بلينكن يعلن مساعدة عسكرية بملياري دولار إضافية لأوكرانيا

تقدُّم القوات الروسية على الجبهات يُقلق إدارة بايدن ويعيد حساباتها

وزيرا الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والأوكراني دميترو كوليبا يتصافحان خلال مؤتمر صحافي مشترك في كييف (أ.ب)
وزيرا الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والأوكراني دميترو كوليبا يتصافحان خلال مؤتمر صحافي مشترك في كييف (أ.ب)
TT

بلينكن يعلن مساعدة عسكرية بملياري دولار إضافية لأوكرانيا

وزيرا الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والأوكراني دميترو كوليبا يتصافحان خلال مؤتمر صحافي مشترك في كييف (أ.ب)
وزيرا الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والأوكراني دميترو كوليبا يتصافحان خلال مؤتمر صحافي مشترك في كييف (أ.ب)

في ظل تقدم القوات الروسية على جبهات عدة، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأربعاء، مساعدة عسكرية جديدة بقيمة مليارَي دولار لأوكرانيا، ساعياً من كييف إلى تسريع وصول الأسلحة الجديدة إلى الخطوط الأمامية، وإلى طمأنة الرئيس فولوديمير زيلينسكي، الذي ألغى كل رحلاته الخارجية للتعامل مع خطورة المستجدات الميدانية.

وتزامنت زيارة بلينكن لكييف مع اضطرار القوات الأوكرانية إلى الانسحاب من بعض أجزاء شمال شرقي البلاد، حيث تقدمت القوات الروسية، في تطورات أشاعت القلق في البيت الأبيض، ودفعت إدارة الرئيس جو بايدن إلى إعادة حساباتها في شأن مستقبل الحرب في أوكرانيا.

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يلتقي الرئيس فولوديمير زيلينسكي في كييف (أ.ب)

وتفتح روسيا جبهات جديدة من أجل زيادة الضغط على الجيش الأوكراني الذي يعاني نقص الذخيرة والقوة البشرية، على خط المواجهة الذي يبلغ طوله نحو ألف كيلومتر، على أمل أن تنهار الدفاعات الأوكرانية. وتشن القوات الروسية هجوماً جديداً في منطقة خاركيف. وسعت في الأسابيع الأخيرة إلى البناء أيضاً على المكاسب التي حققتها في منطقة دونيتسك. كما تهدد الغارات المدفعية والتخريبية الروسية منطقتَي تشيرنيهيف وسومي، شمال أوكرانيا. وأقرَّت هيئة الأركان العامة الأوكرانية ليل الثلاثاء، بأن قواتها تراجعت من منطقتَي لوكيانتسي وفوفشانسك في خاركيف «من أجل إنقاذ حياة جنودنا وتجنب الخسائر»

استعجال الأسلحة

في هذه المرحلة الخطيرة، زار بلينكن أوكرانيا لتسليط الضوء على الدعم الأميركي، رغم أن معظم الأموال (نحو 1.6 مليار دولار) التي أعلنها، الأربعاء، تأتي من 60 مليار دولار خُصصت لأوكرانيا في قانون المساعدات الخارجية التكميلية الذي أقره الكونغرس ووقَّعه الرئيس جو بايدن. وأفاد المسؤولون الأميركيون بأن الأموال ستُستخدم لثلاثة أغراض: توفير الأسلحة على المدى القصير، والاستثمار في القاعدة الصناعية الدفاعية في أوكرانيا، والسماح لكييف بشراء إمدادات عسكرية من دول أخرى.

وزيرا الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والأوكراني دميترو كوليبا يضعان الزهور عند الجدار التذكاري للذين سقطوا دفاعاً عن أوكرانيا في كييف (أ.ب)

وفي مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، أكد بلينكن أن واشنطن تتفهم مدى إلحاح حاجة أوكرانيا إلى دفاعات جوية إضافية للحماية من الهجوم الروسي وتعطيها الأولوية في مساعدتها. وقال: «إننا نستعجل الذخيرة والعربات المدرعة والصواريخ والدفاعات الجوية للوصول إلى الخطوط الأمامية لحماية الجنود والمدنيين»، مضيفاً أن الولايات المتحدة «لم تشجع أو تمكّن من توجيه ضربات خارج أوكرانيا» باستخدام أسلحة بعيدة المدى قدمتها الولايات المتحدة. وشدد على أن هذا القرار يعود للسلطات الأوكرانية، علماً بأن الولايات المتحدة «ستواصل دعم أوكرانيا بالمعدات التي تحتاج إليها لتحقيق النجاح، والتي تحتاج إليها للنصر». وتوقع أن يلتقي الرئيس جو بايدن، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الأسابيع المقبلة. ورأى كوليبا أن المساعدات الأميركية «رسالة قوية للغاية إلى أصدقائنا وأعدائنا على حد سواء».

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)

«منطقة عازلة»

وأفاد معهد دراسات الحرب الثلاثاء، بأن وتيرة تقدم القوات الروسية في منطقة خاركيف الحدودية تباطأت بعدما حققت تقدماً كبيراً الأسبوع الماضي، مضيفاً أن هدف موسكو الرئيسي هناك هو إنشاء «منطقة عازلة» تمنع الهجمات الأوكرانية عبر الحدود على منطقة بيلغورود الروسية.

إلى ذلك، أعلن مكتب زيلينسكي، الأربعاء، أنه ألغى كل زياراته الخارجية المقبلة وسيحاول إعادة جدولتها، علماً بأنه كان متوقعاً أن يزور إسبانيا، وربما البرتغال، في وقت لاحق من هذا الأسبوع. ولم يقدم أي سبب لقراره، لكن الصعوبات على خط المواجهة كانت تخيِّم عليه.

وكان التقدم الروسي مبعث قلق للمسؤولين الأميركيين الذين عبَّر بعضهم عن ثقته بأن الكثير من هذه المكاسب يمكن عكسها بمجرد تدفق الأسلحة الجديدة، على الأرجح في وقت ما في يوليو (تموز) المقبل. ومع ذلك، يتردد هؤلاء المسؤولون في تقديم توقعات حول المكان الذي يمكن أن تصل إليه خطوط المعركة بعد بضعة أشهر من الآن، أو ما إذا كان زيلينسكي سيكون قادراً على شن هجوم مضاد طال انتظاره.

وخلال مقابلة تلفزيونية عبر شبكة «سي بي إس» الأميركية، حاول بلينكن التقليل من شأن التقدم الروسي، لكنه أقرَّ بأنه «ليس هناك شك في وجود تكلفة» للتأخير الطويل في إرسال الأسلحة. وقال: «نبذل كل ما في وسعنا لتسريع تقديم هذه المساعدة». لكنَّ المسؤولين الأميركيين يؤكدون أن بايدن لا يزال يرفض اقتراح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، نشر قوات غربية في أوكرانيا.

وفي السر، يشعر بعض مساعدي بايدن بالقلق من أنه مثلما تعلمت الولايات المتحدة الدروس الأساسية من الحرب -حول التقنيات الناجحة وتلك التي لم تنجح- فقد تعلم المسؤولون الروس أيضاً ذلك. وقلقهم الأكبر من أن تنشر روسيا على الجبهات بديلاً عن الأسلحة التي دُمِّرت خلال الأشهر الـ27 الأولى من الحرب.


مقالات ذات صلة

«أبتي علاء دينوف» أبرز المعلقين العسكريين على هجوم كورسك

أوروبا القائد العسكري الشيشاني أبتي علاء دينوف (لقطة من فيديو)

«أبتي علاء دينوف» أبرز المعلقين العسكريين على هجوم كورسك

بات القائد العسكري الشيشاني أبتي علاء الدينوف وجهاً مألوفاً للروس على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث يطل عليهم معتمراً خوذة أو قبعة عسكرية ليقدم أخباراً إيجابية.

«الشرق الأوسط» (وارسو)
أوروبا روسيا تواصل هجومها على خاركيف (إ.ب.أ)

مقتل اثنين في هجوم روسي بالقنابل على منطقة خاركيف الأوكرانية

قال حاكم منطقة خاركيف الأوكرانية إن مدنيين قتلا وأصيب 8 آخرون، اليوم (السبت)، في هجوم روسي بالقنابل على إحدى قرى المنطقة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا مجندون روسيون جرى استدعاؤهم للخدمة العسكرية وسط الصراع المستمر مع أوكرانيا (رويترز)

موقع مستقل يُحدد هويات أكثر من 66 ألف جندي روسي قُتلوا في أوكرانيا

أعلن موقع روسي مستقل، السبت، أنه تمكّن من تحديد هويات أكثر من 66 ألف جندي روسي قُتلوا منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.

«الشرق الأوسط» (وارسو)
أوروبا لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية تظهر مروحية عسكرية من طراز «مي - 35» قرب الحدود مع أوكرانيا

روسيا: مقتل نحو 400 عسكري أوكراني في كورسك خلال 24 ساعة

أعلنت وزارة الدفاع الروسية مقتل 400 عسكري أوكراني خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع إجمالي قتلى القوات الأوكرانية إلى 8200 عسكري.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا عمل رجال الإنقاذ الأوكرانيون في موقع مبنى سكني متضرر من 12 طابقاً في أعقاب ضربة صاروخية في خاركيف شمال شرقي أوكرانيا (د.ب.أ)

روسيا تعلن سيطرتها على كيروفه في دونيتسك شرق أوكرانيا

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (السبت)، أن قواتها سيطرت على بلدة كيروفه في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، وفق «رويترز».

«الشرق الأوسط» (كييف)

غولدريتش لـ«الشرق الأوسط»: لا انسحاب أميركياً من سوريا

غولدريتش لـ«الشرق الأوسط»: لا انسحاب أميركياً من سوريا
TT

غولدريتش لـ«الشرق الأوسط»: لا انسحاب أميركياً من سوريا

غولدريتش لـ«الشرق الأوسط»: لا انسحاب أميركياً من سوريا

نفى إيثان غولدريتش، مساعد نائب وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى والمسؤول عن الملف السوري بالخارجية الأميركية، وجود أي خطط لدى إدارة الرئيس جو بايدن لسحب القوات الأميركية من سوريا.

وقبل مغادرة منصبه، قال غولدريتش في مقابلة خاصة مع «الشرق الأوسط»: «حالياً، يَنْصَبُّ تركيزنا على الهدف، وهو عدم ظهور (داعش)»، مضيفاً: «لا نزال ملتزمين الدور الذي نلعبه في ذلك الجزء من سوريا، وبالشراكة التي تجمعنا مع القوات المحلية التي نعمل معها والحاجة لمنع ذلك الخطر (داعش) من العودة مجدداً».

وحول التطبيع مع نظام بشار الأسد، أكد غولدريتش أن أميركا لن تطبع معه حتى «حصول تقدم صادق ومستدام في أهداف القرار 2254»، داعياً البلدان التي انخرطت مع الأسد إلى توظيف هذه العلاقات للدفع نحو الأهداف الدولية المشتركة تحت القرار «2254».