».

في تل أبيب، قالت مصادر سياسية إن المسؤولين الأميركيين أظهروا «عدم تأثر» من خطاب نتنياهو في الكونغرس، وبدا أنهم يعدّونه عرضاً مسرحياً لساعة انقضت، وراحوا يتحدثون معه في «أمور العمل بجدية»، وأن المطلوب الآن الكفّ عن الانجرار وراء اليمين المتطرف في حكومته وإنقاذ صفقة وقف إطلاق النار في غزة.